سلمى الحفار .. اديبة عالمية في حرير دمشقي ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : ضوء خافت - مشاركات : 2779 - )           »          ( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 582 - )           »          (( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 15 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75148 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد أبعَادية > أبعاد المكشف

أبعاد المكشف يَفْتَحُ نَافِذَةَ التّارِيْخِ عَلَى شَخْصِيّاتٍ كَانَتْ فَكَانَ التّارِيْخُ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-19-2007, 01:30 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي سلمى الحفار .. اديبة عالمية في حرير دمشقي !


في بيتٍ دمشقيّ طيب الأعراق والآداب ولدت "سلمى الحفار" عام 1923، وفي كنف والدها "لطفي الحفار" - رئيس الوزراء السوري في فترة النضال من أجل الاستقلال عن فرنسا - تشربت "سلمى" العلوم والثقافة والفكر المستنير، والوعي المبكر بقضايا المجتمع والأمة، فتأججت فيها روحُ التمرد والمقاومة منذ نعومة أظفارها، كما نضج عقلُها وقلمها في سنٍ مبكرة؛ إذ دأبت على تدوين مذكراتها وخواطرها منذ السابعة عشرة من عمرها، تلك الكتابات التي كانت فيما بعدُ نواة لأولى رواياتها "يوميات هالة" 1950.

النشأة والبدايات

دفعَ "لطفي الحفار" بابنته "سلمى" إلى التعليم في زمنٍ عزّ فيه أن تجد فتاة عربية متعلمة، فذهبت أول ما ذهبت إلى الكتاتيب الدمشقية تستقي علومها الأولية، ثم تلقت التعليم الثانوي في مدارس راهبات الفرنسيسكان، وهناك أتقنت الفرنسية وتعلمت الإنجليزية.

أما اللغة العربيةُ فقد أتقنت فنونها على يد الأديبة الكبيرة في ذلك الوقت "ماري عجمي"، وكان ذلك في لبنان بعدما نُفي والدها إلى مدينة "أميون" اللبنانية. لتكمل في أثناء ذلك رحلتها في طلب العلم، وتحصل على تعليمها العالي بالمراسلة مع معهد اليسوعيين في بيروت.

ولا عجب أن نجد ربيبة بيت العلم والسياسة تتزوج وهي دون العشرين من "محمد كرامي"، الشقيق الأصغر للزعيم "عبد الحميد كرامي" 1941، وتنجب منه ولدها البكر "نزيه". ولكن لا يلبث زوجها أن يفارق الحياة، فتعيش "سلمى" تجربة الأرملة العائلة وهي لم تتجاوز بعدُ العشرين. ويُلحّ عليها أهلُها وأهل زوجها الراحل بالزواج ثانية؛ فتتزوج هذه المرة من الدكتور "نادر الكزبري"، الدبلوماسي السوري الذي يجوب بها آفاق العالم، وتكمل معه مسيرة الحياة، وتنجب منه ابنتين.

رحلة الزواج والأدب

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الأديبة سلمى في شبابها


بدأت "سلمى" رحلاتها مع زوجها وقد أتقنت من قبلُ العربية والفرنسية والإنجليزية، وكتبت بالفرنسية الشعر، ومع ارتحالها برفقة زوجها إلى الأرجنتين وتشيلي انضمت الإسبانية إلى قاموس لغاتها، وعندما عادت إلى دمشق في مرحلة انتقالية، نالت الدبلوم في اللغة الإسبانية من المركز الثقافي الإسباني بدمشق 1961، لذا نجدها بعد انتقالها مع زوجها إلى مدريد تنضم لعضوية جمعية الكُتاب هناك، وتُلقي بالإسبانية عدة محاضرات حول المرأة العربية وتأثيرها في التاريخ والأدب.

وقد لقيت "سلمى" التقدير البالغ من الحكومة الإسبانية لأعمالها الأدبية، وجهودها ومحاضراتها في الدراسات العربية والأندلسية بين مدريد وقرطبة وبرشلونة، فأهدتها الحكومة "شريط السيدة إيزابيلا كاتوليكا" عام 1964، وهو أحد الأوسمة الرفيعة في إسبانيا، كما منحتها جامعة "باليرمو" بصقلية جائزة البحر المتوسط تقديرا لأعمالها عام 1980.

وفي مدريد نشأت صداقة عائلية بين "سلمى" و"نزار قباني"، الذي كان يعمل حينذاك مستشارا بالسفارة السورية مع زوجها الدكتور "نادر الكزبري"، وتبادل "نزار" و"سلمى" عددا من الرسائل الأدبية التي نشرتها "سلمى" فيما بعدُ في كتاب بعنوان "ذكرياتُ إسبانية وأندلسية مع نزار قباني ورسائله" عام 2000.

كما كان من تلك التفاعلات الأدبية أن اختار لها "نزار قباني" عنوان إحدى رواياتها التي كتبتها من وحي حياتها بإسبانيا الزاخرة بآثار الحضارة الإسلامية، وهي رواية "عينان من إشبيلية".

ولم تكن "سلمى" تكتب بالعربية فقط، بل كتبت دواوين أشعارها بالفرنسية والإسبانية: "الوردة المنفردة"، و"بوح"، و"عشية الرحيل". ولم يقتصر نتاجها الأدبي على نوعٍ واحد، فإلى جانب الشعر كتبت القصص والروايات، ومنها مجموعتها القصصية "الغريبة"، كما خلفت مؤلفات في السير والتراجم، وأولاها بالذكر ما كتبتهُ عن أبيها: "لطفي الحفار- مذكراته، حياته، وعصره". وعنيت بالترجمة لأعلام النساء من جنسيات مختلفة، ومن ذلك: "جورج صاند.. حبٌ ونبوغ"، "نساء متفوقات" الذي جمع ترجمات لعدة شخصيات، و"مي زيادة.. مأساة النبوغ". وقد كان لها مع "ميّ" أمر..

مَيّ بقلم سلمى

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أحد مؤلفات سلمي عن الأديبة مي زيادة


افتتنت "سلمى" بشخصية "مي زيادة"، فعكفت لسبعة عشر عاما على دراسة حياتها وجمع سيرتها من كل المصادر التي طالتها علاقاتُها وأسفارها بين أراضي الشام ومصر، وكان همُها إظهار دور "ميّ" في النهضة الأدبية الحديثة، وإبطال بعض الشائعات المُسيئة التي راجت عنها كجنونها في آخر مراحل حياتها، وفي سبيل ذلك كتبت "سلمى" عن "ميّ زيادة" ثلاث مؤلفات: "ميّ زيادة، مأساة النبوغ" وهي ترجمة وافية تقع في جزأين، و"الشعلة الزرقاء" وهو كتاب جمعت فيه كل الرسائل المتبادلة بين "ميّ" و"جبران"، وقامت بتحقيقها بالمشاركة مع الدكتور "سهيل بشروئي"، وكذلك "مي زيادة وأعلام عصرها"، وقد جمعت فيه ما وصل إلى حوزتها -في أثناء بحثها- من رسائل متبادلة بين "ميّ" ومعاصريها من أعلام الأدباء .

وتقول "سلمى" عن تجربتها الأدبية مع "ميّ": "كان فضل مي زيادة على مسيرتي الأدبية كبيرا فما جنيته من فوائد فكرية وشخصية، وحتى أدبية بفضل مغامرتي المثيرة مع ميّ زيادة وجبران وعصرهما، وعطائهما وحياتهما، وحبهما الفريد من نوعه في تاريخ أعلام الأدب في العصر الحديث، شرقا وغربا".

وترى "سلمى" أنها وُفقت في فن كتابة السير الذاتية والتراجم أكثر من كتابتها للقصص والروايات، وربما عاد هذا إلى شغفها بالقراءة عن النساء المتفوقات اللاتي قدمن شيئا يُثري الحضارة ويرتقي بالإنسانية.

أما عن كتابة "سلمى" لسيرتها هي، فقد كان كتابُها الأول في هذا هو "يوميات هالة"-1950، الذي سبقت الإشارة إليه، وهو يؤرخ للمرحلة الأولى من حياتها. ثم أتبعت ذلك بكتاب آخر هو "عنبر ورماد" عام 1970.

تتويج الجهد

لم تكن رواية "يوميات هالة" أول ما نُشر لسلمى الحفار، فقد سبق أن نشرت بعض مقالاتٍ في الصحف والمجلات، كان أولها عام 1940 في مجلة "الأحد" الدمشقية، ولسلمى من العمر يومئذٍ ثماني عشرة سنة.

وتوالى إنتاج "سلمى الحفار" من بعدُ ليربو على عشرين مؤلفا بين مجموعات قصصية، ودواوين شعر بلُغات متعددة، وكتب السير والتراجم كما أسلفنا، إضافة إلى بعض الروايات التي نذكر منها - إضافة إلى ما سبق ذكره في المقال- "البرتقال المُر" 1974، و"الحب بعد الخمسين" 1989. هذا إلى جانب محاضراتها ودراساتها في الحضارة والأدب التي جمعتها في كتب عدة.

وكانت المفاجأة التي توجت جهد "سلمى" بعد هذه السنين، في أحد أيام ربيع 1994عندما اتصل بها رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق الدكتور "شاكر مصطفى" رحمه الله، وزف إليها بُشرى ترشيح المجمع إياها لجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي، وطلب إليها إرسال المؤلفات المطلوبة واستيفاء الأوراق والإجراءات الخاصة لإتمام الموضوع.

وتنسى "سلمى" الأمر بعد ذلك، إلى أن يسمع أخوها "بشار الحفار" خبر فوزها بجائزة الأدب العربي بالاشتراك مع الأستاذين المصرييْن "د.حمدي السكوت"، و"د.محمد أبو الأنوار"، ويتصل بها أخوها من لندن ليزف إليها البشرى، وتتسلم "سلمى الحفار الكزبري" جائزة الملك فيصل في مارس 1995، وتكون المرأة الوحيدة بين الفائزين الثمانية في ذلك الموسم من الجائزة، وكان موضوع الجائزة: الدراسات التي تناولت أعلام الأدب العربي الحديث.

ولم يتوقف مشوار سلمى بعد نيلها للجائزة، وإنما واصلت بعد إحساسها بالمسؤولية الجسيمة بعد هذا التقدير، فأعادت تنقيح سيرة والدها "لطفي الحفار" ونشرتها في 456 صفحةٍ مطلعَ عام 1997، مدعمة بالمخطوطات والرسوم، ومُذيلة بفهرس طويل للأعلام.

رحيلٌ قرير العين

في أحد أيام الحرب الأخيرة على لبنان، وتحديدا في 13 أغسطس 2006، فاضت روح "سلمى الحفار الكزبري" في ضياع لبنان، بعد أن رفضت العودة منها إلى دمشق بعد اندلاع الحرب، وفي صخب المدافع لا يُسمع صوت، لذا فقد أدرك الناس خبر وفاتها متأخرا بعض الشيء عن حينه، لتقام لها بعد ذلك حفلات التأبين والوداع.

تقول "سلمى" في إحدى مقالاتها التي كتبتها في السنين الأخيرة، وبعد فوزها بجائزة الملك فيصل: "لقد طُلب إليّ أن أكتب سيرة حياتي منذ أن بلغت السبعين من العمر ففكرتُ مليا بالموضوع، ووجدت أن لي كتابين منشورين تضمنا فصولا من هذه السيرة الذاتية هما: "يوميات هالة" و"عنبر ورماد" الذي نشر في بيروت عام 1970 ونفد من المكتبات قديما، لذا سأنقل منهما أهم مراحل حياتي الشخصية وإنتاجي الأدبي والرحلات التي قمت بها، وأضيف عليها المراحل التي تبعتها متوخية الإيجاز قدر الإمكان، والصدق والصراحة إن شاء الله".

تُرى هل يجود تاريخ الأدب العربي بمن يرد لسلمى صنيعها في "مي زيادة"، فيجمع سيرتها وينقحها ويستزيد عليها من المصادر الحية التي عاصرت "سلمى" واحتكت بها؟ وإذا جاد تاريخُ الأدب العربي بمثلها يوما، فلربما وجدنا إجابة على هذا التساؤل.




عن موقع الاسلام على الانترنت

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-19-2007, 01:31 PM   #2
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 459

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


مؤلفاتها:
1- يوميات هالة- رواية- دمشق 1950.

2- حرمان- قصص- القاهرة 1952.

3- زوايا- قصص- القاهرة 1952.

4- أشعار، بالفرنسية، الأرجنتين 1958.

5- نساء متفوقات- دراسة- بيروت 1961.

6- عينان من اشبيلية- رواية- 1965.

7- الغربية- قصص- 1966.

8- شعر- بالفرنسية- باريس 1966.

9- عنبر ورماد- سيرة ذاتية- بيروت 1970.

10- البرتقال المر- رواية- بيروت 1974.

11- الشعلة الزرقاء- رسائل إلى جبران- تحقيق مع بشروئي 1979.

12- نفحات ريح الأمس.

13- الحب بعد الخمسين- مذكرات 1989.

14- مي أو مأساة النبوغ- دراسة.

15- مي وأعلام عصرها- دراسة.

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-19-2007, 01:46 PM   #3
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 459

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


يا أولادي احبوا بعضكم ارجو ان تهدوا مكتبتي في بيروت الى دار الكتب الوطنية, لكي ينتفع بها, واطلب منكم ان لا تلبسوا السواد, بعد موتي, لأنه لم يكن مشكوراً عند المسلمين المؤمنين, في صدر الاسلام.

وتأكدوا بأنني اغادر الحياة على الارض, شاكرة ربي العظيم, على نعمه التي غمرني بها وطالبة منه الرضا عليكم, وعلى اولادكم, ومن تحبون, والرحمة والمغفرة, وفقكم الله ورعاكم).‏

سلمى الحفار الكزبري‏

تلك هي وصية سلمى, كما قرأتها , السيدة الدكتورة سهام ترجمان وكان ذلك امام حشد لتكريم سلمى الحفار في تأبينها في مكتبة الأسد بدمشق .

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ


التعديل الأخير تم بواسطة د. منال عبدالرحمن ; 07-19-2007 الساعة 01:49 PM.

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-19-2007, 02:00 PM   #4
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي


حوار مع الاديبة سلمى الحفار الكزبري نقلا عن موقع وزارة الثقافة السورية



كنت في الرابعة من عمري من عام 1926 عندما نفي والدي, وكان وزيراً في حكومة المفوض السامي الفرنسي, مع ثلاثة وزراء آخرين هم اصدقاؤه في النضال: فارس الخوري, وسعد الله الجابري, وحسني البرازي, الى منطقة الجزيرة شمال سورية مدة شهرين, بعدها نقلوا جميعهم الى منطقة الكورة شمال لبنان وتحديدا قرية اميون فسمح لعائلاتهم بعدها بالالتحاق بهم . قضيت في شمال لبنان فترة سنتين حتى بلغت السادسة من عمري وانا احفظ الى اليوم ودا ومحبة لهذه القرية الشمالية.‏
اول مقالة لي حملت عنوان ( كيف يجب ان نستفيد من الزمن?) ويومها كنت مقهورة اتساءل: لماذا تمضي النسوة اوقاتهن لوحدهن بعيداً عن الرجال الذين يلهون ويمرحون في المقاهي, فكنت بذلك اتمرد على المجتمع, وقد نشرت المقالة في مجلة ( الاحد ) الدمشقية, بعدها كتبت شعراً بالفرنسية ومن ثم (يوميات هالة) الذي صدر عام .1950‏
و(يوميات هالة) جاءت انعكاساً لي‏
-نشأتي كانت سياسية اجتماعية في بيت محافظ, والدي من الرعيل الاول فعشت تاريخا مع رفاقه المناضلين السياسيين في سورية ولبنان ومصر والعراق.‏
وأنفق والدي المال الذي ورثه عن ابيه في سبيل سورية وحريتها واستقلالها. وقد أنشأني وعلمني وشجعني وقد كتبت كتابين عنه هما ( عنبر ورماد) ولطفي الحفار..(مذكراته وحياته و عصره) فوالدي مثلي الاعلى في الحياة وقد توفي عام .1968‏
تزوجت اول مرة من محمد رشيد كرامي شقيق الزعيم عبد الحميد كرامي في لبنان, لكن زوجي توفي بعدما وضعت ابني البكر نزيه وله من العمر 51 يوماً فقط, فصدمت لكن الصبر والايمان بالله ورعاية الاهل والحب الذي احاطني به آل كرامي, كل ذلك دفعني الى ان اقضي خمس سنوات جديدة متنقلة بين دمشق وطرابلس, وخلال تلك الفترة رحت اتابع دراستي في اللغة العربية فتتلمذت على يد الاستاذ ابو الخير القواص, فتناولت معه كل الادب العربي والتاريخ الاسلامي, وراسلت الجامعة اليسوعية في بيروت, وحصلت من خلال دراستي على اجازة في العلوم السياسية باللغة الفرنسية, وبدأت اكتب مقالات في مجلة( صوت المرأة) في بيروت في تلك الفترة, اما ابني البكر نزيه فقد تابع تحصيله المدرسي في مدرسة ( برمانا ) بمنطقة المتن, ليدرس بعدها الحقوق في القاهرة ويصبح محامياً لامعاً.‏
في تلك الفترة بلغت ال 26 ربيعاً فدفعني اهلي وعائلة زوجي الراحل الى الزواج, فتزوجت من نادر الكزبري, وهو دكتور في الحقوق من جامعة السوربون, في جامعة دمشق وعضو مجلس الشورى.‏
انا مدينة لرجلين في حياتي : والدي الذي علمني وشجعني ودربني, وزوجي الذي عرف بقصتي, وكان مصراً على رفيقة درب من نوعي, وهو محب للفن والادب وله ذوق رفيع في تلك الامور, وقد استفدت من آرائه كثيراً, واتمنى ان يكون لكل السيدات ازواج مثل رفيق عمري نادر .‏
من المعروف ان صداقة عائلية جمعتك بالشاعر الكبير الراحل نزار قباني:‏
-العلاقة بيني وبين نزار علاقة زمالة اولاً, فأنا ناثرة وهو شاعر, وكنا نقرأ لبعضنا بعضاً قبل مرحلة اسبانيا التي انتقلت اليها مع زوجي بحكم عمله الدبلوماسي. ونزار كان تلميذاً لزوجي نادر ويكبرني بسنة واحدة فقط, وعمل كمستشار في السفارة السورية في اسبانيا حتى ,1966 ليعتزل بعدها العمل الدبلوماسي, وفي تلك الفترة اصبح جزءاً من العائلة, اضافة الى الاعضاء الآخرين في السلك الدبلوماسي ا لسوري في اسبانيا, فكنا نقضي سهرات عائلية, ولم يكن يومها نزار قد تزوج للمرة الثانية من المرأة التي احب ( بلقيس), وكان له أولاد من زوجته الاولى, فتعرفت , زوجي وانا , الى نزار الدبلوماسي والصديق والانسان والشاعر, وانا اتعجب احياناً عندما أقرأ شعر ومغامرات الحب لنزار, فهذا أمر لا يصدق, لأن نزار رجل خجول جداً في علاقاته الشخصية . مرحلة نزار قباني في اسبانيا كانت مهمة جداً, فتعرفنا نادر ونزار وانا على الوسط الثقافي والمستشرقين في اسبانيا,وزرنا بلاد الاندلس وحضرت ولادة قصائد نزار عن غرناطة وعن والدته ايضاً, وشاركنا في مهرجان ابن حزم .1963‏
خلال تلك الفترة وبعدما تعلمت الاسبانية وبت اتحدث بها بطلاقة, شرعت في كتابة رواية من واقع الحرب الاهلية الاسبانية وذيولها, وكنت قد عدت الى دمشق مع زوجي وعملت على مراسلة نزار, لأستوضح منه عن بعض الاماكن الجغرافية ,لكن عندما انتهيت من الرواية توقفت عند عنوانها, واتصلت به مستنجدة وقلت له:يا نزار انا لن أجد عنواناً لتلك الرواية, وقد اطلق لي عنواناً بعدما عرف تفاصيل عن البطلة والرواية والحبكة هو ( عينان من اشبيلية) فالبطلة صاحبة عينين جميلتين ومواطنها اشبيلية.‏
هل احتل الرجل البطل حيزاً مهما في رواياتك ?‏
لا يمكن ان تكون هناك رواية من دون رجل بطل حتى احيانا في الرواية البوليسية او التاريخية. فالواقعية ضرورية في الرواية لتشويق القارئ. والروايتان اللتان كتبتهما ( البرتقال المر) و( عينان من اشبيلية) كانتا من قلب الواقع, والرواية يجب ان تكون ذات هدف وتحمل في طياتها دراسة اجتماعية.وهي رسالة تقدم لشخص حزين او سعيد على السواء.‏
ماذا عن الصداقة بين الرجل والمرأة?‏
الرجل اما معلم او استاذ او صديق. واتوقف عند كلمة ( صديق) لأقول ان الصداقة مهمة بين الرجل والمرأة, لكن يلزمها زمن معين من العمر وتحديداً الشيخوخة, لا أؤمن بالصداقة بين شاب وشابة, اذ هنالك رغبة وعلاقة من نوع آخر تجذبهما الى بعضهما بعضاً. والصديق عادة هو الذي نحكي له ونشكو له همومنا ومشاكلنا ومشاعرنا .‏
والشاب والشابة عادة هم رفاق وليسوا اصدقاء, والصداقة هي فوق الحب احياناً, كما ذكر ابو حيان التوحيدي في كتابه الشهير( البيان والتبيين ).‏
صداقات أدبية:‏
بمن تأثرت من الرواد في القرن الماضي?‏
-تأثرت بما قرأت للمنفلوطي والمازني, وتأثرت بمعروف الارناؤوط في دمشق, وتعرفت الى توفيق يوسف عواد في لبنان, كما تأثرت ايضا بأحمد امين .‏
-من هم اقرب الاصدقاء اليك في الصالون الادبي?‏
لم تكن هناك صالونات ادبية عاصرتها بالمعنى الصحيح, ففي مطلع القرن الماضي وجد صالون ( ماري عجمي) وهي استاذة كبيرة, اضافة الى صالون الاديبة ( مي زيادة) وفي بيروت عاصرت الندوات الادبية في مدينة تجمع كل الاذواق والاهواء.‏
كانوا اغلبهم في الجامعة الامريكية في بيروت, ومنهم الدكتور فؤاد صروف وهو من كبار الاساتذة, وقد شجعني على دراساتي وانكبابي على اصدار كتاب عن ( مي زيادة) بتأثر مباشر من عمه يعقوب صروف صاحب جريدة (المقتطف ) اضافة الى صداقتي مع الدكتور قسطنطين زريق رئيس الجامعة سابقاً, وشيخ المؤرخين الدكتور نقولا زيادة.‏
وهل تعتبرين انك حققت كل ما تتمنينه?‏
-لا, على الاطلاق , فأنا لست مغرورة لأقول عن نفسي هذا , على الصعيد الشخصي ككاتبة قد لا أكون تأسفت على اي شيء نشرته, فكل مرحلة زمنية كان لها نضج معين, فالكاتب عادة يتدرج والانسان يتعلم وينضج, وقد تأثرت حقيقة في مرحلة النضوج, اضافة الى كتاب عرفتهم بشعراء عاصرتهم التقيت بهم او شاهدتهم, ومنهم من رحلوا لكنهم خلدوا عبر اعمالهم ,وهم على سبيل المثال عمر ابو ريشة, بدوي الجبل, امين نخلة, والياس ابو شبكة.‏
واتمنى اليوم حقيقة ان اقدم الافضل والاحسن, اعد للألف قبل ان انشر اي عمل جديد حتى يكون في المستوى المطلوب.‏
سلمى الحفار الكزبري: شكراً لقد اديت رسالتك الرائعة بصدق ومحبة, ومثلك لا يموت ابداً.‏

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-20-2007, 03:42 PM   #5
يوسف الحربي
( ابن المدينة)

الصورة الرمزية يوسف الحربي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

يوسف الحربي غير متواجد حاليا

افتراضي


أمازال هناك من يذكر سلمى اللحفار الكزبرى ؟!
أعذريني أيتها الغيمة فالضبابية التي نعيشها تغييباً الآن حجبت الرؤية دون ذاك الأفق العامر بالامتداد
سلمى الحفار قرأت لها كثيراً في مجلة العربي الثقافية حين كانت تلك المجلة لا تستقطب إلا الاقلام التي تبعث نور الثقافة والمعرفة ...
قرأت لها في تلك المجلة ولم أقرأ كتاباً لها وهذا ليس ذنبي ولكن ذنب المحنطين الذين وقفوا بالمرصاد لكل كتاب يقف على التخوم ....
تحياتي وتقديري لكِ أيتها الغيمة

 

يوسف الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-20-2007, 10:15 PM   #6
أسمى

قَيْدٌ مِنْ وَرْدْ

مؤسس

افتراضي


غيمة ممطرة بالعطر..


.
رائع ماأخترتي ..بصراحة الموضوع يحتاج لعودة وقراءة أعمق..
صدقيني قررتـــ..أن أبحثــ عن مؤلفاتها..

خصوصاً ،بعد قراءتي لوصيتها،بصراحة أعجبت كثيراً..بها.


غفر اللهـ لها ورحم روحها.


.
شكرا لهذاالعطر هنــــــــــا..غيمة.

 

التوقيع

[الحياة ليست كما تبدو ]
هو كل مافي الأمر .
t _ f

أسمى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-01-2007, 06:17 PM   #7
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي


الأخ يوسف الحربي

سلمى الحفار الكزبري .. عانت كتابتها تهميشا اعلاميا في زمنٍ كان للاعلام فيه الدور الأكبر في اعلاء شأنٍ و تهميش ضوء !



صدقني ستشعر بحلاوة البرتقال رغم مرارتها لو قرأت لها " البرتقال المر "!



شكرا لمروركَ الألق !


تقديري !

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-03-2007, 04:39 PM   #8
سلطان ربيع

كاتب

مؤسس

افتراضي


إستطاعت أن تكتب في معظم الفنون الأدبية
ونشرت مقالاتها وهي في السادسة عشر من عمرها
فمثل هؤلاء لابد أن نتذكرهم أحياء لكي نؤجل موتهم قليلاً
أو عند رحيلهم بـ ابتسامه حب .

مُزنك
أثرت هذا المتصفح فكراً
دمتِ بخير
غيمة عطر .

 

التوقيع

[OVERLINE]"عمر الرجل كما يشعر، وعمر المرأة كما تبدو "

مثل فرنسي
[/OVERLINE]

سلطان ربيع غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.