[.. كُل هَذَا الحُزنَ لـِي ..]

[بَين]

أنُوء بِجَدَائــلُ أَهَــاتِي لِـ كَبِدِ النِّسْيَانْ ..
وَأَتقَوقعْ كَمَا طَفلٌ رَضِِيعٌ بِأحضَانْ الذَاكِرَة ..
بحثاً عَنْ لَحَظة صَمت ..
تَرفُضنِي الأشيَاء !!
وَتَنفِينِي حَيثُ مُدن الحصَار ..
أَنَزوي بِـ قُـعــرِ الوَجَع ..
وفِي مُحَاولَة مُتأخِرَة أُفَرغ أَورِدَتِي الثَمِلَة ..
يُحدِثُ الدَمعُ ضَجَةٌ غَيرَ مُتَعَمدَةٌ ..
فَـ تَسْتََيقظُ جَمِيعُ خَلايَا جَسَدِي المُنهَكْ ..
لِتُدَاعِب جِثة اِبتِسَامَاتِي المَنحُوتَة ..
عَلى خَاصِرَة نَغَمَاتِ الأشّوَاكْ..!

 

[بَين]

أَصْوَاتٌ مَثْـقُوبـَةٌ تَأتِينِي مِنْ الأعْمَاق ..
تُنْبُئنِي بِحَالَةٌ مُسْتَنْفِرَه مِنْ رُكَام ضَجَر الأورِدَة لِـ السَير بِالمَقلُوب ..
كُنت غَائِبَةٌ عَنْ الجَرحْ لِـ وَقْتٍ قَرِيبْ ..!
وَاسْتَفَقتُ لِـ أَجِدُنِي أُحِيكُ بِمَغزَلِ جِرَاحِي كَفَنٌ يِلَفُ عُنقِي
بِـ سَذَاجَةُ نَظَرَتِي ..
لا شَيءٌ هُنَا غَيْرَ قَلَبٌ قَرَرَ أَنّ يَتيَمّم بِدِمَاءِ حُزنِه ..
لَـ رُبَمَا يَجُودُ الحُلم هَذِه المَرَة
وَيَضَعُ الوِسَادَةَ عَلى الأنّفَاس وَيُسّرِف بِالبُكَاء..!!

 

[بَين]

صَومَعةٌ مِنْ جَرحٌ مُتَخثِر بـِ شريَانِي ..
يَقتَات عَلى مَا تَبقَى مِن حَواسِي البَيضاء ..
أُدرِكُنِي مُتَأخِراً ..
ولا أَجِدُني سِوى عَلى حَافَة الرَصِيف
أُلَملِم أَشتَات أَورِدَتِي بِزَمَن لا يَعِيشُ بِه ..
سِوى أَصحَاب القَمع المُبتَذل ذَوي الأنَامِل الخَفِيَة ..!!
أَيَتُها الرُوح ..
أَزفَ الحزن بِغَايَاتِه المُؤلمة بأعمَاقِك ..
اِحتَواكِ كَرمَه مُنذ أَنْ قَرعَ طُبولِه عَلى مَد أَسمَاع أَوجَاعَك..!
فَقط مِنْ أين تَعَلمَ خِدعَة الوفَاء ..
حِينَ بَاغَتكِ مِنْ الجِهَةَ المُعَاكِسَة ..
مُستَطرِداً تَحِيَته بـِ عَشقتُك كُونِي قُربِي ..

 

[بَين]

أُحَدثُك مِن خَلف الغَيم بأَنْ الألَـم اِستَقطبَ وجَعِي بَعِيداً ..!!
ونَاء بِـ صَمتِي لِـ هَشِيم لَحظَتي ..!
وهـا أَنا أَتَشَدِقُ بِـ قَدِيم الشَوقْ..
أُلَملم أَزهَارِي مِنْ بَينَ أَنَامِل الفَجرْ ..
وأَنزَوي بقَوقَعَتِي مُمتَلئة
بِتَفَاصِيلِي المُكتَظَة بِك ..
أَتدَارك جَرحُك مُتَنَاثرةٌ على نَوافِذ الحَقِيقَه...!
أُرتِلُ الدَمعُ صَديقٌ جَبان ..
لا يَقوى أبداً عَلى إثَارَة اِبتِسَامَاتِي !!
لا يَجرُؤ أيضاً ..
ق . ت . ل . ي ...!

 

[بَين]

حِينَ يُرْبُكنِي الوَقت ..
وتَقْتُلنِي الأَشّيَاء ..
أَسّتَدُر الحَدِيثُ كَمَا تَمْتَمات الأَطفَال ..
وأَصّمُت بِثَورَة العَودَة لِـ مَائة عَامٌ لِلوَراء ..
أُعْلنُ الحِدَادُ مَعَ سَبق الإصرَار ..!
عَلَى وَرِيدُ قَلْبِي ..!
وَأَجْزِمُ بِأَننِي لَستُ سُوى فَاكِهَةٌ مُحَرَمَـةٌ ..!!
فَإنْ كَانَتْ عَودَتِي كَالهَواء لِرئَتِيكَ ..!!
فَعْلَمْ بِأَنِي لَمْ أَتَنفَسْ مُنذُ زَمَنٌ كَانْ ..!
وإِنْ كَانَتْ عَودَتُكَ ..
لِـ تَجدَثُ بِتُربَةُ قَلْبِي عَنْ مَكَانُكَ ..
وتُدنِي بِقِطَافٌ قَدْ مَرَتْ مَواسِمُـه لـِ شِفَاهُكَ..!
فَـ إِلَيكَ تَفْتِيشُ أَورِدَتِي ..
لِتُيقِنْ كَيفَ أُوفِي بِعَهدِي ..
وكَيفَ أَصبَح اليَوم مَكَانُك بِقَلْبِي مَنسِياً ...!!

 

[بَين]

تَتأوه الرُوح وسَط رَقصاتْ الفَرحْ الممتَلئ بِقَطَراتِ الذِكرى ..
وتَتسَاقَط كَما شَظايا حُلم الجَلِيد ..
المُرتَجِي مِنْ أَحضَان الغِيَاب الصدقْ ..
بِالقُرب مِنْ وَرِيد الفُراقْ ..
اِستَحضَرت الفَرح ..
واِغتَبت ثَوانِي سَاعَتِي ..
وذَرفتُ بِأعمَاقِي الوجَع بِصَمّتْ ..
و اِبتَسمت لِذكرى كَانت بَيننا..!!
عَجباً مِني ..!!
كَيف اِستَطعتْ اِبتِلاعْ غَصَة الاختِنَاق..؟
حِينْ زُف إليَّ نَبأ الحُزن المُغَلف بِالفَرَح
مُنذُ أَنْ لَفظت الأكُف الودَاع بِأعمَاق الرُوح ..
واِرتَضتْ القُلوبْ تِلكْ المُصَافَحَـة بِكِبرِيَاء..!


الأعيَاد : رَوعَة الغَوصْ فِي تَفَاصِيل أَقنِعَة الفَرحْ , اِستِبداداً عَلى الحُزنْ
لـِ اِستِحضَار جَمِيع الوعودْ المُعَلقة عَلى رِيَـاح القَلبْ..!

 

[بَين]

اللهفة , الغياب , الانتظار ,الجرح , الدموع , الحنين , الحزن والأماني..!
جميعهم أعلنوا الحداد على عتبات الشوق..!
إلا أنا / تمردت على نبضاتي ..
و تقوقعت متجاهلة وقع ذلك الفراغ الساكن بين أضلعي ..!
انتحلت الصمت بيد أن الثرثرة بأعماقي ..
أجادت ارتداء أطواق الابتسامات على شفاهي ..
إلا انها أتت بلا مذاق يذكر ..
بلا لون ..
بلا رائحة..!
فقط أخبرني ..
كيف لي أن أخبئ انتظاري لك أمامهم ..!
و كيف لي أن أنكر حق قلبي
وأستمر في تجاهل تلك القيود التي تربط بيننا ؟
سأدعني في قلبك ..
فأحياناً أصاب بالضياع ...
ولا أدري بأي طريق سأمضي .

 

[بَين]

دعوني أبتلع غصة الفقد الممتزجة بالأسى وحرقة الفجع في كل ما هو قريب مني..!
أكاد لا أراك أيها القريب , ترى أما زلت تذكر لوني ؟
أم تراك كنت تظن سوء بقلبي..؟
أرجوك / لا تقلق / فإن الحزن قد التهم هذه العروس
ولـم يبقي منها سوى فتات جسد كسير لو رأته الجراح لتجمهرت حوله باكيه !!


أتعلم يا أنت !!
أحتاج أن أختنق حتى تفر من بين أضلعي .
أحتاج أن الفظني بقلب الصمت حتى أغيب عن الحديث .
أحتاج أن أكبل وريد الذكرى حتى أبتسم .
أحتاج أن أمحوا يوم مولدك من قلبي حتى أنساك .
أحتاج كل هذا وذاك لـ أنسااااااك ..!
ولكن لحظة أخبرني!!
- لما أصبحت كأشباح الوحدة تنهش صدقي ..
و تسخر من حقيقتي أن ظهرت لك بيضاء فسلبتني حق الآمان لغيرك !
بربك أخبرني / لما أصبحت النهاية لحكايات عدة ..!


أيها الفرح تفاصيلي بأعماقك تكاد لا تذكر أبداً..
بربك / كيف تخلد ذكراي إن رحلت يوماً ولم تزرني ؟