[ فَنْ التَعَامُلْ مَعْ رَدّاتْ أفْعَالْ الأعْضَاء ]

[نوف سعود]

.
.
.

المنتديات عبارة عن مجالس أفتراضية يجتمعون فيها الأعضاء لطرح المعلومات والخبرات .. والفوائد والفرائد .. والأنجازات والعلوم بشتى وكافة الجوانب ..

كل ضيف في هذا المجلس .. يُمثله أسمه إن كان حقيقياً .. أو أسم المستخدم الملازم له .. والمعروف به .. الذي يعكس صورته تماماً فيه وعليه ..

وكعادة المجالس يسود جوها الحوارات والنقاشات وطرح وجهات النظر .. هُناك من يظهر ليرفضها رغم انها قائلها صاحبها وهو مجرد أنه أبدى رأيه .. فيقوم الآخر بزجره وحدة كلامه الموجه له ..!

ويظن هو ذاته المعترض ان المنتدى ليس إلا شاشة خلفها شخص تمتم بمفردات .. هو لا يعرفني شخصياً ولم يراني .. على العكس بل كل من يظهر في المنتدى وجوباً يسود فيها الأحترام والموده واللين في الكلام .. بعيداً عن الفظاظة المنفرة ..

يجب ان نعلم ان لكل إنسان وجهة نظر .. ولا بد لنا كمستمعين وقارئين ان نتقبل وجهة نظره .. وإن كانت خاطئة .. كما يتوجب أستخدام أسلوب ليّن رقيق لتوضيح الفكرة الخاطئة لدى الآخر ..

وبالتالي سيستجيب حينها .. وإن أصر على عناده ليس وجوباً ان يقتنع فالفكره هي التي ألتصقت به وليس بك حتى تقلق او توتر بشأنها فهذا لا يهم فأنت فعلت ما في وسعك ..

والبعض من الأعضاء وهم تحت سقف منتدى واحد .. وفي مظلة موضوع واحد .. يختلفون في الرأي .. هذا بيّن وجهة نظر لا أكثر .. الآخر رفض ان يتقبلها بصدر رحب .. وبل رفع سيف القلم .. وأعلن القتآل .. ويرمي كلمات لا تليق بأفراد عقلاء كبار .. وكأنه ان لم يدافع عن نفسه ضرب الآخر السيف على عنقه ومآت ..

المفترض عندما نقابل من تصيبه ردّة فعل عنفوانيه .. نحاول بقدر المستطآع ان نوصل الفكرة بشكل سلس وسهل .. وبهذا يجبر المعترض الى الخضوع رغم عنه .. فبني آدم يرقون كثيراً مع اللين ولا يلينون مع أبداً الشدّة ..

لاحظت في السآبق البعض يتدخل لا ليهديء الوضع الملتهب .. بل صار يقطر مزيداً من المواد الحارقة ثم يذهب .. ويستمتع على صوت صليل سيوف الحروف ..!

ودور إداريي المنتدى في حآل هذه الأمور .. يجب أن أن يطفؤ نار هذه الفتنه بأسرع وقت .. كونهم هم المسؤلين عنها .. بتصرف حكيم راشد .. وبل تسعى في إصلاح الأمور بين الطرفين المتضادين .. بجميل التصافح والتسامح فيما بينهم ..

فسبحآن الله الأنسان .. كوعاء مليء بالماء إن حملته لتنقله ثقيلٌ عليك .. وإن أملته لتسكبه بأقناع فسهل جداً لك ..

.
.
.

24 ربيع الثاني / 1432ه