ما تعَـسَّــر منّي .! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مجنون قريتنا .. (الكاتـب : عبدالعزيز المخلّفي - مشاركات : 0 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3416 - )           »          اعلانـــات مبوبة ... ؟؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 532 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          ....&& ندبات وجراح&&... (الكاتـب : زكريا عليو - مشاركات : 8 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75181 - )           »          روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 74 - )           »          ( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 586 - )           »          العين (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : حمد الدوسري - مشاركات : 15 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 326 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-18-2012, 12:56 AM   #1
هيفاء العيد
( كاتبة )

الصورة الرمزية هيفاء العيد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

هيفاء العيد غير متواجد حاليا

افتراضي ما تعَـسَّــر منّي .!


لستُ حزينة بما يكفي لاستدرار حزنكم، ولكني وقفت على الحد الأخير من الغيّ، وبلغتُ من الشقاء اللازم


لأن أبصقَـني في وجوهكم، دون أن أُتبع ذلك باعتذارٍ عمّا سيعتريكم من التأفـف والقرف .



نفسي وطنٌ لا ينازعني فيه أحد ، وفي شارع ذاكرتي الخلفي أخاديد جيدة لدفن ذمّكم الذي قد يلحق بي،ودفنكم أنتم أيضاً .


فأنا وذاكرتي اثنان يتشاطران الخيانة ولا نُسام وزرها ، أهرّبُ إليها (ما ) و(من) أشاء من أحداثٍ وأشخاص


ومن ثَم أكِـلُـهم إليها مع علمي بأنها خائنةٌ مثلي .



لا أؤمنُ بتبرير سيرة ضياعي بحججٍ مستهلكة غير مقنعة تأتي تحت مسميات /طفولة محرومة ،مراهقة رعناء ، وشباب محبط .!


فكل هذه الأشياء لا تخلّف بالضرورة حياةً بالية كـ حياتي ، فـ والداي صالحان منحاني الحب والاهتمام بسخاء كبير،


ومع هذا فقد كان صلاحي جنةً مفقودة لم يشفع لهما عملهما الصالح معي أن يحظيا بها ..!


كبرت واعتدت على رائحة احتراق حلمهما الساذج بي ، وكنت أحزنُ (ليس كثيراً) من أن هذه الرائحة تقف


دائماً عند حد أنفي ولا تتجاوزه إلى ضميري المشلول ..!!



أرتاح كثيراً للظلام ، ولم ألاحق النور يوماً ، ولم يحدث لحظة أن اتخذت من الندم سلماً نحو السماء ،


لم أجرب الاصغاء للناصحين أو بالأحرى (من يتقنون تقمص هذا الدور) لأني على ثقة بأن الناس يعجبهم


ضياعي وألسنتهم الحِـداد تستمتع باجترار سيرتي السيئة ليل نهار ..


أخطائي لها لذة فقدان الوعي، يؤازرني في اقترافها قبح العالم الذي فاضت به الأرض فأغرق وجوه قاطنيها. .



هل تصدقون اني لا أحفظ شكل انتماءاتي فهي تضيع مني دائماً ، ربما اضطررت لصنع تماثيل حجرية لها


حتى تذكرني بها ، عموماً هي لا تعنيني كثيراً ولم أنفق عليها يوماً شيئاً من قداسة أو تعظيم.


حتى الحب ، لا أحفظُ له شكلاً لذا فهو يموت دائماً في الهزيع الأخير من التخمين ..!



لم أبكِ رجلاً يوماً، اذا شكا قلبي أحدهم، أحقن وريده بالرغبة ، وأتركه أحمر الوجه، جاحظ العينين


يلعن شهوته / ذلّه.. وأرحل!


كم هم حمقى أولئك الذين يعبرونني كأطفال جياع يحلمون برغيف متعة من امرأة فقيرة لا تملك قوت يومها


تضع قلبها على مرمى ذراع منها كل ليلة لـ تنام بلا قلب ..!



رصيد تجاربي الفاشلة لو فرطته أمامكم لألقى الروع في قلب كل امرأة تقرأني الآن وتكتم تأفّـفها تحت سطوة الفضول ،


لتلتهم عيناها تفاصيل أكثر عن امرأة تسلقت باعترافاتها حصوناً من الكذب شيّـدتها الكثيرات من النساء حول عوراتهن، وعَـوارهن .!


عيناي التي لم أعتنِ بخضرتها حتى ذبلت وباتت مرتع خيبات، تنفضح حسداً وحقداً ولعناتٍ مخبوءة لكل


الرجال الغافلين عني ، وكل النساء الصالحات المشمئزات مني ، وصدري استوت فيه تفاصيلُ تعبٍ أسود


حتى أصبح خالياً من نتوءات بياض قديمة زهد فيها السواد حتى استوت هي أيضاً.


لا أعرفُ طعم الانتظار فصدري لا يتسع للإحتمالات ، ولم أكن يوماً مرهونةً بحلم فأنا أستيقظُ كل صباح


على وسادةٍ مبللة بالظنون والنوايا الخبيثة تجاه كل الناس .



حتى ذلك الرجل القبيح الذي تزوجني لم أشفق عليه مني، فهو استحقني بجدارة ، يذمني كثيراً ولم يمتدح


شيئاً مني منذ تزوجته سوى مؤخرتي التي كانت لا تروق إلا للوضيعين من الرجال كـ بائعي البيره وحرّاس الحانات،


و عندما خطفه الغيابُ مني فجأة، لم أحزن ولم أُمنّي نفسي برجوعه ، ولولا أن ترك بين يدي أربعةً من الأطفال يشبهونه


في كل شيء لكنت نسيته تماماً ، الغريب أنهم بنات ومع هذا فهن يحملن نفس لون قلبه القاتم وبشرته السمراء ونفس الروح الكريهة


التي يحملها ولم يرثن مني شيئاً ، ربما لأني لا أملكُ شيئاً صالحاً لخلق أنثى جميلة ،فأنا شقراء رعناء لي قلب أسود،


و وجه أبيضٌ قبيح / فيه عينان ذابلتان وشفتان غليظتان قضمهما العطش ، أطفالي السيئون يذكّـرونني دائماً


بأني أمٌّ غير صالحة وأعترف أني أبادلهم نفس الشعور بالكره والنفور .!




أحياناً يقودني شيء لا أعرفه إلى والديّ الذيْن رغم الإنكسار لازال قدومي يشكل لهما وثبة فرح يتمسكان


بها حتى لا تفـر منهما ، أرى في عينيهما بركان عتبٍ خامد ، ومع هذا يبتسمان لي بحنان.!


تمرّرُ أمي كفَّ الرفق على رأسي فلا أشعر بما يفترضُ أن أشعرَ به، وتخبرني بصوتٍ ضعيفٍ مقهور : (إن العذاب في الدنيا يدنينا من الجنة ) .!



وأبي هذا الصامت الحزين/ الرجل الوحيد الذي يغض طـرفه إذا بدا عُـريي ، أشعر بأنينه المنبعث من


صدره كلما اقتربت منه لأقبـّل رأسه كـ حركة اعتدت عليها في صغري .


يبدو ياأبي أنك أدركت جيداً بأن الحياة لا تأتي بما نحب قسراً ، لذلك أنا أراك تبتسم لابنتك الحقيرة وأنت


تتكئ على عكاز الصبر ، تبكي بكاءً طاهراً ، كـ بكاء الأجنّة دون دموع أو نحيب ..!



أرحلُ عن والديّ يقودني ارتيابي مني ، والرغبة في الموت بعيداً عنهما .



ليس صحيحاً أن الأمان مرهونٌ بوجود أبي ، الأمان ليس مرهوناً بوجود أحد ، لأنه غير موجود أصلاً ،


ولكن الحاجة إليه تخلق منه سراباً يعلّلـنا .!



تشغلني عبارة أمي التي لم تملّ قولها لي كلما مسحت على رأسي (إن العذاب في الدنيا يدنينا من الجنة ) ،


هل حقاً ما تقوله أمي ..؟



لو كان حقاً فأنا أعدكم أنني سأنام الليلة وأنا أحلم بالجنة ، وسـ أسأل الله لقاءكم هناك ، ولكن لا أعدكم أنني


سـ أبصقني في وجوهكم هذه المرة ،بل سـ أفـقـأ عيونكم بأصابعٍ من صخر منحـْـتُـكم بها ثوانٍ ممطرات من الكذب الأسود .!















أعتذر للجميع واعلموا أنني احترمكم كثيراً وأحترم نفسي التي لا تشبه تلك المرأة التي رافقتكم


فأنا على النقيض منها/ لي ذاكرة لا تتواطأ معي أبداً، وأعيش رهينة أحلامٍ كثيرة ، وأقدّسُ انتماءاتي.


وأحفظُ شكل الحب جيداً ،والأهم أني لست ( أم ) أصلاً ، وحين أصبح أماً أنا على ثقة بأني


سأكون أمّـاً جيدة بما يكفي لأن أتخلّى عن أصابعي ، وأتوقف عن الكذب نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

هيفاء العيد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحسّ بـ أنّي رُغم الإحساسْ مَا أحسْ ..! شهد الدوسري أبعاد الشعر الشعبي 11 01-26-2012 06:08 PM


الساعة الآن 07:10 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.