ملحمة المحبة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - مشاركات : 783 - )           »          آهات متمردة (الكاتـب : أحمد آل زاهر - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 12 - )           »          تبـــاريــح : (الكاتـب : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 41 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          جواب (الكاتـب : إبراهيم بن نزّال - مشاركات : 1 - )           »          [الحُسنُ أضحكها والشوقُ أبكاني] (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          Bonsoir (الكاتـب : مي التازي - مشاركات : 47 - )           »          [ سُلافة ] في لزوم ما لا يلزم .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 50 - )           »          بدر المطر (الكاتـب : وليد بن مانع - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 3 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 508 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-2021, 12:45 AM   #1
صالحة حكمي
( كاتبة )

الصورة الرمزية صالحة حكمي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

صالحة حكمي لديها سمعة وراء السمعةصالحة حكمي لديها سمعة وراء السمعةصالحة حكمي لديها سمعة وراء السمعةصالحة حكمي لديها سمعة وراء السمعةصالحة حكمي لديها سمعة وراء السمعةصالحة حكمي لديها سمعة وراء السمعةصالحة حكمي لديها سمعة وراء السمعةصالحة حكمي لديها سمعة وراء السمعةصالحة حكمي لديها سمعة وراء السمعةصالحة حكمي لديها سمعة وراء السمعةصالحة حكمي لديها سمعة وراء السمعة

Lightbulb ملحمة المحبة


ثلاثية المرأة والوطن والقصيدة عند الشاعر أحمد الحربي رحمه الله

ذاتَ يومٍ أنشَدَ الشاعرُ أحمد بخيت قائلًا:
الْحُبُّ وَالْقَتْلُ فِي الْمِيزانِ.. أَيُّهُما *** يَا كفَّةَ الْحُبِّ زَادَ الْقَتْلُ.. فَاتَّزِني!!
فجاوبَتْهُ زقزَقَةُ العصافيرِ، في وَجْهِ صباحٍ باسِمٍ، بأنَّ الحربي ما جاءَ إلا لِيَعْتَدِلَ ميزانُ الأغراضِ، وتنضبط كِفّة الرومانسية التي كانت تتأرجَحُ في مواجهةِ البشاعةِ والقبح والتدمير، ويفيض الحب فيغطي كل شيء، حتى قلوب القساة، وصدور الظالمين.
أليسَتْ هي بِيئَتَنا العربيةَ التي أنجبت يومًا شاعرًا بحجم جرير شَتَمَ فهَتَكَ، وَسَبَّ فأوجع، وقال في زوجته الراحلة بين كفيه:
لَوْلَا الحْيَاَءُ لَعَادَنِي اسْتِعْبَارُ *** وَلَزُرْتُ قَبْرَكِ وَالْحَبِيبُ يُزارُ
مُستَحِيًا من ذرْفِ الدموع على امرأة هي شريكة عمره، ورفيقة قراره.. أقول: أليسَتْ البيئةُ العربيةُ التي أنجَبَتْ هذا الشاعر هي التي احتفَتْ بالإغارة، وَمَدَحَتْ القبيلة والسيف، ورَثَتْ الصرعى، إنما المحَبَّةُ فيها توارَتْ خلف (كواليس) الشجن، ألم يقل ابن البيئة العربية أبو فراس:
إِذَا اللَّيْلُ أَضْوَانِي بَسَطْتُ يَدَ الْهَوَى *** وَأَذْلَلْتُ دَمعًا مِن خَلائِقِهِ الْكِبْرُ؟!
أليس في هذا دليلٌ آخَرُ على أنَّ كل الأغراض مسموح بها، وكل الكلام مباح حلال، إلا كلامُ العاشقينَ يلزمه ستر الليل وكفكفةُ الدموع لئلا يراها شامت؟!
أتى الحربيُّ وهو يحمل بذور حُبٍّ تبحث عن تربة صالحة، وبيده الأخرى دفقات شوقٍ تُغرق الأرض تحت جنود الكراهية، يضع البسمة سوسنًا فتطرح شوقًا ولهفة، وَوَصَفَ محبوبته فكانت معادلًا لكل شيء؛ فتارةً هي التي يغني لها وترقصُ، سالبةً عَقْله وقلبه معًا، يقول:
سَلُوا قَلْبِي الْخَلِيَّ لِمَنْ يُغَنِّي؟ وَقَدْ رَقَصَتْ عَلَيْهِ بِكُلِّ فَنِّ
فَمَالِي حِيلةٌ إِنْ هامَ عِشْقًا بِهِنَّ فَقَدْ سَلَبْنَ العقلَ منِّي
ويبسطُ كَفَّيْهِ لا طالبًا منها سوى ابتسامة طيبة، وأن تعطيَه قدر ما أعطاها. إنه ليس الذكر المسيطِر في الحب، ولا هو الرجل الشرقي الذي يريد الأنثى مرغوبةً لا راغبة. إنه يبتغي العدالة التي هي غاية الإنسان، والمحبة التي يتساوى جناحاها.. يقول:
مُدِّي يَدَيْكِ.. أَنَا مَدَدْت يديَّا *** عار إذا بَقِيَ اللقاء غبيّا
ونتابع مشهد المحبوبة وهي توليه ظهرها، فيرجوها أن تبقى لئلا يخوض الظلام وحده:
«لا تُسافِرْ
لا تَدَعْنِي في خِضَمِّ الليل وَحْدِي
في خِضَمِّ الْبَحْرِ وَحْدِي
أَرْكَبُ الْمَوْجَةَ وَحْدِي
لا تَدَعْنِي فِيكَ أَجْتَرّ الْمَشَاعِرْ»!
لكنه لا يعود إلى شاطئه ليشاهد وجهها الذي في ذاكرته منعكسًا على صفحة المياه، ولا يتخلى عن حبه راضيًا بالهمّ والحسرة، ولا يبحث عن سواها فبعد أن وجدها لن يضيِّعَها، يقول:
قَادِمٌ كُلِّي إِلَيْكِ..
آهِ يَا نَوَّارَةَ الْقَلْبِ..
تَعالَيْ..
فَجِّري صَمْتِي الدفين!
(صمتي)؟! أي صمت يقصده الحربي؟ وما علاقة مَقْدَمِها إليه بتفجيره؟! إلا إذا كانت هي مُلهِمَتَه، بل في لحظة فارقة تتداخل القصيدة المكتوبة مع المرأة المحبوبة وكأنه من وراء الستر يقول: ما الفرق؟! كلاهما أساي ورغبتي.. يُنشِدُ الحربيُّ:
غَجَرِيَّةُ العينَيْنِ أنتِ قصيدةٌ *** مَكتوبةٌ بِدَمِي مدى الأعوامِ
عيناكِ بَثَّتْنِي تَبَارِيحَ الْهَوَى *** يَا (مَيُّ) مَوَّالًا بلا أنغامِ
بل يختار الشاعر أن يتضاءل أمام جلالها، حتى يصير هو الشكل وهي المضمون، هو القلب وهي النبضات، هو الصورة وهي الإبداع، وهو شكل القصيدة وهي معانيها ودلالاتها المصبوبة صبًّا.. يقول:
أَنَا قَلْبٌ مُتَيَّمْ
وأَمَانٍ
نَابضاتٌ
وَمُهْجَةٌ تَتَجَدَّدْ
أَنْتِ فيها مَهابةْ
وَجُفُونٌ
وَجَمَالٌ
وَلَوْعَةٌ تَتَنَهَّدْ».
صَارَتْ هيَ إذًا القصيدةُ، ولن تُفلِحَ طاقة ما أو تجبره قُوَّة على أن يردَّها إلى ظلال ما قبل الكتابة، وأن تنحِّيَها عن تخومِهِ الإبداعية.
لكن ابْنَةَ شِعْرِهِ لا تكتفي بالقصيدة. إنها تتحرّك تتشكَّلُ هُلامًا يغطي الأرض حوله، وتتعاظم على امتداد الأفق لتصبح هي هي وطنه، وطنٌ مِثْل وَطَنِهِ هذا الذي ينسلك في جباله وينغرس في صحرائه:
«عَيْنَاكِ لِي وَطَنٌ..
وَلِلصَّحْرَاءِ فِي الْأَحْدَاقِ مَنْفى!!
عَيْنَاكِ لِي بَحْرٌ!!»
هكذا تتداخل مفاهيم الحب جميعها؛ فالقصيدة، والوطن، والمحبوبة تتشابك وتختلط، تتراقص وتندمج، تتعاضد وتتماسك وتشكل بنيانًا قويًّا قوامه المحبة الحقيقية اللامشروطة..
«هُوَ الْحُبُّ
فَافْتَحْ لَهُ فِي الْحَيَاةِ
كِتَابَ الْخُلُودِ..
وَسَطِّرْهُ وَشْيًا بِمَاءٍ مِنَ الْوَقْتِ
وَالْعُمْرِ وَالْأُمْسِياتِ
عَلَى صَفْحَةٍ فِي الزَّمَانِ الْمُمَدَّدِ
فِي دَاخِلِ الرُّوحِ وَالْأُمْنِيَاتِ»
هكذا اعتدل الميزان، واستقامَتْ بَيْضَةُ القَبَّانِ بين متوسطَيْنِ، وانضبطَتْ المعادلةُ، فحجم عناصرِها المتفرقةِ هو حَجْمُ مُرَكَّبِ الحب الناتج عنها.
ألا تستَحِقُّ المحبة هذه أن يعطيها رحلة عمره، بلى، يقول:
أُهدِيكَ رِحْلَةَ عُمْرٍ تَاهَ مَرْكَبُهَا *** بَيْنَ الرِّيَاحِ وَأَعْمَاقِي بِهَا تَشْدُو؟!
بالحب صنع الحربي عالمًا حقيقيًّا، وعبّد به طريق الإنسانية، وأبقاه في نهاية الدرب مكافأة الوصول..!

 

صالحة حكمي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يقولون : ( المحبة ذل ) .! محمد بن شتير أبعاد الشعر الشعبي 13 11-07-2018 07:33 PM
ملحمة "خليجنا واحد" الشعرية! نوف سعود أبعاد الإعلام 2 12-06-2016 01:55 PM
المحبة عبدالله باسودان أبعاد النقد 2 11-04-2015 04:59 PM
ملحمة الفيحاء....دمشق كريم العفيدلي أبعاد الشعر الفصيح 5 01-22-2014 09:34 AM
ملحمة ,,,,,,,,, كــدري منصور الفهيد أبعاد الشعر الشعبي 16 07-11-2008 05:59 PM


الساعة الآن 03:59 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.