مقتبس من نور

[بدرالموسى]

أهتم كثيراً بعلاقتي مع الأشياء الجميلة وأسعى دائماً أن أوطد هذه العلاقات بما يناسبها من محبة وتقدير واحترام ، ولأني دائم الربط بين الأحداث وبين الصُدف التي تؤدي إلى حدوث شيء غير متوقع بوقته أجد أنني مثقل بشكر هذه الصُدفة بالتحديد والتي سمحت لي أن ألتقي بالضوء وأقترب منه أكثر بعد أن كان مجرد شيء لا يعنيني أو ربما لم يخطر في بالي في سابق الأيام أن تجمعني به لحظة أنس ومحبة ، اقترابي منه بهذه الطريقة جعلني أعرف المعنى الحقيقي للنور وللحقيقة وللمعنى الحقيقي للضوء وما يترتب عليه من أمور تبث السعادة في نفسي في قادم الأيام ، هذا ما تمنيته وهذا ما حدث بالفعل وكل الفضل بعد رب العباد الذي خصني بهذه النعمة لأني أثق ثقة تامة بوفاء الضوء وقدرته على التخصيص ووضع كل شيء في مكانه الصحيح .
هذا الضوء بإمكانه فعل كل شيء وبإمكانه أن يجعلني الوحيد في هذه الدنيا أعيش السعادة وأتلذذ بها وأعيش الراحة وأتوسد ذراعها أعيش الفرح وأنتشي بعطره ، لأنه كل هذا يجب أن يكون بمكانة خاصة عندي ، ولأنه هكذا يجب أن أكون أنا بمكانة خاصة وأعيش نشوة لا يساويها شيء بل هي تساوي كل شيء ، لأنه كل هذا يجب أن أتلذذ بتهمة الغرور التي يراني بها من لم يتمكن من معانقة الضوء .
كل ما أتمناه أن يبقى هذا الضوء بقربه وأن يبقى ذات الضياء أبد الدهر لأنه يستحق ولأننا نستحقنا عن جدارة ، قادتني الصدفة إليه وتمسكت به بقوة لأني لم أجدني إلا به ولم أجدني إلا له [ فقط ] ، الجميل أنه يتمتع بالشفافية والوضوح اللذان أعتبرهما غايتي وهدفي الذي أسعى لتحقيقه ونشره وتعميمه ، ربما ذلك يصب في خانة المحاولة لكن مثل هذه المحاولات سوف أجني ثمارها في يوم ما لا أستعجل قدومه لكنني أتمناه بصدق .
ربما يعتبر أحدكم حديثي اليوم على أنه مبهم وله الحق في ذلك ، لكنه ليس كذلك على الأقل بالنسبة لي ، أحببت أن أتباهى بعلاقتي والضوء ، أن أفخر وأسعد بهذه العلاقة أن أمارس لغة الترميز التي لم أتحدث بها من قبل لكن يجب أن أعترف بأنه لكل مقام مقال .

لا أستطيع قول أكثر من ذلك .