جَـرت التحقِـيقاتُ كالمُعتاد كانَ اليهودُ يبحـَثونَ عن مُقاومين ، أسلِحـة مُتَـفجـِرات ، حُطامٌ لأيّ شيء يدلُ عليهِـم لـكنّهم لمْ يجدُو شـيئاً
فَقــد كانَ اللهُ يحرسُ المقاومِينَ بعينِهِ التي لا تـنامْ .
بعـدَ هُـدوء الوضع قليلاً ، عـادَ كلٌ من المُجاهدين إلى بـيتِـه .. عِندما عادَ نضال أحتضَنتهُ أمهُ بقوة ,
بكَت و هَتفَت : من مِنـكُم ؟
أجابَ نضال بألمٍ وهو مُطـرقٌ الرأس : ساميّ !
...
أما اليهود كَ ردة فِعل إستمروا في المزيدِ من الغيّ و قتلِ الأطفال و الشباب و النِساء نتيجَة لذلكَ التفجِير !!
فِـي ذلكَ الوقت ثارت ثورةُ نِـضال والمُجاهِـدين ،
خرجُـو جَميعاً لِلسَاحة كـانُـو مَعاً صِغاراً وكِـباراً يرمون الحِجَارة ..
يَتـصَدون للأعـداء ، أمّا جِهاد فـقد بَـكى نفـسَهُ كـثِـيراً
إنه قويّ و يَكـرهُ اليهود وهُـو مُـستعـدٌ لأن يُقاتـِـلهم و يُـفـينِـيهم ، ولكِنه يخـشى
مُواجَهةَ العَـدو وجهَـاً لوجه وهـذا الخوفُ قـد إنعـَكس مُـنذُ طُـفولتِه
فعِـندماَ أخذهُ أبوه للإعتصامِ والجهاد في مُـقدِمـةِ الساحَـة ، قاتل والدَهُ حتى قـُتل
لم ينسى يومَاً مَنظـرَ أبـيهِ دامَياً والرصاص يختَـرقُ جوفَـه
لم ينـسى اليُـتمَ والألـمَ والدُمـوعَ التي يسكـبها كُـل ليلة .
بعـدَ ذلك اليوم أصبحَ الصغيرُ جهاد يكرهُ الخروجَ للمقدمة ..
ويكتـفِـي بِـرمي الحجَـرِ من الصفوفِ الأبعدِ فالأبعد ، حتى كَـبـِرَ المجاهـدُ الصغِـير
ولم يتخـلص مِن دوامةِ الخوف مِنَ الجهادِ في المُقدِمة ..
كانَ هَـذا الشيء يُغضبُه كثيراً ، حاولَ التقـدُم ولكِن تهَاوى لِــلَحـظة وكادَ يسقُـط !!
أهو وهـــمٌ أم حَـقِـيقة ؟؟!
كَأنَ ذاكَ الجسدُ الساقطُ جـسدَ أبي
[ تـوسّـعت عينـاهُ حتى مِـصراعَـيها ] نعـم هُـو !!! .. أبـــي .. أبـــــــي
أبــــي إنــنِـيّ هُــنـــــــا [ بُـحَ صـوتـهُ وهُـو يصـرُخ ] عُـــد إليّ .. عُـد أرجــوك
فإنني لا أستطِيعُ أن أُطــفِـيء لـهيـبَ الشـوقِ ِكُـلـمّا إجتاحَـني ..
لا تـترُكـني .. أبـــــــي !!
[ آآآآآآخ ] .. أحسَ جهاد بإن ظهرهُ سينفصِل
أدركَ للـتو أنه إصطـدمَ بحافةِ الجـدار لتعيدهُ إلى وعـيه
ذاكَ لم يكُـن والده ، بلْ كانَ جَسداً آخر ..
أحــاطَ بــهِ الإنكـسار والخـيبة ، شعـرَ بالألــمِ كَ سِِـهــامٍ تـترامَى لِتـستـقـر في قـلـبِه .
لم يتجَـرأ على التقـدمِ في الصفوفِ الأولى ، إكـتـفـى بالوقـوفِ ورميّ الحِجارةِ بعـيداً
كان يضعُ جُـلَ غضبه في الحجارة ، يرمي واحـدةً تُـلـو الأخُـرى بغضَب / تمرُد / غيظ / سُقم !!
بينما كانتْ الحِجارة تترامى من يديِه بِ عُنف شَعر فجأةً بِ إنهيار حادّ !!
بكَى جهاد وهـو في الساحة ، كيفَ لا أستطيع التقـدمَ والمُقاومة في الصفوفِ الأولى ؟؟
بَـكى نفـسه ، وبكـى أبيـه وبكَـى صديـقَـه وبلـدَه .. بكـى كَما لم يبكِ من قبل !
تهادى جـهاد في مشيهِ ، إستـندَ إلى الجِدار [ إلى مَتى يُلازمُـني هـذا الخوف اللعين ؟ ]
والـدموعُ تغـرقُ في مُقلـتِه أ أحمد يموتُ وأنا واقـفٌ هكـذا ؟!!
كيفَ لي ألا أفعَـل شيئاً ؟!
[ اليأس ] نعم إنهُ اليأسُ اللذي يفـتـِكُ بالقلُوب ، كان يُحلقُ حولَ جهاد
لم يعرف سَبـيلاً للخلاصِ مِنه إلا النُهوض .
همّ بالوقوفِ ولكن ، بيـنَ خـطواتـه ثِــقَـل ، ينظـرُ بعجزٍ و ألـمٍ قاتِـلَـين
[ لا .. لا يجـِـبُ أن أكون هـكـذا ، لن أفـيدهُـم بشيء ، رُحماك ربيّ
إمنحَـني القـوة ، أتوسلُ إليكَ يا الله ]
بدَأ جهاد يمشي بإتـزان [ أجــل ، حَـاول ؛ ها أنت تسـتطيع الوقـوفَ والسيـر بقـوةٍ وشجـاعة تشـبَّـث بالأمـَـلِ و تقـدَّم حتى أولِ صَــف ]
كـان جهـاد يخاطِـبُ نفسـه و يحُثها بأكبرِ قدرٍ مُمكن !
الإصرارُ يملأُ عـينـيه ، حــوّل نـظرهُ للـسماء شكراً لـكَ يا نافِـثَ الروحِ بيّ
لولا الله لماتَ الإنسانُ عند أول لحظة ضعـف . لا تتركـني إلهي ، كُن معيّ
تقَدّم و ثورتُهُ تسبِـقُه إلى أولِ صف ، كانَ في المُقـدمة ، بل كانو كَـلهم في المُقدمة .
يُلحَقُ بِ آخر جزء