يدهشني الدمع حين يتلبسني غيري
ويقرأني في الوقت الذي
أكون فيه قابلاً للقسمة والتشظي
يدهشني الغير بشرطٍ :أن لا غير إلا أنتِ
هذا السكون المطْبق :
حين ينفض غباره المرتخي على الأسئلة الحائرة
لماذا يكون الصوت معطِشاً منها ؟
وهي تغسل وجه الصباح بحليب ضرعها الممتلئ
لماذا يركض عرقٌ مستبد إلى نبضها البائت وحيداً
دون الأخريات ؟
لماذا تتوه المعرفة إذا عقدتْ جديلة اليقظة
لأنام على حرير الشك
يشبهني السكون ...
حين تعرفني السنة التي التقينا فيها
وتحبس صدرها
لأجعل الشعر منقاراً لحوصلة جائعة
ينقر تحت بيدر ثديها
السنة التي تثاقلت عمداً مثل دهر
لتبقيني صغيراً مقارنة في أن أعشق شجرة
حين تنزع في كسل روحها النافرة
لتغريني بلحاء جذعها
وعروقها الممتدة في اللانهاية
فتزهر الروح قبل الأوان
الشجرة التي راهقت
وفضحت سر تركيبها الضوئي أمامي
جعلتني أمتن للأصدقاء
للطريق الذي هرم سريعاً ليحدبَ ظهره
للأرض التي مالت لتزلق لهفتي فوق يأس الوصول ... فوصلت
للتضحيات التي توالت من كل غصن تشعّب في علو
ليصطفق بعضه على بعض إذا شردت
لأوراقها المسلوقة بالندى والشمس
أوراقها التي نمت أكفّاً تومئ من بعيد إذا استدارت
شواخص القلب
الشجرة التي جعلتني آسفاً حقاً
لأن كل شيء تقضّى وانتهى
فحبل غسيلنا الذي هدّله الهم المبلل بالطفولة
وأنا وإياه
خنقناها بدافع التأرجح واللعب