جَمَعْتُ رَحِيقَ مُفْرَدَاتِ العِشْق
شَهْدَ مَعَانِي الوَجْد
رِضَابَ أحْلامِ العُمْر
نَدَى أمَانِيِّ القُرْب
عَتَقْتُّهَا بِشَفَافِية
وبَذَرْتُهَا رُوْحاً فِي الأوْرِدَة
رُؤَى النْقَاءِ شُمُوسَاً تُشْرِقُ عَلَيها
وأَضْوَاءُ اللقَاءِ أَقْمَارَاً لا تَغْرُبَ عَنْها
كـَ خَلِيةٍ فِي القَلبِ تَشَكَّلَتْ
تَجَذَّرَتْ و انْتَشَرتْ
تَكَاثَرَتْ و نَمَتْ
بِكُلِّ نَبْضَةٍ تَعْنِي الحَياة
نَفَذَتْ إِلَى الحَنَايا فَالتَصَقَتْ بالضُلُوع
تَوغَلَتْ مَسَاحَاتَ الفِكْرِ فـ سَكَنَت التَّأمُل
عَلَتْ كـَ سِنْدِيَانةٍ سَامِقَة
تَفِيءُ بِأغْصَانِهَا عَلى ثَورَةِ المَشَاعِر
تَحْمِي بِظِلالِهَا فَوْرَةَ تَطَرُّفِ العَقْل
الخَوْفُ عَلَيها كَانَ أقْوَى
مِنْ أعْتَى الرِيَاح
الجُنُونُ بِهَا كَانَ هَذَيَانَاً
يُبَعْثِرُ فِي طَرِيقِهِ
هَوَاجِسَ البُعْدِ و شُكُوكَ الغِيَاب
رُبَّمَا تَفَاعَلَتْ بِمُناخَاتٍ مُتَقَلِّبَة
رُبَّمَا تَأَثرَتْ بِانْكِسَارٍ عَابِرٍ لِلأمَل
رُبَّمَا اهْتَزَتْ لاخْتِنَاقٍ بعمق شِرَيانِ الحُلْم
لَكِنَّهَا لَمْ تَفْقِدْ أَبَدَاً
عُنْفُوَانَ أَوْرَاقِهَا وعِطرَ أَزْهَارِهَا
غَدَا جُلُّهُ هَوائِي
وصَخَبَ إدمانِ حَواسي
هلِ الشَّوقُ إلا جَمْرَاً
يَتَّقِد بِأزمِنَةِ البُعْد ؟
هلِ الحَيَّرَةُ إلا رِيَاحَاً
تَتَولَّى مُهِمَّةَ اشْتِعَالِه ؟
هلِ الخَوْفُ إلا تِيهاً
يَضْطَرِب لِوَهْمِهِ الكَيَان ؟
لـِ هَجْمَةِ لَفْحَةِ الأَشْوَاق
أُعِدُّ شَمْعَةَ الغِيَاب
أُشْعِلَ فَتِيلَهَا
بِـ قِطَافٍ منْ زَهرِ سِنْدِيَانَةِ الحبِّ
أَسْرِقْهُ فِي ظَلامٍ يَتَعَثَّرُ بـ تَعَب
و سكونٍ يَلْتَهِمُ الاسْتِفْهَامِ عن
أيْنَ أنْت ؟
لاحْتَفِلْ بِانْتِشَاءِ وَلَهِي
بِدُخَانِهَا المُتَصَاعِدِ
وَهْوَ يَرْسُمَ مَرْكِبَاً فَقَدَ رُبَّانَه
ورُبَانَاً تَاهَ عَنْ أَوْطَانَه
لِأُشْهِدَ الليَلَ
أَنْ التِيهَ بِـ غِيابِك
لَيْسَ إِلا ....
مَوْعِدٌ مَعَ الغُرْبَة