حاملت! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
(( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 15 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75148 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 423 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-13-2018, 03:06 PM   #1
عمرو مصطفى
( كاتب )

افتراضي حاملت!



- الاسم ..؟

- أحمد شكري ..

- المهنة ؟

- كاتب قصصي ..

- وماذا تريد الأن ؟

- طبعاً لدي قصة أريد أن أحكيها لكم ..

- وما نوع القصة ..؟

- هلوسة كاتب يعيش وحيداً .. لا يوجد لدي تعبير أقرب

من هذا .. ولا تفسير عندي لما مررت به من تجربة إلا أنني جننت

تماماً أو ربما أكون قد ..جننت تماماً ...

- لماذا تكرر كلامك ...؟

- لأنني جننت تماماً ...ظننت هذا مفهوماً ...

- متى ستبدأ في السرد ..؟

- من الأن .. فقط لو تخرس قليلاً .....



***

 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2018, 03:07 PM   #2
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الزائر







(يحكيه أحمد شكري )











كانت ليلة باردة لكن بلا أمطار ...

وقفت في الشرفة أتأمل المساحات الشاسعة من الحقول المحيطة بمنزلي الريفي ..لا شيء سوى صوت صرصور الغيط الرتيب ونقيق الضفادع الذي يبعث على النوم حقيقة ..لكنني نمت بما فيه الكفاية ..لعلي الوحيد الذي لا يحلو له الكتابة إلى على أصوات صرصور الغيط ونقيق الضفادع ..فقط أنا بانتظار أن تأتي الفكرة ..



النداهة .. تباً يا للسخافة .. هذا بسبب تأثير جو الحقول على مخيلتي ..



إذن فلنحاول الابتعاد عن الحقول والصراصير والضفادع ..أغمضت عيناي ..الجو يزداد برودة من حولي ..هناك ندف من الثلج بدأت تلامس أنفي ..ضباب وغابات تكسوها الجليد ..سأتجمد لو بقيت لحظة أخرى في هذا العالم ..



فجأة أضاء مصباح الإلهام في عقلي .. وفتحت عيناي ..

وجدتها...

هممت بالدخول وغلق باب الشرفة قبل أن تهرب الفكرة لكنني

سرعان ما تجمدت في مكاني ...

استدرت في بطء .. عيني تجوب الحقول التي كساها

الظلام بكساء من الرهبة والغموض ..كانت هناك بعض الأضواء

القادمة من الطريق السريع على بعد عدة كيلومترات لم تزد الأمر

إلا رهبة ..لكن عيني كانت مثبتة على شيء ما يتحرك هناك ...

شيء له معالم بشرية .. لكنها لاتبدو مألوفة.. لايبدو من أهل القرية ...

و ليس من سكان المريخ حتى لا تذهب بعيداً ..

إنه يقترب في تؤدة من منزلي المتواضع ..تباً ..لم آت ههنا

من أجل استقبال الفضوليين ..لقد تركت القاهرة المزدحمة بكل

ضوضائها وعوادمها السامة وجئت إلى منزلي الريفي بحثاً عن

فكرة جديدة ..من ثم أعود مظفراً بقصة جيدة تصلح للنشر ...

لكن هذا الغريب جاء ليعكر خلوتي و ...

لقد صار على مسافة قريبة جداً ودخل دائرة الضوء المحيطة

بالمنزل ...لكن أي مهرج هذا ؟ ..



توقف أسفل الشرفة ..ورفع طرفه إلي مبتسماً في ود..

ذكرتني ملابسه الغريبة بمشهد روميو وهو يتودد إلى محبوبته جولييت

أسفل الشرفة ..ممثل مسرحي كان يؤدي أحد الأدوار الشكسبيرية

وضل طريقه إلى المسرح .. المشكلة انه لايوجد مسرح قريب من هنا والمشكلة كذلك أنني – لو لاحظتم – لا أشبه جولييت لو كان الأحمق

يفكر في ذلك ....

لوحت له بكفي قائلاً في سخرية :

- مرحبا ..السيرك ليس من ههنا..

انعقد حاجبيه كأنما يفكر في معنى كلامي ... هل هي إهانة أم ...

أخيراً صاح بلكنة غريبة لاتصدق :

- لقد فررت من عالمي ولجأت إليك ..لقد قطعت مساحات شاسعة

من الفيافي والقفار حتى أصل إليك ..

هرشت رأسي في محاولة لاستيعاب الموقف ... الموضوع

ليس موضوع ممثل مسرحي إذن ..هذا المهرج قادم من أجلي ...

- حسناً .. لكن كيف سمحوا لمثلك بالفرار من مستشفى الأمراض العقلية؟

صاح بأسلوب شكسبيري راقي وهو يلوح بكفه بحركة مسرحية :

- عفواً أيها السيد ..أنا لا استوعب الكثير من مصطلحات عصركم

لكنني ـ لو سمحت لي ـ لن أظل واقفاً هنا للأبد ..فليسمح لي السيد

بالدخول ...



ـ والله !.. أعطني سبب واحد يجعلني أسمح لك بالدخول .. ؟

هنا وقف في اعتداد وقفة ملوكية وانسدلت حرملته الزرقاء حول

كتفية فأضفت عليه هيبة ووقار..

ـ لقد فررت من عالمي وجئتك طالباًالعون ...

ثم اكتسى وجهه بحيرة مفاجئة لا أدري سببها وهو يستطرد :



ـ أنا هاملت أمير الدنمارك !



***

كان هاملت يرتجف .. وقطرات المياه تتساقط من شعره المبلل

وكنت أنا أحاول جاهداً تجفيف حرملته العجيبة بشتى الطرق

أخيراً وضعتها على حبل الغسيل وثبتها جيدا من ثم تركتها لتسقط من فورها ....



تباً ..نظرت إليها ملقاة في الشارع ثم نفضت كفي وعدت إليه في براءة ...

قلت له محاولاً الاعتذار..

- لا أجد كلمات مناسبة اعتذر بها عما حدث ..

نظر لي في حيرة وأسى قائلاً :

ـسكب المياه على الزائرين طريقة غريبة في الترحيب ..



تنحنحت قليلاً في حرج قبل أن أقول :

- في الحقيقة لم تكن تلك طريقة في الترحيب ..ظننت أنها خدعة

ما وأنك ـ عفواً- تسخر مني ...

قال في عدم فهم وعينه تجوب أركان المنزل :

ـأسخر منك ..! أنا لا أفهم طبيعة تفكيركم .. أخشى أن يكون هذا عائقاً أمام تلبية رغباتي ..



كدت أسأله عن طبيعة رغباته التي دفعته لزيارة كاتب مثلي

فتذكرت أنني نسيت الشاي على الموقد فقمت كالملسوع وعدت حاملاً صينية الشاي.. شاي لهاملت أمير الدنمارك !..الحقيقة أن هذا أفضل ما يمكنني تقديمه.. فأنا لا اتخيل هاملت يشرب حلبة مثلاً ..أو كراوية ..

رباه ..شيء رهيب هو ذاك الذي يدفع هاملت شخصياً للخروج من عالم شكسبير محطماً الحاجز بين الواقع والخيال .. رشفت عدة رشفات من الشاي ناظراً إليه في ترقب.. متى سيبدأ في الكلام ..؟



حتما سيموت بعد أول رشفة وسأجد نفسي في ورطة ..

تذوق قليلاً من الشاي ثم نظر لي في قرف وقال :



ـ تشربون أشياء غريبة في عالمكم ...

- إنه يساعد على التركيز ..

شاع في وجهه الارتياح على نحو مفاجئ وقال في حماس :

- جيد جداً فالموضوع الذي جئتك من أجله يحتاج منك أكبر قدر

من التركيز ...

- سأموت كمداً لو لم أعرف ذلك الموضوع ...



هنا وضع هاملت كوب الشاي على المنضدة أمامه ..ثم قرر أن يفصح :

- لم يكن خروجي من عالم شكسبير تجربة سهلة .. بل كان تمرداً صريحاً

على ذلك الأديب العملاق ومن أحد أشهر شخصياته .. أنا لست هاملت ابن الملك القتيل

بقدر ما أنا ابن شكسبير ذاته...لكنني اتخذت القرار واخترتك من بين سائر الكتاب لتدون لي قصتي بعيداً عن أغلال شكسبير ...

ازدرت لعابي بصعوبة ..قلت له بجدية :

- اخترتني أنا ... أنا لست ديكينز حتى تقارن بيني وبين والدك شكسبير

- لهذا السبب اخترتك ..أنت كاتب مغمور ..لو سمحت لي أن أقول

لذا لن يتوقع شكسبير وجودي عندك ..لعله الأن يتشاجر مع الكسندر دوماس متهماً إياه بخطفي أو يجذب لحية ديستوفيسكي لعلي أكون مختبئاً تحتها ..لكنه لن يفكر في وجودي هنا أبدا ..

بدأت أعصابي تتوتر ..تخيلت الأخ شكسبير يجوب الشوارع بحثاً عن بطله

الهارب والويل كل الويل لمن يأويه .. انتزعت نفسي من أفكاري السوداء



ونظرت إليه فوجدته يبتسم في ثقة..قال :

- أنا واثق أنك ستفعلها ...

قلت كاتما غيظي :

ـ ومن أين أتيت بتلك الثقة ؟ ....

نظر لي ملياً كأنما يستعيد ذكرى وجه ما .. قال في ارتياح :

- أنت تذكرني به دائماً ... هورشيو صديقي الصدوق ..مصدر الحكمة في روايتي وهو كذلك راويها ..فلم نبتعد كثيراً إذن.

حاولت هضم كوني أشبه هورشيو لكنني لم استسغ ذلك .. كلامه يبدو مدحاً

من جهة ..وربما كان خدعة لتوريطي في الأمر من جهة أخرى وحينما يظهر شكسبير أتحول لكبش فداء..

- اسمع أيها الأمير الشاب .. بما انني أذكرك بصديقك هورشيو الحكيم فعليك أن تستمع لصوت الحكمة في كلامي ..ليس من الحكمة أبداً أن نتحدى شكسبير متوهمين أننا قادرين على صياغة قصته بشكل أفضل ..ثم ما الداعي لذلك أصلاً ؟

مالذي لا يعجبك في قصتك ؟



تناول هاملت كوب الشاي وأفرغ ما بقى منه في حلقه دفعة واحدة كما يفعل السكارى في الحانات محاولين نسيان هموم الواقع الأليم ..



ثم نظر إلي بعينين حمراوين كالدم ..وأجاب :

ـ بل قل ما الذي يعجبني ..عمي الذي قتل والدي ..أم أمي التي تزوجت عمي قاتل والدي .. أم حبيبتي أوفيليا التي ماتت بسببي.. أم ...

وتوقف قليلاً وهو يتحاشى نظراتي وكأنما يقول لي :أنت تعرف الباقي..



قلتله مكملاً عبارته المبتورة :

- أم.... موتك في نهاية القصة ...اليس كذلك ..؟

هز رأسه في بطء وأسى فابتسمت أنا متخيلاً مدى لغز الحياة ومدى تعلقنا بهاحتى لو كنت مجرد شخصية خيالية خرجت من إطارها الأدبي لكي تطالب بحقها في البقاء ..

قل هذا ياصديقي ولا تصدع رأسي بحديثك عن والدك القتيل وعمك قاتل أبيك وامك الخائنة وحبيبتك التي ماتت في غمرة انتقامك ...

ـ تريد كما نقول نحن ..فيلم عربي ...

- لا افهم ما تقصد ..المهم انني أريد قصة بعيدة كل البعد عن المأسي والكروب..والدسائس والاغتيالات ...



عقدت ساعدي أمام صدريونظرت إليه في ثبات ..

- لن يكون هذا سهلاً .. سوف أساعدك فقط ليكن الأمر سراً بيننا ولاتخبرأحداً بعلاقتي بالقصة ...

ـ حتى لو أخبرت أحداً ..قلت لك أنت كاتب مغموووووور ...

قلت وانا اتحاشى لكمه في أنفه المتغطرس :

ـ سمعت هذا من قبل .. وكلمة مغمور تلك ستفت في عضدي ولن أخرج

لك النص الأدبي الذي تريده ..واضح ...

لوح لي بكفه قائلاً :

- واضح ..فقط ..أعطيني النص البديل أرجوك ..

جذبت نفس عميق وأغمضت عيناي في محاولة للتركيز .. يريد قصة بعيدة

كل البعد عن المأسي والكروب والدسائس والاغتيالات و..

هنا فتحت عيناي على اتساعهما وصحت في انتصار :

- وجدتها ... خذ عندك .....



***

 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2018, 03:09 PM   #3
عمرو مصطفى
( كاتب )

افتراضي


حاملت







( بقلم : أ . ش )







كان يجوب ردهات القصر ويسمع همس الحراس لكنه لايريد أن يصدق .. ولايريد أن يصل ما يتهامسون به إلى الأمير هاملت ... أخيراً يقف هورشيو واضعاً كفيه في خاصرته يصيح بحزم :

- من يصدق تلك الخرافات فلا مكان له في قصر الملك ...

تجمد الحراس الثلاثة في أماكنهم فلم يتوقع أحدهم أن هورشيو

الصديق المخلص لهاملت يعرف سر تهامسهم ...

اقترب الفارس الأول من أذن هورشيو وبدأ يسكب مالديه :

- لقد شاهدناه جميعاً .. شبح الملك الفقيد يجوب ردهات القصر ليلاً ويمكننا أن نقسم على ذلك ....

- رأيتم وهم.. وهم تخيلته عقولكم الكليلة والمليئة بخرافات

العجائز ...

اقترب الفارس الثاني من الأذن الأخرى لهورشيو وقال بدوره :

- هل يمكن ان يرى ثلاثتنا نفس الوهم ...؟

- نعم ..حينما يشربون جميعاً نفس نوع النبيذ الردئ ...

جاء الثالث ليحشر نفسه بين زميليه هامساً بدوره :

- حتى لو لم نتعاطى يومها أي خمور ..؟



دفع هورشيو ثلاثتهم بعيداً وقد قرر إنهاء النقاش ً :

- انتباه ....



وقف الحراس الثلاثة مشدودي الأجسام وقد أنستهم صيحة

هورشيو العسكرية الصارمة كل ما شاهدوه ... من قال أنهم

شاهدوا أشباح أصلاً ...؟

جال بينهم هورشيو وهو يهمس فيهم بنبرة صارمة :

- لا أريد ان تتسرب تلك الخرافات إلى أي مخلوق خصوصاً الأمير هاملت فإنه مازال يعاني من فقد والده .. ولانريد أن نزيد همومه .. مفهوم ...؟؟

صاح ثلاثتهم في صوت واحد :

- مفهوم..

- هورشيو .....

التفت الأخيرتجاه مصدر الصيحة فتهلل وجهه مرحباً

بالأمير هاملت وهو يرمق الحرس بنظرات جانبية متوعدة إن نطق

أحدهم حرفاً فسيقطع لسانه ....



تصافح الصديقان وبدأ هورشيو يسأل كالمعتاد عن حال الأمير ومزاجه

اليوم فتجهم وجه الأخير قائلاً :

- أنا حزين جداً هذا الصباح ...

- ما الذي يعكر صفو الأمير ...

- هناك إشاعات تتردد بين العامة في الأزقة ..أن شبح والدي الفقيد

يجوب ردهات القصر ليلاً ...!

التفت هورشيو في حدة ناحية الحراس الثلاثة على حين تشاغل



ثلاثتهم بفحص اسلحتهم في اهتمام متحاشين النظر في وجه هورشيو ....

- الخنازير..!

- ماذا تقول ..؟!

التفت هورشيو إلى هاملت مستدركاً :

- عفواً.. أقصد الخنازير الذين يشيعون مثل تلك الخرافات بين الناس ..

هنا جذبه هاملت من ساعده ليبتعد به عن الحراس وخلف أحد الأعمدة

الرخامية الضخمة تكلم الأخير :

- أريد أن أراه....

- من ؟؟؟؟

همس هاملت من بين أسنانه :

- شبح والدي يا أحمق ....

- هل صدقت تلك الخرافـ.......



قاطعه هاملت في حسم :

- الليلة أريدك معي لنراه سوياً ....

شحب وجه هورشيو وحاول ان يبدو متماسكاً :

- تريدني معك؟...



عقد هاملت حاجبية وقال في تصميم :

- نعم ...والليلة .....

- وهل لوجودي معك سبب ملح ..؟

هنا لاحظ هورشيو الاضطراب على هاملت وبدأت شفتاه ترتعشان :

- لقد كان أبي مخيفاً بما يكفي وهو حي ..فكيف به وهو ميت ....

- أه ..فهمت ....



قالها هورشيو وشد قامته في اعتداد مستطرداً :

- سيكون هورشيو المخلص والشجاع إلى جانبك ..فقط ليثبت لك أن كل ما يقال عن شبح والدكم المبجل محض خرافة ....

هنا طار طائر من بين السواري وهو يخفق بجناحيه في قوة فقفز

هورشيو في ذعر محتضناً هاملت..نظرالأخير إليه ملياً ثم

همس في أذنه وهو مازال محتضنه :

- اعتقد أننا سنصطحب معنا الحرس!



***



بخطوات جنائزية تقدم الموكب المكون من الأمير هاملت

وصديقه هورشيو ومعهم الحراس الثلاثة سالفي الذكر ..

كان الموكب يتحرك ليلاً بين سواري القصر حسب الموعد ...



وبدا لهم الوضع هادئاً لا يوحي بأن ذلك القصر المرعب أصلاً

يحتاج لشبح يجوبه ليلاً ليزيد الأمر سوءاً..

بعد قليل توقف هورشيو وقال في سأم :

- ألم أقل لك ..لايوجد أي أشباح ...

وكزه هاملت كي يخرس قبل أن يقول في خفوت :

- صه ..الأشباح تضايقها الأصوات العالية ..

نظر له هورشيونظرة من يسمع الأراجيف :

- من قال لك هذا ...؟

- أمي حدثتني بهذا وأنا صغير ...



أزدرد هورشيو لعابه قائلاً :

- أدام الله الملكة ..

طبعا لم يحب هورشيو أن يصارح هاملت برأيه في كلام جلالة الملكة

..أن هذة مجرد خزعبلات يحكونها للأطفال ليلاً كي يناموا سريعاً

والنتيجة هي العكس بالطبع ...

هنا بدأ يظهر الضباب ..







***



ـ ضباب ..هذه فكرة تقليدية سخيفة ؟..



ـ لابد من ضباب في الموضوع..



ـ لكن ...



ـ ششششت ..







***

هنا التفت هاملت وصديقه فوجدا الحراس قد اختفوا .. الجبناء..

لم يتحملوا مقدمات ظهور الشبح فماذا لو شاهدوه ..هم بالفعل شاهدوه من قبل وليس لديهم الاستعداد لتكرار المأساة ....

الضباب يتزايد ..وبدأ هورشيو يسعل ..كح ..كح ... نظر له هاملت مستنكراً :

- هذا ضباب يا أبله وليس دخان شكمان ...



تنحنح هورشيو في حرج قائلاً :

- حقاً .. ظننت أن مصدره سيارة شبح السيد الوالد وانه يبحث عن مكان يصلح للوقوف و..

ـ سيارة من يا أبله ..؟! قصتنا في عصر لم تخترع فيه السيارات بعد ..

- والله؟!



وكتم هورشيو خواطره وهو ينتظر الظهور المرتقب ...

وكتم هاملت أنفاسه في محاولة لكبح جماح توتره وفي نفس الوقت حتى لا يستنشق ابخرة الضباب والتي تبدو بالفعل اقرب لرائحة الـ....



هنا أدرك أحدهم أنه كان ساذجاً ..

من قال أن الأشباح محض خرافة لا وجود لها ....؟





***



كان ضخماً مهيباً مدثراً في عباءته وقد اختفت ملامحه وراء خوذة

فولاذية يتحرك نصفها السفلي المحيط بالفك فيخرج من بين الفتحات البخار الأبيض. .



هورشيو شعر أن ساقيه قد تحولتا إلى ورقتي خس ..حاول أن يعتمدعلى أحد السواري..حاول ان يهرب ..لكن ..كيف يفر المرء على ورقتي خس ..؟

أما هاملت فقد هابه الأمر جداً .. وخر راكعاً على إحدى ركبتيه في تبجيل



مسرحي عتيد :

ـ سمو الملك الراحل ....

تحرك الفك السفلي وخرج المزيد من البخار ..ومعه خرجت الكلمات القادمة من أعماق بئر :

- هاملت ...انتظرت مجيئك طويلاًـ ثم سعل بفعل البخار طبعاً - هاملت أنت أبني الوحيد ...

- لا أظن أنك انتظرتني طويلاً لتفجعني بتلك الحقيقة المرة ...

أكمل السيد شبح في غير اكتراث :

- أنت ابني الوحيد ..وعليك ان تنتقم لي ....

- انتقم لك ..من من ..؟ ليس من الكاتب الوغد فليس هذا وقته ...

- بل من من قتل والدك غدراً ....

وأسقط في يد هاملت ..شبك كفيه أمام صدره ورسم على ملامحه اللوعة والحيرة الممزوجة بالصدمة ..كل ذلك في حركة واحدة ! .. و..







***

- لكن ما الجديد في كل ماسبق ..؟ إن عقدة قصتي تكمن في مقتل والدي..



ـ لا ..عقدة قصتك التي بنى عليها شكسبيرالأحداث أهون من ذلك بكثير ..



ـ كيف ..؟



ـ سأخبرك فقط لو تخرس قليلاً ..





***





فجأة أضاء مصباح في عقل هورشيو ....



كان قد بدأ الخوف يتلاشى وشيء من التعود بدأ يسرى إلى روحه

حتى الأشباح يمكننا أن نتعود عليها .. هرش مؤخرة رأسه

وهو يثبت عينيه على الحاج شبح متمتما :

- هناك خطأ ما ...

وهاملت الحائر دائماً مازال يصغي :

ـ من كان أخاً بالأمس يجلس اليوم على عرشي ويرتدي عباءتي

ويزين رأسه بتاجي ..ويده ملطخة بدمي ...



وضع هاملت كفه على جبهته وصاح في لوعة مسرحية محببة :

- عمي كلوديوس! ياربي ..!!

- عمى الدبب ! ليس عمك وليس أخي ...لابد أن تنتقم لي وإلا

فالويل لك من عذاب الضمير ..

غطى هاملت وجهه بكفه قائلاً في إحباط :

- ألا توجد وسيلة أخرى...؟



تكلم الشبح بصوت هادر :

- لابد أن تنتقم لأبيك..دم أبيك في رقبتك ...



تحسس هاملت عنقه وبصعوبة حاول أن يزدرد لعاب لاوجود له :

- ألا يمكن أن نسامحه ونأمل في غد أفضل ...؟

- دم أبيك في رقبتك ....

ـ ودمي أنا سيكون في رقبة من ....؟

هنا صاح هورشيو :

ـ يا صاحب الجلالة ..



التفت هاملت ومعه شبح السيد الوالد إلى هورشيو الذي شاعت

على وجهه ابتسامة ماكرة وهو يقترب من الشبح في ثقة..



ـ لقد اشتقنا لرؤية وجه جلالتك ..

- لا تقترب...

هكذا هدر صوت الشبح منذراً ..لكن هورشيو كان مصمماً ...

- سأفعل ...

- لا تقترب ...

- سأفعل........................

وفي اللحظة التالية كان هورشيو ينزع الخوذة عن رأس الشبح ...

وشهق هاملت .. كان الشبح أحد الحراس الثلاثة الذين اختفوا في ظروف غامضة ..



ونظر هورشيو إلى هاملت في انتصار على حين

تكور الحارس ـ الشبح سابقاً ـ عند قدمي هاملت متوسلاً ...

- ما الذي دفعك لتفعل ذلك؟ ...

رفع الحارس طرفه إلى هاملت في نظرة استجداء وقال :

- أعداء المملكة كثيرون يا مولاي ويدفعون بسخاء.. يتخلصون

من الملك كلوديوس عن طريقك من ثم يجدون سببا مقنعاً في غزو

البلاد انتقاماً ممن قتل الملك الطيب كلوديوس ....



ثم صرخ فجأة :

- الرحمة يا مولاي ..



أنتفض هاملت وهوروشيو لصرخته المفاجئة ..ثم تمالك هاملت أعصابه وصاح بالحارس في غل :

- أعطني سبب واحد لكي أرحمك يا أبله ....

ثم التفت إلى هورشيو وسأله :

- كيف عرفت ؟

ركل هورشيو الحارس بطرف حذائه وهو يقول :

- أنا لا أومن بالأشباح يا صديقي كما تعلم وما كان لإيماني أن

يتزعزع لمجرد رؤية ممثل فاشل وحارس خائن ....

نظر هاملت إلى الأفق وشعر بارتياح وانشراح في صدره ... لقد

تحققت أمنيته وتغير واقعه الكئيب ..الأن يمكنه أن يتزوج أوفيليا

بدلاً من تضييع الوقت في جعلها تجن ..و يمكنه الوقوف بجانب



عمه كلوديوس ضد أعداء المملكة .. كانت أيام مجيدة تنتظره ..

وكان الواجب يحتم عليه أن يشكر أحدهم ...





***





 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2018, 03:10 PM   #4
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي






عودة إلى الزائر



( يحكيه : أحمد شكري )



رشفت أخر رشفة من كوب الشاي الخامس أو السادس لم أعد

أذكر تقريباً.. ووضعت الكوب على المنضدة التي أمامي ...

لقد انتهيت ......

كان الأخ هاملت قد تغير حاله وكأن لمسة سحرية قد حولته من

شخص حائر مكتئب إلى شاب عادي مثل أي شاب يطمح في

مستقبل واعد ... بمعنى أصح لم يعد هاملت الذي نعرفه.

- أنت رائع ...

ـ الله يكرم أصلك..

سألني في فضول :

- كيف توصلت لحل تلك العقدة التي عقدها شكسبير منذ قرون..

شبكت أصابعي خلف رأسي وقلت في استرخاء :

- القصة كلها مبنية على رواية شبح .. ولا وجود لشئ كهذا .. بعض الحمقى عندنا يصدق مثل هذا بسبب فساد حياتنا الثقافية الموروثة عبر القرون والتي جعلتنا نلبس كما تلبسون ونتكلم كما تتكلمون ونكتب كما تكتبون ونفكر كما تفكرون حاسبين أن ثمة فرق بين الثقافة واللغة وبين والهوية.. وحينما تتاح فرصة كهذة لكاتب ساخط مثلي.. فماذا تتوقع أن يحدث؟..

- أن تنهار فكرة هاملت من جذورها .... وعن عمد ...



قالها هاملت مبتسماً في إشراق ..ثم أطرق إلى الأرض مستطرداً :

- كنت أعلم أنك هورشيو منذ البداية ..

نظرت إليه في حدة فقال مستدركاً :

- في القصة طبعاً ...

غمغمت في عدم اكتراث :

ـ ربما .....

ثم إنه وجه لي السؤال التالي والذي كنت أنتظره :

- ماذا سيكون اسم قصتك المعدلة ...؟



قلت وانا أغوص اكثر في مقعدي :

ـ حاملت ...

ـ هامـ..هامـ ...

طبعاً حاول عبثاً نطق الاسم لكنني أرحته من المعاناة :

ـ لا تحاول نطق حرف الحاء .. فلن تستطيع ..لابد أن تكون عربياً أو على الأقل عبرانيا...

قال في دهشة :

ـ ولماذا اخترت هذا الاسم الذي يصعب على أمثالي نطقه ؟

ـ لهذا السبب بالتحديد ....

قلتها وأنا أغمض عيناي مبتسماً ..وسمعته يقول شيئاً ما :

ـ أنا جائع هل لديك شيء يؤكل..؟

ـ لدي .. لكن هضمه لن يكون أسهل من نطق حرف الحاء ....

***



كانت ليلة باردة لكن بلا أمطار ....

لكنها كانت تمطر أشياء أخرى فيما يبدو ...

عشرات الشخصيات التي خرجت لتوها من عالم لا ينتمي

إلى عالمنا المعاصر كانوا يتقدمون وسط الحقول في تؤده

ويتجهون مباشرة إلى منزلي المتواضع ... شخصيات

متباينة ..رجال ونساء شباب وشيوخ ..حفل تنكري ..

هذا هو ما خطر لي وانا ألوح لهم بكفي من الشرفة ..

طبعاً كان هناك وجه مألوف لي ولكم بين كل هؤلاء ...

إنه هاملت سابقاً و حاملت حالياً.. كان يبتسم لي ويهز رأسه

في وقار ... وكان يشير إلي كأنه يقدمني إليهم ...

هنا شاعت البشرى في الوجوه وتهللت أساريرهم

بقليل من الذكاء عرفت من هؤلاء.. كما لكم أن تخمنوا ..

حاملت يتأبط ذراع فتاة حالمة... طبعاً لم تكن إلا أوفيليا...

لقد صاروا زوجين واعدين.. ذكروني أن أعدل أسم أوفيليا

أيضاً ربما أجعله ألفت أو فوقية .. المهم تعالوا نتعرف على الباقين

هذا الشيخ العجوز يمكنك أن تخمن بسهولة أنه الملك لير..

وذلك الرجل ذو التاج وزوجته ذات النظرة الباردة الخالية

من الحياة تقريباً لم يكونا سوى ماكبث وحرمه ..

أما زوج العصافير هؤلاء فهم روميو وجولييت ...



هذا العملاق الأسود لايمكن أن يكون البواب طبعاً ..إنه عطيل

لكن أين ديدمونة ..؟ أخشى أن يكون قد قتلها وجاء هنا ليختبئ عندي ..

لكن لا ...هاهي تتقدم على استحياء ..حقيقة لا أعرف ما علاقة تلك

العصفورة الرقيقة بذلك البلدوزرلكنه خيال شكسبير المريض !!..

وقفت أخمن حتى أعيتني الذاكرة .. كل هؤلاء تسربوا من بين يدي صانعهم وجاءوا هنا كي يحذو حذو حاملت ..

رباه .. يبدو أن هناك المزيد من العمل المضني ينتظرني..







***





تمت

 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2018, 04:33 PM   #5
إيمان محمد ديب طهماز
( شاعرة )

الصورة الرمزية إيمان محمد ديب طهماز

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 41193

إيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


جزاك الله خيراً
وبارك لك بهذا القلم الجميل الماتع
مجهود رائع
و اسلوب شيّق

النّص يشهد لك أنّك كاتب متمكن
و صاحب فكر نيّر متقد
سلمت أناملك
و سلم يراعك

 

التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
(هتفت باسمكِ في الآصال والسحر
كأنه دندنات العود في الوتر
)


هتفت باسمي في الآصال تنشره
كالعطر يهمي بنفح الروح في الزهر
فكنت رجع الصدى ياخير من هتفوا
باسمي كرعد بكاء الروح في الأثر
وقلت أورقت بي ياخير عازفة
في مسرح الوجد بين الصفو والكدر


(إيمان محمد ديب) ألحان الفلك

إيمان محمد ديب طهماز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2018, 06:21 PM   #6
صلاح سيد أحمد الغول
( شاعر و كاتب )

الصورة الرمزية صلاح سيد أحمد الغول

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4776

صلاح سيد أحمد الغول لديها سمعة وراء السمعةصلاح سيد أحمد الغول لديها سمعة وراء السمعةصلاح سيد أحمد الغول لديها سمعة وراء السمعةصلاح سيد أحمد الغول لديها سمعة وراء السمعةصلاح سيد أحمد الغول لديها سمعة وراء السمعةصلاح سيد أحمد الغول لديها سمعة وراء السمعةصلاح سيد أحمد الغول لديها سمعة وراء السمعةصلاح سيد أحمد الغول لديها سمعة وراء السمعةصلاح سيد أحمد الغول لديها سمعة وراء السمعةصلاح سيد أحمد الغول لديها سمعة وراء السمعةصلاح سيد أحمد الغول لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


تحيّاتي أستاذ،عمرو
أسلوبٌ شيّقٌ وجميلٌ ولُغةٌ جزلةٌ سهلةٌ وقبل ذا وذاكَ فِكرةٌ ضخمةٌ فلسَفةً
وإنْ تراءَتْ بسيطةً فذلك من فِطنة الكاتبِ التي تعاملتْ بذكاءٍ وبلطافةٍ وبحِنكّةٍ
لإعادة بناءٍ روايةً عالميّةً مرموقةً ، كما قالها لِ (هاملت- حاملت) ، على الطريقةِ العربيّة
بل ربما لا أكونُ مُخطئاً إنْ قُلتُ على طريقة وأخلاق ومُعتقَدِ المسلم المتفائلِ غالباً والذي
ينأى بفطرة المُسلمِ عن التشاؤمِ فهو إذاً ميّال للكوميديا أكثر من التّراجيديا و نهاياتِها المأساويّةُ والمعلوم أنَّ الكاتب والشّاعر العالمي الضّخم شكسبير أعماله الأخيرة كلّها تقريباًكانت تراجيديّةً وذوات نهاياتٍ مأساويّةٍ ،هامِلت ، عُطيل ، الملك لير وماكبث ..
وحسناً فعلت أيُّها الكاتِب القدير حينَ وضعتَ لنا هُدىً وجّهتَ بهِ تفكيرنا لتسوقنا إلى حيثُ مُرادك الفلسفي من القصّة بقولك ذاك :
(هز رأسه في بطء وأسى فابتسمت أنا متخيلاً مدى لغز الحياة ومدى تعلقنا بها حتى لو كنت مجرد شخصية خيالية خرجت من إطارها الأدبي لكي تطالب بحقها في البقاء ) ..
ولا يُمكّن لذلك في الأرض إلا العَدل الذي أُمرنا بهِ من فوقِ سبع سماوات

شكراً أخانا الأستاذ، الأديب القاص القدير ،عمرو مصطفى على إتاحتك لنا الفرصة
لإتِّكاءةٍ في وِهاد هذا النّص القَصَصي الفاخِر .

 

التوقيع

أنا روحٌ لها ألفا جَناحٍ
تُحَلِّقُ حُرَّةً بِرضىً ورِقَّه
أنا قلبٌ تَقَسَّمَ بالتَّساوي
ليُهدي كُلَّ مَن في الأرضِ خَفْقَه
أنا عِرْقٌ تَفَجَّرَ كي يُداوي
ويُعطي كُلَّ مُحتاجٍ لِدَفقَه
أنا إرثٌ لأيتامِ الوَفاءِ
لِمَنْ زَفَروا الرَّجا أَمَلٌ وشَهْقَه
أنا وطَنٌ وللأضَّادِ سَكَنٌ
لِمَنْ حُرِموا ومَن ورثوا المَشَقَّه
مصاريعي مُفَتَّحةٌ وقلبي
بِلا بابٍ يُكَلِّفُ نِصْفَ دَقَّه
إذا ضاقَ الشّيوعُ تقَسَّموني
فيأخُذُ كُلُّ مَن في الأرضِ حَقَّه

صلاح سيد أحمد الغول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-14-2018, 04:51 AM   #7
يوسف الأنصاري
( الناقد )

الصورة الرمزية يوسف الأنصاري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18182

يوسف الأنصاري لديها سمعة وراء السمعةيوسف الأنصاري لديها سمعة وراء السمعةيوسف الأنصاري لديها سمعة وراء السمعةيوسف الأنصاري لديها سمعة وراء السمعةيوسف الأنصاري لديها سمعة وراء السمعةيوسف الأنصاري لديها سمعة وراء السمعةيوسف الأنصاري لديها سمعة وراء السمعةيوسف الأنصاري لديها سمعة وراء السمعةيوسف الأنصاري لديها سمعة وراء السمعةيوسف الأنصاري لديها سمعة وراء السمعةيوسف الأنصاري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


أدبياً كان السرد جميلاً .. وقمت بنسج فكرة خيالية جميلة ايضاً ..
برغم كون القصة والفكرة كلها قائمة على قصة وفكرة أديب آخر باعتماد كلي وبشكل مباشر ..
فمن لا يملك فكرة عن القصة الأساسية لن يتعمق كثيراً في قصتك ..

لو كان لي ابداء رأي في فكرة القصة ، لقلت بأنك لم توفق بشكل كبير في طرح ما تريد من خلال تلك الحبكة ، ومن خلال التلاعب بنص راوي آخر ربما لو صنعت معجزاتك وخلقت شخصياتك بيدك ، بدل من تغيير خيال الآخرين لكان افضل .. فالعبرة من القصة في النهاية ليست مهضومة على الإطلاق ، وان كانت ذا هدف ورؤية سامية ، لكنك لم تقدمها بالشكل الصحيح وبالقوة المطلوبة ، وكان ينبغي افضل لو لم تذكرها بشكل صريح يكفي أن يتحدث النص عنها بذكاء بين السطور تقرأ وتفهم .

شكرا لك ..
ومحاولة جيدة منك ..
انتظر المزيد من شغفك وفكرك بكل شوووووق ..
وتأكد دائماً بأن الإختلاف هو اهم مصاادر الإبداع والتنوع ..

موفق ..

 

التوقيع

سأتوقف عن كوني أنا ..
سأجرب أن أكون أسوء مافي .. حتى يثبت عكس ذلك ..


يوسف حسان الأنصاري ..

يوسف الأنصاري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-15-2018, 09:51 AM   #8
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان محمد ديب طهماز مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيراً
وبارك لك بهذا القلم الجميل الماتع
مجهود رائع
و اسلوب شيّق

النّص يشهد لك أنّك كاتب متمكن
و صاحب فكر نيّر متقد
سلمت أناملك
و سلم يراعك
وفيكم بارك أختنا الفاضلة ..
وشكراً جزيلاً على رأيك ..
تقديري البالغ لحضرتك ..

 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حالمة محمد الخضري أبعاد النثر الأدبي 10 01-15-2015 09:06 AM


الساعة الآن 11:27 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.