الكتف المائلة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
البحيرة والنورس (الكاتـب : حمد الدوسري - مشاركات : 3512 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75158 - )           »          النهر الجاري مسودة خاصة .؟!! (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 45 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 12 - )           »          أُغنيات على ضفاف الليل (الكاتـب : علي الامين - مشاركات : 1209 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-2018, 07:58 PM   #1
عارف الحويطي
عضو أبعاد أدبية

الصورة الرمزية عارف الحويطي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

عارف الحويطي لديها سمعة وراء السمعةعارف الحويطي لديها سمعة وراء السمعةعارف الحويطي لديها سمعة وراء السمعةعارف الحويطي لديها سمعة وراء السمعةعارف الحويطي لديها سمعة وراء السمعةعارف الحويطي لديها سمعة وراء السمعةعارف الحويطي لديها سمعة وراء السمعةعارف الحويطي لديها سمعة وراء السمعةعارف الحويطي لديها سمعة وراء السمعةعارف الحويطي لديها سمعة وراء السمعةعارف الحويطي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي الكتف المائلة


الكتف المائلة
كتب رواية عجيبة عن فتى كان مجاهدا يفور حماسة وطاقة إيجابية ، شارك في الحرب وعاد مهزوما ، صار سلبيا منطويا ، لا يكاد يخرج من بيته إلا لقضاء الحوائج ، وغرق في القراءة ، من كثرة مكوثه في البيت ، على الشرفة تحديدا، صار يعرف كل ما يدور في الحي ، لفتت نظره فتاة كانت تحمل كتابا في كل مرة تظهر على السطح المقابل ،هي الوحيدة التي تقرأ في هذا الحي ، قرر أن يتعرف عليها، نجح في إغرائها بالكتب الكثيرة التي عرضها عليها ، صارا يتقابلان بجانب النهر ، كانت صيدا سهلابالنسبة لخبير مثله ومثقف يكاد يكون موسوعي ومع ذلك كان متواضعا كما قالت ، ولكنه لم يكن متواضعا بل متعاليا ومترفعا وحاقدا على الجنس البشري كله ، لماذا إذن هذه الفتاة البريئة التي بدأت تحبه وتتعلق به ؟ وصارت تكتب صورا شعرية عن الحب ، حتى وجهها أضاء بنور هذا الحب وصوتها صار حلوا وفارت في عروقها رغبة العيش وهامت في الحبيب هياما لا حدود له ، وكان هو باردا كحد السكين ، بعينين غائرتين عميقتين لا قعر لهما ، ثم فجأة قال لها:
ـ تسافرين معي ؟
ـ إلى أين؟
ـ كل الدنيا ، أبيع بيتي ونلف العالم .
اكتسى وجهها بغمامة حزن وترقرقت الدموع في عينيها ثم قالت :
ـ أمي ، أمي لا أستطيع أن أتركها وحيدة .
صار يراقب أمها ، فأكتشف أنها شبه عمياء ، وانها تصعد إلى سطح البيت قبيل المساء وتجلس هنيهة ثم تنزل ، وانها في يومين في الأسبوع تقترب من حافة السطح لنشر الملابس ، فقرر قتلها .
كان موتا طبيعيا كما أكد الجميع ، حادث مؤسف ، إمرأة شبه عمياء، تعثرت على السطح وسقطت من الطابق الخامس، لم ينتبه أحدا للفخ المنصوب تحت قدميها ، سلك معدني مشدود على مسافة محسوبة من حافة السطح ، وتر الغيثار .
كان قد أخبرهاـ قبل تنفيذ القتل بيومين ـ انه مسافر ، وقد عاد بعد موت الأم بأسبوع ، كان أبعد الناس عن الشبهات ، وكان شهما ووفيا فقد وقف بجانبها فترة الحداد كاملة ، حتى صار حضوره في حياتها طبيعيا بل ضروريا ، بعد انتهاء فترة الحداد قالت :
ـ أريد أن أرى العالم
باع بيته ، وسافرا ، زارا مدن كثيرة وموانىء شافا شعوبا وقبائل عجيبة ، وفي إحدى الجزر الهادئة طاب لهما العيش فقالت :
ـ تزوجني .
لبست ثوبا أبيضا ناصعا ، ووقفت أمامه تنتظر ماذا سيقول في قمة الحلم ، في روعة اللحظة التي انتظراها عامين كاملين فقال :
ـ انا الذي قتلت أمك .
قال انه لا يعرف هل كانت إغمائة قصيرة أم كانت لحظات ذهول وصمت طويلة ، فقد استفاق على ضربات عصا على رأسه وظهره ويديه وساقيه ، كان الدم يندفع من أنحاء جسده ويلطخ ثوبها الأبيض وكان هو مستسلما يحمي رأسه بيديه وينظر في تحولات الثوب الأبيض وقد صار قرمزيا وزهريا وأرجوانيا وأسودا ،كان ينتظر الموت سعيدا ، ولكنها انتبهت إلى أنه يبتسم ، فتوقفت وألقت العصا من يدها ثم قالت :
ـ تريد أن تموت ، بيدي انا ، لن أمنحك هذا الشرف .
فثارت ثائرته وظهر الخوف في عينيه لأول مرة وصرخ :
ـ انا الذي قتلت أمك .
ولكنها بقيت هادئة ، فثار أكثر وصرخ :
ـ لقد استمتعت بقتلها ، هذه الحشرة التي أجلت حلمي عامين كاملين .
كظمت غيظها وقهرها وتشبثت بالابتسامة ، فجن جنونه :
ـ أيتها الحشرة بنت الحشرة ألا تمتلكين كرامة ألا تأخذين بثأر أمك المسكينة يا جبانة ؟
ـ بل أخذت بثأرها ، كما أشتهي وأحب ، أن أتركك تحيا مع ذاتك التي تكرهها ، وان أتركك أمام خيارك المؤجل بالانتحار ، أنت الجبان الذي لا يستطيع أن ينتحر ، هربا من أفكارك الدموية ، سادعك تحيا مع روحك النجسة .
كان انهياره شاملا وحادا وفجائيا ، هذا الفتى النضر تحول فجأة إلى كتلة ضيئلة سوداء لا تشبه البشر ، حاول أن يزحف إلى البحر ، ولكن جراحه لم تسعفه ، اختلط دمه برمل الشاطىء الذي صار أسودا كالقطران، وما أن أشرقت الشمس حتى تجمعت عليه عقبان السماء وبدأت تنهشه على مهل أمام ناظريها .

 

عارف الحويطي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إستطلاع بحثي للنساء فقط بخصوص حقيبة الكتف نجاة الماجد أبعاد العام 8 03-25-2012 01:33 PM


الساعة الآن 07:51 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.