الحضور النوعي لم يمنعه من دعوتهم لمشاركته الغناء
مارسيل خليفة يحيي محمود درويش من الدوحة ويغني للحرية والوطن والحب
أحيا الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة حفلا غنائيا الذي بمناسبة عيد الاستقلال اللبناني الخامس والستين بدعوة من مجلس الجالية اللبنانية في قطر في فندق الشيراتون.
صحيح أن الحضور كان على مستوى مناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال، سواء من شخصيات يتقدمها راعي الحفل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة عبدالله بن حمد العطية، ووزير الدولة اللبناني لشؤون المهجرين ريمون عودة ممثلاً للحكومة اللبنانية والنائب اللبناني غسان تويني والسفير اللبناني لدى دولة قطر حسن سعد وعقيلته وحشد من الشخصيات الدبلوماسية والاجتماعية.. إلا أن جمهور مارسيل خليفة الفعلي كان غائباً، خاصة عندما انطلق يغني قديمه الذي يحفظه الناس عن ظهر قلب، فظلت القاعة على هدوئها لم تخرقه إلا قليلاً ومن الصفوف الأخيرة.
فقد نفدت بطاقات الحفل سريعاً، لأن قاعة المجلس التي خصصت للاحتفال كانت صغيرة نسبياً، ولم يكن ممكناً تأمين غيرها في ظل زحمة المناسبات والمؤتمرات في قطر.
بداية السهرة كانت تحية من لبنان كله بصوت مارسيل إلى الشاعر الراحل محمود درويش مع أغنية «أمر باسمك إذ أخلو إلى نفسي». ومن ثم وجه تحية للحضور بمناسبة عيد الاستقلال،
ورافق مارسيل على البيانو ابنه رامي، وعلى الإيقاع ابنه بشار، وعلى الكونترباس مارك إلياس والكلارينت إسماعيل والطبلة جميل ألكسندر، إضافة إلى غناء كل من أميمة الخليل ويولا كرياكوس.
وفي أغنية «يطير الحمام»، أكمل الفنان تحيته لصديق لحنه، وهي أغنية لحنها مارسيل ولم يسمعها درويش قبل وفاته. ومع كلماتها «أعدي لي الأرض كي أستريح فإني أحبك حتى التعب» .
كانت إطلالة أميمة الخليل مميزة مع أغنية «أحبك أكثر» حيث أطربت الحضور بصوتها الذي عزف لحناً منفرداً من دون أي موسيقى فكان له وقع مميز على الأسماع، وأشعل هدوء القاعة طرباً. صوت يقف له عود مارسيل لينصت بصمت، ومعه يستمع الفنان إلى صوت رافقه سنوات في «ميادين» الفن.
وانتصبت قامة مارسيل ليغني «منصب القامة أمشي»، قبل أن يعود بإهداء إلى «أهلي المتخاصمين في لبنان، وإلى أهلي المتخاصمين في فلسطين»، وغنى لهم «ونحن نحب الحياة إذا استطعنا إليها سبيلا» التي حولها محبو درويش لشعار في بيروت بعد رحيله، فأبدع خليفة خاصة عندما أنشد يقول «نرقص بين شهيدين ونرفع مئذنة للبنفسج بينهما».
وأكمل مارسيل مع روائع درويش وأشهرها أغنية «في البال أغنية»، ومن ثم اعتلت أميمة المسرح لتغني للكبار والصغار أغنية «عصفور» التي أهداها مارسيل إلى كل سجناء الفكر في العالم والسجناء العرب في السجون الإسرائيلية والسجناء العرب في السجون العربية.
ومع غناء زوجته يولا كرياكوس عزف مارسيل «وصايا حورية» آخر قصيدة كتبها درويش لأمه، ولأنه انطلق فيها بجملة «أمي أمي».. اختلط الأمر على الجمهور فظنه سيغني «أحن إلى خبز أمي»، لكنه عاد ليستمع إلى أغنية من أجمل ما غنى مارسيل من كلمات الشاعر الراحل، لا تقل روعة عن أغنيته الشهيرة، ومما يقول فيها «لم أكبر على يدها كما شئنا: أنا وهي، افترقنا عند منحدر الرّخام.. ولوّحت سحبٌ لنا، ولماعزٍ يرث المكان».
وتوقف خليفة بعد ذلك ليقول في محمود درويش «شعرت منذ اللحظة الأولى أن شعر درويش أنزل عليّ ولي، أحسست أن طعم خبز أمه كطعم خبر أمي، وقهوة أمه كقهوة أمي، وجواز سفره يحمل صورتي أنا»، ومع هذه الكلمات غنى رائعة درويش «جواز السفر» التي تخللتها مقاطع موسيقية أبدع فيها على البيانو رامي خليفة في عزفٍ أثار إعجاب الحضور فصفقوا له طويلاً، حيث كان يلعب على الأوتار بروح ثائرة تصل حدّ الجنون، روح متمردة على كل النوتات، فكان يضرب مفاتيح البيانو بقوة تارة، ويتلاعب بالأوتاد الداخلية له تارة أخرى، مضفياً لمسات مميزة على الأغنية واللحن.
وطبعاً لا يمكن أن يمر حفل لمارسيل من دون «أحن إلى خبز أمي» التي غناها منفرداً مع عوده وخشوع الحاضرين ودموع الكثيرين منهم، في غربة عن الأهل وتذكر الأم وأرض الوطن.
وفي ختام الأمسية «الاستقلالية» رفع مارسيل الشراع عالياً لمراكب ألحانه، وغنت الفرقة مجتمعة «يا بحرية هيلا هيلا»، حيث شدّ الحضور همته القوية مع مارسيل.
في ختام الحفل، وقع الفنان خليفة لجمهوره الأسطوانات وكتب لهم أعذب الكلمات، التي لخصها في «كل الحب».
آخر المشاركات
11-23-2008, 02:31 PM
مارسيل خليفة في الدوحة
]
العرض العادي
