" مِنْ بُيُوت العَرّافاتْ " ! - الصفحة 4 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3417 - )           »          تجاربك . . . خبراتك . . . فائدتك (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1492 - )           »          كل يوم حكمة (الكاتـب : سلطانة الكلام - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 46 - )           »          روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 75 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1686 - )           »          أحاسيس منثورة ,, (الكاتـب : نور - مشاركات : 1421 - )           »          مجنون قريتنا .. (الكاتـب : عبدالعزيز المخلّفي - مشاركات : 0 - )           »          اعلانـــات مبوبة ... ؟؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 532 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          ....&& ندبات وجراح&&... (الكاتـب : زكريا عليو - مشاركات : 8 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-05-2009, 11:44 AM   #1
رهيــد
( كاتبة )

افتراضي " مِنْ بُيُوت العَرّافاتْ " !





.
.


لا أعرف كيف يمكنني أن أكون امرأة حقيقية كباقي النساء . كيف يمكن أن أبدو , حتى لا أشعر أن أنوتثي تقدمت في العمر قبل الولادة .. وماتت في غير حضرتي .. ودفنوها بهدوء .
على الأغلب .. تظن الأنثى بأنها أنثى إذا ماتجمّلت بالأصباغ والكعب العالي ووجدت مايجعلها تقف مطوّلاً أمام المرآة .
وفي عُرفنا .. كانت الأصباغ والأحذية العالية عيب . وليس من جدار يخصني أو يكفي لمرآة . لايمكن أن أتحسس أنوثتي أو أرى نضجي .. كنت لا أراني , و كُنّا كثيرات .. في جيب غرفة واحدة .
كانت أحلام أخواتي الصغيرات تلكزني .. فأجد أن أحلامي شاخت في منتصف الثلاثين .
أحلام الصغيرات حلّقت وارتفعت .. وأحلامي قديمة لاتُباع ولاتُشترى .. ولايُفتح لها باب .

لايمكن أن أطمئن على نفسي ولا على أنوثتي .. حينما أُنعت دائماً بالكبيرة .
كان سيئاً أن أجدني مُستخدمة ومعروضة على العرّافات والكهنة .. وكل مايمليه عليّ تفكير أمي .
سيئ .. أن أجدني في محضر لتلاوة القرآن بزعم رجل أخبرهم بأن بي مس من جان !

قطعنا شوارع مُخيفة لنصل إلى العرّافة التي أوعزت إلى أمي أن أتبوّل على فأس ساخن لينفك السحر وأتزوج !
أتخيّل .. أن أنوثتي تُروى في بيوت العرّافات .. وأن أحلامي تقترب من أسطح منازلهن .
أتخيّل , أني أسمع صوت زفافي ,وأني أرى فستاني الضائع طوال أعوام .
وأعود ورائحة ثيابي سيئة !

لم يتبق من أنوثتي شيء . أعلم أن غيابها سيطول مادمتُ امرأة لايتقدم لخطبتها أحد .
يزداد الأمر سوءاً كلما تزوجت إحدى القريبات .. وكلما دُعينا لحفلة عرس . كنتُ مرغمة لأحضر . لعلّ إحداهن تُقرر شرائي .
لكني أعود بوابل من الشتائم والإهانات لأني لا أجيد التمايل والرقص .. لأني قضيت السهرة على المقعد .. لأني لا أتحدث إلا في القليل .. لأني أشياء سيئة كثيرة .

قليلة هي الفرص الآن .
كنت أحلم برجل وسيم في مقتبل الثلاثين .. ثم صرت مقتنعة بصاحب الوجه المقبول الذي يُحاكي الأربعين . والآن لا أمانع من أن يكون لي نصف رجل في الخمسين .. احتفظ بنصفه الآخر لزوجته الأولى وأبناءه .

أنوثتي لاتُزهر .. ولا تومض .. ولايبدو أنه سيسقيها أحد .
اختار أبي أن أكون شيئاً كـ رُجل . وزغردتْ أمي حينما انفك السحر ..
وخلا المساء إلا من جهنم . باقية أنا في العتمة .. باستثناء ليلة أو ليلتين ..!!
تقرر أن يتزوجني أحدهم " مسياراً " .


.
.

 


التعديل الأخير تم بواسطة رهيــد ; 05-05-2009 الساعة 11:48 AM.

رهيــد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:42 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.