اخترت لك - الصفحة 3 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
(( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 13 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75147 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 423 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد العام

أبعاد العام لِلْمَوَاضِيْعِ غَيْرِ الْمُصَنّفَةِ وَ الْمَنْقُوْلَةِ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-17-2019, 10:56 PM   #17
عامر بن محمد
( شاعر وكاتب )

افتراضي شوقي وحافظ


العاشرة
زهرة عصفور الجنة
في الأدب العربي - العبقرية والقريحة

فجيعة الشعر العربي في حافظ وشوقي يعز عليها الصبر، ويُعْوز منها العوض، ويصرف أساها الناقدين عن تقويم الميراث العزيز إلى تعظيم الموروث الأعز. وليس مما يزكو بالمنصف أن يجشم نظره رؤية الحق من خلال الدموع، فأن في ذلك اعتداء على العقل أو إساءة إلى العاطفة. وهذه الكلمة إنما نستجيز ذكرها اليوم لأنها إلى الهتاف بالعظيمين أقرب منها إلى النقد، ولأن ما يكتب عنهما الساعة إنما هو تقييد لعفو الرأي وتمهيد لأسباب الحكم الصحيح.

شوقي شاعر العبقرية وحافظ شاعر القريحة. وتقرير الفرق بين الموهبتين هو تقرير الفرق بين الرجلين. فالقريحة ملكة يملك بها صاحبها الإبانة عن نفسه بأسلوب يقره الفن ويرضاه الذوق. ومن خصائصها الوضوح والاتساق والأناقة والسهولة والطبيعية والدقة. أما العبقرية فضرب من الإلهام يستمر استمرارا تجددياً فتلازم أحياناً وتنفك حيناً. ومن أخص صفاتها الأصالة والإبداع والخلق. فالرجل العبقري إذن يعلو ثم يسفل تبعا لقيام العبقرية به أو إنفكاكها عنه. وهو يَشخُب الشعر غالبا فيرسله من فيض الخاطر كما يجئ دون تنقيح له ولا تأنق فيه، ثم هو في عظام الأمور سباق وفي محاقرها متخلف، لأن الجليل يوقظ خاطره ويحفز طبعه والتافه الوضيع ينخزل عن مكانه فلا يبلغ موضع التأثير فيه وقد يعني لسبب من الأسباب بعامي الأشياء أو سوقي الآراء فيبعث فيه من روحه ما يحييه، ومن حرارته ما يقويه، ومن أشعته ما يظهر فيه الطرافة والجدة كما تظهر الشمس كرات التبر في عروق الصخور! فالقريحة كما ترى توجد الصورة والعبقرية تبدع المخلوق. ومزية الأولى في الصنعة وتقديرها في التفصيل، ومزية الأخرى في الابتكار وتقديرها في الجملة. فإذا قرأت قصيدة لذي القريحة راقك منها جرس الحروف ونغم الكلمات واتساق الجمل وبراعة البيت، ولكنك تفرغ منها وليس لها اثر في نفسك ولا صورة في ذهنك. أما العبقريات فحسبك أن تذكر عنوانها لتشعر بها، وتتصور موضوعها لتتأثر منها.

ذو القريحة يقول ما يقول الناس، ولكنه يصوره بقوة ويؤديه بدقة وينسقه بذوق ويهذبه بفن، وذوو العبقرية على نقيضه، ينظر ويشعر ويفكر ويقدر على طريقته الخاصة. فإذا وضع خطة أو رسم صورة أو بحث فكرة أخرجها على طراز فَذ فتحسبها مبتكرة وقد تكون مسبوقة، لأنه استطاع بقوة لحظه ولقانة طبعه أن يريك فروقا لم ترها، ويقفك على تفاصيل لم تتصورها، ويفجر لك النهر من حيث لم يستطع غيره أن يفجر الجدول. . والرجل العادي ينظر بالعين فكأنه لسطحيته لم ير! والعبقري يرى باللمح فكأنه لزكاته لم ينظر!

على أن هناك فرصا للكمال تجتمع فيها على الوئام العبقرية والقريحة، فيسلم الفنان حينئذ من التفاوت القبيح بين إصعاده وإسفافه، أو بين جيده ورديئه. لأن العبقرية إذا غفت خلفتها القريحة، والقريحة إذا كبت سندتها العبقرية. على ذلك تستطيع أن تقول أن أبا نواس وأبا فراس والشريف من رجال القريحة وإن أبا تمام وأبا العتاهية والمتنبي من رجال العبقرية، وإن البحتري وابن الرومي ممن جمع في الكثير الغالب بين الموهبتين. وتستطيع كذلك أن تعلل أمثال قول البحتري في أبي تمام: جيده خير من جيدي ورديئي خير من رديئه؛ وقول الأصمعي في أبي العتاهية: أن شعره كساحة الملوك يقع فيها الجوهر والذهب والخزف والنوى، وقول الثعالبي في المتنبي: كان كثير التفاوت في شعره فيجمع بين الدرة والآجُرَّة، ويتبع الفقرة الغراء بالكلمة العوراء، وقولهم في ابن الرومي: إنه امتاز بتوليد المعنى واستقصائه وسلامة شعره على الطول.

اخطرُ ببالك بعد ذلك حافظا تجد أول ما يبهرك منه لفظه المونق وأسلوبه المشرق وقافيته المروضة وصوره الأخاذة. فأما الروح والموضوع فأصداء منبعثة من الماضي في فردياته وآراء مقتبسة من الحاضر في اجتماعياته، فحافظ لم يستطع لضيق مضطربه وقصور خياله وضعف ثقافته أن يعنى بغير الشكل والصورة، وكانت هذه العناية من اليقظة والحرص بحيث لم تغفل عن خلل ولم تعي بصقال. فإذا تهيأ للشعر أو للنثر عمد إلى الآراء التي تختلج حينئذ في النفوس وتستفيض في المجامع وتتردد في الصحف فيجمعها في باله ويديرها في خاطره ثم يكون همه بعد ذلك أن يصوغها فيحسن الصوغ ويسبكها فيجيد السبك، وتقرأ بعد ذلك أو تسمع فإذا نسق مطرد وأسلوب سائغ وشئ كأنك سمعته من قبل ولكن عليه طابع حافظ ووسمه.

وحافظ يتحمل من بناء القصيدة رهقاً شديداً، لأنه يلدها فكرة فكرة، ويبض بها قطرة قطرة، ويتصيد المعاني فيقيدها في مفردات أو مقطوعات، فربما وقع له ختام القصيدة قبل مطلعها، وعثر على عجز البيت قبل صدره، ثم يعود فيرتب هذه الأبيات لأدنى ملابسة وأوهى صلة! وتجئ الصنعة البارعة فتخدعك عن الخلل بالطلاء، وعن التفكك بارتباط الأسلوب.

ثم أخطرُ ببالك بعد ذلك شوقي تجده غير محدود بالصنعة ولا مقيد بالشكل، وإنما هو فيض يسخر بالحدود، ونور ينفذ من الستور، وإلهام يتصل باللانهاية، وشاعر كالمتنبي أو كهوجو يفتح مطلع القصيدة فكأنما يفتح لك باب السماء! فأنت من شوقي حيال شاعر روحه أقوى من فنه، وشعره أوسع من علمه، وحكمته أمتن من خلقه، وقدرته أكبر من استعداده، فلا تشك في انه وسيط لروح خفية تقوده، ورسول لقوة إلهية تلهمه، ثم تفارقه حينا تلك الروح وتفرق عنه هذه القوة فيعود رجلاً أقل من الرجال، وشاعرا اضعف من الشعراء، فينظم في افتتاح الجامعة ومشروع القرش وما إلى ذلك، فيأتي بما لا وزن له في النقد ولا مساغ له في الذوق!

وشوقي تحت وحي العبقرية يتنزل عليه الموضوع جملة، ثم يشغله عن تفاصيله التفكير في الغاية والتحديق في الغرض فيرسله من فيض الخاطر شعراً متسلسلا متصلا تضيق عن معانيه ألفاظه كما تضيق شطئان الرمل عن الفيضان الجائش المزبد. . ومن ثَمَّ كان التجديد والتعقيد والتدفق والعُمق من أقوى خصائص شوقي، كما كان التقليد والبساطة والكزازة والسطحية، من أبين خصائص حافظ.

وهنا نحجز القلم عن وجهه فلا نمعن في تحليل شاعرينا اليوم، فان لذلك إبانه ومكانه، ثم نرسل العين هتانة

المسارب أسى على ماض طويل انقطع، ونغم جميل تبدد، وحلم لذيذ تقضى، وكاهنين من كهان عطارد طواهما الخلود، ثم ترك بعدهما رسالة الشعر عرضة للشعوذة والجمود.

 

التوقيع

https://www.youtube.com/channel/UC6t...6uEWH_p5Xd9UA/
تَغَنَّ في كُلِّ شِعرٍ أَنتَ قائِلُهُ .. إِنَّ الغِنَاءَ لِهَذَا الشِّعْرِ مِضْمَارُُ

عامر بن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-17-2019, 11:12 PM   #18
عامر بن محمد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


الحادية عشر
زهرة فم السمكة

قصة قصيرة بقلم أنطون تشيخوف نشرت عام 1886.

يعود ايفان كراز نوكين، وهو محرر متوسط في صحيفة يومية، دائما لمنزله في ساعة متأخرة من الليل مكتئبا حزينا، على سحنته الوقار وفي مشيته الجلال. وأحيانا تراه جامعا أشتات فكره مستغرقا بكليته في تصوره كأنما يترقب أن يفتش أو يفكر في الانتحار. ذرع عرض غرفته، ثم توقف ونفش شعره وقال في لهجة (لابرتس) منتقما لأخته (إنني حائر تعب ملتاع إلى ابعد قرارات النفس. إن الحزن يجثم على قلبي، ويهيمن على جسمي، ومع هذا فلزاما علي أن اجلس لأكتب. . وهذا ما يسميه الناس (العيش)

ليت شعري لم يصف كاتب حتى اليوم هذا الخبل الذهني المؤلم، وهذا

الاضطراب الفكري الشديد الذي يعذب روح المؤلف ويؤلم نفسه.

فعندما يكون حزينا حزنا يذيب لفائف القلب، يجب عليه أن يبعث

الجمهور على الطرب المستخف والسرور العظيم. وعندما يكون فرحا

يثلج الصدر ويبهج القلب يجب عليه أن يرسل الدمع الهتان وينفث

الحزن الدفين.

أجل! يجب علي أن أكون مرحا مستهترا لا أكترث لشيء ولا أحفل به. مليح النكتة بارع الدعابة عندما ينوء بي الهم ويقتلني الحزن. حتى إذا كنت (دعني أقول) مريضاً. . . إذا كان طفلي في نزعه الأخير. . . وكانت زوجي تنهشها الأحزان وتفترسها الآلام

لما فرغ من قوله هز جمع يده وأدار حماليقه. ثم دلف إلى المخدع وأيقظ زوجه. وقال: (ناديا!. . سآخذ في الكتابة. أرجو أن تحرصي على ألا يقاطعني أحد أو يمنعني من العمل إنسان. فما أستطيع الكتابة والجدي ينب والطاهي يغط! ثم قدمي أيظاً بعض الشاي وشريحة من اللحم، إذا أمكن، فأنت تعرفين أني لا أوفق إلى الكتابة إلا إذا شربت شايي، فالشاي وحده هو الذي يبعث في القوة على العمل.)

أخذ سمته إلى غرفته وخلع معطفه وصدريته وحذاءه. نضا عنه ثيابه بتأن تام. ثم كون ملامح وجهه حتى أصبحت تعبر عن الإنسان البريء المعذب (وجلس إلى مكتبه) على هذا المكتب لا تقع عين الإنسان على حقائر الأشياء اليومية وصغائرها. فكل الأشياء وأتفهها تنقلب ذات معنى، ويظهر عليها برنامج عابس! هنا تماثيل نصفية وصور شمسية لمؤلفين عظيمي الشهرة ذائعي الصيت. وهناك كوم من المخطوطات ومجلد بمؤلفات بلينيسكي ومنه صفحة مقلوبة. ثم عظام رأس تستعمل محبرة وصفحة من جريدة طويت كما يتفق، بيد أنها تعرض عمودا معلما عليه بالقلم الأزرق بالخط العريض (جبان) وهناك جمهرة من الأقلام المبرية حديثا وريش بأسنان جديدة حتى لا يمكن لأي سبب خارجي أو حادث عارضي أن يمنع التحليق السامي لهذه المخيلة المبدعة!!

ألقى كرازنوكين نفسه على كرسيه المريح وراح يفكر في موضوع فسمع زوجه تضرب الأرض بخفها تشقق قطع الخشب (للسيماور) وخيل إليه أنها مازالت وسنانة لأن غطاء السيماور أو رجله كان يسقط من يدها بين آونة وأخرى. ووصل إلى سمعه نشيش المغلاة وأزيز اللحم المقلي، وزوجه مازالت تشق الخشب مفرقعة قرب الموقد. مغلقة بشدة باب الفرن مرة، وأخرى النافذة الهوائية، وآونة أخرى باب المدفئة. فأرتجف كرازنوكين، وفتح عينين يملؤهما الرعب ويتطاير منهما الشرر. وأخذ ينشق الهواء ويلهث (رحمتك الهم!. . . دخان الفحم؟. . . هذه المرأة التي لا تطاق عزمت على خنقي. . قل لي بالله كيف أوفق للكتابة في حالات كهذه؟)

جرى إلى المطبخ يولول وينوح، وبعد برهة عادت زوجه تمشي على أطراف أصابعها مقدمة له قدحا من الشاي فوجدته جالسا على كرسيه الطويل كما كان من قبل! لا يبدي حراكا ولا يحرك جارحة غارقا في موضوعه، فلم يتحرك، وأخذ ينقر بخفة على جبهته بأطراف أصابعه متظاهرا بأنه لا يلاحظ وجودها ووجهه يعبر مرة ثانية عن: (البريء المعذب)

قبل أن يكتب العنوان أخذ يتملقه ويدلله مدة طويلة! كأنه عذراء أهداها بعض الناس مروحة جميلة! آونة يمر بيديه على صدغيه وأخرى يرتجف ويهتز جميعه ساحبا قدمه من تحت كرسيه كالمتألم. مغلقا نصف عينيه بفتور كقطة على فراش.

وأخيرا بعد تردد دنا من الدواة وسطر العنوان وكأنه يوقع صك الموت. . . .

سمع صياح ابنه (ماما!. . قليل من الماء) فأجابته أمه (صه!. . بابا يكتب. . . صه!)

كان الأب يكتب بسرعة مدهشة دون توقف، دون أن يمحو حرفا أو يشطب كلمة وليس عنده من الوقت ما يتسع لقلب الصفحات أما التماثيل النصفية والصور الشمسية لمشهوري المؤلفين فكانت ترقب يراعه الجوال وقلبه السيال وكأنها تفكر (اها. . . أخواه استمر. . . .)

خدش القلم (صه)

فجلجل المؤلفون وقد اهتزوا بدفعة من ركبة الكاتب (صه) عاد كرازنوكين إلى نفسه ووضع قلمه وتسمع. فسمع همسات متزنة لا تنقطع. وكان ذلك صوت فوما نيكوليتش الساكن معهم وهو يصلي في الغرفة المجاورة.

فناداه كرازنوكين (أعرني سمعك!. أما تستطيع الصلاة بأسرع من هذا؟. . انك تحول بيني وبين الكتابة)

فأجابه فوما نيكوليتش بحياء ووداعة (أستمحيك العفو يا سيدي) (صه!)

بعد أن كتب صفحات خمساً تمدد ونظر إلى الساعة وتأوه. (يا للسماء!. . الساعة الثالثة!. . الناس جميعا مستريحون نيام. . . وأنا وحدي. . أنا. . يجب علي أن أعمل)

بعد أن استفرغ العمل جهده وأفنى قوته أخذ طريقه إلى المخدع ضارع الجسم، واهن القوى ورأسه ساقط على عاتقه. أيقظ زوجه صائحا بها مكدود الصوت (ناديا. . . قدحاً آخر من الشاي. . . إني. . . إني أشعر بضعف)

كتب إلى الساعة الرابعة وود لو استمر في كتابته إلى الساعة السادسة بيد انه أنجز عمله وفرغ من موضوعه

زهوه العجيب وفرحه الغريب بهذه الأعمال الجامدة ولا بصيرة عنده ولا فراسة له! استبداده وجوره، عسفه وظلمه، في مسكن النحل الصغير التي خولت له الأقدار السلطان عليه وأعطته مقاليد الأمر فيه. هذه عنده أطايب الحياة وزبدة ما فيها.

كم يشابه هذا الاستبداد الذي تراه في المنزل هذه الأجناس الذليلة الصامتة التي يخالط كلامها التورية والتي اعتدنا رؤيتها في مكاتب الصحف.

قال لنفسه وهو ذاهب لفراشه (إني تعب جدا حتى يخيل إلي إنني لن أستطيع النوم. . .

فعملنا الجهنمي الذي لا نلاقي منه جزاء ولا شكورا لا يجهد الجسم كما يجهد القريحة، على إنني سأتناول مقويا. . والله يعلم لو لم يكن هذا لخير الأسرة لنفضت منه يدي. . . . . . . أه. . انه مرعب أن يكتب الإنسان ويجبر على العمل هكذا!!)

استغرق في سبات عميق. . . فنام حتى الساعة الواحدة أو الاثنتين بعد الظهر، وما الذي كان ينامه أطول أو يحلمه ألذ. . إذا كان مؤلفا مشهورا أو محررا بارعا. أو حتى ناشرا؟

همست زوجه بوجه مرتاع (كتب سحابة الليل!. . صه!)

ما جرؤ أحد على الكلام أو السير أو التصويت فنومه مقدس ومن يذنب فيقطع هذا السكون ويشوش هذا الهدوء، فعليه أن يدفع عن هذا غاليا.

(صه!. . . . صه!)

ورن هذا الصوت في جميع الحجرات

محمود البدوي

 

عامر بن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-17-2019, 11:23 PM   #19
عامر بن محمد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


الثانية عشر
زهرة الكرز: ساكورا.

من القصص الشعري

مر أبو الحكم بن هشام (أبو جهل) برسول الله عند الصفا فأذاه وشتمه ونال منه، فلم يرد عليه. ثم انصرف أبو جهل وعاد الرسول إلى بيته وعاد حمزة بن عبد المطلب من صيده فمر بالصفا فحدثته مولاة لعبد الله ابن جدعان بما كان من أمر أبى جهل مع الرسول؛ فغضب حمزة وراح يبحث عن أبى جهل حتى إذا بصر به في ناد من قريش ضربه بقوسه فشج رأسه شجة منكرة، ثم أعلن إسلامه في هذا الجمع، وعلمت قريش أن الرسول قد عز وامتنع بإسلام عمه حمزة.

الرسول يجلس على الصفا مطرقاً إلى الأرض، تراه المولاة فتقول:

لك الله من ناصب مُتَعب ... يجاهد في بلد مشغَب

تحمل فيه صفوف العذا ... ب فلم يستبد ولم يغضب

وأوذى من أهله الظالمين ... وشرّد في حيّه الأقرب

وقاسى بمكة ذل الغريب ... وذاق من المهد يُتمَ الأب

(تسعى إليه تستضيفه عندها)

محمد (ينظر إليها)

لا تسترح بيننا ... على ذلك الحجر المجدب

ونحن جوارك تحت الظلا ... ل بوادٍ وفير الجنى مخصب

يطالعنا بشهي الثما ... ر ويجري بمورده الأعذب

الرسول (إليها):

دعيني هنا أسترح ساعة

هي (مستنكرة) ... على ذلك الجامد الملهب؟

وكيف تطيق لهيب الرما ... ل وترتاح في وهج السبسب؟

هُلمَّ إلى حيّنا فاسترح ... قليلاً بمربعنا الأرحب

يظلك فيه وريف الغِرا ... س فتغفو على ظله الطّيب الرسول (شاكراً):

رعتكِ العناية، لن أستطيع ... ثواءً بواديكُم المُعشبِ

هي (متضرعة): أطعني

الرسول (زاهداً): دعيني

ترثي له الفتاة ثم تمضي عنه في صمت، ويطرُق ثانية إلى الأرض؛ ثم يمر به أبو جهل فيرفع رأسه بشدة:

أنت هنا ... فريداً عن الصحبة الهُرَّب

تجالد وحدَك ذل الخرو ... ج على دين آبائك الأشهب

الرسْول (في هدوء): معي الله

أبو جهل (ساخراً):

خلك من فرية ... يضيق بها صبية الملعب

وأسطورة جئت تسعى بها ... وتزعم أنك فينا نبي

وانك قائدنا في الحيا ... ة وهاد لمن ضل في الغيهب

ألا ما أضلك من قائد ... وأخسفك اليوم من كوكب

فمن أنت حتى تقود الأنام ... وتهد يهمو وضع المذهب

ومن أنت حتى نصيخ إليك ... ونمشي على نهجك الأنكب

وكيف وأنت مهيض الجنا ... ح ومن ذلك النفر المترب

أليس لدى الله من يصطفيه ... سواك من المرد والشيب

محمدُ أسرفت فيما دعوت ... ولكن غرسك لم يعقب

وأشفق منا عليك الرجال ... فجاءوك بالمال والمنصب

وأقبلتَ تسخر من عطفهم ... وتزرى برأيهم الأصوب

فلم نسعَ بعدُ بعُتب إليك ... فما أنت والله بالمعتب

ولكن سنصليك سوط العذا ... ب ونفريك بالناب والمخلب

ينصرف عنه الرسول غير مجيب فيهدده أبو جهل صارخاً:

فأما نكصت وإما هلكتَ ... وموتك ليس بمستصَعب ثم ينصرف أبو جهل ويمر حمزة عائداً من الصيد يقول:

يوم أغرُّ على الجزيرة مشرقُ ... كالبدر في جنح الدجى يتألق

عالجت فيه الصيد جد مظفر ... ورجعت منه مجلياً لاُ يلحق

كم صدت من ظبي به وكواسر ... عصماَء كانت في السماء تحلّق

تسمع صوته المولاة فتخرج إليه فتستوقفه لترى ظبيه:

أرنيهِ حمزةُفينعطف عليها فتراه وتقول:

ياله من شادن ... تهوى رشاقته النفوس وتعشق

دعه لدىِّ أبا عمارة منحةً

حمزة (في تيه): أمل لعمرك سوف لا يتحقق

إن كنت تائقة إليهِ مشوقة ... بجمال بزَّته فإني أشوق

هي: بل خلّه

حمزة (وهو يأخذه منها):

لن أستطيع فإنما ... هو كل ما أبني وما أتعشق

هي (وقد جدت بعد هزل)

تالله ما يغنيك ظبي صدته ... وحماك صيد مستباح مطْلق

حمزة (غاضباً):

كذباً زعمتَ فإنما أنا قسور ... تعنو لطلعته القلوب وتفرق

وأنا اعز شباب مكة كلها ... وحماي ارفع ان ينالَ واشهق

هي (ساخرة):

خفف عليك فقد تصدع شمله ... وغدا على عبث الحوادث ينتِقِ

حمزة (هائجاً):

كيف استبيح؟

هي: أما رأيتَ محمدا ... يرمي بما يوهي الجبال ويمحق

ومحمد أبن أخيك كيف يصيبه ... هذا العذاب وفيك قلبُ يخفق

حمزة (غاضباً): منَ ذا استطال عليه أم من ناله ... بأذىً؟

هي (متحسرة): أبو الحكم الجهول الأحمق

لاقاهُ قبلكَ بالسفاهةِ والأذى ... وقسا عليه وهو مغض مطرق

يرنو إليه بمقلتى متضرع ... فيفيض في سفه الحديث ويُغرق

سفنه تضج له السماء العلى ... والأرض من غلوائه تتشقق

وأذى تخر له الجبال صريعة ... وتهى لمسمعه النفوس وتصعق

حتى إذا ضاق النبي بكل ما ... لاقاه من عنت يؤود ويرهق

ترك الصفا ثبت الجنان وكله ... شكوى تفيض وأدمع تترقرق

حمزة (وقد بلغ به الغضب):

ويل لعمرٍ ومن حسام في يدي=قاسي الطعان يشيب منه المفرق

ويل له حتى يصير فريسة ... تفرى حشاها الضاريات وتعرق

لو كنت حاضره على هذا الصفا ... لأصاب مني مارداً لا يرفق

صبراً نبي الله سوف يصيبهم ... مما رموك به شواظ محرق

ثم يذهل عما كان معه من ظبي الطيور ويهم بافتقاد أبي جهل، ويشرف على ناد بقريش فيراه أحدهم من بعد فيحادث جلساءه وهو مرتاع:

انظروا حمزة:

فينظر ثم يقول أكثرهم:

شر مدلهْم ... بين عينيه ونار تضطرمْ

بعضهم:

ويحه أي مصاب هاجه ... فأتى يعبس كالخطب الملْم

يأتي حمزة فيقول إليه:

إنه يا حمزة:

حمزة (ثائراً): الهوبُ لظى ... بين أحشائي قاس يحتدم

ثم ينظر فيهم:

أين هذا الوغد هم (إليه): من ذا تبتغي

هو (في اضطراب): ... أخبروني أين يا قوم جثم

يقبل أبو جهل من جهة أخرى فيراه حمزة فيضربه بقوسه قائلاَ:

أنت أقبلتَ؟ فخذها ضربة=يرتوي منك بها قوسٌ نَهِم

أبو جهل (وقد وقع على الأرض):

أدركوني ... (فيقبل البعض عليه)

حمزة (وقد أحاط به بعض الشجعان يمنعونه):

بل دعوني أسقه ... أكؤس الموت وأكواب العدم

واحد منهم:

اصطبر حمزة لا تهتج فم ... سكن المهتاج إلا وندم

ثم يتحايلون عليه حتى يجلس فيتحادثون:

ما الذي نالك من عمرو

حمزة: لقد=نال مني قومي كثيراً وظلم

كل يوم يشتفي في ابن أخي ... بسباب دونه أقسى الحمم

وإذا ما شامه أغرى به ... صبية الحيّ وأوشاب الخدم

هم (في ترفق):

سوف نرجوه فلا يقربه ... بأذى

حمزة (مستنكرا) =ترجونه فيما اجترم؟

هانت الدنيا إذا لم احمه ... أينما حل وأيانَ قدم

من أناسيّ كربع دارس ... كاد من فرط البلى أن ينهدم

أسد في غير ساحات الوغى ... وهُم إن جدت الحرب نَعَم

ثم يسكت قليلاً ويهم واقفاً:

بلغي يا ريح عني واحفظي ... أيها الصحراء واشهد يا حرم

أنني أسلمت لله فلن ... أخفض الهامة مني لصنم

وسأعلي دينه الحق على ... مفرق العُربْ وهامات العجم (ثم يمضي والقوم في لغط واضطراب)

فريد عين شوكة

 

عامر بن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-20-2019, 12:49 AM   #20
عامر بن محمد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عامر بن محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1581

عامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الثالثة عشر
زهرة زئبق الياقوت



للأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني عام ١٩٣٧م

عين الرضى وعين السخط

هل صحيح ما يقول الشاعر أن عين الرضى عن كل عيب كليلة. . . لا أدري فقد صار كل شئ يحيرني، وما من أمر إلا أراني يبدو لي فيه رأيان أو مذهبان لطول ما عودت نفسي أن أنظر إلى (الجانب الآخر) فلو أني كنت قاضياً لظلت أحكامي تدور في نفسي ولا يجري بها لساني أو يخطها قلمي. وليس هذا من التردد، فأن من كان ضيق الصدر متنبه الأعصاب مثلي قلما يتردد. وما أكثر ما يؤثر الجزم والبت وإن كان في شك من الصواب كبير. ولكنما هذا من حب الموازنة والرغبة في إنصاف كل جانب من جوانب الرأي. وقد قلت لنفسي وأنا قاعد أتدبر قول هذا الشاعر القديم إن أعظم الرضى رضى المرء عن نفسه. أم ترى هذا ليس من الرضى. . لا أدري أيضاً. . وأخشى أن أظل لا أدري فلا أخرج بشيء أبداً. . . ولو أني أعطيت نفس إنسان غيري لما قبلت؛ ومع ذلك لا تخفى علي عيوبي ونقائصي من مادية وأدبية، ومن بدنية أو نفسية أو عقلية، فأنا أعلم أني. . . . ولكن هل من الضروري أن أفضح نفسي وأهجوها إلى الناس. . . ومن دلائل الرضى عن النفس على الرغم من الإحاطة بعيوبها، والفطنة إلى مواطن الضعف والنقص فيها أني أستخف بهذه العيوب ولا أبالي أن أذكرها، ولا أعبأ شيئاً إذا رأيت الناس يعرفونها كما أعرفها؛ وأني لأدرك بعقلي أنها نقائص ومذام ولكني أراني اتخذ أحياناً من المعالنة بها مفخرة ومحمدة، ولست أستخف بها في الحقيقة ولكنما أحاول تهوينها على نفسي حتى لا يكربني أمرها، ولأظل محتفظا بحبي لنفسي ورضاي عنها وغروري بها، وحب النفس من حب الحياة

وتذكرت وأنا أقلب هذا وأديره في رأسي مقالا أو فصلا لأديسون الكاتب الإنجليزي المعروف - أم ترى لا يقرأه أبناء الجيل الجديد - يتصور فيه أن الله جلت قدرته أذن للناس أن يخلعوا ويرموا ما لا يرضيهم من أجسامهم، فهذا رمى أنفه وذاك آخر ألقى أذنيه، وأخرج الثالث عينيه وقذف بهما، ونزع رابع ساقه وطرحها؛ وهكذا حتى صارت الأعضاء والجوارح المرمية المزهود فيها كوماً عالياً. وعاد الله فأذن لهم أن ينتقي كل واحد من هذا الكوم بديلاً مما زهد فيه ورماه فأقبلوا يقلبون ويبحثون وأخذ كل واحد ما أعجبه ووضعه موضع العضو المنزوع، ثم نظروا بعد ذلك إلى أنفسهم فلم يعجبهم حالهم ولم يرضوا عن أنفسهم واستبشعوا ما أخذوا بديلاً مما نزلوا عنه فجأروا بالشكوى إلى الله تعالى وتوسلوا إليه أن يأذن في أن يسترد كل منهم أعضاءه الأصلية. فتقبل الله دعاءهم رحمة منهم بهم، فما أسرع ما خلعوا ما استعاروا واستعادوا ما كانوا يسخطون عليه ويتبرمون به!

وهذه القصة الخيالية تدل على أن المرء لا يسعه إلا أن يفطن إلى حقيقة نفسه، ولكن إدراكه لعيوبه لا يمنع الحب الإيثار. وأحسب أن من هنا ما يسمونه (مركب النقص) أي معالجة الإنسان مداراة عيب يثقل على نفسه الشعور به، ومحاولة تعويضه من ناحية أخرى، والمقارنة والامتحان هما باب المعرفة، ولا سبيل إلى هذا الذي يسمى (مركب النقص) إلا بعد المعاناة أي الامتحان والمقارنة ولو امتنعت أسباب المعاناة والمقارنة بينه وبين غيره لما شعر المرء بنقص في نفسه أو في بدنه، ولما أحس الحاجة إلى مداراة النقص وستر العيب بإلتماس الصحة أو القوة في ناحية أخرى.

وأراني لا تخفى عليّ عيوب أبنائي وهم أحب إلى خلق الله إلي بعد نفسي كما لا أحتاج أن أقول فما أعدل بنفسي أحداً، وما أكثر ما سمعت أمي رحمها الله تقول إذا رأتني أشكو ألماً إنها تؤثر أن تكون هي المصابة، وأحياناً كنت أسمعها تدعو الله أن يتوفاها قبلي فأنكر هذا عليها في سري وأعجب كيف يمكن أن يتمنى إنسان أن يموت قبل غيره. هذا إحساس لا أستطيع أن أدعيه. ولو أني خيرت أن أموت قبل أولادي أو أن يموت أولادي قبلي لما رآني أحد أتردد أو أتحير، وربما أظهرت التردد نفاقاً وستراً للأنانية الصارخة، ولكن هذا لا يكون مني إلا نفاقاً وكذباً على الله والناس لا أكثر ولا أقل. وكثيراً ما سألت نفسي أترى الرجل غير المرأة؟ وأنا أؤمن بأن أمي كانت مخلصة صادقة السريرة، وقد كانت الدنيا كلها لا تعدل عندي قلامة ظفر من أصغر إصبع في رجلها. فهل تراها لو أن الأمر كان جداً لا تتردد في إيثاري على نفسها؟ من يدري؟ الرجل غير المرأة على التحقيق. . وشعور الأب غير شعور الأم، هي حملته تسعة أشهر على قلبها فهي تحس أنه قطعة منها بالمعنى الحرفي لا مجازاً، ومن أين يتأتى للرجل مثل هذا الشعور وهو لم يعان شيئاً ولا يدري أكثر من أن امرأته جاءته بغلام أو بنت قد لا يكون له رغبة فيه أو فيها. فأنا أستطيع أن أصدق هذا الإيثار من المرأة، ولكني لا أستطيع أن أصدق أن يكون الرجل مثلها إيثاراً لأبنه على نفسه - على الأقل فيما يمس الحياة - إلا إذا كانت نسبة عناصر الأنوثة في نفسه كبيرة.

ويحضرني الآن بيت قلته من قصيدة نسيتها وأظنه كان ختام القصيدة وهو:

ألا ليتني في الأرض آخر أهلها ... فاشهد هذا النحبَ يقضيه عالَمُ

وعيب البيت في نظري أن فيه مغالطة واضحة - على الأقل لي - ذلك أني لا أتمنى أن أكون آخر من يبقى في الدنيا لأرى كيف يفنى العالم، بل لأني لا أريد أن أترك الدنيا، فأن كان لا بد من تركها والخروج منها، فلتخرب قبلي أو فليكن موتي هو الإيذان بخرابها وإمحاء هذا العالم كله. ولم أستطع وأنا أنظم البيت أن أختزل كل هذا في شطر واحد فجاء البيت غير دقيق في التعبير عن حقيقة ما في نفسي

وقد أحببت مرات عديدة - لا عداد لها في الحقيقة فأني أبداً كما قال في الأستاذ العقاد:

(أنت في مصر دائم التمهيد ... بين حب عفا وحب جديد)

والسبب في ذلك أن عمر الحب عندي لا يطول إلا ساعة أو ساعتين أو ليلة أو ليلتين - إلى أن أمل والسلام - وما من واحدة أحببتها إلا تمنيت على الله أن يهبني القدرة لأصلح بعض ما لا أرضى عنه فأملأ هذا الساق وأديرها، وأعالج الترهل الذي يبدو لي في الثديين مثلا أو الردفين، وأصلح الأنف، وأخفف النتوء الذي في أرنبته، وأرسم الحاجبين رسماً جديداً يكون أقرب إلى ذوقي ورأيي في التناسب، وأعالج نفسها أيضاً علاجي لبدنها وهكذا إلى آخره، فما بي حاجة إلى الإطالة، وليس هذا من الاعتراض على خلق الله سبحانه وتعالى. . حاشا وكلا. . وإنما هو من اشتهاء الكمال كما أتصوره، ولا كمال في الدنيا مع الأسف

وقد صدق الشاعر في الشطر الثاني من بيته كما لم صدق في شطره الأول فما من شك أن عين السخط تبدي المساوي. وثم عيون أخرى عديدة تبدي المساوي غير عين السخط، وفي وسعنا أن نتسامح مع الشاعر المسكين وأن نقول أنه يعني بين السخط عينا تبدي المساوي، وأنه لم يرد القصر ولا التخصيص

وأسأل نفسي وأنا أكتب هذا الفصل: (ماذا أخطر ببالك هذا البيت؟) والحقيقة أني لا أدري سوى أني أردت أن أكتب كلاما فحضرني هذا البيت، فما أكثر الكلام الفارغ وما أسرعه إلى اللسان.

 

عامر بن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تـفـاصـيـل // هـــامــش // أرق .... !!! شــمــ نـجـد ــس أبعاد الهدوء 1501 05-13-2010 12:17 AM
احترت كثيراااااااااااااااااااااااااااا محمد الحامد أبعاد النثر الأدبي 14 10-01-2006 11:23 PM


الساعة الآن 02:19 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.