هوتْ الثريا و السماءُ فمن يفتشُ عن عطاردْ
ما بعدَ موتِكَ ثمَّ موتي ما سَتنفَعُنا المعابدْ
ولقَدْ تصادمَت الكواكبُ فالبقا والموتُ واحدْ
كلٌّ توغَّلَ في انعدامِ النفسِ يا ويحَ المقاصدْ
فارحلْ جميعُكَ ليسَ بعضُكَ بي سيولدُ أو يجاهدْ
فلقَدْ صنعْتُ مِنْ العهودِ لكَ الرماحَ و أيُّ ماردْ !
والليلُ أسرجَ خيلَهُ بالويلِ متشِحاً و حاقدْ
إنِّي ألملمُني كفجرٍ راحلٍ بالموتِ عائدْ
أطوي السرابَ و أجمعُ الآهاتِ في مُزَنِ القصائدْ
وعلى الرحيلِ رسمْتُ ذاكرَتي فخانتي العوائدْ
لازال في الملكوتِ فجرٌ مِنْ ترابِ الوقتِ عائدْ
حتى و إنْ نفضَ الزمانُ ترابَهُ و مضى المساعدْ
سيظلُّ متصلاً بنورِ اللهِ قلبي غيرُ جاحدْ
واذا استغاثَتْ قصَّتي باللهِ من ويلاتِ حاقدْ
سيجيبُني داعي الرجا هوناً فإنَّ الله شاهدْ
قُلْ لِي بربِكَ هل مَضى عهدي و أورَقَتْ المكائدْ
و هلْ انطوى زمَنُ العطورِ و صارَ لونُ الكونِ واحدْ
قُلْ لي أيدفَنُ في فمِ الأيامِ تاريخٌ و شاهدْ
عمري كهذي الأرضِ باقٍ حيثُ ذاكرةُ الوسائدْ
عمري كطوفانِ لهُ في عالمِ الموتى سواعدْ
وتهزني هذي الحياةُ كنخلةٍ بينَ الشواهدْ
فإذا الثمارُ تساقطَتْ تمراً ستذكرُني الموائدْ
وإذا زرعْتٓ روابيٓ الأيامِ من دمعي المجاهدْ
فاعلمْ فؤادي مسجدٌ والصبرُ في الردهاتِ عابدْ