(( الأغاني البشـرية ))

[زايد الشليمي]

؛

بعد إذنكم ...
سأتكّلم عن .. بعض (الفنانين) بنظرة
أدبية ...فقط
من الذين كوّنوا .. شكل الأغنية العربية
حتى أصبحت أغانيهم
تتنفس وتنبض ... وتجري
في عروقنا ....
:
(( أشكركم .. بوجود بينكم ))


زايد

 

[زايد الشليمي]

؛

:
(( أم كلــثوم ))
:
تكمنُ العبقرية في جبروت عندما يلين
ويتغزّل .
:.
:
أم كلثوم
اختياراتها نصف أبداعاتها
كانت تغني للنخبة ويتغذى على صوتها الفقراء
فيها كثير من الأنفة
ودائماً تدوس قلبها
:
:
( وعزّة نفسي منعاني)
تختصر الصراع الداخلي .. الأزلي
بين القلب والعقل..
:

:
تقول وهي تغني:

( شــعر إيه .. دالكلام اللي بعنيك خلّا أحلى كلام يغِير ..
عطــرِ إيه .. دالعبير اللي بأيديكً بيئول ايديك هي العبير ..)
:
عندما ..
كانت أغانيها ..ترسم وجهها
لذلك هي جميلة
وعشقها الجميع
:
كانت فائقة الذكاء.. وعزًِتها ..قبلها
كانت تعرف من أينَ تؤكل اللعبة
:
عندما تُذاعُ اغنيتها في المذياع
قيل أن شوارع القاهرة تنبض
والشعب لساعات يكون تحت
تأثير المُخدر
تستعرض قوتها.. وقوتها أكبر
من استعراضها ..

أم كلثوم
:
لم تكن مُجرد مغنية بل هي أكبر من ذلك بكثير ..
ليس لأن لديها جوازاً دبلوماسيا
بل جوازاً شعبياً
بسبب ثقلها الفني والاجتماعي
لانكاد نسرد التاريخ بكل نواحيه ..
نجد أم كلثوم تفرض نفسها وأحيانا تفرض نفسها ..رغماً عنها
:
أم كلثوم
ثورة فنية .. وصل تأثيرها للسياسة
وثروة قومية ..
كانت تهزُّ المَلِك وتُسقط الرُّتب ...
:
(أم كلــثوم...)
إنّها .. جُبلت على السلطنة
وسيطرت صوتها .. عليها ..
لي معها ذكريات فاخرة ..
أنها .. ميقات زمني
:
:
أم كلثوم
لاتموت .. صوتها (هي)
لازالت تحرضنا على الطيش ..
والهوى ..
بيننا هي




زايد

 

[زايد الشليمي]

؛

:
( بليـغ حمـدي)

تعلّم من أبيه الفيزياء
.. وهوايته المغنى.. فأنتج
الفيزياء الموسيقية
كان احساس يمشي على الأرض

:
( بليغ حمدي)
ثورة موسيقية .. كل من يغني له
ينجح .. كان عبقرياً بالألحان
فأجمل أغاني أم كلثوم بلحنه
(بعيد عنك .. انساك.. سيرة الحب ..
وغيرها
وأجمل أغاني حليم من ألحانه
(زي الهوا .. موعود .. حاول تفتكرني..مداح القمر .. ووو)
:
( بليغ حمدي)
من جنونه أحبَّ.. (وردة )
وصمّمَ أن تكون وردة عظيمة.. فكانت
وفي غفلةٍ من وردة ..
وطار به الهوى ...والهواء
فلحّن لميادة .. أجمل أغانيها
:
الى الآن لم أجد أغنية من ألحانه
ليست رائعة ..
وكان قلبة أخضر ..
وكلّما .. زاغ بصره يأتينا بكارثة
فنية ..
:
(( ما أحزنني الا شيء واحد))
عبدالحليم قبل وفاته كان له لقاء ..
انا شاهدته
كان يعتب على بليغ .. كثيرا
وبألم ..
اتهمَ بليغ بممارسة الإرهاب الفني
لا أعرف .. مالسبب
:
عبدالحليم شيء آخر




زايد

 

[زايد الشليمي]

؛

:
:
(( رياض السنباطي ...))
:
أو كما أسماه .. خالد صالح الحربي بالناسك
:
رياض السنباطي .. ملحّن بارع
ولكي نختصر .. الحكاية .. سُئلَ عن قصة
حياته فقال ببساطة ( قصة حياتي هي أم كلثوم ..))

بالطبع .. رياض هو الحارس الشخصي لأغاني أم كلثوم ..
فقد لحّن لأم كلثوم أكثر من تسعين أغنية ..
ينتمي رياض ..
للمدرسة التقليدية ..
التي كانت تسود سماع الجمهور في ذلك الوقت ..
شكّل مع الشاعر
أحمد رامي ثنائي كريم بالابداع ..
وهم من أهم صنّاع الفن ( الكلثومي ...))

ومن ينسى أغنية (( حيّرت قلبي معاك))
كل أغنية تطربك لأم كلثوم سوف ترى أثار أوتار رياض..
كان عبارة عن موسيقى تمشي على الأرض..
وهو أروع من لحّنَ القصيدة العربية
فكانت لعبته ...
حتى .. وصل أوج عظمته في لحن
أغنية (( الأطلال ..)) من شعر ابراهيم ناجي
وهي قصيدتان دمجت بينهما ام كلثوم ..
الأطلال .. قيل عنها أنها أروع اغنية عربية
في القرن العشرين ....
( رياض السنباطي ) تفجّر وفجَر
في هذه الأغنية .. وهذه الأغنية ..
ثورة موسيقية في وقتها الكل يتحدث عنها
وصنعت ضجة ..خرافية
:
رياض كان بعتز بنفسه كثيراً
وليس كغيرة ..
وكل بسبب أنه يعرف نفسه وأنه
ملحن الكل يحتاج اليه ..
لحّن السنباطي
لكثير من الفنانين كأسمهان
ومنيرة المهدية وميادة وو..
ولكن ام كلثوم .. كانت بمثابة طامة فنية
تعيش بصوتها وهي لاتعلم أو تعلم
أنها تدمّر فنانين آخرين
:
لحظة
من الغريب وغير معروف أن لرياض السنباطي
تجربة وحيدة بالسينما
بفيلم ( حبيب قلبي ) في الخمسينات
ولم يعد التجربة .. بدون اظهار اسباب
ولكن يبقى رياض .. رياض موسيقية
كان له نصيب في طرب .. واستمتاع أجيال بكاملها ...
:







زايد

 

[زايد الشليمي]

؛

:
30 مارس 1977م
مات .. عبدالحليم
أشهز مريض في كوكب الأرض
وصوت ...
من المعجزات تكراره
الرحمة تتوسل إليه لترحمه
أيقونة الحب .. والسلام


زايد

 

[زايد الشليمي]

؛

:
( طـــلال مدّاح ...)
:
كبير جداً..بقدر.. بساطته .. وحبّه
للناس..وحبه للطّرب ..
هو الذي نقل الأغنية السعودية .. الى خارج إطارها الضيّق ..
الكل يعرفه ... قبل أن يعرفوا السعودية
ولقّبه (محمد عبدالوهّاب ) (زرياب)
ولحّن له اغنية ماذا اقول
وأيضاً .. لحّن له بليغ حمدي أكثر من اغنية
يا أخي .. طلال مداح يتفوق على نفسه
حتى بالعزف على الكمان ..
هو خارق للعادة عندما يلحّن لغيره
لحّن لكبار فنّاني .. العرب
:
طلال مداح
تعبَ كثيرا جدا ..
وهو أسوأ الفنانين حظاً..
حتى في (موته ) بالطبع كرؤية عامّة
صحوية .. أما أنا فأرى موته .. فخراً
لم يتفوق عليه محمد عبده ..
الا لسوء حظه هذا .. اذا تفوّق عليه
ولن .. يتفوّق
طلال .. غنّى للفن ولم يغني للمادة
لازالت أغانيه .. عالقة بالذاكرة


لايوجد في هذا الكون من ينطق حرف
(الراء..) مثل ماينطق طلال
:
رَحِمــــك .. الله ياطلال
:


زايد

 

[زايد الشليمي]

؛

:
( وردهـ )
:
الحب .. يصنع المعجزات
وردهـ .. يعني جنون بليغ
كان مصمم .. أن يجعل منها عظيمة
فكانت .. عظيـمة ..
بصوتها .. الحنون الثائر
الذي لايستأذن أحداً .. في الدخول
الى القلوب
من أول .. ظهور لها .. كانت مزعجة
ومخيفة .. وتشكّل خطرا
لعمالقة الطرب في ذلك الوقت
خصوصا أنه .. أنّ ملحّني ذلك الوقت
تهافتوا عليها..
وردهٌـ.. فنانة .. من طراز فاخر
صحيح أن بليغ له .. دور في عظمتها
لكن يختلف الملحنون والصوت ثابت
وردهـ .. فنانة عندما تغني تطير في الهواء تعيش الأغنية .. من أعماقها
كانت وردهـ.... فنانة تمتلك خانة خاصة
بها ... وحجزت في لوحة العمالقة
صورةً لها ..

:
هناك شيئان .. مؤسفان
الأول : تجربتها السينمائية ..
لم تكن بقدر ضخامتها .. وكانت التجربة
غير جيدة ..
:
الثاني :
اغنيتها الأخيرة قبل موتها .. والتي غنّتها
مع عبادي الجوهـر ..
كانت اغنية ركيكة .. لم يفلحا في اختيار
الكلمات واللحن ..
ولــكن :
تبقى وردهـ ..وردة
معلماً جزائريا .. لايمكن المساس
يعرفها الناس أكثر من الجزائر..
به

:
تحياتي ياوردهـ


زايد

 

[زايد الشليمي]

:
؛

:
( عبدالحلـــيم حافــظ ..)

أو بالأصح ... ( حليمي..)
أنت الأول .. عندي ولا شك..
أول معرفتي .. به
رأيته ... يغني شامخاً على المسرح
(زي الهوا ..)
وكان يغني وهو يضع يديه على خصره
ماهذا ..؟
الجبروت والبرود .. والصوت الملائكي
النابع .. من أقصاه ..
فنزعَ مني ( عبدالله السالم ..)
وغيره ...
حبي لحليم ... جعلني .. أتصعلك عليه
وعلى حياته .. وعلى مصر .. بأكملها
فقرأتُ عنه .. وحفظتُ أغانيه ..
ودرستُ أفلامه ..
جعلني .. أحب مصر .. وماتحتوي
وجعلني .. أقول :
لو لم أكن سعودياً.. لاخترت أن أكون مصرياً..
عَرّفني .. على ( جاهين ..) (ومحفوظ ..)عندما يثرثر .. فوق النيل
جعلني .. أنبهر من ( عاطف الطيّب)
وجعلني .. أشربُ المارقوانا .. حتى
أفهم ( يوسف شاهين ..)
جعلني أغني (لثومة .. ) .. وأقرأ ( لقدّوس )
ويقتلني ( عبدالوهاب ..)
في عزّته .. ووسوسته ..
جعلني ... أتلو ألحان .(. السنباطي)
وأنطرب تقديسا .. (لعبد الباسط)
وووو ..
حتى عندما زرتُ مصر ... ذهبت لقبره
في البساتين ..
وأقرأ الفاتحة على ... روحه
وقرأتُ ( حبك نار ..)جعلني .. أحب الثورة رغم عفَنها
وأحب ( المغربية)
وعشتُ نكسة 67 .. بألم
أحببتُ ناصر 56 رغم أخطائه ..
صدّقته رغم كذبه علينا
وكذّبتُ السادات ... رغم صدقه
وتوقفتُ عن الحياة في (حسني )

جننتُ به ... لدرجة أني حفظتُ اغانيه
وملحنيهً..وكنت أحفظ أسماء فرقته
الماسيّة..وسنة انتاج الأغنية
:
(( حلــــيم ))
صوته .. يغرس أظافره في صدرك
حليم ...
عندما يغني ... تتمايل الأشجار
وينتشرُ الأطفال في أنحاء العالم
حليم .. أيقونة .. الحب الافلاطوني
ولكنه .. أرغمََ على التصفيق ..
:
(حليــم )
إنّه لايتوقف عن الحياة ..
موجود في دفاتر العشّاق.. وكان
حليم .. لاهوتاً ..
يا أخي ..
الى الآن .. لا أعرف سبب
جنوني ... بهذا الفنّان ..
:
طرفة طربية ..

حكاية حصلتلي ... غريبة لكم
ولكن ليست غريبة علي
:
كان هناك .. صديق لي ..
كان ملازماً لي .. وجمعنا الطرب
وليس الصداقة .. هذا الصديق
رائع .. في أغانيه
وقد بلوته بحب حليم .. فجنّ به
أكثر مني
ولكـــن :
طمستُ الصحوة واعتزل الأغني
يقول لي ..بعد اسبال لحيته ..
وقتل ثوبه
أتعلم يازايد ... عزفتُ عن سماع الأغاني
لأنها محَرّمه ..
ولكن اذا خرج علي ( حليم )
بالتلفاز .. والله إني أكتم صوته
وأراه وهو يغني .. دون صوته
فقط أراه ينعشني
قتل الله الصحوة ..
:





يا أخي .. حليم ..
عبارة عن .. ( طرب متكامل الأركان ..)
يغني ... ليبلونا .. بداء الحب ..
والمفروض أن يُنصبَ .. له تمثالاً..
لأن أكثر من عشرين سنة ..
نذرها لنا .. وأمتعنا ...
:
(( حلــيم ..))
ينتهي الكلام .. ولاينتهي هو ..

:
الى اللقاء ( يا حلــيم ..)



زايد