أفـاقٌ لاتُـدرَك !

[بلقيس الرشيدي]

...
...


أخبرتنِي ذَاتَ يَوم أنَّنِي قصِيدَةٌ ذَابَت فِي ثَغرِ شَاعِرها !
وأخبرتنِي أنِّ الحُسنَ ضَاقَ من إختبائِي وأجهشتْ عينُ الفِتنةِ دُونِي بـ " البُكاء " !


إمتطيتُ صَهوة الشَوقِ وعَلى ظَهرِ جَوادِ حُسنِكَ كَان سِياقُ السِباقْ فَاخِراً !
سأخلعُ ماتبقَّى منِي خلفَ أكوامِ العُزلَة وأرفعُ رداءَ العَتمةِ عَن كُل المرَايا كَيْ تراني فِي كُل الزَوايَا .
وأنتشِيْ منْ أنفاسِكَ فجراً يَدُلُّكَ أينَ يكمُنُ زَهرَ الرَوضِ فِي ثَغرِ الحَنِينْ فِي جوفِ مدَائنِي الخاوِية .
وأينَ يَنسكبُ الضِيَاء حينَ يَنفرطُ الظلامْ فِي عتمةِ مادُونَ تلكَ المدِينةِ النائِيَة !
ضَبابِيَّةُ الوَقتْ تسَتسقِي منَّا كُل كأسٍ يَندلقُ بِفِتنَةِ أرواحِنا وتِرياقِ الهَوى فِي صُدُورنا
إنعكاسُ الحُسنِ سَيُخبرُكَ أنَّ العلُو يقِفُ هُناكَ مُنتظِراً طرقْ شُباكِ الإعتِكافْ .
وعُصفُورَ الصُبحِ يُغنِي بكَ ويرسُمُ معكَ أُسطُورةً إغرِيقِيَّة نُقشَتْ بـ عطرهَا الشفاف !
رُشَّت بِمحاسِنِ العِطر ْ وزُيِّنَت أروقتها بـ وميضِ الشِعر و . والزَهر . وصَوتِ المَطر وغِناء الوَتر
دَع نَوارِسُ الهَوى تُرفرِفُ بأجنِحتها تُسمعُنا صَوتَ قِيثَارةِ أشواقِها وتَصِلُ إلى أفاقِها
دَع رقَّة الهَوى فِينا تأخُذُنا على جَناحِ فراشَةٍ تهَوى التحلِيقَ فِي الأفاقِ وأبعدْ من نَشوةِ العُشاق !
أعلُو وتدفَّقْ معَ كُل غيمٍ يرتوِي مِنكْ وأسكُبْ إنحدارَ الفِتنةِ منْ نشوةِ السَماء
وأسرِقْ مِنْ مدائِنِي العُشبَ والنَدى والعنَّابْ وأغتسلْ بـ المَطر !
أغرقنِي حُسناً . إمزجني نبِيذَاً فاخِراً ينسَالُ منْ بينَ أصابِعكَ وصُولاً لشَفتيكْ .
أنتَ قَصرٌ مِنْ الهوى مُمرَّدْ وأنا الحَسناءُ اللتِي تعلُو بكَ كيْ تَصنعَ معكَ ثَورةَ عشقٍ
ومدِينَةَ لاتَنامْ منْ الهَوى ولاتَمتلاُ بأكثَر مِنْ زحامِ الشَوقِ المكنُونْ فِي . " أرجائِك " !


مازِلتُ الضِياء اللذِي يَسَتقطبُ فراشَات النُور كَي ترقُصَ عَلى إيقَاعِ صَوتهَا .
وهَذَا الصَدرُ وطنُ الشَمسْ وأنتَ الغِوايَة المسكُوبة فِي عينِ أفاقِها اللتِي لاتُدرك !



,


بسِيطَة كَانتْ ولِيدَة قَبلَ لَيلَتَين وأول نشرَ لهَا هُنا فِي أبعادُنا الأدبِيَّة .
لكُم منْ حدائِقَ الرُوح عطرَ العِرفَان