.
هَا هَيّ الشَمس جَاءت
لتُسخن في كَبده حَليب أُمه الّلذي أرضعتهُ إياه قَبل ثَلاث وسِتّون سَّنَة
هُناك هُو..
وهُنَا كَعادته..
واقف فوق كُرسيه الّذي كَثيراً ما تَنملت عليه قَدماه
مَسكون بما يَبقى ومَا يزول
مُرفرفًا بِعَصا جَـدّهِ عَرض السَّماء
رَاياتهُ ثلاث: الحُلم الأبْيَض، وأُمنيَات مُلوُنّه، وتُشاركهُما كُوابيسه السَّوداء!
يَعلوهُ فَضّاء فضّي..
لم يكُن سَقفهُ قَصير
يَهتز مَعهُ كُل حَيّ.. كُلما دَار..
الطَيُور، الضَّباع، الدَواب والأشَجَار..
إلا حَيّ.. كان يَنفُضُه المَسار !
وفي وقتٍ .. كُل شّيئ يَركُض فِيه إلا نَفسُه البَائسة
مَل طبخ الحصى، ومَال
تلاشى كُل شيئ.. حتى رَغبتهُ عُدمت في إستدارة الهَواء
عَلق حِذَّاء .
تَولى الرَيَاح، فَأولتهُ الغِياب.
,