الْملاك الْ ــ طَاهِر ..!

[روُح الْمَطر]

يَالله .. لـِ تلك الإبْتِسامة الْتي أنْعَشت الْحَياة أمام نَاظري مِن تِلك الْطِفلة الْصَغيرة " دلال " فـَ قد بَادلتني الْنَظرات
مَا أخجلت مَشاعري أمامها لـِ تنحني إعجاباً وَمحبة لـِ قلبها الْطاهر الْكَبير ..

هِي طِفلة رأيتها في مُسْتشفى لـِ الْعِلاج الْطَبيعي إثر زَيارة مَا .. عُمْرها يَتراوح
بَين الْتَاسعة وَالْعَاشرة تُعَاني مِن إعاقة تَمْنعُها مِن الْمَشي والْوقوف وَالْحديث أيْضاً ..
رُغم قِلة فَهْمِها إلا أنها تملك الْحياة بـِ عُمْقِها فـَ يكفيها أن تواجهني وَتواجه مَن ينظر إليها
بـِ إبْتِسامة في مَفاهيمُها الرضا لـِ عظمة الْرحمن ..

" فـَ قلوبهم أوْسع مِن أن نَتَحدث عَنهم وَنُنقص مِن روعة خَفاياهم "

أكْثر مَا أسْتحقرته بـِ نفسي تِلك الإبتسامة الْتي كثيراً مَا أُخفيها مرتدية الْغرور والْكبرياء
وأسباب أخُرى تَافهة وَجِداً .. ظَناً بي أنني أملك الْكَمالُ كُله وأنَ لَا يَنقصني شيئاً لأتنازل
وأبْتَسم لـِ عَابرين .. مُتناسية أن الْكَمال لـِ الله وَحده ..


عَلمتني هَذِه الْملاك الْطاهر أن كَثيراً مَا نَفقده ــ نَملكه
وَأكثر مَا نَمْلكه ــ نخسره

،

عَلمتني .. أن الْحياة لَا تنتظر مِنا جُهداً لـِ نفْهمها وَنصل إلى طموحَاتِنا بَل هِي مَشاعر نَقية صَادقة مُخلصة لـِ وجه الْجلالة بِها يَصفو الْطريق أمامنا ..
عَلمتني .. أن الأحلام لَا يَجب أن تكوُن مبُالغة بِها حتى نَشعر بـِ قيمتها وَلذتها .. فقط هِي أبسط الأحلام أكثرها ثَمناً وَروعة ..
عَلمتني .. أن الْعجز لَيس بـِ الجسد إنما هُو عجز الْحياة لـِ تمضي وَنمضي مَعها بـِ إدراك ..
عَلمتني .. أن أصْغر الْمشَاعر هِي مَايَجب أن نحرص على توصيلها والإعْتِراف بِها دَوْماً ..
عَلمتني .. أن لَيس عَيباً أن نَرضى بـِ قدرة الْمولى وَنخجل مِن نظرات الْناس وَكأننا من ألحقنا الْضرر بِ أنفسنا فَ عُقِبنا ..

،

كَم أخاف ..مِن الْحياة أن تَقسو عَليهم وَتزيدهم مرارة وَوَجعاً مِن مَشاعر رُبما نَجهلها بـِ أعماقِهم ..
كَم أخاف.. أن يُصيبهم الإحساس بـِ الوحده وَالْخوف وَلايَجدون مَن يُخفف عَنهم ..
كَم أخاف.. أن يُعاقبهم مَن حولهم بـِ طُرق لَا يدركو أنها تَزيد الْطين بَلة ..

،


رُغم ذلك وَكثيييييراً أؤمن أن الخالق يُحبهم وَيرعاهم .. أؤمن أنهم يختلفون عَن الأخرين ب كمالاً خَصصه تَعالى لـِ أرواحهم ..
أؤمن أنهم لا يَحتاجوننا في كثير مِن الأوقات بَل يَحتاجون إلى أن يُمارسون حياتهم كَما يِريدون دون أن نَشعرهم بـِ الْنقص ..


شُكراً " دلال " فـَ قد غَرستِ بـِ قلبي مَا كُدت أن أجهله فـَ ملكته بـِ فخر الإحساس بِك وإليك أيْضاً ..
شُكْراً يَا حَبيبة وأسأله وَحده أن يُحقق أُمِنياتكِ عاجلاً لإسْتحقاقكِ الْجميل والأجمل وأكْثر ..


عَفواً يَا أحبة .. هِي مُجرد حروف أخنقتني الْعبرة بِها فـِ نَثرتها عَسى أن تَصل لـِ قلوبكم كَما هِي :؛) ...