رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا - الصفحة 4 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 8213 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 324 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 13 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3847 - )           »          صالون النثر الأدبي 3 (الربيع ) (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 66 - )           »          مَا لَمْ أقله لكـ (الكاتـب : محمد سلمان البلوي - آخر مشاركة : صالح العرجان - مشاركات : 1977 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-2020, 03:10 PM   #25
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

الصورة الرمزية إبراهيم امين مؤمن

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1364

إبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


عبقريّتهما العلميّة..
الجزء الثاني عشر
حروب ضارية على موائد صناديق القمامة...
لم تمضِ بعد سوى بضعة أشهرٍعلى سفر فهمان ، وفطين في همٍّ متواصل ليل نهار، فالحرمان يهزّه ويفكك أوصاله على الدوام ، ويشعل قلبه حرقةً واشتياقًا .
حتى أنّ عيناه ذبلتْ ، وبدأ يفقد بعض قواه المعهودة .
وكثيرًا ما كان يجرفه الشوق إلى ولده فيتخذ قرارًا بالسفر إليه ، بيد أنَّ أعباء مصاريفه كانت بمنزلة قيدٍ يمنعه ويغلّ قدميه .
ولمْ يكن الحرمان هو الضارب على نفسه فقط ، بل الفاقة والذلة التي أحاطت بالعرب ، والخنوع الكاسح من الأنظمة العربيّة لنظيرتها الغربيّة مما يهدر كرامتهم وكرامة شعوبهم ، فضلاً عن الكارثة الكبرى وهي تسهيل الدعم اللوجستيّ والنفسيّ لانخراط المنظمة الصهيونيّة لتنخر في جسد دولة فلسطين .
وهنا ، هنا في الوادي الجديد تتجسّد كلّ مظاهر الفاقة والذلة أمام عينيه .
كثُرتْ صناديقُ القمامة وأصبحتْ تنتشر في جميع أنحاء الوادي الجديد لأنّها غدتْ الطعام الرئيس للغالبية العظمى من أهلها .
والصناديق رغم كثرتها فإنها لا تكفي حاجة أهلها من الغذاء فتسبّب ذلك في نشوب معارك فيما بينهم .
فاضطر النظام الحاكم وضْْع عساكر عليها حفاظًا على الأمن القوميّ من جهة ، ومن جهة أخرى كي لا يعتاد الشعبَ على البذخ والإسراف .
وللأسف جرت فيها الرشوة أيضًا فتحصّل من غذائها من لا يستحق وحُرم منها من يستحق .
ومن المضحكات المبكيات أنّ القطط والكلاب المحلّية أصابها الهزال من الجوع فقتل بعضهم بعضًا أثناء تسللهم خلسة من أجل الحصول على طعام هذه الصناديق .
ومن بعيد نشاهد كلبًا ثمينًا وقطة ثمينة أُستوردا من أمريكا وسويسرا ينظران إلى صناديق القمامة ، وبينما هم على ذلك إذ ألقى مالكهما قطعًا من اللحم البقريّ الطازج لهما .
فجرى إليها أحد أطفال الفقراء ليحوزها ، فرآه مالك الكلب والقطة فأقبل عليه غاضبًا وكاد يقتله لاتهامه بسرقة أموال الناس لولا أن أسرع أبوه وانتشله من أنيابه وفرّ به .
تناول الكلب الأجنبيّ قطع اللحم وأسرع بها إلى والد الطفل وألقاها بين يديه ، نظر إليه كلبٌ محليّ فحقد على الطفل فأراد أن يتسلّل خلسة ويأخذها منه.
وهذه الصناديق تمتلئ دومًا ببقايا طعام الأغنياء التي أخذت تتضخّم ثرواتهم بطريقة مذهلة ، وتمتلئ أيضًا من وحدات الكتائب العسكريّة المصريّة ، بينما نجد صورة مشرقة تطلّ من بعيد ، إنهم أعضاء المجلس العسكريّ الذين يعملون في الخفاء .
كانوا يعطون بعض الجنود طعامًا طازجًا ويقولون لهم ..اِذهبوا إلى صناديق القمامة بهذا الطعام واَعطوه لمن تجدونه هناك من أفراد الشعب .
وكان منهم وزير الدفاع واسمه مهديّ ، سمع الخبر ذات يوم فنام ليلته بلا عشاء لأنّه أرسله إليهم ، نام بلا عشاء لا من قلة القوت ولكن حزنًا وغمًا .
لم تكن كلّ هذه الصور القاتمة لتمرّ على فطين دون أن ينفعل معها ويتفاعل ويؤدّي دوره فيها كرجل وطنيّ من أبناء هذا الشعب .
لم يستطع فطين أن يفعل شيئًا تجاه ما يرى ، كلّ ما استطاع أن يفعله هو الذهاب إلى الصناديق بالمال الذي يتحصّل عليه ليلقيه فوق رءوسهم .
ولقد تحصّل على مالٍ كثير بعد أن رفْع سعر التذكرة التي يشتريها الأغنياء بطريقة مبالغة جدًا ، ومع هذا لم يُحجموا عن الإتيان إلى السيرك ومشاهدة العرض .
وفي هذه المحطة الهامة ألا وهي توزيع ماله على الفقراء وقعت الواقعة التي ليس لها من دون الله كاشفة إذْ....
تسرّب خبر فطين إلى نظام الدولة بأنّه يساعد الفقراء فوضعوه تحت المجهرحتى لا يمثل خطرًا على النظام ، فمن المعروف أنّ الخوف قد سيطر على الشعب فشلّ أركانه ، وفطين قد يشجعهم يومًا من أجل المطالبة بحقوقهم المهضومة .
وأمن الدولة ترى أن فطين توافرت فيه كل سُبل القيادة .

الجزء الثالث عشر
الدببة الروسيّة تقهقعُ على مفاتيح أبواب فلسطين..
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيليّ إسحاق يعقوب..
هاتف يعقوبُ وزير دفاعه فحضر فورًا .
فأمره بالجلوس بعد أداء التحيّة العسكريّة فأبى أن يجلس .
-كلّمه يعقوب ..لِمَ لا تجلس ؟
-الوزير..ليس لدينا وقت للجلوس سيادة الرئيس .
-يعقوب ..استرحْ لتسمعْ .
-الوزير ..أنا لا أريد أن أتشبّه بالعرب سيادة الرئيس ، فهم دائمو الجلوس والكلام وأنا أريد الحركة والعمل .
-يعقوب ..صدقت وربّي يا وزير دفاعنا .
المهم ..هل أرسل وزير العلوم والتكنولوجيا الأجهزة الجديدة .
-الوزير ..منذ دقائق فقط .
-وهل انتهوا خبراء هيئة الصناعات العسكريّة من تجهيز الصواريخ ؟
-انتهوا منذ ساعات .
-هل جرّبتموها ؟
-جرّبناها ، تخترق القشرة الأرضيّة لأعماق ستدهشُ العالم .
-ممتاز ..وخبراء الجيولوجيا جاهزون ؟
-جاهزون .
-وخبراء هيئة الصناعات العسكريّة .
-جاهزون .
-وأفراد العمليّة ..جاهزون ، يتحرّقون شوقًا لأخذ ثأر إخوانهم الذين اُستشهدوا من قبل .
-والروبوتات ؟
-تستطيع أن تعمل بمفردها دون توجيه لأنّ عليها برنامج الاقتحام .
-اتصلْ بطيايري القوات الجويّة وابدأ التنفيذ فورًا..أنا منتظركم هناك .
-قال الوزير دهشًا ..معذرة سيادة الرئيس ..أين تودّ الذهاب ؟
-إلى المعسكر لشرْح عملية اقتحام النفق المراد اقتحامه بالصور ، بعدها مباشرة نذهب كلنا لمسرح العمليّة سيادة الوزير .
-أنت! أنتَ ! كيف ؟
-ألم تقلْ منذ دقائق أنّك لا تحبّ الجلوس ولا الكلام ؟ ألَا تحبّ لي ما تحبّ لنفسك ؟ هيّا فأنا لا أريد الكلام أيضًا..جهّزْ فريق الاقتحام والطيارين واسبقوني عند مركز العمليّات الحربيّة ، ثمّ نتّجه مباشرة إلى النفق لاقتحامه.
حضر الجمْع كلّهمُ وأُنيرتْ شاشة كبيرة ، وقف أمامها يعقوب إسحاق وأجلسهم أمامه ليبيّن شكل النفق المراد اقتحامه .
إنّها مجموعة صور استطاعوا الحصول عليها عن طريق أحد عيونهم .
بدأ يعقوبُ عرض الصور ، وكانت أول صورة ..
أمسك يعقوب عصا وأشار إلى الصورة قائلاً ..
هذا النفق يطلق عليه المغتصبون النفقَ العقرب ، أولئك الذين يسمّون أنفسهم اتحاد المقاومة الفلسطينيّة .
ولقد وصموه بذلك إشارة أنّ مَن يودّ مسّه بسوء لابدّ أن يُلدغ فيموت .
وهو أحد الأنفاق الرئيسة الهامة للمغتصبين ، وأشار إلي الجدران والأسقف قائلاً ..وكما ترون هذه الجدران والأسقف طبقات خرسانيّة مدعّمة بطبقات من الرصاص السميك .
ولكن لونها غريب وكأنّها مطليّة بمادة ما ..ولقد حاول رجالُنا معرفة سبب تغيّر لون جدرانها وأسقفها فلم يهتدوا لإجابة .
وعرضَ صورة أخرى ، أشار بعصاه عليها وقال ..هؤلاء قنّاصة على مداخل النفق ، تلك القنّاصة التي تستطيع أن تسقط عصفور من على شجرة على بعد نصف كيلومتر واحد .
وصورة مستقلة يظهر فيها شكل الكمائن والفخاخ فضلاً عن عشرات الألغام الأرضيّة .
ثمّ عرضَ صورة أخرى تبيّن شكله من الداخل ، وأشار عليها جميعًا بعصاه قائلاً ...
كما ترون أنّ طرقها معبّدة بصورة أشبه بشكل خيوط العنكبوت ، ولذلك فهي أنفاق عنكبوتيّة تؤديّ إلى متاهات ومهالك.
فهم عندما يأتونه لابدّ أن يكون معهم خريطة تبيّن لهم المكان المراد الوصول إليه أو المكوث فيه.
فيها أسلحة وذخائر، وجاسوسنا لم يستطعْ تحديد مكانها ، لكنّه قال لنا أنّه يرى عربات محملة بالأسلحة والذخائر تخرج منها ولا تعود ..وطبعًا يا سادة هذا معناه أنّ النفق فيه مصنع أسلحة .
وأنزل العصا وقال ..
ومثل هذه الأنفاق تُمثل حضارة كبيرة ، فهي مجهّزة بكلّ سُبل دعم الحياة من غذاء واتصالات وصناعة ، يا سادة ..المغتصبون يستطيعون أن يحيوا عشرات السنين في هذا النفق دون الاتصال بالخارج .
ومصدر خطورة هذا النفق وأمثاله أنّه يمثل مسرح العمليات الحربيّة ووضْع الخطط لباقي أفراد المقاومة كما يسمّون أنفسهم .
وفيه يتمّ تدريب الكوادر القتاليّة وتصديرها إلى باقي الأنفاق وخاصة ترحيل المدربين إلى سيناء .
كما أنّهم يطلقون صواريخهم منها مستهدفين مدننا التي يقطنها المدنيّون والعسكريّون على حدٍّ سواء.
إنّها يا سادة المجد الرئيس للإرهابيين ، ومصدر رعب لنا طوال قرنٍ كامل أو يزيد .
أقفلَ الشاشة ثمّ قال ساعة الصفر بعد لحظات ..علينا بالتحرك الآن ..توكلنا على الله ..وألقى العصا وتلثّم تأهّبًا لخوض الاقتحام .
الاقتحام ..

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2020, 07:25 PM   #26
سيرين

(كاتبة)
مراقبة

افتراضي


الرواية دلالاتها حداثية وتوظيف آلية الحوار بالجزء 13 أتى برؤية أدبية وتقنية عسكرية
من حزم وسرعة في إلقاء التعليمات والحركه
بوصلة الرواية تشير الى واقع معاش اجتهد كاتبنا في تجسيده ولمس سياسته فأحسها القاريء
حين اختار اسماء الاشخاص المرتبطة بالاسماء الحقيقية ولو بالقليل من التشابه
رواية دسمة تستدعي الكثير والكثير الى الذاكرة ممتعة حد إسقاطنا في سراديبها
لنواصل احداثها الرائعة والى اي شيء ستكون نهايتها
لا اخفيك كاتبنا المبدع من بدئها واطلاعي علي اجزاء منها واتساءل
ياترى الى اي نهاية ستنتهي لارتباطها بالواقع الذي مازال مفتوحا ام ستترك ايضا النهاية مفتوحة
تعرية الممارسات السياسية وارتباطها بالكثير من القضايا الدولية والعلمية أمر شائك
ليس بالامر االسهل إلا لقلم ارتقى بالابداع فكرا وجمالا متفردا بعيدا عن التقليدية في الطرح والتناول
امنياتي لحضرتك بالمزيد من التألق والفوز بالمسابقة لانها رواية تستحق فعلا
تحية وتقدير

\..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيرين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2020, 02:01 PM   #27
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

الصورة الرمزية إبراهيم امين مؤمن

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1364

إبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين مشاهدة المشاركة
الرواية دلالاتها حداثية وتوظيف آلية الحوار بالجزء 13 أتى برؤية أدبية وتقنية عسكرية
من حزم وسرعة في إلقاء التعليمات والحركه
بوصلة الرواية تشير الى واقع معاش اجتهد كاتبنا في تجسيده ولمس سياسته فأحسها القاريء
حين اختار اسماء الاشخاص المرتبطة بالاسماء الحقيقية ولو بالقليل من التشابه
رواية دسمة تستدعي الكثير والكثير الى الذاكرة ممتعة حد إسقاطنا في سراديبها
لنواصل احداثها الرائعة والى اي شيء ستكون نهايتها
لا اخفيك كاتبنا المبدع من بدئها واطلاعي علي اجزاء منها واتساءل
ياترى الى اي نهاية ستنتهي لارتباطها بالواقع الذي مازال مفتوحا ام ستترك ايضا النهاية مفتوحة
تعرية الممارسات السياسية وارتباطها بالكثير من القضايا الدولية والعلمية أمر شائك
ليس بالامر االسهل إلا لقلم ارتقى بالابداع فكرا وجمالا متفردا بعيدا عن التقليدية في الطرح والتناول
امنياتي لحضرتك بالمزيد من التألق والفوز بالمسابقة لانها رواية تستحق فعلا
تحية وتقدير

\..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
===============
شكرا استاذة على حضورك ... كان غرضي من طلبي هو استخراج جمل مبتذلة مثلا او اعطاء نصيحة واهم من ذلك كله الاسلوب .. الاسلوب ... من وجهة نظري انا واعوذ بالله من كلمة انا ان الاسلوب ينقسم الى أربعة اقسام
اولهما الركيك : ومن يتبع هذا الاسلوب لا يصلح روائيا. وما زال لديه الكثير والكثير لكي يكتب جملة جيدة.
ثانيهما : المختلط بين الجيد والركيك : وهذا من الممكن ان يسرد رواية، ومع مزيد من الجهد قد يتحسن اسلوبه ( وانا اصنف نفسي من هذا النوع).
ثالثهما: الجيد : ومن وجهة نظري أن أكثر من 95% من الروائيين الذين لهم اصدارات في السوق يتمتعون بالسرد الجيد.
رابعهما : البليغ : وهذا هو مبتغاي انا شخصيا، ولا مجال للكتابة لدي الا بذلك ، وان عجزت أن اصل الى هذا الاسلوب فلن اكتب لسبب بسيط جدا ان الادب لا يأكل عيش الا في حالة التفرد في الاسلوب.
===============
محاولة عملية للوصول الى( رابعهما)..
في الرواية الجديدة (طواغيت كوكب الكيميرا) حاولت أن ارتقي باالاسلوب بقدر المستطاع حتى انى راجعت الرواية لغويا فقط اكثر من اربع مرات (قرابة شهرين متواصلين) وانا متاكد ان الاسلوب في حالة تقدم ويبقى السؤال الصعب : هل ارتقى الاسلوب من ثانيهما الى رابعهما ؟ الاجابة : لا اظن الا اذا استعنت باهل الخبرة مع المزيد من الجهد ( 8 ساعات يوميا على مدار شهرين اخريين).
استاذة سيرين : الرواية الجديدة ممنوع نشرها او نشر مقاطع منها لاني قد ارسلها في إحدى المسابقات تحت بند الروايات غير المنشورة. وعلى ذلك فارجو مساعدتك.

وجه المساعدة : ارجو ان ارسل لك مقطعا او مقطعين من الرواية الجديدة وان تدققي في الاسلوب ، اسلوب السرد فقط وان تردى علىّ حتى لو بعد حين ..
لا ينفع المنتدى الا في الرسائل فقط ، ولو الرسائل ظهرت فلا يصلح ايضا ..
والسلام مني ومن الله اليك وباقي اهلك اجمعين

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-12-2020, 07:22 AM   #28
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

الصورة الرمزية إبراهيم امين مؤمن

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1364

إبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الاقتحام ..
تقدّم يعقوبُ ومعه فريق الاقتحام السالف الذكر ، تصحبه مجموعة من الكلاب المدرّبة وقنّاصين ومقاتلين تدرّبوا خِصيصًا للضرب تحت الأرض ، بالإضافة إلى خبراء كشْف الألغام وربوتات ، كلُّ هؤلاء سيكونون على تواصلٍ مستمر بمجموعة من الطيارين الذين يحلّقون بالقرب منهم .
الطائرات تحمل الصواريخ المجهّزة خصيصًا لاختراق القشرة الأرضيّة وهدْم الطبقات الخرسانيّة والرصاص الذي يغطي أسطح وجدران الأنفاق العسكريّة.
حتى إذا رصد فريق الاقتحام النفق الهدف الذي بيّنه يعقوب في الصور قاموا بتحديد الإحداثيات وأرسلوها إلى هذه الطائرات ، عندئذٍ يقذفونه بصواريخهم .
تقدّم فريقُ البحث أولاً ويشمل الجيولوجيون والمهندسون لتحديد موقع النفق ، فتحديد الموقع ليس بالأمر الهين رغم أنّ أحد جواسيسهم ولجه من قبل ، كما أنّ هناك مداخل ومخارج وهميّة تؤدي إلى متاهات أو ألغام .
وبعد بحثٍ مضنٍ استطاعتْ أجهزة الاستشعار أن ترسل بيانات منها ، وبتحليلها تبيّن وجود إرهابيين فيها .
وبتسليط أجهزة الزلازل الدقيقة تمّ رصْد بعض الاهتزازات مما يدلّ على وجود حركة .
وهنا جاء دور الروبوتات المصممة للكشف عن الخطوط والمنحنيات عن بُعد ، وهذه مدونة على شريحة الروبوت ، فإذا رصدها ترسل هذه الروبوتات إشارة لها صوتًا خاصًا ، يعبر هذا الصوت عن وجود بشر .
وبالفعل أرسلت الروبوتات إشارتها التي تثبت وجودهم في هذه المنطقة .
جاء الآن دور الكلاب ..تسير الروبوتات إلى الأمام تتبعها الكلاب ، الروبوتات تسير في اتجاه الخطوط والمنحنيات التي تدلل على وجود بشر ومن خلفها الكلاب البوليسيّة .
ظلّت الروبوتات تسير وخلفها الكلاب ويعقوب إسحاق الملثّم وباقي الفريق لمسافة بلغتْ أكثر من عشرة كيلومتر، وقد واجه الفريق عدة ألغام ومتفجرات في طريقهم خلال هذه المسافة بيد أنّ الكلاب البوليسيّة كانت تشير إلى أماكن وجودها فيتحاشوها ويمضون بعيدًا عنها .
والتواصل مستمر من الجوّ ، فالطائرات تتواصل مع فريق الاقتحام .
بدأتْ تظهر أمام يعقوب بعض أبواب الأنفاق ، يحرسها قنّاصون مهرة ، يتوارون خلف جدران سميكة من الرصاص منتصبة أمام الأبواب .
فأمر فريق الاقتحام بتعين إحداثيات الموقع وإرسالها إلى الطائرات حتى يؤدّون دورهم ، أرسلت الروبوتات الإحداثيات إليها ، ثمّ أمر يعقوب إسحاق الفريقَ كلّه بالتراجع بعدها مباشرة بمسافة تسمح لهم بمعاودة المكان فضلاً عن بُعدها عن قناصة العدو وصواريخهم .
لم يشعر للأسف مَن في النفق بحركة يعقوب إسحاق ورجاله.
صُوبت الصواريخُ إلى موضع الإحداثيات ثمّ أطلقها الطيارون على الفور ، فاخترقتْ قشرة النفق الأرضيّة والتي تبلغ سمكها نحو عشرة أمتار ، ثمّ اصطدمت بأسقف وجدران النفق ..وهنا المفاجأة ..
أحدثتْ هزّات عنيفة هرع على إثرها مَن بالداخل ، وأُطلقت سفارات الإنذار، وتأهّبتْ القنّاصة وباقي رجال النفق للقتال ، أُنيرت الكواشف الخارجيّة وتمّ رصْد فريق الاقتحام من بعيد ، بعيد جدًا ، تمّ الرصد من خلال ثقوب موجودة في النفق .
أطلق رجالُ المقاومة بعض العبوّات الناسفة والرصاص والمدافع نحو فريق الاقتحام ، بيد أنّ كلّ هذا لم يصل بسبب البُعد الشديد من الثقوب .
أمر قائد النفق أفراد الاتحاد بألّا يخروجوا لعمل هجوم مضاد ، وقال لهم اُمكثوا جميعًا في أماكنكم .
وكلّ هذا وما زالتْ الروبوتات ترسل إشارتها بقذْف المزيد من الصواريخ ، إذ أنّ النفق لم يتهدّمْ منه شيئًا .
تعجّبَ يعقوبُ إسحاق جدًا ، فاقترب نحوه وحده غير مبالٍ بالخطر الذي قد يدركه ويصحبه فقط أحد الكلاب ، وقام بتصوير الصواريخ الساقطة على جدران النفق فوجد عجبًا ..
وجدها تصطدم بالأسقف ثمّ تسقط ذائبة على الأرض على هيئة شُهب من النار ثمّ تتطاير دُخانًا كثيفًا ، فقال صارخًا يا أولاد الكلب والزواني ، ثمّ تقهقر للوراء وأمر الطيارين بالتوقف عن الإطلاق وانسحاب كلّ الفريق من الموقع ، وذاك لأنّ الخطة مبنية على هدْم النفق ثمّ الهجوم وتصفية أفراده وأخْذ الأسلحة التي بداخله وتحميلها على العربات المدرّعة التي معهم .
بعدها أرسلتْ إشارة مشيفرة من قائد النفق إلى باقي الأنفاق مفادها أنّ النفق تمّ ضرْبه بأكثر من عشرين صاروخًا بوساطة الطائرات فأحدثت بعض التصدّعات فيه نتيجة الهزّات الشديدة ، تصدّعات من الداخل فقط ، وعلّل ذلك بأنّ الجدران والأسقف الخارجيّة محاطة بدرع الإله وهي حقول القوى الروسيّة ، بينما من الداخل فهي ذات ترسانة خرسانيّة رصاصيّة فقط .
وصل الخبر بالطبع إلى مؤيد وكان جالسًا مع بروفيسور بيتر حينها ، فضحكا معًا ، ثمّ قال البروفيسور الذي لم يكفّ عن الضحك ..والله إنّ تقهقع الدبِّ الروسيّ أسكتَ نهيق الحمار الأمريكيّ .
بينما كان يجلس عبد الشهيد قائد النفق صامتًا ، حتى إذا كفّوا عن الضحك والكلام قال ..
علام تضحك يا أبتِ ؟ ..موجهًا كلامه لمؤيد ..ثمّ نظر إلى بيتر وقال له ..وأنتَ كذلك يا جدي .
ألَا تعلمان أنّ وصولهم للنفق كارثة وإن قُتلناهم جميعًا..معنى ذلك أنّ معهم أجهزة متقدمة ستمكّنهم من رصْد الأنفاق ومحاصرتها سنوات فلا يخرج أحد من النفق ولا يدخل إليه فيهلك كلَّ مَن فيها ..وأنتم تعلمون أنّ كثيرًا من الأنفاق الرئيسة غير داعمة للحياة على المدى البعيد ، فسكت الجميع ، مضى بيتر إلى فراشه حزينًا ، بينما مؤيد فبمجرد سماعه لكلمة عبد الشهيد لم يستطع القيام ، تقلّب مزاجه وذهبت الدماء من وجهه ، ارتطمت أسنانه نتيجة الرعشة التي ألمت بكلّ أوصاله

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-19-2020, 05:22 AM   #29
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

افتراضي


ألمت بكلّ أوصاله
وظلّ مؤيد مذ هذه اللحظة مثقل بالخوف والهموم .
الجزء الرابع عشر
النظر الأمنيّ في حالتي فهمان وجاك..
اشتدّتْ العلاقة بين فهماك وجاك أكثر وأكثر مِن طول الأُنسة ، فضلاً عن توازي خُلقيهما وعبقريتيهما المنقطعتي النظير ، هذا التوازي كان أكبر عامل محفز لتغلغل كلّ منهما في الآخر .
أمّا داخل المحاضرات فكان شأنهما عجبًا ، كانا كثيرًا ما يتناقشان مع مدرسي المادة الفيزيائيّة بخصوص نظرياتها الشائكة ويطرحان حلولاً جديدة ، كلّ هذا على الرغم أنّهما ما زالا في الفرقة الأولى ممّا ينمّ عن وجود مخزون إبداعي داخلي لكلّ منهما ليس له علاقة بالتحصيل والمعرفة .
وفي شأن الأبحاث ، فكانا يقدمان أبحاثهما إلى أستاذ الفيزياء ، وعندما يطّلع عليها يجد عجبًا ..بحثين عبارة عن رسالتي ماجستير تستحقان منح صاحبيها درجة امتياز.
استنادًا إلى ذلك فقد ذاع صيتهما في الجامعة كلّها ، وعلى ذلك تمّ عمل تقرير عنهما ورفعه مباشرة إلى رئيس الجامعة والذي بدوره رفعه إلى وحدة السي آي أي دون أن يقرأها ، كل هذا من أجل الحفاظ على الأمن القومي الأمريكيّ .
اهتمتْ السي آي أي بالأمر ووضعتْ الطالبين تحت المجهر ، وكان لابدّ مِن ذلك حيث أنّهم ما زالوا يتحسّرون على بيتر الذي أخذه عالم الفندق المصريّ وسافر به إلى مصر ومن ثَمّ اختفى ولمْ يظهر له أيّ أثر .
مرت أيام ، بعدها دخل علي رئيس الجامعة بروفيسور فيزياء أمريكيّ ، وكان وطنيّاً حتى النخاع وصديقًا لبرفيسور بيتر ، قال له أخشى أن يسافر جاك إلى مصر كما سافر بيتر ، فأثار ذلك حفيظة رئيس الجامعة ، فأرسل لإحضار نسخة من التقرير ليقرأه .
فلمّا أتاه فتحه وظلّت عيناه تقتحمان الكلمات ، سمفونية عُزفت من رحم الابتكار وليست من نتاج التحصيل والمعرفة .
وانتقل إلى جانب آخر، وهو العلاقة الحميمة بينهما ، وحال قراءته لهذه العلاقة تذكّر بالفعل العلاقة التي جمعتْ بين عالم الروبوتات المصريّ وبروفيسور بيتر والتي مِن نتاجها نزل الأخير مصرَ ثمّ اختفى .
وظلّ يقرأ ويقرأ حتى رنّ جرس هاتفه ، إنّه رئيس مخابرات السي آي أي ، أخبره في المهاتفة أنْ يستميل الفتى المصريّ نحوه ويتقرّب إليه ويعرض عليه قرضًا حسنًا لنفقات تعليمه مرورًا مِن الآن وحتى تحضير الدكتوراة ، وأغلق الهاتف على الفور .
ثمّ همسَ لنفسه ..يبدو أنّ العالم مقبل على مرحلة جديدة يكون فيها هذان الفتيان محورا ارتكاز لموازين القوى العالميّة .
ثمّ حمدَ الربَّ أنّ جاك أحد الطالبين .
وأمسك بالتقرير مرّة أخرى .

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-19-2020, 05:23 AM   #30
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

الصورة الرمزية إبراهيم امين مؤمن

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1364

إبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


حريق جامعة بيركلي..
خرج جاك للتنزه في حديقة الجامعة .
بينما ما زال رئيس الجامعة بمكتبه يقرأ التقرير ويتدبّر فيه .
أمّا فهمان ففي المسكن يبتكر خلية صماميّة .
جلس جاك ينظر إلى الحديقة ليتمتع بمنظرها الخلّاب ، ويصغى بأذنيه ليسمع صوت العنادل ، فقال همسًا..يا ليت قُبح أهل الدنيا ينقلب جمالاً مثل جمال هذه العنادل ، ويا ليت عواء البشر وفحيحها يتحولان إلى طرب جميل مثل صوتها.
رفع بصره إلى السماء فوجدها ملآنة بالغمام وقتئذ ٍفقال كلمة واحدة "الحياة " إلا أنّه شعر بانقباض في قلبه لم يدرِ سببًا له .
وبينما هو يتحسّر على حال العالم رآه أحد زملائه فناداه مِن داخل سيارته ، وأشار بيده ليأتيه من أجل القيام برحلة طائرة بها .
يحبُّ رؤية جاك وهو يقودها لأنّه يقوم بعمل حركات بهلوانيّة رهيبة أشبه بالمعجزات .
فإنّه يقود السيارة بأقصى سرعة ، وعلى الرغم أنّ المسار الجويّ مزدحم دائمًا إلا أنّه كان يجتازه دون أي اصطدام يُذكر .
ركبها وحلّق بها مرتفعًا إلى علوٍّ لم يبلغه أحد قبله ، فأصبح يحلق بين الطيور ، فالتقط أحدها وقبّله ثمّ طيّره مرّة أخرى ، وبذا فقد نال الطيرُ شرف تقبيله .
واستمرَّ في التحليق مرتفعًا حتى ظنّ المشاهدون أنّه كاد يلامس السحاب ، وذهب عن الوعيّ فجأة فقضى لحظات حالمًا ، حيث لاحَ له ولأوّل مرّة جنود مِن الصفيح ألسنتها وسائر أعضائها منه أيضًا .
كانوا مدججي السلاح ، مستنّفرين ، مُردفين ، قاصدين استعمار الأرض أو كأنّهم ، تحاول أن تخترق البُعد الذي يوصّلهم إلى الأرض وكانوا يشيرون إليه ليكون دليلهم فأبى ، واخترقهم هو ، قاتلتهم ولكنّهم رموه عن قوسٍ واحدة..ربّاه ، أين أنا ؟.
هكذا رأى المشهد بين النائم واليقظان ولم ينتبه مِن غفوته إلّا بعد أن وجد نفسه على الأرض والنّاس يفرّون مذعورين من أمام السيّارة .
خرجَ جاك مِن السيّارة مرتعدًا لما رآه ، فكّر فلمْ يستطع تفسير الحدث ، ولكنّه على كلّ الأحوال كان حدثًا مؤلمًا .
وبعد الانتهاء مِن عرضه المثير عاد قافلاً إلى منتزهِهِ مرّة أخرى لكنّ جسده يرتجف .
وما زال رئيس الجامعة في مكتبه يتدبّر في أمره وكذا أمر نديمه فهمان ، ويُحدّث نفسه بشأنيهما ، وتدور بخلده بعض الأفكار مثل محاولة استمالة الطالب فهمان إليه .
أمّا فهمان الآن ففي حجرته يكمل صنْع الخلية الصماميّة ، فكان يطرح أكياسًا مغلقة بداخلها معدن قلوي على طاولة الحجرة ، وكذلك طرح بعض الأدوات التي يحاول منها صُنع خليّة الصمام ، بدأ في هذا الابتكار منذ أيّام والآن يحاول إنهاءه.
وهكذا فإنّا نرى توافقًا زمنيًا بين أفعال الثلاثة ألا وهما جاك وفهمان ورئيس الجامعة .
لمح جاكُ عن بُعد البستانيّ يسقي أحد الأشجار، ما لفت نظره أنّها تطلُّ على إحدى شرفات مختبرات الجامعة .
أسرع إليّه جاك وقال له بغضبٍ وصوتٍ عال ..اجتثْ هذه الشجرة يا رجل .
فتعجّب البستانيُّ مِن شأن الفتى قائلاً..ما لك أنت والشجرة أيّها الفتى الأرعن ؟.
فقال جاك ..يا رجل وجود شجرة تطلُّ على مختبر علميّ أمر خطير ، فقد تُحدِث كارثة !.

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-04-2020, 12:52 AM   #31
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

افتراضي


ثمّ سأل نفسه كيف لمْ أرها إلّا اليوم !جاك لابدَّ أن تنتبه أكثر مِن ذلك .
وكان البستانيَّ أيضًا يحدّث نفسه ويقول إنَّ هذا الفتى جاهل وسئ الخلق .
وعلى الفور قال له.. أأنت أعلم من الجامعة كلّها يا أحمق ؟ اذهبْ عليك اللعنة .
لم يتمالك جاك نفسه وهمّ بضربه ولكن سرعان ما تذكّر أنّه وجّه نصيحته إلى الوجهة الخطأ ، فكظم قبضة يده وأرخاها تحت غيم الكظيم .
وقرّر أن يكلّم رئيس الجامعة بشأن الشجرة غدًا ، ثمّ اتّجه قافلاً إلى المسكن .
دخل جاك على فهمان الذي أنهى اختراعه منذ لحظات فقط .
استلقى جاك على سريره وتوجّه بنظره تلقاء فهمان يتأمّل في قسمات وجهه الأليفة ، كما يتأمل في الأكياس التي على الطاولة .
والعجيب أنّ فهمان نفسه لم يشعر بلحظة دخول جاك أصلاً ، فهو لم يدرك إلّا ما كتّل له كلّ محسوساته وهو صنْع خليّة صمام تلك التي أنهاها منذ لحظات وهمَّ بها ليجربّها .
فجأة وقع أحدُ الأكياس المغلقة على الأرض وتمزّق وخرج ما فيه من محتوى وتدحرج متواريًا تحت السرير .
أحسَّ جاك بالاختناق فهبّ منتفضًا على الرغم أنّ أبواب وشرفات الحجرة مغلقة تمامًا ، أي لم يأتها أىّ دخان خانق من خارجها ، فصرخ في فهمان وقال له ألم تجد المحتوى بعد ؟
ثمّ جرى إلى باب الحجرة ونافذتها ففتحهما ، فقلّ الاختناق ولكنّه ما زال مستمرًا .
ثمّ أعاد القول مرّة أخرى..أوجده وأغلقه .
فلمّا أمسكه فهمان ووضعه في كيس آخر تجدّد الهواء كما كان مرّة أخرى ، ثمّ قام جاك وأغلق الباب والنافذة .
تعجّب فهمان وكان في قمّة الدهشة لِما وصل إليه جاك مِن ردّ فعله ، ثمّ سأله ما الذي أعلمك أن سبب الاختناق هو المحتوى الذي كان بداخل الكيس .
ردّ جاك..لم يحدث الاختناق إلّا بعد أن وقع الكيس وتمزّق ، هذا الكيس يا صديقي به معدن يمتصُّ الأكسجين من الجوّ ، فلمّا ثُقب أدّى المعدن عمله على أكمل وجه.
فقال فهمان ..أتعرف ما في هذا الكيس؟
رد ّ..مِن أين أتيت بهذا المعدن يا صديقي ؟ إنّه نادر جدًا.
تعجب فهمان من قوله "إنّه نادر جداً " ثمّ سأله أتعرفه ، مَن أعلمك بحيازتي له ؟
ردّ جاك ..سرعة الاختناق تدلّ على أنّه معدن الكوبالت مضافًا إليه بعض المركبات ، إنّها بللورات ملحيّة مازة قادرة على تفريغ أكسجين الحجرة في ثوانٍ معدودة ، إنّه ثقب أسود للأكسجين فقط .
*وأثناء الحوار ازداد الجوّ سوءًا بالخارج ، فقد ظهرتْ سحب كثيفة جدًا في السماء تُنذر الأرض بقصف رعدٍ وحشيّ .
قال فهمان ..هل ترى هذه الخليّة الصماميّة التي بيدي ؟
ردّ ..ما عملها ؟
قال ..الخليّة الصماميّة عبارة عن قناة تحتوي على مركب يقوم بسحب مركب الأكسدة الأوّل المتراكم على البللورات ثمّ يتطاير في الهواء .
قال جاك ..كمْ معك مِن هذه الأكياس الآن ؟
ردّ .. مئة وسبعة عشر كيس وها هي صماماتهم سوف أركبها .
قال جاك ..مبارك لك صديقي..اختراعك سوف يوفّر بعض حاجة روّاد الفضاء من الأكسجين ، حيث من الممكن تركب على البذلة الفضائيّة لتمتص الأكسجين إلى داخلها .
ورعدتْ السماء بشدّة وتزايد رعدها وتوالى القصْفُ واحدًا تلو الآخر ، وغدت الرياح تقتلع بعض الأشجار ذات الجذور الصغيرة .
سمع جاك رعد السماء فتذكّر الشجرة ، فقطع حديثه مع فهمان وعزم على الذهاب إليها وقطْعها على الفور .
وتبادر إلى سمعه ومخيّلته حفيفها الشديد فتفجّع أكثر وأكثر، ثمّ قال إنّها الآن شجرة شيطانيّة .
ووقعتْ الواقعة ، فقبل خروجه سمع أبواق إنذارات الحريق تُطلَق في كلِّ مكان من الجامعة .
خرج جاك وفهمان على الفور إلى الردهة المؤديّة لكلّ حجرات المسكن ، وكان فيها لوحة تحكّم أنظمة الاحتراق والمتصلة بطريقة مباشرة مع باقي لوحات التحكم الموجودة في الجامعة كلّها ، إنّها مِن النوع المعنون ، وفيها وجد رقم لوحة تحكّم ، هذه اللوحة الأخرى تعطي أجهزة استشعارتها إنذارت الحريق ومدوّن عليها إسم المكان ومحتوياته ..قرأها جاك وعلم مكان الاحتراق ، وقد صدق ظنه فقد نشب الحريق في المختبر الذي تطلّ عليه الشجرة ، فعلم أنَّ المحذور قد وقع ، وأنَّ العاصفة الرعديّة قد اخترقت الشجرة فشبَّ فيها الاحتراق نتيجة الأكسدة ، وأحرقتْ معها المختبر وسرتْ النار تعدو في المبنى كلِّه .
على الفور طلب من فهمان إحضار الأكياس وخلايا الصمامات التي صنعها ، أسرع فهمان داخل الحجرة وأخرج البللورات الملحيّة المازة من الأكياس ووضعها على الفور في خلايا الصمامات ثمّ وضعهم جميعًا في شوال وحملها ، فلمّا خرج من الحجرة متّجهًا إلى الباب الرئيس وجد جاك منتظره في سيارة يلوّح بيده ليستحثّه على الإسراع ، تلك السيارة اقتحمها منذ دقائق معدودة ، ونتيجة ذلك أعطت أجهزة استشعاراتها إنذرات صاخبة ، وتمّ نقل الفعل على هاتف صاحبها وبيته .
ركبَ فهمان السيّارة مع جاك وما زالتْ تزأر ، طار بها جاك متّجهًا إلى مكان الحريق .
وفي طريقهما شاهدا الطلبة والأساتذة يهرعون مبتعدين عن مصدر الحريق ، يصرخون متفجعين ، بينما ألسنة اللهب ترسل دخانها إلى أسفل السحاب .
ومن داخل مكتب رئيس الجامعة نجده سمع السرايين التي أُرسلت مِن لوحة تحكّم مكتبه ، فألقى الملف من يده وخرج هلعًا لينظر الحدث ، فشاهد ألسنة النيران ترتفع وتكاد تلتهم الجامعة ، وسمع سرايين سيارات الإطفاء التي تسد الآذان .
*على الفور تحركتْ طائرة الإطفاء الأمريكيّة العملاقة متجهة إلى المختبر المراد ، بينما بدأت سيارات الإطفاء تدخل بيركلي من الباب الرئيس مطلقة أبواق إنذاراتها.
*وجاك وفهمان على بعد مئات الأمتار مِن مكان الاحتراق ، النار التهمتْ المختبر فانفجّر وامتدتْ ألسنته إلى المختبرات المجاورة ، وبدأت النيران ترتفع عاليًا فحالات الأكسدة في أشدّها .
ارتفع جاك بالسيّارة إلى أعلى وأحاط بالمكان إحاطة السوار بالمعصم ، وظلَّ يدورحولها بأسرع مِن دوران الصقر ، و يُحصي نيرانها كأنّه يحبسها خلف جدران عازلة ، وفهمان يرمي بالخلايا الصماميّة على مواضع الأكسدة ، يدور جاك بسرعة البرق ويرمي فهمان بحكمة وحنكة منقطعة النظير .
يلقي تلك الخلايا الصماميّة التي تأكل الأكسجين من الجوِّ بوساطة البللورات المازة ، تسحب الأكسجين ولا تشبع أبدًا ، ولا تسمح الصمامات بخروجها .

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-17-2021, 04:45 AM   #32
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

افتراضي


وحضرتْ طائرة الإطفاء الأمريكيّة، وشاهدت -وسط سحب كثيفة وتملأ السماء- سيارة جاك فلم تكترث لها، امتدت ببصرها إلى الأسفل فشاهدت عجز سيارات الإطفاء عن احتواء الموقف. وبدأت الاستعداد لإطفائها؛ أثناء هذه اللحظة بدأت النيران تخف شيئًا فشيئًا -وذاك لأن الخلايا الصمامية قد استمكنت من وقف عمليات الأكسدة- فانشغلت الطائرة بسيارة جاك؛ فقد أهملت عملها بعد أن سحر جاك قائد الطائرة بمعجزته الخالدة.
فلمّا همّت بإلقاء مواد إطفائها وجدت النار قد انطفأت ولم يبق منها إلّا الرماد والدخان الذي ما زال يتحرك في الهواء. خطفَ أحدُ سائقي سيارات الإطفاء الهاتفَ مِن أحد الصحفيين الذين صوروا الحادثة بفضولٍ جامحٍ ونظر في المشهد، فتسمر مكانه بعد أن شاهد تلك المعجزة.

قال جاك لفهمان وهو يدور حول مواضع الأكسدة التي هدأت: «نكتفي بهذا القدر يا صديقي.»
وهبط جاك بالسيارة التي لم تكف بعد عن إطلاق أبواب إنذاراتها.
أما رئيس الجامعة، فقد شدته من بين كل هذه الأحداث براعة السيارة الطائرة وقدرتها الخارقة على إطفاء حريق عجزت عن إطفائها عشرات سيارات الإطفاء. سعى إلى السيارة مسرعًا، وحال وصوله إليها كان جاك يفتح بابها فالتقوا ثلاثتهم. نظر فيهما، فتأكد له أنهما الطالبين الذين كان يقرأ ملفهما منذ قليل، فقال لهما: «أنتما! تعالا معي.» وفي طريقهم إلى المكتب سألهما: «من أنتما! أقصد ممن أنتما!أقصد هل أنتما مثلنا بشر؟!»
ردَّ فهمان: «أنا فهمان وهذا أخي وصديقي جاك.»
وفور وصولهما أعادا عليهما السؤال السابق لدهشته: «مَن أنتما ! أقصد ممن أنتما ! أقصد هل أنتما مثلنا بشر!»
أعطى فهمان كارتًا مدوّن فيه هاتفه الشخصيِّ وقال له: «يا فتى، كُن على اتصال بي في أىّ وقتٍ تريد، يا فتى، اعتبرني أهلك.» وحدّث نفسه قائلاً خسارة: «كنت أودُّ أن تكون أمريكيًا.»
قال جاك: «هل لنا أن ننصرف يا بروفيسور.»
- «تنصرفا قبل الترحيب!» ثم سارع نحو فهمان مرة أخرى وقال: «يا فتى، لقد قررتْ الجامعة منذ عدّة ساعات أن تتكفّلَ بنفقات دراستك بقرضٍ حسن، فما رأيك؟»
نظر فهمان إلى جاك ولمْ ينبس بكلمةٍ، بينما سرح جاك بخياله -وهو السياسيُّ المحنّك- إذ يعلم أنّ عرضًا كهذا غرضه ضمان ولاء فهمان لأمريكا بعد التخرج والعمل على أرضها. وفي تلك اللحظة طرق حارس الأمن الباب، وأخبر رئيس الجامعة بأن بالشرطة بالخارج.
قال الشرطي: «معنا بلاغ مِن أحد طلاب الجامعة ضدّ المدعو فهمان فطين المصريّ بالتعدّي عليه، وسرقة سيارته بالإكراه، وإحداث أضرار بالغة فيها.»
دهش جاك وقطّب غاضبًا وقال: «دعوه ولا يمسّه أحدٌ بسوء، وأنا سوف آتي به إلى القسم.»
ردّ الضابط: «ابتعدْ أنت أيّها الفتى، لا شأن لك بالأمر.»
اربدّ وجه جاك مِن الغضب، ثمّ أخذ يهدر كهدير الرعد، وكوّر قبضته، ووثب على الضابط فلكزه في صدره لكزه طرحته أرضًا وهو يصرخ: «لا يملك أحد في الكون كلّه القول لجاك الولايات المتحدة الأمريكيّة ابتعدْ، لا شأن لك بالأمر، بل الشأن كلّه لي.»
أحاط به أفراد الشرطة وأمسكوه مِن ذراعيّه. فانتفض رئيس الجامعة قائلا: «اتركوه.» ثم أخذ جاك من بين أيديهم وقال: «هدئ من روعك يا جاك يا ولدي، لن أترك صديقك فهو ولدي أيضًا.»
ردّ جاك: «لمّا يتعرّض أحد للظلم فلجاك الشأن كلّ الشأن، ومَن! صديقي! لا أملك من الدنيا سواه.»
وسحبت الشرطة فهمان بينما فهمان ينظر إلى صديقه مسرورًا لقوله السابق.

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بشأن رواية قنابل الثقوب السوداء إبراهيم امين مؤمن أبعاد الإعلام 6 11-12-2019 12:19 PM
قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل إبراهيم امين مؤمن أبعاد الإعلام 4 07-12-2019 01:07 AM


الساعة الآن 01:43 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.