وهج التمدّن
جرّتني الحياة مستسلما رغم رفضي الداخلي وسكنت داخل قالب اسمنت لا يشبهني، ضاقت المدينة بي،
وحجبت المنازل وجه الشمس الذي اعرفه ويعرفني، اصبت بلوعة الغموض التي لا اعرف نهايتها ...
وقفت طويلا عند النافذة أفكر كيف لي أن اقنع هذه الروح ان ترتبط بهذه الحدود الثقيلة؟ تثاقلت
نفسي وعدت مستلقيا احدق في سقف لم أؤمن به يوما طالما اعتدت على أن سقفي السماء.
جئت كمن يخبئ الصحراء كــ سر حلوا يستدعيه ليشعره بحريته ، لكن كيف لي أنا أخفيه دون أن
تظهر على جسدي التعازي! واتساءل كيف لي أن احمل ورقة ترسمني، تعنونني، لم افهم كيف لي أن
استظل بأرقام ؟ انا متعب يا نورة في هذا الممر الواسع .
اتعلمين ..!
انك انتِ من أهرب إليها كلما اختزلوا الصحراء في كلمة جفاف؟ وانك أنتِ بدويتي ونور خيمتي وروح
ثأري؟ وانك درعي امام سيوف المدائن وترحابي ودليل نجمي؟ ،وأنت التي من خبأت في عينيها بطولتي
ولوعة خيلي، ارجوك، لا تدَعي وهج التمدّن يسرقك وتنسي وهج النجوم معي.