/04-18-2010, 06:51
ذاك الكنار ..
قد جاء لي عند الغروب
كسحابة تبكي النهار
ذاك الكنار ..
لاشيء يحمل من بكاء الناي غير الاعتذار
ذاك الكنار
أتى بروحك خلف ألحان الصدا
وبكى أمامي ..
قال لي ..
صوتي يردد شجوه فترقبي لحن القصيد
حوراء ..
حوراء يا قلمي الذي أخفيته عنهم بعيد ..
بالأمس جئتك زائرا ..
هل تذكرين ؟
وجلست روحا في جوار النوم أقرؤك الحنين
وسجدت في سجاد شعرك ..
أستريح فتغرقين
بالأمس ..
أسرجت الجواهر دوحة في مخدعك ..
وبقيت قرب نوافذ الأحلام أمسح أدمعك
وعرجت فوق براق أنفاس الصباح لأضلعك
ونفخت فيك عطور لحني ..
بينما تتأوهين
حوراء ..
حوراء يا حوراء روحي والقمر
وصلتني منك رسائل الدعوات في طي الغمام
وأتيتُ أمسك ذلك النور المرتّل بالكلام
قبّلتُ وجه النور في شفة الرؤى كالابتسام
وتركتُ بعضي أحرفا ..
كلمات شعر عندما ستغردين ..
يوما ستبقى في ملامحنا الجميلة
ذات ذكرى .. عندما ستغادرين
حوراء ..
أنا في انتظارك قبل ذاك الانتظار
يوما تحدثنا طويلا عن لقاءٍ في بروج الروح
سدرته الخلود
عن وجود في رحيل أو رحيل في وجود
عن معانينا التي لازال يرسمها القدر
وتمور في كف الزوال فلا تبالي بالقيود
يوما بعيدا كان أقرب من بعيد
قربي على كتف النهاية كان يرمقنا البقاء
بلا بقاء أو رصيد
حوراء كنت كلوحة سجد الجمال أمامها
والحبر أورق في الوريد
عيناك كان مدادها من حبر أيامي
ومن نفسي البعيد
رجف الصراخ بعين صمتك
والتجأتِ بي إلي ..
تتوسلين ..
وقلتُ في صوتي الأجش لك
وأنت ترحلين ..
أحقيقة يا قبلة اللحظات عني ترحلين ؟
فرجعتِ قبل مراحل الكلمات
كالطفل المدلل ..
تسألين وتسألين ؟؟
هل تذكرين ؟
قد قلتً في صمتي كلاما صاخبا
لكنّه قد مرّ مكلوم القضاء
وأنتِ بي ـ كحمامة الفردوس ـ كنت تحدقين
كان القضاء يلملم الأيام من عمر السنين
مرّت رسائله كوهم بريده ..
فشممتُ فيها المنتهى وترابه
وعلمتُ كيف ستحزنين
أفما تعانقت الثواني بالسراب
أفما بكينا بالوداع على شبابيك الإياب
أفما تراجع ذلك الدرب بنا
وتمردت خطواتنا ذات الطريق
فأغلق الموتُ الكتاب
حورائي يا وجع اللجين ..
بالله عودي واسألي الباب الذي احتضن الوداع
عن الف آه نارها صلّت على ترب الضياع
عن نبض قلبٍ كالزجاج نثاره
بيد الصراع
بالله عودي واسألي عني المكان ..
كيف ارتمت هاماته وتخثرت سحب الزمان
وتمزق الوعد المهاجر خلف أسوار القناع
وبقيت وحدي بعدما رحلت خيوط نهارك
أتنفس النور ربيعا حيث كنتِ تحلقين
لازلت فيك كوكبا مترامي الآفاق
ممتد السنين
أنا لم أكن ليمزق العدم الوجود ويطوني
أنا من سلافات الأزل ..
أمدُ البقاء على الشروق
أبدُ النهاية في البروق
وعلى خيوط النور أنتِ رسمتِني
أنا قبل هذا البدء من أزل رأيتك
عندما أحببتِني
عندما أحببتُني
انا لم أمت
أنا لم أغيب
أولستِ أنت وعدتِني
أودعتُ فيك الروح قلبا والرؤى فرأيتِني
حوراء لم أنهي الرسالة
حورائي لن أنهي الرسالة
اقرأيني أسطرا تأبى النهاية
هكذا كنا .. ونبقى ..
والرسائل لاختام بها سيشقى
مثلما عودتِني
مثلما عودتِني