رسالة من بلقيس (يمانية)

[محمد الخضري]

رسالة من بلقيس ( يمانية )

يمانية ...
من ارض اليمن السعيد
من أقصى جنوب الارض
على صهوة الريح
يحط هدهد عجوز على نافذة القلب
يترك رسالة على حافة النافذة
فز لها القلب
فتح الرسالة ...
أخذ يقرأها
إنها من بلقيس ... !!

كتبت بلقيس ...
بسم الله الرحمن الرحيم :
سيدي الرجل العربي النبيل
دام بقاؤك ...
يأتي كتابي هذا إليك من أرض اليمن السعيد
من جبال صنعاء ...
وسهول إب ...
وجبل بعدان العتيد
أرسل لك يا سيدي ...
صورةً ملونةً ...
عن سد مأرب ...
عن أرضٍ وحرثٍ تليد
أكتب لك عن امرأة من زمن المجد القديم
يضجرها الليل
تعبق غرفتها برائحة الوحدة
وحلمٌ عتيق
إمرأة يا سيدي
تقرأ القرآن ...
ترتَله ...
تجَوده
كأجود ما يكون الترتيل والتجويد
امرأة ياسيدي
من بلادي
من اليمن السعيد

تغشوها وحدةٌ فلا صديق
وليل طويل طويل بلا رفيق
وقفار أضناها وجع المسير
حتى تآكل تحت قدميها الطريق

أمدد لها يا سيدي يديك ...
افتح خزائن قلبها
ستعرف كم أنت محظوظ بها وسعيد

يمانية يا سيدي الرجل النبيل
من آخر سلالات أحفادي الأقدمين
فحين تتحدث عن الحب
سيدهشك كلامها المبين
حديثها السحر ...
أنفاسها العطر ...
إمرأة ....
ستشجيك بالشدو وبالنشيد
لتعلم يا سيدي أن اليمن ليس أرض يباب
وفقر ومرض وجهل
كما يزعم الآخرون
اليمن يا سيدي حضارة وإنسان
منذ آلاف السنين

خذ إليك هذه السوسنة
حافظ عليها ...
نقها من شوائب الزمن
ووعثاء المسير
خذها بين أضلعك نبضاً وروحاً وجسداً
وعمراً جديد
وتأكد بأنك لن تعود للحياة إلا مع هذه البشارة
بمولد فجر يوم عيد
يجتبيك إلى الأعالي
كما جبال بلادها وبلادي
إنها هي التي أحدثك عنها

يمانية ...
من الزمن الآتي البعيد
إنها زهرة اليمن السعيد
وإنها حبك الأول والأخير
بلقيس ...
(من ديوان يشبهك البحر)