خريفكِ قطعة دفء
مغلولة بسحر اللون الهادئ
معتّق بِرهان النار
على أغنيات البلل
متوهج
كآخر نظرة للشمس
على جسد البحر
شتاؤك مقامات كمنجات
تعزف لصغار العشب
لحن الحياة
يتحدر من سلالة التأنيث
و رحم العطر البري
يرشّ عشر بشائر موقنات المصير
ويضحك
صيفك أفق الحديث على فم متصوف
كلما تلى
زادته عطشا تلاوة الخشوع
حتى تعرقت به الصلاة
قناص لسع بربري الهوى
يمج النسيم عن صدر النشوة
ثم يروي بالرضاب
يكنس صمت التشاقي
ويرسم الندى بالظلال
ربيعكِ امتشاق قزح
بأخضر المدى
تورّق أذرع الرحيق النابش
لأسرار الصمود
كرنفال أنفاس
محركات للجمود
كاشف لِزور الضياء
و همس السنابل
زلال الوعود المنقوشة
على الصفصاف قبل ألف عشق
بيدر فراش
لا يهاب اللهيب
وزقزقات فجر
كل نَوادلهِ بحور
فصلك الخامس أقداح طّل ناعم
يسقي حواكير الريف الحنون
دفق خجول
فاره
يراقص الحب
و أشجار الكرز
نبض يهز أركان الجوى
ودهشة العيون
يستنطق لب القصائد
و أهواء المجاز
ويرف مثل الطير
في عمر السماء
أي الهوادج أمتطي
أين الفرار
و في كل مشوار لقافلتي
قمر يقولكِ
ليل نهار