[ 1 ]
اللغة : أصل
اللهجة : فرع
هل يُلام مُستخدمُ [ الأصل بالفرع ] أم مُستخدمُ [ الفرع بالأصل ] ؟!
سؤالٌ سبق لي طرحه على مَن اعتبر استخدام ألفاظ الفصحى
في القصيدة العاميّة نقصٌ يُعابُ به الشاعر ،
- في السؤال إجابة - .
[ 2 ]
كثيرٌ من الشعراء يحتجّ بـ اللهجة عندما يختلّ وزن بيتٍ ما في قصيدته
أعني :
أنّه يحتجّ بـ لهجته - القبليّة - الخالصة مع أنّ الأبيات السابقة واللاحقة
للبيت المُشكلة لم تظهر فيها تلك اللهجة الخالصة ..
و لأنّ القصيدة بالأساس لم تكن موّجهةً للقبيلة و لا تقليديّة الاتجاه
ليحقّ له الاعتذار و الاحتجاج بتلك اللهجة ..
لؤلئك أقول : حجتكم باطلة باطلة باطلة .
[ 3 ]
الأفكار لا تُقيّد .. !
من هنا يمكننا أنْ نعبر الحروف القادمة دون التعثّر بـ [ مشكلة ] .
عندما أصرّح بأفكاري ، فأنا مؤمنٌ بها حدّ الخشوع و سأدافع عنها بكلما
أوتيتُ من قناعة . - هنا لن نختلف - .
الفارق والغارق بالأهمية و [ الخلاف ] :
عندما تُهاجَم لأنّك صرحٌت بهذه الأفكار / القناعات !
- أيضاً لا يهم -
الهمّ المهمّ :
أنْ تُجبر على اتباع قناعات من هاجمك رغم فارق التفكير بينكما
و إلا حُكم عليك بالردّة !
[ 4 ]
الاختلاف طريقٌ لا يؤدي إلا للحياة ، ولو تشابه الكون لفسُد ،
فما بالنا لا نتفق إلا مع من شابهنا !
هب أنّك استمريت بالنظر إلى المرآة وأنت تشاهد نفسك
فـ إمّا أنْ تقذفك المرآة و إمّا أنْ تُديرَ ظهرك لترى غيرك ؛
لن يكون هناك طريقٌ لجمودك المستمر .
[5 ]
عندما تقيّد حبك لي بشبهي بك فأنت توشك على خيانة ،
لأنّنا كبشرٍ لا حجر نتغيّر وتتغيّر آراؤنا و رؤانا وعند تلك اللحظة
يكون من الحبّ مقتل .
أنْ نختلف يعني أنّنا نتفق بالفكر لا بالفكرة ، فالجذر واحد [ الفكر ]
والأغصان تتعدّد : [ الأفكار ] ، عندها فقط تُجنى الثمار ،
و حينما نتشابه بالفكر و الفكرة لم ندع للثمار مِقطَف.
[ 6 ]
أعط نفسك حريّة السؤال حتى في المسلّمات لديك ،
عندها ستجد الإجابة الكافية الشافية ، لأنّك في يومٍ ما - ربما -
تُسأل عن هذه المسلمات فتكون قد تجاوزت [ الصدمة ] .
تلك المسلّمات :
من أعطاها هذه [ الصفة ] ؟!
إنْ وجدتَ الجواب الصحيح فقد تجاوزت [ الجهل ]
هناك من يُقنِع أو يُقنـَع بأمر ٍ ما فيُدمِنُه و يرفع من قدره حتى يصل
إليه هذا [ الأمر ] إلى درجة [ القدسية ] و يصبح من المسلّمات !
و بجهل ٍ فاضح يُجبرك كمحاور على الإيمان بهذا الأمر
والذي يُعدّ بالنسبة إليك أمرٌ تافه ، و إنْ خالفته فقد صبئتَ عن ملّة آبائك .
[ 7 ]
يعتقد البعض أنّ تغيّر القناعات نقصٌ بالمرء ..
و ستجد - عندها - من التهم كـ الخوف ، النفاق
المجاملة ... إلخ من الهمز واللمز ما يجعل منك حجراً لا تتغيّر
ملغين هؤلاء فارق العمر و التفكير و أنّ لكل مرحلةٍ ما فكر لا يتجاوزها إلا إليها .
[ 8 ]
بقصر نظرٍ ، و جهل ..
يأتيك أحدهم ليقول : " بأنك تدافع عن وجهة نظرك الخاطئة بشراسة "
و لم يعلم هذا [ الجاهل ] بأنّه لو تبيّن لي [ خطأ ] تلك الوِجهة ،
لما أتيت بها من الأساس و أنّني مقتنعٌ بصحتها كقناعتي بضرورة الدفاع
عنها بكلما أملك .
[ 9 ]
نظراً لما سبق ..
يبدو أنّني غيّرت رأيي - السابق - في مسابقات الشعر ، ليس لاستقامةٍ
صوّبتْ اخطاءها ، - فكلّ مسابقةٍ للشعر خاطئة الأساس و ما بُنيَ على خطأ
فهو خاطئ بالضرورة -
لكنّ ما دعاني لذلك هي تلك الأسماء المُبشّرة بالشعر و التي لولا هذه
المسابقات لما تسنّى لنا فرصة معرفتها و قبل ذلك لم يتسنَّ لهم فرصة
الظهور و إبراز مالديهم من شعر ، مُحرّرين بذلك أنفسهم من قيود المجلات
و المجاملات .
[ 10 ]
الشعر : [ فِكر ] ..
أو هكذا يجب أنْ يكون
والفِكر وِِجْهة يكافح الإنسان / الشاعر من أجلها بكلما أوتي
من قطْرِ اللغة وسجيمها ..
فمن صعاليك الشعر و حتى صعاليك الطُرق ، و الإنسان يدافع
عن آرائه غير مهتمٍ بما يمكن أنْ ينتج عن هذا التوجه من عاقبة ٍ مؤلمة
سواءً على مستواه الشخصي أو على مستوى التوجه نفسه .
فالمعرّي أتهم بالزندقة ، والمتنبّي بادعاء النبوة ، و ابو تمام بـ الحداثة ،
و على مَرّ العصور ومُرّها لم ينجُ شاعرٌ من هذه التهم
- فقط -
لو كان لنا من الفِكر شيئاً لكان لنا من الشعر كلّ شيء .