شباب البادية السعودي عندما يرى امرأة ..!
مصطلحات عديدة أضحت عليها امرأة ذات أكمام سوداء للتوّ أدركت وفكّرت في ممارسة حياتها بأريحيّة خلف مقود السيارة وأقلام الانتخابات البلدية ، وتحاول بين هذا وذاك أن تقف في المنتصف وتطرح أسئلة بريئة عن البادية والحضارة فيها ، تسجّل نتيجة هذه وتلك لتقارن بين البادية والتمدّن وتطرحها على طفل مؤخراً أدرك بأن بالصحراء رمال وبالمدينة سيّارات ومباني مختلفة .
هنا حيث لا تقرأ في مثل هذه الأيام سوى نساء أخرجن طبولاً يقرعونها “لتخرش” آذان البعض حول قضايا أمست في ملفات غابرة طوال عقود من الزمن ، كانت يوماً ما مصدرَ نظر لمرّة واثنتين وثلاث ، وذلك كي يجدوا فيها مخرجاً شرعياً لتتناول فيها المرأة حياة قادمة جديدة أصبحت من مُسلّمات دولٍ أخرى ربما يشك البعض في إسلامها إن كانت مسلمة .
هنا حيثُ الإسلام لا شيء سواه ، فلم يكفِ للشباب دراسة اثنا عشر عاماً منذ نعومة الصّبا في السابعة وحتى بلوغه مراحل متقدمة من الحياة الجامعية أو ما بعد الثانوية ، كان فيها خير مستمع لأستاذ تهافتتْ عليه الأخطاء والزلّات والتزم فيها الصّمت تلو الصّمت خوف الدخول في نقاش عقيم وتعكير جوّ قد يصبح مملّ أكثر مما هو عليه أحياناً .
هنا شباب سعودي مسكين ، يُشكّ في أنّه صاحب شهوات ولعب وتحايل ومكر ضد النساء وغيرهنّ ، تراءى للبعض بدل أن يكون حصناً منيعاً بفضل هذه الدروس المكثقة ؛ صار موطنَ ابتعاد وعزلة عن باقي المجتمع خشية تصادمٍ بينه وبين امرأة في الشارع أو غيره ، ثم إحداث شبهات قد علّمه قديماً المدرّسون والمساجد والمجتمع معاً كيف يحمي امرأة من أعين الأجانب والآخرين .
النساء اللاتي نذرنَ على أنفسهنّ بطرح ذلك الجلباب المتين عليهنّ خوفَ أن يفتنّ الشباب ، هاهم الشباب من جهة أخرى يواجهون بنفس المكيال والممارسة بأن نضع عليهم جلباباً من جهل أسود محضٍ لم نعرف من أين توارث ؟! هذا الجلباب المتكرّس والمتمركز في شكوك لا صحّة لمن تفوّه بها بأن تُواجه وكيف ستواجه لو حدثتْ ، ثم ضرب أخماس بأسداس وطرح احتمالات لا تنتهي ولا يتيقّن بها شاب في البادية .
إنّ استمرار هذا النّوع من التفكير والظنّ بشباب لطالما أبدع حينما يُفتح له مجال الإبداع خصوصاً بالخارج لهو خير دليل على انتكاسة مِن المُعلّم والمُفكّر نفسه، وقد يحتمل هذا “المعلّم” أنواعاً عدّة ، فالمرض ليس وليد اللحظة ، وهو مدعاة للتحرّر قليلاً من العشى الليلي والنّظر مجدداً بعينين حيث تتضحُ الأمور كما ينبغي أن تظهر ، فلا تضيق عينيك لألوان معيّنة أن تقبلها فالألوان كثيرة عديدة .
1-6-2011
ناصر الصاخن