عيضة السفياني............ يهرف بما لا يعرف - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 580 - )           »          (( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 15 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75148 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-2007, 04:13 PM   #1
محمد مهاوش الظفيري
( قلم نابض )

الصورة الرمزية محمد مهاوش الظفيري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 725

محمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي عيضة السفياني............ يهرف بما لا يعرف


النــــــــــــــص :






إنفجار..
.
.
إعتقال.
.
.
إنتحار..
.
.
احتلال

هكذا يمضي نهار وهكذا يطلع نهار
بسم ترسيخ السلام..
ونزع أسلحة الدمار

يا بلاد الرافدين
ما هو ذنبك لا سلاح ولا يدين
ولا ملاذ ومن جروحك عن جروحك تهربين
يا بلاد الفرس من غير أي فارس
ما هو ذنبك..
ال***** فيك مستوطن ومستعمر وحارس
ما هو ذنبك.
يوم حط الذنب كله فوق جنبك

يا بلاد الرأس تحت الكتف
من على وجهك على وجه العروبة .. "تف"
ما تخون الأرض يا بغداد
:::::::::::::::::::: ما يخون غير اللي فوق الأرض
انحــنينا والجــبال أوتاد
::::::::::::::::::::: لين صار الطول مثل العرض
يا بلادي والجروح جياد
::::::::::::::::::::::: صارت الكلمة علينا فرض
قلت: من شكلك من يا" رأس ذيل الحرب"
-1-
قال: "رأس الذيل" رأس الغرب ما هو الشرق
و"ذيل رأس" الحرب رأس الشرق ما هو الغرب
وبرغم طول الدرب
شف بحجم الفرق.. كان وجه الشبه ما كان حجم الفرق

يا صباح الدمع والتغريب من فقدان حي
والدخان المنبعث من كل حي
يا ملامح وجه بغدادي تساقط في الطريق
يا شوارع ما تنام إلا سهر
ولا تشوف إلا حريق
يا مساجد
ما تعرف إنسان ساجد
ما تعرف إلا صلاة بلا سجود ولا ركوع
ولا تعرف من الخشوع
إلا خشوع الخوف من خوف الخشوع
حزن يستوطن رصيف
وناس تأكل بعض ما تكل رغيف
يا طفل بدري تجاعيد الزمن بانت عليك
جيت تمسح في الغبار اللي على وجهك
ولا مسحت إلا الغبار اللي تراكم في يديك
يا شعوبٍ ما تعرف من الحياة إلا الممات
طلع الغرب علينا
::::::::::::::: من ثنيات الخداع
وجب الزحف إلينا
:::::::::::::: من بقاع إليا بقاع
أيها المأمور فينا
:::::::::::::: ما لهذا الأمر داع
لو زمام أمرك فادينا
::::::::::::: لا تطاع ولا تباع
يا مريكا أمركينا
::::::::: من النخاع إليا النخاع
صرخت يا بغداد
وتفجرت كل الجهات أبواب
الأرض والتاريخ لمظفر النواب
والجرح والسكين للسياب
وناديت يا بغداد
واستنبتت كل البلاد أوتاد
-2-
من صرخة العقاد
وناديت يا بغداد يا بغداد يا بغداد
وإلتفت الأعناق بـ الأعناق تتساقط مطر
مطر..
.
.
مطر
.
.
مطر
ولا عاش غير" أحمد مطر"
و"مظفر النواب" و"السياب "و " العقاد"
من المنفى ليا الميلاد







الـــــــــقـــــــراءة:-




هذا النص أعادنا إلى وعينا المفقود، ومنحنا قدرة في التواصل والتفكير مع أنفسنا قبل أن نمارس هذا السلوك مع الآخرين .
النص الجيد ليس ملكا للشاعر الذي كتبه..... إنه ملكً للجميع .
عندما قرأت هذا النص الجميل كتبت (( حقيقة أشعر بأن التاريخ بدأ يتكسر في داخلي .... وكل الأشياء من حولي فقدت قيمتها، وصارت الملامح بلا ملامح.
هل نحن نعيش في بغداد ؟؟!!
أم أن بغداد تعيش فينا ؟؟!!
من منا بحاجة إلى الأخر ؟؟!!
نص رائع .... انغرس في الوعي وسحق الذاكرة .
.نص دمر ذائقتنا الشعرية بشكل نهائي أو شبة نهائي. ونحن أمام خيارات: إما نعيد ترتيب أوضاعنا من جديد بشكل يسمح لنا قراءة هذا النص مرة أخرى. أو نتجاوز هذا النص الرائع ، لأننا غير قادرين على إدراك ما حولنا ))



انفجار
اعتقال
انتحار
احتلال
هكذا يمضي نهار وهكذا يطلع نهار
بسم ترسيخ السلام
ونزع أسلحة الدمار


بدأ الشاعر هذا النص بأربعة أسماء لا أفعال، أي ليس لها ملامح ثابتة....لقد جاءت هذه الأسماء جامدة صارمة لا حياة فيها بشعة كبشاعة الوضع الذي يتحدث عنه الشاعر ، من أجل حجج واهية باسم السلام ونزع الأسلحة الممنوعة .



يابلاد الرافدين
ماهو ذنبك لاسلاح ولا يدين
ولا ملاذ ومن جروحك عن جروحك تهربين



الهزيمة التي لحقت بالعراق، وسحقت النفوس، انعكست على الشاعر الذي تعامل مع هذا النص، وهذا المقطع على وجه الخصوص بِنَفَس انهزامي دفعه إلى التعاطف مع الضحية... والكل يتعاطف مع الضحية بالقدر الذي فيه يهاب المفترس .
انه يتباكى على العراق، الذي هرب من الظلم إلى الاحتلال.



يابلاد الفرس من غير أي فارس
ماهو ذنبك
أل***** فيك مستوطن ومستعمر وحارس
ماهو ذنبك
يوم حط الذنب كله فوق جنبك



إنني لا أهتم بالجناس والطباق بشكل كبير , لأنها أجراس موسيقية خارجية تزيد من اشتعال صخب النص في نفسية المتلقي الذي يطرب لكل شيء خارجي لا علاقة له بالروح الداخلية للنص ... أنني أحاول الدخول إلى النصوص للبحث بين مفرداتها عما أريد من إشراقات فنية وفضاءات أرحب .
النص الجيد ليس موسيقى خارجية أو صخب لغوي رنان ... إنه في رأيي المتواضع واقع أخر, وحياة أخرى, له نبضه, وله عالمه الخاص به
هنا تلاعب رائع قام به الشاعر بين ) فرس ) و ( فارس ) فهذا البلد المجوسي التراث , والشعوبي النزعة انسلخ من ماضية الكسروي ليمارس دور المسلم المنافق , والصديق الغادر والشقيق المعادي .
فهو من أكثر المستفيدين من ضياع العراق , وأكثر الراقصين بخبث ومتعة وحقد طائفي على جراح العراق وعلى هموم هذه الأمة , ولهذا كان من حق الشاعر أن يسلب منه مفهوم الفارس لأن الفروسية صفة نبيلة , فهو – أي الفارس – بالقدر الذي فيه يعزّ أعوانه يحترم أعدائه , فاحترام العدو والتعاطف معه في ساعات ضعفه من أساسيات أخلاق الفارس النبيل .



يابلاد الفرس من غير أي فارس
ماهو ذنبك
أل***** فيك مستوطن ومستعمر وحارس
ماهو ذنبك



ولأن الشاعر ينتصر للجغرافيا على حساب الإنسان, يحاول هنا توجيه اللوم إلى من يسكن فوق هذه الجغرافيا... إنه يعلن احترامه للمكان , ولكن من يحتل هذا المكان هو من يشكل هذا الضباب, وهذه الفوضى.
لهذا يحاول الشاعر بطريقه بائسة تفسير أو تعليل بشكل أدق ظروف بلاد الفرس , متجاهلاً أو غافلاً عن دورها المأفون , والملي بالخيانة .
يقول الدكتور مور أستاذ التاريخ الديني في جامعة هارفارد سابقاً :
" إن مانراه من الغلو والتعصب عند بعض الطوائف الشيعية ناشئ بلا ريب من أن كثيراً من أتباع زرادشت انضموا إلى الإسلام تحت لواء الشيعة" ـــ أمراء الشعر العربي في العصر العباسي ــ أنيس المقدسي ــ دار العلم للملايين ص 66ــ
.



يابلاد الراس تحت الكتف
من على وجهك على وجه العروبة (( تف ((



يتواصل هذا الموقف من الشاعر تجاه تلك ( الفرس ) بشكل لا يمكن إغفاله جامعاً معها (العروبة (
التي ارتضت دور المتفرج لتترك المجال لهذه البلاد التي لا تجيد إلا دور النفاق، ولا تحسن إلا الطعن من الخلف.



ماتخون الأرض يابغداد
............. مايخون غير اللي فوق الأرض
انحنينا والجبال أوتاد
............ لين صار الطول مثل العرض
يابلادي والجراح جياد
............ صارت الكلمة علينا فرض



هنا يتوجه إلى الأرض .... إلى الجغرافيا.... التاريخ بعد أن فقد ثقته بالإنسان ( اللي فوق الأرض )
الذي شوه الجغرافيا , ودمر الأرض وباع التاريخ .
لقد جاء هذا المقطع بنسق تقليدي عام ( شطران وقافيتان ) وكأنه بحاجه إلى العودة إلى الأصول والثوابت لخلق حالة من التوازن النفسي بينه وبين الواقع .
منذ بدء هذه القصيدة إلى ما قبل هذا المقطع , لم نلحظ الشاعر يأتي بكل ثقله إلا في هذا المقطع , إذ جاء في منتصف المقطع ( انحنينا ) كدليل على تعايشه لهذا الهوان , وانسحاقه مع المسحوقين , حيث انغرس في هذا الوضع العام بطريقة تفاعلية لا كزائر عابر صادف أمراً ما .
إنه يعلن شموخ الجغرافيا , وسمو التاريخ المتمثل في بغداد على حساب الإنسان ( اللي فوق الأرض(
الإنسان العراقي , والعربي على وجه العموم , ذلك الإنسان الذي لم يحترم تاريخه , ولم يصن هذه الجغرافيا (( الوطن)) عندما استسلم للهزيمة , إما بعدم المقاومة الصادقة الجادة , أو بالتفرج على ما يجري لإخوانه في بلاد الرافدين , لهذا انحنى الشاعر مع الجميع , وبقيت الجبال المتصلة بالأرض والجغرافيا , والشاهد الحقيقي على التاريخ , ظلت شامخة عندما انحنى الإنسان , بشكل مقزز ومضحك وجالب للاستهزاء , ومثير للسخرية ( لين صار الطول مثل العرض (
ثم يندفع :



يابلادي والجراح جياد
............ صارت الكلمة علينا فرض



أمام هذا الخنوع يقف الشاعر كصوت يحمل الجروح والآلام, هذه الجروح ( الجياد) التي ستجلب الخلاص , ففي الوقت الذي استسلم فيه البدن ( فوق الأرض) تبقى ( الكلمة علينا فرض ( ... يبقى الضمير المشبع بالجراح والآلام كـ ( جياد ) معقود بنواصيها الخير, الخير في الخلاص والحياة والمقاومة.
لهذا يدخل الشاعر في حوار ثنائي مع شبح الهزيمة وأعوان الأجنبي المحتل.



قلت : من شكلك من يا (( راس ذيل الحرب ))
قال : (( راس ذيل )) راس الغرب ماهو الشرق
و(( راس ذيل )) الحرب راس الشرق ماهو الغرب
ورغم طول الدرب
شف بحجم الفرق .... كان وجه الشبه ماكان حجم الفرق


حاولت أن أكون في تناولي لهذا النص, شاعراً , شاعرًا بطريقتي الخاصة, غير أن حدة هذا النص وجوّه الانفجاري العام فرض عليّ أموراً لأطيقها.
بدأ هذا المشهد الحواري بين الشاعر وأعوان الأجنبي , وهم خونه في نظر أي إنسان , وقد أختصرهم الشاعر في هذه العبارة ( رأس ذيل الحرب ) فهم ( راس ) في نظر أنفسهم , ولمن يدورون في فلكهم , وهم في حقيقة الأمر , وكما في عيون من قاموا باستئجارهم ) ذيل ) ويكفي هذا الــ ( ذيل ) خزياً أنه دائماً في المؤخرة .
حينما عرّاه الشاعر أمام نفسه وأمام الآخرين, بدأ هذا الــ ( ذيل ) يبحث لنفسه عن مخارج, ونظراً لأنه لا يستطيع العيش بمفرده ,ظل متمرجحاً بين الشرق والغرب كدليل واضح على انسلاخه من هذه الأمة


.
ياصباح الدمع والتغريب من فقدان حي
والدخان المنبعث من كل حي
ياملامح وجه بغدادي تساقط في الطريق
ياشوارع ماتنام إلا سهر
ولاتشوف إلا حريق
يامساجد
ماتعرف إنسان ساجد
ماتعرف إلا صلاة بلا سجود ولاركوع
ولاتعرف من الخشوع
إلا خشوع الخوف من خوف الخشوع
حزن يستوطن رصيف
وناس تاكل بعض ماتاكل رغيف
ياطفل بدري تجاعيد الزمن بانت عليه
جيت تمسح في الغبار اللي على وجهك
ولا مسحت إلا الغبار اللي تراكم في يديك



يختفي الشاعر في هذا المقطع , وكأن الحديث مع الخونة , وإعطائهم هذه المساحة من الاهتمام
أفقده كرامة الكلمة, وثبوت الموقف لهذا فضل الانزواء خلف كلمات هذا المقطع خجلاً من نفسه ومن القارئ ومن الحرف الذي كتب فيه هذه ألقصيده.
في هذا المقطع انكسار للإنسان وسحق للتاريخ والجغرافيا . صباح مشبع برائحة البارود , سلب من الــ ( ملامح ) كل شيء. فمن المعروف أن بغداد بنيت في زمن المجد العربي الإسلامي, وكانت حاضرة الخلافة وعاصمة الدنيا, منها تصدر القوانين وإليها يجبى الخراج .
هذا الوجه البغدادي بكل ملامحه العربية بدأ بالتداعي أمام هذه الهجمة المزدوجة ,أمريكية من الغرب , وفارسية من الشرق , وهنا يقفز إلى الذاكرة بيت أحفضه من سنين .



ياأيها الفارس العنيدُ ============ تكالب الفرس واليهودُ

هذا التكالب الغربي الشرقي على عاصمة الرشيد , لدليل على سقوط هذه الأمة واندثار ذلك المجد.
إن المشهد يتداعى أمام الشاعر
رائحة الموت انتشرت في المكان, وصرنا نشعر بالموت قبل رؤيته... بدأ يتسلل إلى الأماكن … إلى أطهر الأماكن ( المساجد ( فالمسجد الذي يعتبر حياة روحانية للمسلم, صار هذا المسكن الروحاني يأخذ من المقابر وحشة السكون, وسكون الخوف.
في هذا المشهد أخذ الشاعر يدقق في التفاصيل .
الصباح مفعم بالدموع , وملئ برائحة البارود , فالموت دليل النهاية ينتشر في المكان مع بداية اليوم . وكذلك الإنسان بدأ يتداعى سواء على المستوى المادي المعروف أو على المستوى النفسي.
بدأ كل شيء في بغداد يتغير ... الشوارع ... المساجد.. كل عنصر في هذا البلد فقد وظيفته الأساسية .
صار الحزن يستوطن أرصفة الشوارع ويتسلل هو والموت إلى الأطفال والناس .
قلنا ... ولازلنا نقول ونكرر أن رائحة الموت تنتشر بين كلمات هذا المقطع, وتتراجع إلى الزوايا أو ما وراء الزوايا حركة الحياة وعبق الحركة. .
الموت في مفهومه الإيحائي كما هو في المساجد, أو بمفهومه العام المباشر كما في الأطفال والناس
والملامح والأرصفة.. أصبحت الأشياء من حول الشاعر مراكب جنائزية, وقوافل من الموتى تتحرك في كل الاتجاهات.



طلع الغرب علينا ...... من ثنيات الخداع
وجب الزحف علينا ..... من بقاع اليا بقاع
أيها المأمور فينا ….. مالهذا الأمر داع
لو زمام أمرك فادينا ..... لاتطاع ولاتباع
يامريكا أمركينا ..... من النخاع اليا النخاع




هنا يعلن الشاعر احتجاجه على من جلب لنا المشاكل وأيقظ الفتنة النائمة المدمرة , ولو كان الأمر بأيدينا كشعوب لا نسلم لك ولا نبيعك " لا تطاع ولا تباع " بل أنت الذي بعت الوطن والأمة بتهورك وأطعت المعتدي في عدم المقدرة على صد هجومه الكاسح علينا . بعبارة أخرى , لقد أشعلت المعركة بتهور , وأدرت الحرب بارتباك .
في هذا المقطع إسقاط تاريخي حاد .
استحضر الشاعر المشهد التاريخي الذي نقل العرب من حياة التشرذم إلى حياة الوحدة . ومن أوحال التخلف إلى درجات الرقيّ الحضاري , لكن الصورة هنا مقلوبة , والوجوه متغيرة .
بدل هجرة المهاجرين بقيادة الرسول العظيم ــ صلى الله عليه وسلم ــ جاءت جحافل القوات الغازية .
وبدل هجرة الخلاص والعزة , هجوم الغزو والعار .
كانت أجواء ذلك المشهد , أهزوجة رددتها القلوب والألسنة , كدليل على انتصار الروح على المادة , لكنها جاءت في هذه المرة , وفي هذا المقطع , كدليل على سحق الروح والمادة وتفتيت الإرادة .
لقد قدم لنا الشاعر مشاهد الدمار وصور الخزيّ بكل وضوح .... من اجتياح عسكري ونفسي وتبعية ثقافية وإجتماعية ناتجة عن انقلاب في المفاهيم ولخبطة عامة لأوراقنا المتناثرة أصلا بقيادة بعض العلماء الرويبضة وأنبياء عصر العولمة والنظام العالمي الجديد .



صرخت يا بغداد
وتفجرت كل الجهات أبواب
الأرض والتاريخ لمظفر النواب
والجرح والسكين للسياب
وناديت يا بغداد
واستنبتت كل البلاد أوتاد-
من صرخة العقاد
وناديت يا بغداد يا بغداد يا بغداد
وإلتفت الأعناق بـ الأعناق تتساقط مطر
مطر..
.
.
مطر
.
.
مطر
ولا عاش غير" أحمد مطر"
و"مظفر النواب" و"السياب "و " العقاد"
من المنفى ليا الميلاد


أظن ... والظن أكذب الحديث ... أن الشاعر لم يكن موفقًا في هذه المقطع بالقدر الكافي , مع انسجام ها المقطع مع الجو النفسي الجنائزي المسيطر على النص , والواضح , بعدد من الكلمات الموحية في هذا المشهد ( صرخت ــ تفجرت ــ الجرح ــ السكين ــ صرخة ــ ناديت ) التي ارتبطت بكل السياق المطروح في هذه القصيدة .
بعد تأملي لهذا النص , لا بد من الوقوف أمام خيارين :
الخيار الأول : إن الشاعر كان متحمسًا للقادمين مع الأجنبي المحتل للعراق , لأنه استحضر شخوصًا كانت منفية , سواء كانت مخالفة للحكومة التي سقطت بغداد على يديها كــ ( أحمد مطر ) أو ( مظفر النواب ) أو شخصية عاشت وماتت في الخارج , بعد أن غادرت العراق كــ ( بدر شاكر السياب ) . وإذا سلمنا بهذا الخيار , يسقط كل ما قلناه عن القصيدة سابقًا , وعن الشاعر , إما أننا لم نتناغم مع الشاعر , ولم نفهم مراده في هذا النص , , أو أن الشاعر يقول ما لا يعلم او يهرف بما لا يعرف .
الخيار الثاني : إن الشاعر انتصر للضمير وأرباب الكلمة , عندما لم يقم الإنسان بواجبه المناط به , وأن الشخوص التي شُرّدت وفضلت التشرد أفضل بكثير من تلك التي شاركت بضياع الوطن .
حقيقة سأتعامل مع الخيار الثاني , رغم أن الخيار الأول مطروح للنقاش , وممكن التعامل معه بمهارة قد يجيدها من هو خير مني , إذا اعتمد علي عناصر الصبر والأناة والتأمل . ولكي لا يسقط كل حرف كتبته في هذه القراءة , يجب عليّ الانسياق وراء الخيار الثاني الأقرب إلى نفسي , والذي يتناغم ــ كما يبدو لي ــ مع الجو العام للنص .
يتواصل الصراخ والبكاء على بغداد التي ضاعت تحت جحافل الغزو الأجنبي , كقطع زجاجية تناثرت بين الصخور الصلبة , مستحضرًا رموز الثقافة العراقية المعاصرة والحديثة كــ ( مظفر النواب ) و ( أحمد مطر ) و ( بدر شاكر السياب ) الذين هاجروا او هجّروا , وتشردوا في الغربة , مَثَـلهم مثل العراق الذي انتقل من دكتاتورية وطنية إلى دكتاتورية أجنبية غازية ومحتلة , وتحول من شعب بلا وطن إلى وطن بلا قائد و ومن وطن تشرد مواطنوه على أيدي حكامه إلى شعب ضاع وطنه على أيدي المحتلين الغزاة .
تزاحم الرموز في هذا المقطع من حلال الشخوص السابقة لا يُعدّ عيبًا ما دام هذا التزاحم يخدم النص , ويمنحه قوة في التأثير , لكن المستغرب هنا رمز ( العقاد ) الذي أُقحم إقحامًا في هذا المقطع , وبشكل قسري لا يمكن تبريره . فــ ( العقاد ) إما إنه المخرج السوري ( مصطفى العقاد ) او الأديب المصري الأستاذ ( عباس محمود العقاد ) . فإن كان الشاعر يرمي إلى المخرج السوري العالمي , فسنسير معه بعض الوقت , فهذا المخرج العربي الأصل , الأمريكي الجنسية , لم يحقق أي نجاح إلا في بلاد الغربة , لكن اسمه لم يظهر كعلامة على شيوع الفوضى في العراق , وأثر هذه الفوضى على دول الجوار إلا مؤخرًا , أي بعد كتابة هذه القصيدة بفترة من الزمن . وقد تغاضينا عن أعماله الأخرى الهابطة , وعن كون انجازاته تحسب لمن يحمل جنسيتهم . أما إذا كان الشاعر يقصد الأديب المصري المعروف , فلا نرى أي مبرر لاستخدام هذا الرمز , لأمرين اثنين :
الأول : ارتكز الشاعر على شخوص عراقية , بينما ( العقاد ) لم يرتبط بهذا البلد , بل أقحمه إقحامًا في هذا المقطع .
الثاني : إن كان الشاعر يقصد هنا تعميم الوجع العراقي كوجع عربي عام , فلا نرى أي مسوّغ يمكن الارتكاز عليه بين تدهور الحالة العراقية خاصة , والوضع العربي الراهن على وجه العموم , وارتباط هذا الوضع المتأزم بحياة الأديب ( العقاد ) ومسيرته الحياتية والأدبية .
لكن مع هذا الوضع الضبابي الذي حاولنا وضع اليد عليه , لا بلد لنا من الإشارة هنا إلى إمكانية اقتناص إحساس الشاعر بضرورة الخلاص من هذا الضياع الذي تعيشه الأمة ككل , والعراق على وجه الخصوص , من خلال استحضاره لمدلول ( المطر ) الذي شغال بال ( بدر شاكر السياب ) في رائعته الشهيرة ( أنشودة المطر ) والذي مات وهو ينظر إلى الغيوم المتراكمة في سماء العراق لإحداث التغيير و وإنقاذ وطنه من الحالة التي يعيشها على جميع الأصعدة . لكن الشاعر هنا ــ أي عيضة السفياني ــ له مطره الخاص به , هذا الــ ( مطر ) المحبوس بين رجال العراق المليئ بالجراح , والمثقل بهموم الأرض والتاريخ , يريد إخراجه من عالم العدم لخلاص هذا الوطن من غزاته وتحريره من المستعمر الأجنبي .



وإلتفت الأعناق بـ الأعناق تتساقط مطر
مطر..
.
.
مطر
.
.
مطر



إن ملامح الفناء والمشاهد الجنائزية ورائحة الموت المنتشرة بين الأشياء والتي سكنت الشوارع , واستوطنت الوجوه و وتسللت إلى المساجد , كدليل على شيوع الفوضى في العراق , يمكن الالتفات إليها , والإلتفاف عليها , والخلاص منها , عن طريق إصرار ذوي الضمائر الحية الراغبين بالفجر والحياة الوطنية الكريمة .
ولكي لا أسهب في هذا الموضوع , وبشكل يشعرني بالملل , ويصيب القارئ بالسأم , لا بد من التوكيد مرة أخرى هنا , بأن مفردة او رمز ( العقاد ) قد خنق هذا المقطع , وكادت تقضي هذه المفردة على القصيدة ككل , فمهما حاولت , ومهما تحذلقت في البحث عن مخرج للشاعر في هذا ( الزلل العقادي ) ... أواجه برمال متحركة لا أستطيع الوقوف عليها , ناهيكم عن إمكانية التحرك بحرية .
إعجابي بهذا النص نابع من أمور متداخلة قد تبدو للوهلة الأولى لا توافق فيما بينها , غير أنها مرتبطة كحياة لا يمكن وضع حدود جغرافية او سياسية تفصل بين مراحلها , فهذا النص المفعم بالجمال , لا يخلو من قصور قام به الشاعر , حينما أقحم ( العقاد ) بطريقة لم أفهمها حتى الآن , رغم انتهائي من هذه القراءة , لكن مع هذا لا يمكن الإعراض عن هذا النص بحجة هذا العيب المقصود او غير المقصود , لأن الجمال لا يأتي كاملا , علمًا بأن الكمال مسالة نسبية , مَثَله مثل الجمال والحق والخير والعدالة , فهذه مفاهيم مطاطية من الصعب الإتفاق عليها . كلٌّ له مفهومه الخاص به , المتكئ على وعيه الخاص او الموروث , وقناعاته الفردية أو الجماعية .

 

محمد مهاوش الظفيري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2007, 04:32 PM   #2
حمد الظفيري
( كاتب )

الصورة الرمزية حمد الظفيري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

حمد الظفيري غير متواجد حاليا

افتراضي


.
.
.

ابو يزيــد ..

أجبرتني على الخروج بصمــت (( لاذع ))

دمت لنــا ..

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مع سمو نائب أمير الرياض نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


حمد الظفيري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2007, 05:32 PM   #3
نواف التركي

شاعر و كاتب

مؤسس

افتراضي




عيضه

تجربه تستحق التأمل


سـ يكون لي عوده أبو يزيد

فقلم محمد مهاوش

يحتاج لتركيز كبير

 

التوقيع

.

.

.


مـاودّك نـغـيـب..!!
حسابي في تويتر @nawafalturky

نواف التركي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2007, 06:26 PM   #4
خالد صالح الحربي

شاعر و كاتب

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

الصورة الرمزية خالد صالح الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50601

خالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


:


نَصٌّ عَظِيمْ يَسْتَحِقُّ القِرَاءة ،
وَ قِراءةٌ تَسْتَحِقّ مِثْلَ هَذا.. النَّصْ ..
يَظَلّ عيضة السّفياني من أجمَل الشُّعَراء.. الذين أنجبتهُم الطّائِفْ ..
رَغْمَ أنَّهُ لَمْ يأخُذْ الضَّوء الذي يَستَحِقّهْ ..
_ شُكري وَ تقديري لك يا محمد _

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خالد صالح الحربي متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2007, 06:38 PM   #5
قايـد الحربي

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

افتراضي


محمد مهاوش الظفيري
ـــــــــــــــــــــ
* * *

تأتي دائماً بالضوء المُسلط على ضوءٍ آخر
ومثل الشاعر عيضه قادرٌ على تحفيز القارئ الواعي
للركض داخل نصوصه الممتدة كالمدى .

قراءةٌ واعية لنصٍّ واع وهو أمرٌ لاأستغربه منك
فطالما لفت الأنظار والأزهار لرؤيتك و رؤاك .

شكراً لك كثيراً .

 

التوقيع

[ الموزونات ]

http://greeb2.blogspot.com/?m=1

قايـد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2007, 12:53 AM   #6
محمد الضويحي
( وارث الطيب )

الصورة الرمزية محمد الضويحي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

محمد الضويحي غير متواجد حاليا

افتراضي


ابويزيد ....... اثق في إنتقاءك

وسأقرأها على مهل .... لانها تستحق


دمت بود

 

التوقيع

التَأْرِيخ لاْيُعِيدُ نَفْسَه لأنّنَاْ التَأرِيخ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ya2ed@hotmail.com

محمد الضويحي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2007, 09:47 PM   #7
أحمد الحربي
( كاتب )

الصورة الرمزية أحمد الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 270

أحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


المُبدع محمد مهاوش

الشاعر عيضة السفياني مُبدع حتى الثمالة...!
فأجاني عندما قرأتُ له للمرة الأولى...!
و
أدهشني جدددددددددددداً في هذا النص...!

شكراً لهذه القراءة الواعية جداً منك ...

أمّا مايخص ذكر العقّاد فقد أستغربت ذلك...وأوافقك بأنه خنق أو كاد يخنق النص...وليس المقطع وحده...!
ولكنّي قد أرجّح بأن المقصود هو الأديب المصري عبّاس العقاّد لدوره في الأدب والفكر العربي بشكل عام...!

أخي محمّد

لكـ الود / والورد

 

التوقيع





..., يَاربَّ فَاطِمَة.

أحمد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-06-2007, 03:42 PM   #8
محمد مهاوش الظفيري
( قلم نابض )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد الظفيري مشاهدة المشاركة
.
.
.

ابو يزيــد ..

أجبرتني على الخروج بصمــت (( لاذع ))

دمت لنــا ..









العزيز حمد الظفيري


أسعدني مرورك من هنا

دمت بخير

 

محمد مهاوش الظفيري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:55 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.