فتاه زوجوها جبل !

[معيض أحمد العمري]

ربما انكم تحسبون أني اقصد بكلمة (جبل ) في عنوان مقالي , وصف لرجل غليظ قوي , ولكن تريثوا فالجمله صحيحه بدون اوصاف :
حكى لي أحد الطاعنين في السن حكايه قديمه مرت على إحدى الهجر التي كانت تقبع في محيط الجهل والخرافه :
كان هناك جبل عظيم يقدسه أهل تلك الهجره وكانوا يكنون له الحب الأجلّ , يرون أنه هو الذي يحميهم ,ويكفل رزقهم , يتباهون بـ كبره وشموخه امام الجميع , هذا الجبل يسمى ( جبل حظى ) وهو جبل معروف وموجود حتى الآن ...
استوصى اهل الهجره شراً واتفقوا ان يزوجوا الجبل ., وفعلا تبرّع احد فطاحلتهم في الجهل والتخلف بإبنته الوحيده ليزوجها جبل حظى , وكان الزفاف ...
قاموا بربط الفتاه في طرف صخره من صخور ذلك الجبل , ووضعوا عليها مظلّه من سعف النخل وتركوها ... وكانوا كل صباح يذهبون اليها ويقدمون لها الطعام , فقط كل صباح , استمرت هذه الحاله لمدة اسبوع ...
وفي اليوم الثامن أتوا كالعاده لـ يقدموا الطعام للفتاه فوجدوها قد فارقت الحياه ....بسبب ثعبان لسعها في ليلة حظى السابعه ....
القصه حقيقه واقعه يشهد بها الكثير من قطنوا هجرة جبل حظى , جرت احداثها قبل 100 عام , في ايام الجهل والتخلف.

هذه خرافه اعتقدها اولئك القوم , وكانت ضحيتها فتاه,,.في زمن ربما نلتمس لأهله العذر لان القرون القديمه عامره بالجهل والتخلف والأميّه .

لكن كيف نلتمس عذراً لخرافات هذا الزمن المترامي العلم ,والذي يحتويه التقدم الفكري , والتحضر العقلي , عندما تمر علينا كل حين فتاوى لانعتبرها الا خرافات لانعلم من أين اتى بها علمائنا الافاضل.
لن استطرد ولن أسطّر لكم الفتاوى التي يسميها الكثير _ فتاوي مقلعه _ اقتلعت عقولنا من محيطها الديني الشريف ورمت بها في محيطات الشك والتردد والتصديق والتكذيب .

اصحاب تلك الفتاوى ( الارضاعيه) و ( الاختلاطيه ) و (الغنائيه ) يحاولوا ان يقنعونا بصدقهم ,ولو انهم فعلاً قد اقنعوا أولي الأهواء بها, إلا اننا لازلنا نبحث عن مصير هذه الامه لو تستمر السماء تمطر فتاوي عصر التكنلوجيا و( ساهر ) , من لدنّ شيوخ ( لابأس ) ..

لو لم يتداركنا لطف العظيم الكبير ويسخّر لنا حلاً يلجم كل الافواه التي كل يوم تحذف لنا حجراً من فتوى , فإن الايام حبلى بالكثير من المفارقات العجيبه والتي ستجعل زمننا شبيه لـ جبل حظى , ونحن نشبه زوجته رحمها الله ,,,,