نيسان نيسان...

[جهاد الجزائري]

نيسان نيسان...
يعود نيسان شهي حد البكاء ككل عام مر من حنيننا أنت وأنا كما يعود العمر ذات نسيان فينتشي القلب بفرح الخطايا يحمل حقائب الروح زاد غياب يرفض الانتهاء بيننا أنت وأنا...
بارعا كنت في كذبك كوهج حرير وكطفلة ضائعة الروح كنت أصدقك مغمضة الشموس, كالفراشات التي تعرف أن نهايتها الاحتراق على حدود الجنون إلا أنها تصر مثلي على الموت قيد شهقة منك...
هكذا كنت أنت وكنت أنا ليل ونهار يلتقيان سهوة ألم يجتمعان حين بغتة لهفة ليفترقا عند أول نبضة فجر تجرح مساءات الورد بيننا أنت وأنا...
يوما ما سأروي لمدارات غيابك الجارح ما يفعله حضورك بطيب ذاكرتي المتعبة فكيف السبيل لأشفى مني ومنك وأنا أدرك تماما أن كل الآلام تقبل القسمة ولي نصيب جرح من كل ألم, حتى تلك الأشياء التي لا تقبل القسمة أبدا اقتسمتها أنا وأنت, لتمنحني الأيام نصف الصمت نصف الوله, ونصفها الثاني الذي يجعل من جرحي كامل اللذة بعدك...
يعود نيسان مثقل الخيبة وأنا أعرف تماما أن أجمل حماقاتي الطفولية معك أنني لا أزال أصدق كذبة حبك وأكبرها حماقة أنني أدرك تماما أنك كنت كسراب العمر فما من مطر في سمائك ما من غيم يروي عطش قلبي بعدك أنت ليمتد عشقي مسار الدرب وأبلغ أخيرا تفاح النضج بابتسامة مرسومة على شفتي ظلي لاتبعد عن طريق الورد سوى قيد مسافة غرور بيننا أنت وأنا...
يعود نيسان حافي الأصابع مثلنا وأنا أشعر برغبة في المشي كأن أركض العمر بطوله وتنتظرني أنت عند مفترق الشهوة كشعاع صباح, فعمري الذي بلغته حين خريف لايصلح أن أعود طفلة لاتعرف من الحب سوى قبلة براءة وطعم السكر في عينيك أنت...
وكلما أشتاقك أتحسس نبضي لأطمئن أني مازلت قيد حلم قيد غرق وأنني أحيا معك بلا حياة وبلا موت لأدرك فجيعة الحب فينا أنت وأنا, فاكذب الآن فقد عاد نيسان وسأصدق كذبك فكذبك حلو فيا لبراءة نيسان منك أنت وأنا... للماضين في نسيانهم أسرجوا خيول الصبر فإن درب الألم مازال طويلا طويلا... ومازال لنيسان عمر آخر سيعيش فينا...
جهاد الجزائري 01/04/2013