:
للموجودات غاياتها بدءاً بالخلق وانتهاءً بالموت ، والغاية - ربما - لا تبررها الوسيلة
بل تكون وبالاً عليها ، والوبال - ربما - لا يكون عليها بل منها ، و "منها " هذه تُخرج
الوسيلة مبرأةً من الغاية .
:
بدءُ غاية اللغة : القول
انتهاءُ غاية اللغة : الكتابة .
:
نتعلم لنقرأ
نقرأ لنكتب
نكتبُ لنُقرأ
نُقرأ ليُكتب
يُكتب ليُقرأ
يُقرأ ليُكتب
:
إذن :
الكتابة : غايةٌ
وسيلتها : الكتابة .
إذْ لاغاية تكون وسيلتها " هيَ " إلا الكتابة - باعتقادي - ومن هنا جاءت
نقمتها وشهوتها أيضاً .
ما سبق على افتراض
الآتي على اعتراض :
أنّ الكتابة الآن أدخلتْ بينها و " الغاية / الكتابة " غايةً أخرى ، أو لأقل غاياتٍ أُخر
فإنْ قلتَ : " حَسَنةً "
سأقول : " حَسَنَاً " ، وإنْ قلتَ " سيئةً " سأقول : " حَسَنَاً " - أيضا - :
هنا أريدُ الغاية من تلك الوسيلة / الكتابة ...
لأذهبَ أنا وأنتَ أبعد من ذلك :
- هل انعدام الغاية ( ...... ) يُميتُ الوسيلة / الكتابة ؟
ماهي الغاية ( ...... ) التي إنْ لم تتحقّق تستحقّ موت الوسيلة / الكتابة ؟
- مابين القوسين هي إحدى الغايات الحسنة أو السيئة -
:
ـــ
في نهاية الإجابة :
يؤكد " أدونيس " في كتابه ( كلام البدايات ) مقولة : " لا كتابة بريئة "
حتى وإنْ لم تكن سهامنا نفسها السهام التي أطلقها [ أدونيس ]
ليصطاد بها زاده " قصده " إلاّ أنّنا سنأخذها على ظاهرها - أي الجملة - ونقول :
أنّ للكتابة مآربَ أخرى أيّاً كانت هذه الكتابة وأيّاً كان كاتبها وأنّ هذه المآرب / الغايات
مهما كانت ستجعلُ من وسيلتها / الكتابة عِبْئاً على اللغة ومستنقعاً للحروف الطاهرة .
:
في نهاية القول :
متمنياً منكم أحبتي وقبل الإجابة هنا ، صمتاً للتفكير تعقبه الإجابة بالغاية التي جعلتكم
ترتكبون الوسيلة / الكتابة ؟
وأمنيةٌ أعظم :
بأنْ يكون من بيننا من تكون وسيلته : الكتابة هي غايته / الكتابة .