:
بسم الله أبدأ ..
رغم أنّي لا أعرف ماذا سأقول أمام رفيق المرحلة " زايد ".
رفيق الفقر وقِلّة ذات اليد ؛ ذلك المخلوق الذي يصلك كرمه
حتى وهو لا يملك غير شِعره وحذاءه ! صعنا معًا وتمرجلنا معًا
وتعاطينا الشعر معًا في غفلةٍ من الرقيب والحبيب أيضًا ..
كنّا نصنع محبوباتنا ونجعل محبوبات الآخرين يغرن منهن !
كنّا نقتنص الشعراء والشعر من الظل ؛ لا تعنينا البهرجات
ولا الزخارف ؛ كنّا نجتمع لنقول شعرًا لا يُشبه شعر الآخرين ..
كانت أوراقنا مبعثرة وقلوبنا ملمومة ؛ كانت أقلامنا رخيصة ..
لكنها لا تُشترى ! كانت أحزاننا نبيلة وأفراحنا قبيلة عندما تأتي ..
كانت " الصالحية " تجمعنا .. و " الفيصلية " تعرف خُطانا
وتطبطب على أفئدتنا ؛ كانت ليالي " الاختبارات " كئيبة ..
لكننا كنّا " نقهقه " ونقول : يعين الله .. ولم يخيّب الله آمالنا ..
كنا ندرس اللغة ونحنُ أساتذة بالفطرة بها ؛ كان الدكاترة في الغالب
دكاترة مع الجميع .. إلا معنا ؛ كانوا يتحولون إلى أصدقاء ..
" سعد الدين كليب " " نايل الأخرس " .. " السعيدي " من الحجاز
كانوا يجدون بنا حماسة البدوي الذي إن تعلّم ورغب العلم ..
سـ " يطق لكل الأعراق " بـ إصبعه ..! كنا صيّع لكن نبلاء ..
كنّا ربما مقصرين دينيًا .. لكن كانت مروءتنا وإنسانيتنا لا تُخدَش ..
وهي معيارنا الذي يعيدنا إلى الله .. كلما ابتعدنا عن الله .
كنّا .. نأتلف مع الطرقات والأرصفة والأغاني .. كان كاظم الساهر
وعبدالحليم حاضرين بسببك .. ؛ وكنت أنافي مرحلة انتقالية
من " الصريخ " لـ " فيروز " ! كنّا وكنّا وكنّا ..
هل قلت باسم الله أبدأ ؟!
الحقيقة أني لا أدري هل بدأت أم لا ..
🌹