سيِّد نقطة! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
(( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 12 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75147 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3844 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 423 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-13-2010, 05:04 AM   #1
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي سيِّد نقطة!


سيّد نقطة .. استوحيت هذا الاسم من لفظة كان شقيقي يحاول اختراعها كاسمٍ مستعارٍ لألعابه.
سيِّد نقطة هو مهرج بارع.. حزين جدا! و كل ما يعرفه الناس منه هو ابتسامته الكبيرة و ضحكته المجلجلة..
هو أيضا متنكر محترف، يجيد كل أنواع التمثيل و تقمص معظم الأدوار الحيَّة!
ليس قاصَّا كما يجب و لكنه يحب أن يحكي كثيرا بطريقته الخاصة التي تشبه طفلا في الخامسة يحاول أن يخبرك بتلعثم كيف طيَّر طيارته الورقية لأول مرة.. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سيِّد نقطة يمثِّلُ جزءٌ من وجهي الآخر .. هو أنا بشكل أو بآخر، بطريقة تعتذر عمَّا سلف!





* أعتذر لإسرافي في الهدوء، و لكن مؤخرا .. هَوَسي هو الهدوء و العزلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة. وردة بيضاء لقلوبكم النقيَّة.
* أعتذر أيضا لارتجالي مؤخرا في معظم ممَّا أكتب.. لكني لا أهتم كثيرا بالتنقيح.. بل باقتناص الفكرة !

أرِّخَ بتاريخ الجمعة، الموافق: الثالث من شهر رمضان لعام ألفٍ و أربعمئة و واحدٍ و ثلاثين؛ الثالث عشر من شهر أغسطس لعام ألفينِ و عشرة!
بثينة محمد؛ لؤلؤة الروح!

 

التوقيع





التعديل الأخير تم بواسطة بثينة محمد ; 08-13-2010 الساعة 05:07 AM.

بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2010, 05:18 AM   #2
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 شعاع حب
0 صديقي الطيب
0 أدهم؛ و العيد
0 من جد ؟!

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي 1* نبذة


اقتباس:
المهرّج؛ هو فنان يؤدي أعمال كوميدية يتخذ فيها أشكالاً غريبة قد تستدعي منه وضع مستحضرات التجميل، ولبس الملابس الغريبة التي قد تكون ذات أحجام كبيرة جداً وتتناسب مع أحذية غير عادية وأمور أخرى. ويستضيف المتفرجين بطريقة مرحة وتختلف تصرفاته عن الصورة التي يحملها والتي قد تكون مخيفة للبعض بينما تستهوي رسم البهجة والسرور على شفاه الناس بشكلٍ عام والأطفال بشكلٍ خاص.
ويكيبيديا..

سيِّد نقطة، هو رجل شبحيَّ الوجود. بمعنى أن لا أحد يلتفت له دائما لكن الجميع يعتاد على وجوده و متى ما اختفى يفتقدون كونه عادة تسهِّل مرور الحياة. عادة يكون لباسه في المشهد الأول - أو الظهور الأول - بدلة سوداء كاملة، و قبعة سوداء و عصا سوداء يحرِّكها حسب مزاج كلماته، و أيضا يوبِّخ بها الأطفال الأشقياء، و يسخر بها من المتعنتين المتعجرفين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة. لأول وهلة لن تكون قادرا على رؤية وجهه، فهو يستطيع إخفائه جيدا عبر إلهائك عنه برقصاته النقرية و نكاته الذكية جدا. و أيضا قبعته المصممة خصيصا لتبقى مسبلة على جبينه كراقص ماهر! أول ما يلفتك في منظره هو حذائه سندبادي المقدمةِ، لامعُ الجلد و مرتفع الكعب قليلا.في أول ظهور له يقف أمامك متكئا على عمود لا يظهر إلا برفقته. مدنيا وجهه صاعقا إياك بنكتة حكيمة جدا.. و من ثم يبدأ في الرقص النقري أمامك و يستعرض بعضا من أغانيه الساخرة بصوته الجاذب للسماع!

سيِّد نقطة.. مهرِّج حقيقي!

 

التوقيع





التعديل الأخير تم بواسطة بثينة محمد ; 08-13-2010 الساعة 05:21 AM.

بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2010, 06:35 AM   #3
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي قبعة الحظ


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


- " سيِّد نقطة، هناك زائر يود رؤيتك يا سيِّدي.. هل أسمح له بالدخول ؟! ".
رفع سيِّد نقطة الصحيفة من على وجهه الناعس ذو التقاسيم الوسيمة، نظر إلى الخادم الشاب بخمول و افتعل حركة لا مبالية بيده اليمنى، و بصوت كسلان هتف:
-" ايه، و ماذا في ذلك. هذه الصحيفة مملة على أي حال. هل أعطاك اسما يا سمكة ؟! ".كان يحلو له أن يلقب خادمه بالسمكة لِيَهَبَ نفسه شعورا بأنهما متساويان في الخمول و الكسل..
- " كلا، يا سيِّدي. قال فقط أنه يرغب برؤيتك بشكل مستعجل و لأمر يتعلق بنقاطك الكثيرة! ". قال السمكة بصوته الأرنبي النشيط كالعادة.
نظر سيِّد نقطة إلى السقف و كأنما يشاوره في الأمر، و بعد ثوان هتف:
-" حسنا. ادخله ". و أردف بعجلة: -" سمكة.. أسدني معروفا و حاول أن تجعل كلماتك أكثر بطئا في المستقبل! نشاطك الزائد يشعرني بالحموضة! ". انحنى سمكة مبتسما ابتسامة واسعة و خرج من غرفة نوم السيِّد نقطة.

اندفع رجل بدين - بمعطف أخضر فاقع اللون،
و شاربين ضخمين، و بدلة رمادية تكاد تتمزق على جسده المكتنز باللحم - إلى داخل الغرفة كأنما ترتدي الشياطين حذائه! تكلم بصوت جهوري مفاجئ:
-" أنت رجل غريب. تستقبل الضيوف في غرفة نومك! "، أطلق نظرة فاحصة سريعة و أردف:
-" و أيضا تنام بلباس غريب.. أسودٍ كالفحم! "، أدار سيد نقطة عينيه بلا مبالاة و عبس.. ما لبث الرجل البدين أن قال:
-" هه، غرفة عجيبة! جدران زهرية اللون.. تماما كطفلة مدللة صغيرة، و زينة غريبة تناسب رجلا في الأربعين من عمره.. و سريرا من خشب الماهوني.. حسنا. هذا شيء يستحق أن يُمْدَحَ و يُدْفَعُ ثمنه! " .
كان سيِّد نقطة ما يزال في سريره بلباسه الأسود و شعره المتناثر يمنة و يسرة. دفع تنهيدة صغيرة خارج صدره و تحدث بطريقة مسرحيَّة:
-" أيها الرجل الغريب.. بالنسبة لاستقبالي الضيوف في غرفة نومي فأنا أكره النفاق.. و غرفة نوم الشخص هي أفضل تعريف بشخصيته! أما فيما يتعلق باللون الزهري فأنا أحب أن أشعر بأن هناك لمسة طفولية في المكان.. لا يجب على المرء أن ينسى طفولته بين حين و آخر! أمَّا السرير فخشبه فاخر للغاية و إن كان هذا الذي تراه ليس خشب ماهوني حقيقي لكنه مزيف متقن الصنع! ". و ابتسم ابتسامة صفراء مردِفا:
-" هكذا أحبه! ".
تجمد وجه الرجل البدين و انتفخت أوداجه قليلا فأسرع سيِّد نقطة بقوله:
- " أوه، يا لي من فضولي متطفل.. كيف لم أعترض على ارتدائك لبدلة أصغر من مقاسك في أول مرة أراك فيها.. أرجوك أعذر فضولي السخيف و تفضل بالجلوس في أي مكان يروقك.. حتى لو أردت أن تحشر نفسك على إطار النافذة كالقطط فلن أمانع ذلك بتاتا.. أنا واثق بأنك رشيق بما يكفي لحشر نفسك هناك نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ".
- " اسمع أيها الرجل الغريب، أنا لم آتِ هنا كي أستمع لنكاتك. فنقاطك الساخرة لا تهمني بأي حال من الأحوال، لكنني مضطر لاستخدامك في مهمة صغيرة! ". نفخ الرجل شاربيه بعد هذه العبارة الصارمة، و استعد لإشعال سيجار فاخر انتزعه من جيب معطفه الأخضر.
تراخى سيِّد نقطة في فراشه أكثر:
-" مهمة؟! صغيرة؟! بحجم سيجارك مثلا ؟! أوه، لا.. أعتقد أن الكلفة ستساوي قيمة البعض من الصناديق من سيجارك هذا الذي و بالمناسبة لن أسمح لك بإشعاله.. لمصلحتك أنت بالطبع! ".
نظر الرجل إليه ببرود و استمر في عمله مشعلا للسيجار و ما كان تاليا كان مضحكا بحق.. فقد اندفعت فجأة مياه من سقف الغرفة بمجرد انطلاق خيوط الدخان من سيجاره الطويل قوي الرائحة، و غمرت المياه الرجل و معطفه الأخضر فاقع اللون..
صاح الرجل بغضب:
-" تبا، ما هذا ؟! أتجهِّز غرفة نومك بحماية من الحريق؟! ما هذا الجنون؟! لمَ لم تخبرني بذلك ! ". تظاهر سيِّد نقطة بالدهشة:
-" أنا؟ لم أخبرك؟! لقد أخبرتك بأني لن أسمح لك - لمصلحتك خصيصا - أن تشعل السيجار. لكنك لم تستمع، فما ذنبي أنا لأدفع ثمن بجاحتك؟! ثم أن المرء لا يعرف متى سيندفع طفل مدلل سخيف ليحرق غرفة نومه ". زمجر الرجل البدين بغضب فانتشل سيِّد نقطة نفسه من فراشه و خرج:
-" حسنا، ما هي مهمتك الصغيرة، فأنا أخشى عليك أن تقع ميتا بسكتة قلبية لو استمر مكوثك في غرفتي خمس دقائق أخرى".
ابتعد الرجل الغريب إلى الوراء، و قال بصوت منخفض:
-" أريدك أن تعمل رئيسا للخدم في منزلي.. تنتحل شخصية رئيس الخدم لمنزلي لبعض الوقت. أنا أحتاج لجاسوس ماهر.. شخصٍ لا يشك أحد في ذكائه و دقة ملاحظته. و أنت رغم غرورك الأبله إلا أنني سمعت الكثير عن مهارتك في التمثيل، و مما رأيت الآن من تعليقاتك اللاذعة فإنك تملك عينا ناقدة دقيقة الملاحظة.. و قد أستفيد منك حقا. أريدك أن تراقب المنزل، و أفضل دورٍ لذلك هو شخصيةُ رئيس الخدم! أنا أشتبه بوجود من يسرق مستندات من مكتبي.. يقوم بتغييرها و تزويرها لأخسر الكثير من المال و يقوم بإرسالها لعملي. كل من أعمل معهم أغبياء.. لا يحسنون إدارة أي شيء!".
ثبَّت الرجل عينيه في وجه سيِّد نقطة و هتف بصوت منخفض كالفحيح:
-" عليك أن تنفذ ما أقوله لك. سأدفع لك الكثير!".
تكلم سيِّد نقطة بهدوء:
-" سأكون صريحا معك.. لا يهمني كثيرا إن كان رجل متسلط مثلك يتعرض للسرقة أم لا فأنا واثق أنك تستحق ذلك.. لكن الفكرة تبدو مثيرة للاهتمام. لذا سأقبل بالعمل.. و لكن عليك أن تعرف: مهما كان ما سأكتشفه من معلومات فلن أبوح به مباشرة.. سأقوله لك على طريقتي الخاصة، و عليك أنت أن تكون نبيها! هذا هو شرطي الوحيد!"
تبادلا النظرات لعدة ثوانٍ، و من ثم قال الرجل البدين:
-" حسنا. سأرسل لك التعليمات عصر هذا اليوم. أتوقع وجودك غدا مساء في منزلي بشكل يناسب رئيس خدم محترم! ".


اندفع ذلك الرجل البدين - بالشياطين تركب حذائه تماما كما دخل - تاركا بطاقته على ركن سرير سيِّد نقطة. التقط سيِّد نقطة البطاقة و ردد:
-" هذا أرنب جديد.. لكنه بعينين حمراوين! ".

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2010, 06:48 AM   #4
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي فاصل


المرآة المكسورة.. كابتسامة المهرج.. تماما!

و النهايات تصدمك باعتياديتها .. حتى أنك لا تلحظها أحيانا
أو تتناساها.. كالنقطة تماما
.

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-14-2010, 12:23 AM   #5
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي مفهوم آخر .. تهريجيّ !


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بثينة محمد مشاهدة المشاركة
المرآة المكسورة.. كابتسامة المهرج.. تماما!

و النهايات تصدمك باعتياديتها .. حتى أنك لا تلحظها أحيانا
أو تتناساها.. كالنقطة تماما.

يجد المهرجون في حزنهم امرأة ثرية لعوب.. تستحق أن تستغل لمصلحتهم الخاصة.. و لا مانع من تقاسمها !

 

التوقيع





التعديل الأخير تم بواسطة بثينة محمد ; 08-14-2010 الساعة 12:33 AM.

بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-18-2010, 10:47 AM   #6
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


سيِّد نقطة حزين جدا اليوم، و هاهو يركل ملابسه في كل مكان و يسرح شعره إلى الأعلى.. إلى الأعلى.. علَّ هذه النار تصعد و تذهب! حتى سمكة لم يكن قادرا على تهدئته اليوم رغم بطئه الشديد المتعمد في الكلام ..

لا شيء يفيده في هذه الحالة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لذا هو يعتذر عن توقفه في سرد ما حدث مع الأرنب ذو العينين الحمراوين - حتى يخرج عن غضبه الشديد نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2010, 06:15 AM   #7
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 The Pearl
0 صفعة النضج .
0 لون ما؛ لوني ؟!
0 صديقي العزيز

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي تابع.. قبعة الحظ


سيد نقطة يقف أمام المرآة في غرفته ذات الجدران زهرية اللون، يسرح شعره الأسود ببطء شديد و ينظر عبر المرآة إلى البدلة الموضوعة على فراشه و المُعَدَّة خصيصا من أجل لعبته مع الأرنب ذو العينين الحمراوين.. أوصى سمكة باختيار بدلة مناسبة لشخصية رئيس خدم محترم، و سمكة كان متميزا كالعادة في معرفته بذوق سيده و مزجه بينه و بين المطلوب منه. اندفع في تلك اللحظة باب غرفته طائرا كأن ريحا هجمت عليه، و دخلت شقيقته كساحرة استثنائية، بلباسها الوردي فاقع اللون، و شعرها الغجري المتطاير حولها.. نظر إليها بريبة و فكر أنه لو قام بالعبث بشعرها لأصبحت أشبه بالأسد فعلا ..!
- " وردية، ماذا تريدين ؟! و ما هذا الدخول الصاعق؟! " أشاح بناظره بغضب مكتوم و تمتم: " كالمسرحية تماما! "
ابتسامتها الواسعة كانت تزين وجهها الذي يدعي البراءة في تلك اللحظة بالذات مما منحه شعورا بأن كما أكبر من الإزعاج في طريقه إلى أذنيه. اقتربت منه و قالت بجذل:
- " نقطة، عزيزي.. تبدو فاتنا، إلى أين ستذهب؟! ".

ابتعد عنها بشك أكبر و قال باستياء:
- " لدي نوع من العمل لأقوم به.. و سأتأخر و ربما لن أقضي الليلة في المنزل! " نظر إلى شعره بقلق و كأن دخولها المفاجئ كان ليشوه ترتيب شعره و من ثم استطرد و هو ينظر إليها باضطراب:
- " ألن تخرجي اللية مع صديقاتك كالمعتاد ؟!! أعني .. هل تريدين شيئا مني ؟! " كانت عيناه في تلك اللحظة ترمشان بانزعاج فهو يكره التغير المفاجئ في الخطط، و ابتسامتها التي تتسع أكثر فأكثر زادت من حدة توتره..

اقتربت منه و قالت:
- " نعم، أريد.."، كان يتراجع في تلك اللحظة ببطء و هي تقترب بخطوة واسعة منه و تفاجئه بصيحتها من صيحاتها المبتهجة الغريبة التي اعتاد سماعها حين تكون متحمسة لأي شيء و قالت:
- " انظر ماذا أحضرت لك! "

و أعطته علبة رمادية فخمة، فتحها بشك ليجد فيها ساعة سوداء جذابة للغاية.. ضحك من أعماقه و قال:
- " أنت فتاة غريبة حقا، ما المناسبة ؟! ". أخذت تنظر إليه بدلال و تقول:
- " لا مناسبة، لكني رأيت سمكة منشغلا بإعداد بدلة لك فظننت أنك بصدد مسرحية جديدة من مسرحياتك ففكرت في إكمال التنكر بلمسة نسائية رقيقة.. ربما أنا فقط أرغب في ملاحقتك في كل مكان حتى في كوابيسك؛ و لهذا أعطيتك هذه الساعة حتى لا تفكر أبدا بنسيان أختك الي تحبك جدا! " كانت ضحكته عالية و هو يقول:
- " فتاة مجنونة، وردية تماما !! " و أردف بهدوء:
- " حسنا يا عزيزتي، شكرا للطفك و لكني لن أستطيع إرتدائها إذ أني لا أريد لفت أنظار أحد إلي، و لكني سأضعها في جيبي و إذا ما رآها أحدهم سأدعي بأني سرقتها من شابة ثرية كانت تهمل كل حاجاتها و تتركها خلفها في كل مكان " ابتسمت بشكل حنون جدا و قالت:
- " حسنا، لن أمانع ذلك طالما أنت تعترف بأنك تتمنى سرقة أشيائي دائما أيها الفتى المدلل "، تظاهر بالانكسار :
- " أنا ؟ مدلل ؟! يا لقسوتك.. " و استغرقا في الضحك لثوان قبل أن يأتي سمكة و يعلن أن موعد ذهاب سيده لموعده مع الأرنب قد حان..



 

التوقيع





التعديل الأخير تم بواسطة بثينة محمد ; 08-21-2010 الساعة 06:27 AM.

بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-27-2010, 03:53 AM   #8
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 نور في أبعاد
0 بليز :(
0 من أجل الحب ..
0 مرآتي

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي بيت الأرنب ..


فتحت الخادمة الباب بتمام الرابعة عصرا لترى رجلا متشحا بالسواد و قبعة تخفي ملامح وجه باستثناء ابتسامة صغيرة، باهتة. انتشل صوته الهادئ الخادمة من استغرابها:
- " من فضلك يا آنسة، أخبري سيدك بأن رئيس خدمه المُنَقَّط قد أتى لمقابلته "، حاولت أن تلفظ سؤالا في غمرة صدمتها إلا أنه استعجلها بقوله:
- " يا آنسة، سيدك عصبي جدا و قد يفقد صوابه إذا ما انتظرت لتسألينني عن سر مظهري. لا ريب أن فتاة لطيفة مثلك لا تحب أن يوبخها رجل أحمق مثله، فأسرعي إليه. ". انفرجت شفتاها لثانية و أغلقتها بسرعة و ابتسمت:
- " بالطبع، أنت محق.. تفضل إلى البهو حتى أخبر سيدي ". مضت في طريقها مسرعة بعد أن ابتسمت ابتسامة واسعة للسيد نقطة.
كان البهو مطليَّا بلون أخضر قاتم، مزينة جدرانه بخطوط بنية اللون تمتد على طول البهو حتى الصالون في آخره. ما لفت نظره أن البهو كان شبه مظلما رغم أن الساعة لم تتجاوز الرابعة بعد. كان السر في اللون القاتم و انعدام الإضاءة تقريبا. تسائل ما إذا كان هذا الأرنب شريرا في تعامله مع الخدم! أو حتى .. مع الضيوف!
مرت من أمام البهو امرأة ضخمة الحجم ترتدي لباسا غريبا، أشبه بألوان متداخلة غير متناسقة أو محددة! نظرت إليه من خلف نظارتها الكبيرة.. كان واضحا أنها في الخمسين من عمرها، شعرها الأشيب يلتف حول وجهها كغابة رمادية قاتمة. و عيناها تلوذان بالنظارة الضخمة التي تحجب جبينها الواسع الذي يلتمع تحت بعثرة خصلات شعرها. شفتاها واسعتان باهتتان. مرة أخرى يمتزج اللون القاتم مع الباهت في هذا المنزل.. شعر بالضيق و تمنى أن ترحل هذه العجوز حتى يتسنى له إخراج الساعة الفضية التي أحضرتها له شقيقته وردية ليرتديها، علها تخفف من سيطرة الألوان على مزاجه. لكنها نظرت إليه بعمق، و حدة! خيِّل إليه أنها ستقوم بأمره الآن بسبب وجوده هنا، و فكر أن الكذب على امرأة مثلها لن يكون لطيفا..
اندفع صوتها مرهقا:
- " أنت، أيها المهرج!! ماذا تفعل هناك تاركا الباب مفتوحا خلفك. أغلقه و تعال هنا، اقترب أيها الشاب و بسرعة. ". ابتسم و فعل كما أمرت، وقف أمامها تماما. هناك حيث وقفت كانت الإضاءة أفضل. بادر بالقول مقلدا لهجة شخص مصاب بالزكام:
- " المعذرة، يا سيدتي. جئت لمقابلة سيد هذا المنزل بخصوص وظيفة رئيس الخدم. لقد أوصى بي سيد المنزل السابق الذي كنت أعمل لديه. آمل ألا يكون وجودي مزعجا بالنسبة لك. " نظرت إليه بتفحص و شك:
- " نعم، لقد قال ابني الأحمق أنه ينتظر رئيس الخدم الجديد لكنه لم يقل أن مهرجا سيأتي! ". تظاهر بالحزن و أجاب:
- " أوه، سيدتي. لم تقولين أني مهرج؟! "، أطلقت ضحكة ساخرة و قالت بلهجة قاس:
- " أحقا ؟! تظن أن بإمكانك الاستهزاء بي لأني عجوزا ضخمة و لا أستطيع الحراك بدون نظارتي؟! أنت تذكرني كثيرا بمهرج يقول: دعيني أخفي عيناي و أبتسم، فإذا حفظت شكل ابتسامتي.. لم تعودي بحاجة لرؤية عيناي! .. " ضحكت و أردفت:
- " حسنا، لم ترتدي الأسود في مقابلة وظيفية إذا ؟!! "، رفع قبعته عن رأسه و ابتسم بإعجاب:
- " أظن أنني أعرف هذا المهرج. أما بالنسبة للون لباسي فأظنه مناسبا جدا لجو هذا المنزل.. ألا تظنين ؟! ". نظرت إليه صامتة لوهلة، ثم قالت:
- " حسنا، أتمنى لك التوفيق مع ولدي الأحمق.. لا تدعه يستفزك فهو يحب الاختيال كثيرا! ". تركته قبل أن يستطيع الإجابة و جاءت الخادمة لتقوده إلى مكتب سيدها.

 

التوقيع





التعديل الأخير تم بواسطة بثينة محمد ; 08-27-2010 الساعة 03:56 AM.

بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:31 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.