كـ الزئبقِ في محبرتي ! - الصفحة 5 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )           »          تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-27-2008, 05:33 PM   #33
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي


لا أريد أن أكون نقياً

لا أريد أن أكون نقياً

لا أريد أن أكون نقياً ..

كان صوته يتعالى وراءها , شابٌ في مقتبل الثلاثينات , ملامحهُ حملت حنيناً لحياةٍ مسلوبة , و قسوةً على واقعٍ مختلِس !
فجأة نهضَ و ركضَ سريعاً على غير هدى , اختفى لدقائق ثم عاد منهكاً ليجلس على المقعد حيثُ تركَ حقيبته مبهمة اللون .

كانت أنفاسهُ تتلاحق و كأنها تنتقم لنفسها من رئته الصارخة بالحياة , كان كافياً ان تنظرَ في عينيه , اللتان كانتا تبحثان في الفضاء المجهول عن شيءٍ ما , لتدرك سرّ الوجع في محيط ذاكرته التي بدأت بالتكافل مع ألمها .كان كتفاه يتدليّان كالأقفاصِ الفارغة , وبقاياه تتطاير من أبوابها المطعونةِ بالخيبة .

هو ما أراد لنفسه إلا أن يكون كما تمنّت صديقة طفولته , ابنة الجيران ..
كانت تنتظر حلماً شهياً و كان هو فارساً يفتقد الجواد , أحبها كثيراً بصمت و بادلته طفولتها معه الحب , ركضهما سوياً , لعبة الاختباء , و السيارات التي كانت تسرقها منه لتقنعه باللعب معها بالأحصنة و الأميرات .. كل ذلك كان يبادله الحب , وكانت نظراتها تفضح شوقها لمعانقته كما كانت تفعل وهي ابنة السنوات الخمس , كلما ضربها أحد أولاد الحي و تشاجر هو معه .

ولكنها كانت تحلم , تحلم كثيراً , أكثر مما يمكنه احتماله , و هو شابٌ لا يملك إلا عملاً بسيطاً منّت به شهادته الجامعية .

هو لم يشعر إلا باختطافه لذلك المبلغ الهائل من المال , الذي رأى فيه جميع أحلامه , وأحلامِ صديقة فرحه المسروق .

وعندما خرج للحياة بعد أن نال منه العدل و اقتصّ منه ميزان الحياة المائل , سرقَ منهُ الزمن حتى حياته السابقة , و عاقبه بسجنٍ أكبر و بمدعّي الشّرف على حسابِ الباحثين عن رغيف الحلم , و بِطفلٍ صغير يحمل عيناها و اسم أحد سارقي الوطن .

حياته ما عادت تعنيه , ما يعنيه فقط أن يموتَ حقّاً , بلا ذاك العار الكاذب الملتصقِ باسمه .


.......

ردّدت " هي " , الفرحُ يرقصُ معصوب العينين على شفا حفرةِ الزمن المسروق , هو دوماً يسقطُ في مستنقعاتِ الكذب , مطعوناً ببياضه .

" هو " ما فارق ذاكرتها , ولا فارقَ احساسها الموشوم الآن بسخريّة الوجع و ابتسامةَ المكابرة .

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-04-2008, 09:34 PM   #34
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي


كانت هناك , وراءها بشجرتين و حزنين , و ألمٍ واحد !

أكثرُ ما كانَ يلمعُ في كرسيّ أرقها يداها اللتان تمسكانِ شالها الذّهبي , و تمزّقانِ حزنها المزروعَ على أطرافه .

أناقتها شدّت " هيَ " لتنصتَ إلى نبضِ قلبها , الّذي تعالى أكثرَ من رائحةِ عطرها ..

تسريحةُ شعرها الذّهبي , و فستانها المخمليّ الهارب من عصورِ الأميرات و النّبلاء , أضافا إلى حزنها مسحةً من كبرياءٍ جعلت الإنصاتَ في حرمِ ذاكرتها أمراً مقضيّا ..

أدركت " هي " أنّ هناكَ غربةً ما تختبأ تحت جلدها الناعم , و قد أصابت , فتوالت ذاكرتها كمعرضٍ للوحاتٍ قضى رسّامٌ بها كلَّ يديه .

كانت تحلم , يومَ كانت تحلم , برجلٍ يحبّها , و يحبُّ نجاحها , و يضعُ يديهِ حولَ خصرها فتلفَّ ساحاتِ النجاحِ معهُ , كرقصةِ باليه ممتعة , لا مُتعبة .

حينَ عرفته , كانَ أكبرَ من كلّ ما تخيّلتهُ أمنياتها الصّغيرة , و على مقاسِ خيالاتها الواسعة , كانَ رجلاً متفهّماً , صبوراً , ذكيّا , و يحبّها .

كلُّ لقاءٍ لهما , كانَ ينبضُ بالعقلِ و العاطفةِ معاً , كانت تشعرُ أنّهُ يكمّلُ عقلها , و كانَ هوَ يُخبرها كلّما التقيا , بأنّها تختصرُ جميعَ نساءِ أحلامِه .

و حينَ أتتها بعثةُ دراسيّةٌ للخارج , وقفَ معها يَشجّعها , و يبني معها في ذاكرتها صورةً لمستقبلٍ سيولدُ بعدَ عودتها ..

و سافرت حيثُ الحلم , سنواتٍ ثلاث قضتها هُناك , تراسلهُ , و يرسلُ لها , عن طريقِ أختها كلّ مرّةٍ مقطوعةٌ من أمنية عزفتها ذاكرته , إلى أن توقّفَ بعد سنتين , ليبجيبها , كلما طلبته في الهاتف ببرودِ المُذنبِ الهارب .

عادت , لتجدهُ في المطار يستقبلها , و يديهِ تحتضنان أختها , الحاملَ في شهرها السّابع !

/

" هي " كانت تشعرُ بذاتِ الحرقةِ تتعالى في داخلها حتّى تصل حنجرتها فتخنقَ صوتها بعبرة ,

" هي " تشعرُ أنّ البُكاءَ لم يعد ممكناً , لأنّ معاني الصداقة و الأخوّةَ و الوفاء ماتت بالتقادم !

" هو " كان دوماً يقولُ لها : " لن أخذلكِ صديقاً , حتّى لو فعلتُ حبيباً "



 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-06-2008, 06:12 PM   #35
فقـد
( كاتبة )

الصورة الرمزية فقـد

 







 

 مواضيع العضو
 
0 ... ( . )
0 ... سبعة
0 حَكايا
0 ... وجه

معدل تقييم المستوى: 18

فقـد سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي


...و؟






فقــد

 

التوقيع

لماذا أكتبُ كلَّ جملةٍ في سطر؟
لا أدري،
ربَّما لأنَّه التَّوزيع البصري للكلمات بهذا الشَّكل
يُريحني،
ويُبهجني،
وربَّما لأنَّها البعثرة تُعجبني أكثر.

محمد البلوي/ تحت الأزرق بقليل

فقـد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيك.. تسرقني محبرتي.. جنة الحور أبعاد النثر الأدبي 15 02-09-2008 01:55 PM


الساعة الآن 07:37 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.