مَا بَعد الوَجعْ . . ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
>الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - آخر مشاركة : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 463 - )           »          أسئلـة (الكاتـب : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 155 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 518 - )           »          تَمْتَماتٌ وَصور ! (الكاتـب : شمّاء - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 189 - )           »          أيُها الرُوَاد : سُؤال ؟ (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 483 - )           »          رسائل من المعتقل (الكاتـب : بدرالموسى - مشاركات : 345 - )           »          إنكماش .. (الكاتـب : كامي ابو يوسف - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 5 - )           »          ليل جابك (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 2 - )           »          تبـــاريــح : (الكاتـب : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 53 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 44 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-2010, 12:08 AM   #1
الموج
( كاتبة )

Red face مَا بَعد الوَجعْ . . !




؛


هدُوء . . وسأعتَلَّي مسَرح الوَجعْ ، سأدُوس أطرافَ الحِكاية الممزَّقة لِتحكيّ . .
لِتَشيّ بكلّ ذاكِرتيّ الباكِيَّة . . لتتشَّكل نصَّا ، وشُخوصَاً وإضِاءَة ! وسأبْقيِ عَلى عَينيّ سِتارَة . .
لتهطُلَ دمعاً في آخِر المَطافْ . . ! سألوِّث أصابِعيِ بحبْرٍ أسوَد ، وسأبصُق من قَلبيّ كلّ آه و عَتبْ . .
سأتنفَّسُ بعُمق . . وسأغرقُ حدّ مُلامسَة قاعِ الحَنينْ ،



وجَعٌ أوَّل :

جَاءتْ بِكلِّ عَفويّة إلَيه . . تَرتديّ فسْتاناً قصبيَّ اللّونْ ، وربطَةُ شعْرها بيّضاءْ . .
عَينيها جَميلةٌ و واثِقةَ ، ابْتسامَتها أسطُورَة أخرَى ، أمَّا صَوتُها فأقرَب ما يَكُون إلَى قَصيدَة !
جَلستْ إلَى جِواره وأختارَت الجانِب الأيسَر . . ربَّما لِتكُون أقَرب إلىَ قلبِه ،
تأملَّت المَكانْ ، كان شِبه فارِغ . . إلّا مِنْ بعضِ الطّيور ، وحَفيف الأشْجَار . . . ونبْضِهما !
- لمَ أنت هادئْ ، علَى غيرِ العَادة ؟!
- لا أحبّ أن أعكِّر هُدوء لونِك القَصبيّ . .
وابتَسمْ !
- أينَ هِيّ . . ؟!
- مَن ؟
- القَصيدةُ التيّ كانَت ليّ مسَاء البَارحة !!
أحسّ بوجَعٍ يقبِضُ علَى قلبِه . . وتسَائَل : " كيفَ لمْ تنسَ . . ؟! "
- لا تستحقِّينَها !
وأدارَ وجْهَه مدارياً حُزنَه عَنها . . هُو يعلَم كمْ تحبِّه ، وهيّ تُدركُ تماماً أنّه صادقٌ مَعها . .!
- . . . . . . !
- آسِفْ ،
- . . . . . . !
- أنَا كُنت أقصِدُ أنّها . . . . . !!


ورَحلتْ ، تخبئُ حُزنَها خلفَ رِسالةٍ ما ساعَدها اللّقاءُ في منْحِها فُرصَةً لتقْرأها لَه . . توَارت تركُض مبتَعدة عَنه ،
وهُو يتبَعُها عاجِزا ببصَره ونبضِ قلبِه المتْعَب . . . وهَكذا اختَفتْ . . !
هُو كان يُدركُ أنّ ردّه مُؤلِم ، ويدْركُ الآن كمْ أنثَّى تكسّرت داخِل قلبِها ، ويدْركُ أنّها لم تتوقًّف عَن البُكاء منذُ رحلَت ، هَكذا هي . .
صادِقة في كلّ شيءْ حتّى حُزنها ؛ فقِيرةٌ من كلّ شيءْ إلا حُبَّها . .
كانْ يعلّم أنّها الآن تختَبئُ خَلف بابِ غرفَتها ، تنحَتُ له ما استَطاعتْ مِن عَتبْ . . !
هلّ يا تُرىَ ستعتَبُ علَى الزّمانْ إنْ هيِ عَلمتَ بالحَقيقة ؟! ويالهَا مِن حَقيقة مرهِقة ومميتَة . .
يا عَزيزتيّ كلّ الحَقائق في الحُب موتْ . . وها أنا ذا أموتُ يا صَغيرتيّ في الحُب منذُ حفظتُ الطّريقَ إلى وجْهَكِ . . !



هِيّ كانتَ تبكيّ بألَم ، لمْ تُدرك أنَّها تركتُه - ولأوّل مرّة - دُون أن تحتَضن ما بِه مِن وَجع ،
لمْ تُدرك أن ابتِعادَها عنَه رسمَ الحقيقَة التِي كانت بوجِه آخر أشدُ قبحَا ، وأشدُ إيلاماً ،
ولم تُدرك أنَّها خلَّفت ورائَها قلباً منهَكاً . . . من كلّ شيءْ إلا هيّ . . !
تُرىَ هل كَانتْ مخدُوعَة معه ، موهُومَة بالحُب . . ؟! هَل كانَ رجلاً علَى هيئَة كذْبة ملّونة فأغرَت هَذا القلبَ اللّعينْ . . ؟!



وكِلاهُما مَوجُوع ، وكِلاهُما أصبَح ضحيَّة أقتاتَ منهَا العُمر ومضَى . . !
وكِلاهُما الآن فارغْ إلا من أحدِهما الآخر . .




قُبيلَ الوَجعْ الأخَيرْ كَانَت هَذه الرِّسالَة :

" هَا أنا قدْ غزلتُ لكَ من أصابعيّ العَشرة شالاً ، فالشِّتاء كادَ أن يقبِلَ يا عَزيزيّ . . واختَرتُ له لوَن عينيّ ، كمَا تُحبّ . .
أ نسيتَ بأنَّك قلتَ لي يوماً أن أحبّ الألوانِ إليكَ لونْ عَيني ؟! . . هُما لكَ يا عَزيزيّ . . أقْبلِ إليّ أكثَر ،
فالحَنينْ هُنا في صَدريّ كثيييرٌ كثيييرْ . . وخَوفيّ من فقدِكَ أكثَر . . ! "



كانتْ قَصيدَته :

" رحيلُنا عَن هذه العَينينِ موتْ . .
وبُكاؤُنا صمتٌ يضمُ صمَت . . !
هَذانِ نحنُ . .
بعضُ أوجاعٍ وبَعضُ قَهر . .
هاكِ الفُؤاد . .
فوُجوده في يُسر صَدري لم يَعُد . . !
وتخيَّري أنتِ الأمَاكنْ وادفُنيه . .
عَيناكِ أم كفَّاكْ . . هذا لا يهُمْ . . .
لا تحْزَني . .
فستكْبُرينَ . .
وتُحرِقينَ الحُب صدْقاً . .
أيّ نَعمْ . .
وستكْبُرينَ . .
وتحمِلينَ عَلى يديكِ طفلاً . .
يشبّه الطُهر المعتّق في الجَبينْ . . "
* أنتِ تستحقّين أكثَر ، وهَذا الحَديث ميّت يا عَزيزتيّ . . !


وجَعٌ لمْ يَكُن يوماً أخَيرْ :

وجاءَت إلىَ مَكانْ آخر لِقاء . . تجرُّ خلفَها حلمُها المثْقَل به ، وذاكرِة مختَنقة بكلّ التّفاصيلِ القَديمَة ،
ورَسائلُ لَن تأتيَّ بالرّاحلينْ . . ولَهيبُ أنفاسهِا يحرُق المَشاعر في داخِلها لتشتَعل وجعاً . . تتصبَّبُ ألماً ، وتُموتُ كلّ حِينْ . . !
جاءَ بَعد أن رحلتَ ، يتنّفس آخِر عِطرها الحَزينْ . . يوثُّق سيِرَة الحُب ، يرُسم في السّماء شكلَ خُطاها ، يشكِّل مِن الغَيمْ ثوباً ،
ويجْعَل من الشّمس عِقدا . . ويُرسل لَها عَبثاً نحيبَ روُحه المَفجُوعة !



وهُناكَ . . كانْ آخر اللّقاء ، و أوّل الوَجعْ . . !



؛
_ عُذراً ، جاءَ هَذا النّص - علَى غيرِ العادَة - دُون مُراجَعة !


أحلامْ الحمّادي / المُوج

 

التوقيع

" إنَّما أشْكُوا بثَّي وحُزنيِّ إلى الله "

الموج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2010, 12:18 PM   #2
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

افتراضي


كنت لأعلق على بعض الإسهاب لكن ملاحظتك آخر النص أوقفتني..
النص في مجمله فاتن للغاية.. تعابير مسرحية جدا، و أسلوب جذاب للغاية. دون مجاملة أحببت هذا النص جدا.

من ستار المسرحية

اقتباس:
هدُوء . . وسأعتَلَّي مسَرح الوَجعْ ، سأدُوس أطرافَ الحِكاية الممزَّقة لِتحكيّ . .
لِتَشيّ بكلّ ذاكِرتيّ الباكِيَّة . . لتتشَّكل نصَّا ، وشُخوصَاً وإضِاءَة ! وسأبْقيِ عَلى عَينيّ سِتارَة . .
لتهطُلَ دمعاً في آخِر المَطافْ . . ! سألوِّث أصابِعيِ بحبْرٍ أسوَد ، وسأبصُق من قَلبيّ كلّ آه و عَتبْ . .
سأتنفَّسُ بعُمق . . وسأغرقُ حدّ مُلامسَة قاعِ الحَنينْ ،
و الإضاءات :
اقتباس:
يا عَزيزتيّ كلّ الحَقائق في الحُب موتْ . . وها أنا ذا أموتُ يا صَغيرتيّ في الحُب منذُ حفظتُ الطّريقَ إلى وجْهَكِ . . !
إيحاءات النهاية
اقتباس:
" هَا أنا قدْ غزلتُ لكَ من أصابعيّ العَشرة شالاً ، فالشِّتاء كادَ أن يقبِلَ يا عَزيزيّ . . واختَرتُ له لوَن عينيّ ، كمَا تُحبّ . .
أ نسيتَ بأنَّك قلتَ لي يوماً أن أحبّ الألوانِ إليكَ لونْ عَيني ؟! . . هُما لكَ يا عَزيزيّ . . أقْبلِ إليّ أكثَر ،
فالحَنينْ هُنا في صَدريّ كثيييرٌ كثيييرْ . . وخَوفيّ من فقدِكَ أكثَر . . ! "
وَ قفلة رائعة
اقتباس:
* أنتِ تستحقّين أكثَر ، وهَذا الحَديث ميّت يا عَزيزتيّ . . !
ببساطة كنتِ خطاطة ماهرة يا أحلام ..

أمتعتني..

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2010, 09:34 PM   #3
الموج
( كاتبة )

الصورة الرمزية الموج

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

الموج غير متواجد حاليا

افتراضي


بُثينَة ، أقدِّر لكِ هَذا المُرور الجَميلْ يا رَاقية نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
دمتِ بِرضى من الله

 

التوقيع

" إنَّما أشْكُوا بثَّي وحُزنيِّ إلى الله "

الموج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2010, 10:21 PM   #4
نادرة عبدالحي
مشرفة أبعاد النثر الأدبي

الصورة الرمزية نادرة عبدالحي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 72240

نادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

فعالية النثر الوسام الفضي



افتراضي


نص( ما بعد الوجع)

نص لا يخاف المطر والمحلقات الجارحه
لا يحمل حقائبة ليرحل ....بل يسافر بأعين متذوقي الفن الراقي
لا يتسلق الكوكب الماسي ..بل يعانقةُ فتغتاظ الكواكب اللا مرئية

 

نادرة عبدالحي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-10-2010, 08:00 PM   #5
الموج
( كاتبة )

افتراضي


نَادرَة . . حُضوركِ أثمرَ فَرحاً هُنا
شُكراً كَثيراً لكِ !
دمتِ بخيّر . .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

" إنَّما أشْكُوا بثَّي وحُزنيِّ إلى الله "

الموج غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:30 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.