قراءة : أصيلة المعمريه
/
\
/
\
/
\
بعض من ملامح القصيدة النبطيه التي تكتبها الشاعره أسوار صور
هنا سـ أترك لكم ما وجدته في قصائد هذه الشاعره الجميلة
لـ نصافحها سوياً ..
نتناول صورها الشعرية وطريقتها في بناء القصيدة .. ولا ننسى لغتها الأجمل ومفرداتها العذبه
سندرك كل شيءٍ على حده
إليكم بعض ملامح هذه الأنثى في القصيدة النبطيه
:
الصور الشعرية التي كانت تركز عليها الشاعره أسوار صور في طرحها لـ قصائدها الاجمل،، كانت تتميز بـ حس الأنثى المرهف وبخصوصيتها،،فـ الطفل دوماً موجود في قصائد هذه الشاعره ...ولو حاولنا تسليط الضوء على قصيدة مراسم دفن محظورة لـ وجدنا بأنها تنادي ملهم القصيدة في أكثر من مرة واحده على أنه في كبد الليل طفل ٌ يعتلي السحاب .. وهذه الصوره لا تكتبها الا الأنثى التي تؤمن بخصوصية الصورة الشعريه في قصائدها،،وأركز أكثر على الصورة التي أتت بعدها في نفس البيت عندما قالت ..أشوفك في حشا روحي طفلٍ قاصره اشهوره .. هذه الصوره الجميلة وهذا التشبيه المركب يجعلنا ننادي أكثر ونطالب الذائقة حتى نبحث عن كل صوره شعرية تميزنا وتخصنا نحن فقط .. وأركز في هذا القول على شاعراتنا الجميلات .. فالخصوصية مطلوبة خاصة في زمن التشكيك بشاعرية الأنثى .. فالصوره السابقة والتي طرحتها الشاعره بنت عامر .. ترغم المتلقي على الاقتناع بأن القصيده قد خرجت من فم أنثى تمتلك مقومات بناء القصيدة الرائعة التي تعكس صورتها ونفسيتها وأسلوبها في الكتابه...
كما أن صورة الأم حاضرة كذلك في قصائدها .. ففي نفس القصيدة نجد الشاعره في البيت الأخيرة تقول:
أضمك زي عبث أطفال اجمع بعثرة العاب
تضيع اللعبه الحلوه/مراسم دفن محظوره
،
،
فـ هنا شاعرية امرأة رائعه وأم أروع عندما شبهت حالتها وكأنها تلم عبث أطفال وتجمع بعثرة العاب وتختفي اللعبه الأجمل .. هنا إحتفاء بـ مراسم دفن محظوره وهنا بيت يجعلنا نجزم على عمقه وفلسفته المُذهله هذه الصور .. قريبة لنفسية الشاعره في قصيدتها ولحالتها المنشوده في هذا البيت ..
ففي مراسم دفن محظوره
وجدنا الطفل حاضر والأم
والعاب عبث الأطفال
وهناك الصوره البصمة : أشوفك في حشا روحي طفلٍ قاصره اشهوره ..
كما أنها في أحد أبيات هذه القصيدة قالت : أنا من وين ما شفتك أشوف امراي مكسوره ..
هنا كذلك صوره خاصه بالأنثى وعلاقتها بالمرآه وتشبيهها لـ رؤيته وكأنه مراية مكسوره لا تعكس شيء ولا تمثل إلا ذكرى باليه ،،،فـ هذه التفاصيل لا تَقدر على سردها والاتيان بها الا الأنثى الشاعره كـ أسوار صور،،كما أنها في قصيدة السالفة المره كانت تستخدم بعض الألفاظ التي تخص الأنثى .. وجدناها بكثافه شعرية جميلة وخصوصية أنثويه راقية
عندما قالت : يا كحل أخرس بعين الليل ..نادت الملهم بالكحل والأخرس .. صوره تنادي بالكثير من الاستفاهامات التي تمنحنا فرصة التفكير فيها،،واستنتاج جمالها وفلسفتها الخاصه،، فـ كيف يكون الكحل أخرس في عين الليل ..كما أننا لو رجعنا بأذهاننا للخلف لو جدنا أنها دوما ما تُعرف الليل بأنه يملك كبد وهنا له عين تُكحلها بكحل أخرس ..
كذلك في نفس قصيدة السالفة المره،،كانت تطالب الملهم بأن يلملم عقدها المنثور
وهنا كذلك لفظه جميله ،تُحسب للشاعره وهي العقد المنثور ،وتشبيهها للموقف والطلب .. بشيء قريب من أنوثتها الشاعره..
فقالت :دخيلك مول مب رجوه تلملم عقدي المنثور ..
والعقد لا تلبسه إلا الأنثى
،
،
،
،
،
دعوني أنتقل للحديث عن عمق الصوره الشعريه بشكل عام في قصائد هذه الشاعره
فـ في قصيدة مراسم دفن محظوره كانت تقول الشاعره : يموت الدمع بعيوني .. تسد الريح وجه الباب ..هذه الصوره عميقه وفي داخلها حركه لا يشوبها أي سكون ،، دوما ما نجدها في التشبيهات المركبه.. فـ كبف تسد الريح وجه الباب ؟ وفي نفس الوقت
كيف يكون للباب وجه ؟صوره مركبه تعتمد على الكثير من التساؤلات التي تطرحها الشاعره في ذهن المتلقي ،فـ لا يخرج القارئ من القصيده وإلا وفي رؤيته مشهد رائع يفرض على خياله تصور كل تفاصيله المربكه فـ يعيش جو القصيده والصراع بداخله
أما في قصيدة السالفة المره : فـ في مطلع القصيده كانت تقول:
دخيلك رتب ضلوعي .. دخيل الخاطر المكسور
قبل لا يطيح من رمشي سهم يجرح لي يديني
.
.
الصوره هنا بليغه وخاصة في الشطر الثاني .. فـ هنا سباق مع الحاله المطروحه والموقف القادم مع هذا النص،،السباق يكمن في مفردة _قبل_ ،،أما ما أتى بعدها .. من مشهدٍ قد ذكرت الشاعره كل تفاصيله .. وتناولت كل معطيات الجرح ،والموقف من كل الجوانب المباشره والغير مباشرة .. يطيح من رمشي سهم يجرح لي يديني .. هنا تشبيه مباشر يحق للقارئ أن يسهب في تأمل تفاصيله.. أما الصوره المكنونه في نفس البيت والتي تعتبر نوعاً ما مَخفيه غير مباشره وهي تكمن في السهم الساقط من الرمش والذي سيجرح اليد ،،كان المقصود به : الدمع أو الدمعه لو تجاوزنا تذكير السهم وتأنيث الدمعه على وجه العموم..
وهو شيء غير مذكور مباشرة في القصيدة ..
هناك العديد من الصور العميقه في السالفه المره .. كـ رتب ضلوعي ، و _أحبك لو بقى ضلعي حطب يوقد فراغه نور_، شربت الملح هالذايب بقطره من دمع عيني،،
فـ في الصوره الأخيره ..نجد معطيات رائعه لبناء هذا التشبيه الجميل والذي دوماً ما نجده في قصائد الشاعره أسوار صور بطرق مختلفه .. تارة تقول مباشرة _ملح الحزن_ وتارة تسرد تفاصيله كما في السالفه المره هنا في هذه الصوره والتي شبهت فيها دموعها بالماء المالح .. لو تناولنا هذا التشبيه المُصور بـ شكل تفصيلي ..
ولا نستطيع أن نتجاوز هذه القصيدة دون أن نترك الضوء على صورة تشبيهها لأضلعها بالحطب الذي يوقد ناراً وفارغاً ونور
.
.
هذه الصور المركبه والمعقده البسيطه في نفس الوقت
تترك مجالاً للتأمل في نفس القارئ وتتيح له فرصة الاستمتاع بالتفاصيل الحاضره والغائبة في نفس الوقت ،صور بل مشاهد من عمق القصيدة .. تترك في دواخلنا احساس ٌ رائع لو حاولنا الربط بين إحساس القصيدة وايقاعها وموقفها من جهة
والتشبيهات المطروحه من جهة آخرى ..مشاهد متحركه كـ كائنات حيه هكذا نجد صور أسلوب الشاعر اسوار صور في الكتابه
فـ هي لا تكتب أي شيء ميت ٍ وجامد
كل شيء في قصائدها نجده حي يتحرك ويتنفس الوجود ..
،
،
،
،
،
،
عندما نتحدث عن الشاعره أسوار صور يجب أن لا يفوتنا الحديث عن تميزها في بناء القصيده النبطيه ..فـ هيكلة النص عند الشاعره أسوار صور مميزه كثيراً
وأصبحنا نعرف قصائدها حتى وإن لم تُذيل باسمها الأنيق .. ابنة صور دوماً ما تعتمد في هيكل القصيدة على تكرار الألفاظ الرئيسية في كل نص ،، فـ نجدها
دوماً ما تكون المفردة التي تبني بها الشطر الأول .. تستخدمها نفسها لـ تبني الشطر الثاني من البيت.....
وهذا لا يعيب القصيدة إن كان يحافظ على وحدتها وجمالها الذي لا يُختلف عليه
طريقة البناء التكرارية هذه تساهم في الوحده العنصرية للنص وتسهم أكثر في فتح آفاق الكتابه عند الشاعره حين كتابة نصها...
كما أنها تساعد فكرها الراقي في الاسترسال لاخراج نص يليق بذوائقنا
آلية بناء القصيدة بهذه الصوره تضمن الكثير من المقومات الجميلة التي تُكسب النص ..
فـ نكسبه ..
في قصيدة انهيار المكونه من 9 أبيات
كانت مفردة دمعتين موجوده في 5 تكرارات لـ ثلاث أبيات متتالية
هذا التكرار اشعر بأنه قد أعطى القصيدة روح جميله
وجعلها حية أكثر
تماماً كـ بقية التكرارات التي تلتها في نفس النص
الملفت أنها أيضاً في نفس القصيدة قد نعتت الجرح بالأخرس .. وهذه صفه نجدها دوما موجوده في ألفاظ قصائد الشاعره أسوار صور ..
في قصيدة انهيار .. قالت مثلاً:
صعب أجرح قلب مثلك حطني ذات الوريد
صعب أجرح قلب كون من وريده لي سوار
هذا التكرار الذي لامسته .. أجزم على أنه لم يكن يفقد القصيده جمالها أو يعيبها
ولكنه كان يدعم دهشة النص ويجعله أقرب
هذا التكرار المقدم بمنهجية رائعه
يجعلنا نشعر بسلاسة النص أكثر
فـ بهذه الطريقة اسوار صور ضمنت لقلمها منهجية رائعه في بناء هيكلة النص ..
وأمر يُحسب لها
،
،
،
،
البحور التي تستخدمها الشاعره دوماً ما يكون ايقاعها انثوي رقيق يملك جرساً يروق لـ أذان المتلقي
فـ مثلاً في قصيدة _الشمس نامت في دمي_..
مطلع القصيده :
كل شي تغير .. ما بقى للعشق طاري والوله
كلا تلاشى من زمن والشمس نامت في دمي
هنا تكرار مستفعلن أربع مرات في كل شطر
جعل القصيدة ذات حس جميل وجرس موسيقي له ايقاع يدوزن الأذهان
بكل رقه .. فـ القصيدة هذه أتت كـ نوته موسيقية مُذهلة العزف
من هنا نستطيع أن نقول أن الشاعره أسوار صور ذكيه في اختياراتها للبحور التي تكتب القصائد عليها مع كل موقف وحاله .. فهي تختار البحر المناسب للقصيده المناسبه .. محاولة في كل مره أن تجعل كل من الايقاع والاحساس والمفردة متفقاً مع كل نص..
،
تتنوع ضمائر المخاطب التي تستخدمها الشاعره اسوار صور .. ما بين مذكر ومؤنث أحياناً
فـ في قصيدة بدرية .. الخطاب كان موجه لـ أنثى تماماً مثل الخطاب في قصيدة طفولة أمس عندما كانت تنادي بـ صديقة العمر
ولكن في قصائدٍ آخرى كثيرة كان الخطاب موجه لـ الذكر في نصوص الشاعره أسوار صور كـ قصيدة السالفة المره والشمس نامت في دمي
ومما يلفت الأنظار أن الشاعره أحياناً كانت تستخدم أسلوب المتكلم المذكر في خطاباتها لبعض النصوص.. والمخاطب الأنثى
وهذا ما يحدث كثيراً في النصوص القديمة للكثير من شاعرات الخليج
وهو يكون من باب التغير .. حتى لا يكون النص حكراً لجنسِ معين من الذائقة الأدبيه
،
،
الملفت أيضاً في طريقة وأسلوب الشاعره أسوار صور في الكتابه نجدها أنها دوماً ما تستخدم التأكيد على كل فكره وحاله وموقف تستعرضه من خلال أبياتها الشعريه
وذلك ما يستدعيها لتوظيف علامات الترقيم ما بين كل مفردة وآخرى أتت لـ تؤكد ما سبقها
كـ قولها في قصيدة براءة مهدي الأول :
وظل كني طفل ضايع / طفل فاقد ذراعينه
وقولها في نفس القصيده :
براءة مهدي الأول /عطر أمي ورياحينه
وأعود للتركيز على ملامح الأنثى في قصائد الشاعره .. فهناد نجد المهد والطفل وعطر الأم .. بألية آخرى تعطر قصائدها الجميلة
أما التأكيدات التي تدعمها الشاعره في قصائدها فـ إنها تضفي روحاً جميلة في كل نص
لـ تكون كل نصوصها بصمة لا يشبهها إلا أسوار صور وأسوار صور فقط
وفي هذا السياق كذلك نجدها بهذه الروح في قصيدة حزن احتفالاتي ...عندما قالت :
فمان الهم /جروح البارحه/ضيقك/معاناتي
وتقول أيضاً في نفس القصيده :
أجيك الحب /ضياع الشوق /موتِ وانتشلتيني
فهي تتعمد التكرارات والتأكيد الذي توظفه مع كل مفرده جميلة بـ مفردة أجمل
بعيداً عن الحشو الذي يرهق القصيده
أسوار صوره بهذه الطريقه وغيرها تجعل ملامح قصيدتها اقرب إلى نفس المتلقي
كـ بصمة
نعرف بها الشاعره من بين الكثيرات من بنات جيلها ..
،
،
،
،
،
اللغة في قصائد الشاعره أسوار صور قريبه كثيراً إلى لغة الشاعره المثقفه ذات التفكير الواعي
فهي من خلال مفرداتها وألفاظها دوما ً ما تكون لغتها أقرب إلى الفكر الراقي والواعي
فـ مفرداتها تدل على عمق ثقافتها وألفاظها أقرب لتكون سهلة وممتنعه بسيطه وعميقه في نفس الوقت
لـ يفهمها الجميع وتصل إلى أكبر شريحه لا من أصحاب اللهجه العمانيه فقط
وإنما لـ مختلف لهجات الخليج
فـ نحن دوماً نركز على أن يجب على كل شاعر كتابة ما يمثل ثقافته ويعكس بيئته ولكن في نفس الوقت
يجب علينا أن نكتب قصيده ذات اللغه البسيطع والغير معقده حتى تصل لكل قارئ من قرائ هذا الخليج العربي
،
،
،
الشاعره أسوار صور شاعره دوماً ما تكون قابعة في جهة النور
أسوار صور
أو
شيخه بنت عامر
هي بكل اختصار
شاعره تستطيع تقديم ما يثبت للجميع أن هناك شاعرات سـ يتركن بصمه
نحفظها كثيراً
لأنها شاعره ترتب الذائقه وتعيد امجادها الماضية والقادمه في نفس الوقت
شاعرة الـ غابة من شوق
هي الأنثى التي تترجم القصيدة بـ قصيده أجمل
وملامح لا تعرف إلا شيخه بنت عامر
.
.