مقعد شاغر للنساء فقط

[حنين الحربي]

شكلت المرأة في حضورها هما إنسانيا ألقى ببعده على المجتمع..شكلت قضية تعاطى معها الكثير وانبرى لها الرجل في الدفاع وممارسة الوصاية دون الاحتكام لقوانين موضوعية أو حتى لمرجعية شرعية سوى الأخذ بظاهر النص وتوظيفه وفق أهواء ورغبات شخصية أخذ الحديث عن المرأة مساحة واسعة وأقصيت المرأة بكل جدارة وغيبت عن المشهد المحلي وخاض في أمرها كل صغير وكبير كان الجنس في هويته)ذكر( لمجرد أنه ذكر فحسب وذلك يغني عن التعليل..
.تداعت الأوجاع والأوهام نالت منها لدرجة لم تطق لها صبرا..لقد كممت الأفواه طويلا وصودرت الأصوات لحقبة ممتدة لاتشبهها إلا خيبة تسكن ضعفها القاصر..
فهل بعد صمتنا الطويل ننطق كفرا ونثير عجاجة وسخفا أين نحن من قضايا المرأة المدنية العضل وتعنيف المرأة المطلقة والوكيل والبطالة ومشكلات المرأة العاملة والنفقة والحضانة والعنوسة ومخرجات التعليم البالية التي لاتتوافق ومتطلبات سوق العمل الحالي ...
هل ضاق بمن تبنى قضايا المرأة أن يحصرها في قيادة سيارة أو غطاء وجه أو صوت في مقعد انتخابي لن يعود لها بمأمول يذكر لاسيما وأن مرجعيتها الرجل وإلى الرجل الفصل في كل شؤونها...
كيف تم إغفال حقوق أكثر أهمية وإلحاح وإبراز قضايا النخبة على أنها أولوية ينبغي أن تطرح!!فالمشاركة السياسية والانتخابات البلدية قضايا نخبوية ولاتمثل إلا جزءا يسيرا جدا لايرتقي أن يصبح هما حيويا للمرأة فدور المرأة السياسي دور سيكون شكليا يفتقد لأدنى الممارسات الفعلية والأنشطة التي تبرهن قيامها بالدور...
ومنح المرأة هذه المساحة من المشاركة بعيد عن مدى قيامها بها من عدمه يجعلنا نتساءل هل نحن بحاجة لهذه المساحة في ظل انعدام تام للثقافة السياسية في مجتمعنا الموبوء بمتناقضات ومتشابهات كثيرة وفي عدم وجود تشريعات داعمة ولو سلمنا بأهمية منح المرأة هذا الحق فما هي حدود إمكاناتها وهي تعيش حبيسة الفكر الذكوري المتسلط فدخول المرأة الانتخابات هل جاءت بفعل ضغط خارجي أم رغبة في الإصلاح بطريقة يخالجها العري والتناقض..في سلم الأولويات والحقوق لعل التدرج في نيل المطالب هو السبيل الأقوم والأقرب في طرح وعكس الاحتياج كما ينبغي وليست شعارات ننادي بها لمجرد أننا نساير التيار ولانعلم إن كانت أثوابنا تليق بنا أم أنها تلعننا صباح مساء في صياغة مضامين لاتتناسب ومووثنا الثقافي وحركات الاضطهاد القائمة حتى الآن أمام ماهو مصبوغ بتاء التأنيث
الحراك الاجتماعي والثقافي المتسارع في المجتمع لم يلغ قصور النظرة لدينا نحو المرأة والتعامل معها على أنها ضلع أعوج تحتاج رجل لايهم إن كان أعور أو كان نصف رجل فالنظرة لها نظرة قاصرة ولن تخرج من جلباب الرجل حتى في قضاياها الشخصية مجتمع يمارس القمع ومصادرة حقها في تقرير مصيرها...مجتمع يحيط الرجل بهالة من القداسة وتذاكر الغفران دون حساب....
فهو قد ولد بحصانة تاريخية منذ الأزل وحتى أولئك الذين اتخذوا من المرأة محور صراع مابين ديني متشدد لايريد لها الخروج إلا لضرورة المرض والموت ومابين تيار ليبرالي ممسوخ يريد لها التحرر من كل ضابط ديني واجتماعي ومابينهما هدر وقت واقتتال وتعطيل فتلك قضية أخرى تكشف لنا تضخم الذكورية والخلط بين القوامة والتسلط تحت ذرائع عدة فشكرا مجتمع العادة..