" أما آن للحُلم أن يرتدي ثوب الحياة.؟! " - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75152 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )           »          تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-13-2020, 08:08 PM   #1
فرحَة النجدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية فرحَة النجدي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 744

فرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي " أما آن للحُلم أن يرتدي ثوب الحياة.؟! "


....: من صاحبة هذا الخط.؟!
....: لا ندري

.
.

هكذا طرحت سؤالها معلمتي الفاضلة هناء الخواجة في ذلك اليوم من عام ألفين واثنين والذي وزعت فيه علينا أوراق التعبير بعد التصحيح في فترة كانت فيها الساحة العربية مشتعلة بالأحداث الدامية. كانت قد خيرتنا بين موضوعين اثنين لنتحدث عنهما في التعبير، الأول كان عن القراءة كما اعتدنا دائماً حتى أننا حفظنا ما نكتبه عن ظهر قلب منذ أن كنا صغاراً وحتى تلك المرحلة وكل ما هنالك أننا نضيف القليل من الجماليات والاقتباسات الرنانة ليصبح أجمل مما كتب قبلاً بقليل. أما الثاني فكان أن نتحدث عما يجري في ذلك الوقت على الساحة العربية. ترى، هل كانت المعلمة ترمي لمعرفة مدى وعينا بما يحدث من حولنا.؟! ولئن كان كذلك، فقد كان اختباراً جميلاً اصطفى أربع أو خمس فتياتٍ كنت على رأسهن، إذ تحدثت بحرقة عما يجري من حولنا حتى أنني لشدة انغماسي وانسكاب غضبي ومشاعري على الورق نسيت تدوين اسمي عليه، مما أذهل المعلمة يومها وقالت لي وهي تقسم بأنها لو استطاعت أن تعطيني علامةً كاملة في التعبير لفعلت، فما كتبته كان مداده دماً وليس حبراً. ولكنني كنتُ مجرد طالبة ولست كاتبةً مُحترفة لذلك خصمت مني ربع درجةٍ فقط.
الآن، دعوني آخذكم في رحلة نحو الماضي لأخبركم عن علاقتي بالأقلام والورق! منذ أن كنت طفلة في الخامسة وأنا ألتقط الأقلام وأخربش على كل شيء من حولي، الجدران، الأوراق، الملابس وكل ما يمكنكم أن تتصوروه مخربشاً حتى وجهي! كلا أمزح، ولكنني كنت أخربش أيضاً على يديّ ورجليّ. وحين بلغت السابعة وتعلمت الكتابة أصبحت الخربشة كلماتٍ مفهومة ورسومٌ بسيطة مما يعلموننا إياه في المدرسة، كل ما أتعلمه بمعنى الكلمة، ولن أحدثكم عن العلقات الساخنة التي كنت أتعرض لها بعد كل خربشة منعاً للإحراج!
عندما كبرتُ قليلاً ودخلت المكتبة، كانت معلمتي نرجس تطلب من كل واحدةٍ منا قراءة قصة وتلخيصها على ورقة تمهيداً لأن نلقيها على مسامع زميلاتنا في الصف. وكانت هذه انطلاقتي في عالم القراءة.
المميز في سنواتِ عمري في المدرسة حدث عندما كنت في المرحلة الثانوية، إذ كنت أدخل المكتبة لاستعارة كتاب ومن ثم أهرب منها على أطراف أصابعي لأنفذ من أمينة المكتبة التي كانت تحب دقتي في تصنيف الكتب يدوياً، فتبقيني معها إلى ما بعد انتهاء الدوام الرسمي بساعات لأنهي معها عدداً لا بأس به من الكتب. وعلى إثر ذلك منحتني بطاقة استعارة دائمة ودون رسوم. ولكنني لا أكاد أفرغ من التصنيف إلا وطاقتي قد نفدت فلا أستطيع التركيز في القراءة. ومع ذلك كنت أستمتع معها جداً وأحبها أيضاً بالرغم من حديثها المتواصل الغير مفيد والذي لا يقطعه سوى رنين الهاتف.
بعد التعبير الذي حدثتكم عنه آنفاً، وبعد تشجيع معلمتي هناء لي للقراءة أكثر والانخراط في الكتابة الأدبية في المنتديات ومراسلة الجرائد، ولأنني كنت خجولة في ذلك الوقت قررت أن أبدأ بتدوين مذكراتي فقط، حتى تكومت عندي مذكرات كثيرة، البعض منها مفرح والبعض منها مضحك والآخر مبكي. وبدأت أكتب قصصاً قصيرة. لم يكن لدي قُراء أو جمهور سوى صديقتي نوال. كنت أكتب وكانت هي تقرأ وهكذا. حتى هاجرت صديقتي لأميركا فصارت قصاصاتي حبيسة الأدراج، حتى أنها في مرة من المرات حينما أشارت عليّ بنشرها رفضت، فقالت لي لمن تكتبين هذه المذكرات والقصاصات؟ ولماذا.؟! سخرت منها وقلت: هل ترينها صالحة للعرض على الملأ، أو لأن تُقرأ.؟ ولو أنني فكرت مستقبلاً، من سيطيق قراءة هذا الهراء بعد سنواتٍ من الآن.؟!
ولكنني بعد ذلك، بدأت أفكر بيني وبيني. أتعلمون.؟! أحياناً نحن نسخر من أنفسنا ومن أشياء اعتدنا القيام بها ولكننا لا نبذل جهدا لإزالة سبب السخرية أو تصحيح الأشياء أو رُبما حتى لتقبل ما نقوم به دون تسبيبه وربطه بكثير من الفرضيات والنظريات و.....
فعلى سبيل المثال، أنا عودت نفسي ألّا أتفاءل بالشهور والأرقام والحيوانات والصور والأحداث الصغيرة المباغتة كالآخرين ولكنني لو قدر لي أن أحب شهرا فأعتقد بأنني سأحب شهر سبتمبر، ليس لانبثاق الحِياة فيّ فيهِ ولكن هكذا بلا سبب أحبه! كلا صدقوني. ليس شيئاً غريباً، لنكف عن تسبيب كل شيء فليس لكل فعل سبب. البحثُ في أسباب بعض الأمور يفقدها لذتها ومعناها في الحياة تماما كأفعالنا وطقوسنا الصغيرة في الحُب.! هل يستطيع أحدنا مثلاً أن يسبب تقبيل انسان يحبه.؟!
وشيئاً فشيئاً وبعد تفكير طويل قلت لنفسي: وماذا هنالك، لترى حروفي النور. فانخرطت في المنتديات الأدبية، وتعلمت منهم الكثير ومنذ تلك الفترة حصلت على لقب كاتبة. أصبحت كاتبة رُبما بالنسبة لهم ولكنني لم أكتب يوماً ليُقال " كاتبة " إنما كنت أكتب ولا زلت أفعل ليقيني بأن الكتابة رئة اسنادٍ إضافية أتنفس من خلالها. وليقيني أيضاً بأن " كاتبة " ليست صفةٌ استثنائية، فبداخل كل انسان كاتب إن أمسك بالقلم أبدع، فقد وهب الله الجميع عقولاً وفكراً ولغة وليس كل ذلك حكراً على أحد، ولو أنه أراد أن يخط بالقلم والفكر لفعل وامتلك بصمته الخاصة في الكتابة. والحقيقة أنه بودي أن لو يستفيد الجميع من حقيقة أن كل انسان فيلسوف قائم بذاته. وعلى ذكر الفيلسوف، سألتني إحدى صديقاتي مرةً برسالة نصية: أينك.؟! فقلت: في حُمرة الحياة! فقالت: ما هي حُمرة الحياةِ هذه وما شأنها.؟! قلت: لا شيء ولكنني لما جلست على كرسي المكتب كان أول ما وقع عليه ناظري هي الوردة الحمراء الجميلة التي لا أحب رؤية المكتب من غيرها، تبدأ الحياة من عمق بتلاتها المنطوية بحياء جميل على نفسها. من قال إن الأحمر رمز خطر أو خطأ.؟! هذه الصورة الذهنية التي عممها أحمق كبير لا أعرفه، لم يجرب أن يعيش حياته بين أحضان وردة حمراء.! فقالت صديقتي: حبذا لو ركنتِ حُمرة الحياة جانباً وأتيتي لتناول الشاي الأحمر اللذيذ عوضاً عن هذه الفلسفة الزائدة! فتركت الفلسفة وذهبت لتناول الإفطار معهم و "يا دار ما دخلك شر"!
وبعد سنواتٍ من الاطلاع والتعلم بالتبادل مع كتاب رائعين، أرسلت أولى مقالاتي لجريدة رسمية، ثم نسيتها. وفي يوم من الأيام تلقيت اتصالا من احدى صديقاتي تسألني إن كنت قد كتبت شيئا في الفترة الأخيرة، فأجبتها أن نعم، فرحت بي وأثنت على المقال، شكرتها ثم ابتعت الجريدة لنفسي ولكنني أُحبطت، فقد قص الكثير مما كتبت. وحاولتُ ثانية وثالثة ورابعة وهكذا كانت حروفي تُقص في كل مرة، فاقتصرت على نشر مقالاتي في مواقع الشبكة العنكبوتية. اكتشفت في تلك الفترة أن بعض الأحاديث متعتها في كونها مكتوبة لا محكية، واكتشفت أيضاً بأنني لا أحب الحديث بتفصيل إلا على الورق، ألم أخبركم بأنها بالنسبة لي رئة اسنادٍ إضافية.؟
ولما توفي أخي رحمه الله فاضت محبرة الألم فأمسكت بالقلم وانسكب مداده دمعاً ودم. كانت أياما قاسية وعندما أُعاود الآن قراءة ما كتبته في تلك الفترة أجفل من نفسي، بالرغم من تذكري لكل تفاصيل تلك المصيبة التي حطت على كقيامةٍ لم أتزود لها. وهذا ما جعلني أُمرن نفسي على اعتياد غياب كثيرين ممن أحب. رحم الله أخي.
وبالحديث عن القلم، فعلى الرغم من أن البعض يفضل طقطقة حبات جهاز الحاسب الآلي في الكتابة على صوت صرير القلم على الورق، إلا أنني أحب الكتابة بالقلم على ورقٍ أصفر بالضبط كما أحب قراءة الأوراق الصُفر. هذه المحبة اكتسبتها من عمتي، وهو مجرد تفضيل لا يمت للحنين والصدق بصلة فلربما دونت يوماً كذبة أو مجرد هراء على ورقة صفراء، من يدري.! وحين أكتب بشكل عام فأنا أحاول قدر المستطاع أن ألتزم الحياد، لأنني أعتقد جازمةً بأنه ليس هنالك حقيقة مطلقة، وليس هنالك ما يبرئ ساحة أي فرقةٍ قاتلت لصحة توجهها ومعتقداتها، فالإنسان بطبعه متحيز لفكره ويرى أنه دائما على حق والآخرون مخطئون، وذلك بتكريس من المجتمع الذي عاشه وترعرع فيه منذ نعومة أظفاره وكبر على عاداته ومبادئه وقيمه والتي ليست بالضرورة صحيحة أو تتفق عليها جماعات أخرى غير جماعته التي ينتمي إليها. أما إن جئت للحب، فأنا متطرفةٌ فيه جداً.
.
قبل أعوامٍ من الآن – لا دخل لكم بعددها - أبصرت النور لأول مرة. مضى وقتٌ طويل مُذ جئت إلى الدنيا وارتكبت الأماني والأحلام، تحقق منها شيء كثير، واحدة من هذه الأمنيات أن يكون لي مؤلف جميلٌ بإسمي، وحين أتممت كتابة " رواية حلم أبيض " ركنتها جانباً مترددة في أمر نشرها. نسيتها لما يقارب سبع سنواتٍ، ولما وقعت عليها صدفة قلت لنفسي: أما آن للحُلم أن يرتدي ثوب الحياة.؟! أخذت هذا العمل بين يدي وأعدت قراءته وتنقيحه وسلمته للنشر بعد التوكل على الله. وقد فرحت بهذا المؤلف أيما فرحة، تماماً كفرحة أي أمٍ بوليدها الأول، وزاد هذه الفرحة أن لاقت صدى جميلاً وجعل شريحة واسعة من زملائي في التمريض يثنون عليّ لمحاولة كشف ما يتعرض له الممرض من متاعب وعقبات دون مراعاةٍ لما يحترق في صدره كإنسان يقدم خدمة إنسانية ترقى بجودتها ودقتها للحفاظ على نفسٍ بشرية.
وها أنا ذا أنتظر وأركض خلف ما لم يتحقق من أمنياتي، فالصبر جميل والسعي فرض عين ويد الله بالغة وعطاياه محمودة.
.
قلت قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم!



[left]


بقعة ضوء:
طُلب مني هذا النص، فتذكرت أيامنا الخالية هنا في أبعاد فأحببت مشاركتكم إياه .
محبتي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/left]

 

التوقيع



قَدْ سَفِهَتْ عُقولُ بَعْضِ الّناسِ حَتى اعْتَبَروا
قِلَةَ الّتَأَدُبِ مَعَ اللّهِ في أطروحاتِهمْ أَدَباً .!!


.



لله رب العالمين ،
ثابتة على قيَّمي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


My Facebook
https://www.instagram.com/alnajdi_f/

فرحَة النجدي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:21 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.