عَجِبتُ ... ولِمَا العَجَبُ ...!!!

[يحيى مراد]

عَجِبتُ لإنسَانٍ إذا كَانَ غَائِباً
أتَتنِي أفَاعِي قَولَهُ مُتَجَهّمَا

يُدَمدِمُ بالبَغضَاءِ فِي كُلّ مَجْمَعٍ
وَيَمْزُجُ فِي أقْوَالِه السُّمَّ أرْقَمَا

يَرُوغُ بأدْهَى ما تَقُومُ بِهِ الثَّعَالِبُ
ويُوقِدُ لَويَسْتَطِيعَ حَولِي جَهَنَّما

وان يَلقَنِي يُبدِيَ بَشاشَةَ وَجْهِهِ
وألقَى تَحَايَا وُدِهِ .... وتَبَسَّما

يُنَاجي بِمَعْسول الكَلامِ كَأنَني
صَديقٍ يُبدِي لِيَ الحَفَاوَةِ مُكَرِّمَا

ويُطْرِي بِلُطْفِ القَولِ يَحْمِدُ سِيرَتِي
ويَرَ فِي حَياتِي عِفَّةٌ وتَكُرُّمَا

وأنِّي وَحِيدُ الفَضْلِ بَينَ مَعاشِرٍ
أُبَادِلُ صَفْحاً مَنْ أسَاءَ وقَدَّما

فقُلتُ لَهُ يا طَيِّبَ القَلبِ إنَنِي
أُدْرِكُ مَا تَحْتَ المَقَالِ تَكَتُّمَا

وذَكَرتُ لهُ إبلِيسَ اذْ جَاءَ نَاصِحَا
لِيخُرِجَ مِن جَنَّاتِهِ الخُضْرَ آدَمَا

وقُلْتُ لَهَ إنَّ إبلِيسَ يَبْدوَ بَينَنَا
يَكِيدُ بِمَسْعاهُ .. ويَنْطِقُ بَلْسَمَا

عَجِبْتُ ولِمَا أعْجَبُ فإنَّ ابْنَ آدَمَ
إذا رَامَ كَيْدا كَانَ أدْهَى وأظْلَمَ


:: يحيى مراد ::

 

[يزيد الحقباني]

بورك المداد يا يحيى ،،

اعجبني قولك:
"يُنَاجي بِمَعْسول الكَلامِ كَأنَني
صَديقٍ يُبدِي لِيَ الحَفَاوَةِ مُكَرِّمَا"

وهذا يذكرني بقول الشاعر عندما وصف من
يبدي فعلاً ويخفي عكسه ،،، فقال:
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ

 

[سلطان الركيبات]

أخي الكريم يحيى مراد
هي المرة الأولى التي اقرأ لك وإن شاء الله لن تكون الأخيرة
وأرجو أن يتسع صدرك لبعض الملاحظات
فنحن هنا لسنا لنحابي بعضنا بعضا
بل لنستفيد ونفيد
فكلنا يغار على لغته وحروفه
وكلنا يخطىء ويصيب
......
لن أتكلم عن فكرة النص (التكلم عن المنافق) المستهلكة جدا، فقد يطرح الشاعر طرحا شعريا جذابا حتى لو كانت الفكرة قد تناولها الكثير ممن سبقه، وراق لي تحدثك عن إبليس ذاك الذي ظن الناس أنه قدم استقالته ورحل عن بلاد المسلمين فانشغلوا ببعضهم بعضا ولهذا نادرا ما تقرأ في المكتبات عن إبليس وإغوائه رغم أن في القرآن لا تكاد صفحة تخلو من التحذير منه.

هذه ملاحظاتي أشير إليها باللون الأحمر
1- أتَتنِي أفَاعِي قَولَهُ مُتَجَهّمَا
متجهما يجب أن تعود على الأفاعي فتصير متجهمة، إما إذا كانت عائدة على قوله فهنا يختل المعنى

2- يَرُوغُ بأدْهَى ما تَقُومُ بِهِ الثَّعَالِبُ
الوقوف على متحرك نهاية صدر البيت لا يكون إلا بتصريع (قافية موحدة) والذي لا يكون إلا بمطالع الشعر، فمثلا لو كانت قافيتك الباء (الثعالب الأرانب..) عندها يحق لك اشباع حرف الباء لأنه قافية وتصريع.

3- ويُوقِدُ لَويَسْتَطِيعَ حَولِي جَهَنَّما
أظن (لو يستطيع) بالضمة لا الفتحة، وأظن لم تفصل بينهما سهوا.

4- وألقَى تَحَايَا وُدِهِ .... وتَبَسَّما
متبسما أفضل في التعبير من وتبسما لأن (وتبسم) مبني للمجهول.

4- ويَرَ فِي حَياتِي عِفَّةٌ وتَكُرُّمَا
(ويرى) وهي تكسر الوزن، لو قلت (ويبصر) يستقيم.

5- وذَكَرتُ لهُ إبلِيسَ اذْ جَاءَ نَاصِحَا
كلمة (وذكرت) تكسر الوزن، لو قلت (وقلت له) يستقيم الوزن.

6- عَجِبْتُ ولِمَا أعْجَبُ فإنَّ ابْنَ آدَمَ
(ولما) الصحيح أنها (ولِمَ) وهذا يكسر الوزن فحبذا تعيد صياغة البيت بأكلمه، وكذلك (آدم) والصحيح هي (آدمٍ) بتنوين الكسر.

7- إذا رَامَ كَيْدا كَانَ أدْهَى وأظْلَمَ
وأظلما بالألف تكتب بالشعر وقد كنت ملتزما بذلك طوال قافيتك.

مودتي وتقديري

 

[عبدالإله المالك]

تحية للأستاذ يحيى
وتحية للأستاذ سلطان

فبمثل هذه المداخلات القيمة يستقم المعنى ويستبين المغزى ويتبين موقع الخلل في الأشطر.

بالغ تحياتي

 

[يحيى مراد]

السلام عليكم اخواني الأكارم

مع شديد احترامي لآرائكم ومداخلاتكم القيمة
بصراحة انا مندهش جدا من حجم الاخطاء التي أخرجها الاخ الشاعر سلطان
فهذه القصيدة منذ عدة أعوام ودخلت مهرجان مسابقات وكان مشرفا عليها الشاعر الشيخ عائض القرني
علما انه في حينها لم يخرج منها اخطاءا شعرية ولا لفظية
وكلي عجب مما اراه وأقرأه هنا
وإن كان كذلك وفي هذه القصيدة تحديدا
فهذا يُخرج لي نتاجا بيناً : ألا وهو أني لا أفقه في الشعر شيئاً
( حسب ما قرأت منكم هنا )
لخذا اقبلوا اعتذاري عن تواجدي بينكم هنا
فهنا يبدو مكاناً لشعراء كباراً
ولا يليق بضعفاء الشعر والكتابة أمثالي
فعذراً منكم

 

[رشا عرابي]

السلام خير ما ما نبدأ به الكلام ونواصل،
السلام عليكم يا رفاق

أخي الفاضل يحيى ما يميّز منتدانا عن غيره أنه لا يهتمّ بالكمّ قدر اهتمامه بالكَيف
لذلك ندحض المجاملات الأدبية التي لا تؤتي ثمارها
بينما لا نهضم حق التصويت من جمالٍ بائنٍ فيه سمته الإبداع
كذلك من حق اللغة الأم علينا إقالة عثرات من يتعثر بها
وتقويم ميزان الشعر أو الإشارة إلى ذلك
وهذا لا يعني إنتقاص من قدر الشاعر ( وأعيذنا من هذا)
ولكن تبيان مواضع الخطأ تجعلنا نتعلم أكثر لنكون أفضل
ونحن وأنت على سبُل التعلم نمضي

وكل الشكر للشاعر السلطان سلطان الركيبات
على ردّه الوافي الكافي
فمن هذه الردود نتعلم

وحياك الله في أبعادك في كل حين