فهد عافت متهم بالسرقة

[محمد الناصر]

إن الصورة الشعرية من أهم أركان القصيدة ، ولعل حكمنا
على جمال قصيدة أو قبحها يأتي بالدرجة الأولى من خلال الصور
البيانية الموجودة فيها ، وكثيراً ما أتهم الشاعر فهد عافت
بالسرقة لدقته الشديدة في التصوير ، فهو استطاع ان ينقل لنا
روعة الصورة مع إحساسنا النفسي بها ، وهذا ماتعجز عنه آلة
التصوير ومثال ذلك في قصيدة فتنة الحفل :


ا[POEM="font="Simplified Arabic,4,purple,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]رجفـي كنـك المـاء فززتـه حجـرة.=واثبتـي كنـك الفضـه بعيـن البخيـل

وانحني مثل غصن فـي طرفـه ثمـرة=واوقفي مثـل فزعـات بـدوي اصيـل[/POEM]

فأي آلة تصوير تستطيع أن تنقل لنا تلك الصورة لأنثى ترتجف كالماء
وهنا جاء اختيار الماء دقيقا لأن ارتجافه يكون على شكل خطوط
منحنية هي أشبه ما تكون بحركات جسد الأنثى .
أما في البيت الثاني فكلنا يعرف الغصن حين يملأ بالثمر ولعه هنا أراد وصفاً جسدياً للأنثى فجاءت الصورة محملة بجمال الطبيعة مقترناً مع جسد الأنثى .


ولعل هنا كانت الصورة الأصعب والتي أتهمه البعض بسرقتها من الأساطير اليونانية وهي في قصيدة
مريم:

تاخذ الما من يديه توصله شط الأماني .........................واهنيي كل ما مريم خذتني من يديـــا

هنا لا نجد شعرا فقط ، بل نجد أسطورة ، وقد اتهم فهد عافت بسرقتها من أسطورة يونانية :
تقول الأسطورة أن أحد آلهات اليونان كانت تمشي عند نبع فتبعها النبع حتى تشكل نهرا

وقد أجبت على من اتهمه بهذه السرقة ، أن هذا الصورة لم تسرق إنما أتت نتيجة لثقافة شخصية ، والثقافة متاحة للجميع
فلما لا يتثقف حميع الشعراء وينقلون لنا صور بجمالية الصورة عند فهد عافت

وأما حين يتكلم فهد عافت بلسان الأنثىفكأنك تستمع لقصيدة من أنثى بكل مشاعرها ونفسيتها ورغباتها المكبوتة وهذا دليل علمه بالتحليل النفسي لشخصيات قصائده والشاهد على ذلك قصيدة معجبة التي منها :


[POEM="font="Simplified Arabic,4,purple,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وش يمنعك دام ما كـو ... شـي يمنعنـي =ينده لك ... الجمر ... والنفنوف ... وايديني
أرجـوك فـي طبـع غيـري لا تطبعنـي =مانـي مـلاك الطهـارة ... لا تبرينـي !
غلطـان كانـك عـن الـزلـة مرفعـنـي =النار في داخلي ... من بعـض تكوينـي !
إيـه اشتهيتـك ! وصمتـي مـو بنافعنـي =لو ألزم الصمت ... تفضح حاجتي , عيني !
للريـح قـط الـورق , للنـار واتبعـنـي =أمّا أنت ميّت معـي , وإلا أنـت محيينـي[/POEM]

هنا قال لنا ما تعجز كل أنثى عن قوله بينما تتمنى أن تقوله


ختاما أقول رأيي الشخصي إن الصورة الموجودة عند فهد عافت لا يمتلكها أي شاعر على مر العصور السابقة
ولا أقصد بذلك الشعر النبطي بحد ذاته إنما جميع الأدب العربي
ولا ضير إن أسميناه متنبي الساحة الشعبية
لكني أخشى أنه لا يرضى