الثائية النثرية (6) عقلُ آدم وَ قلبُ حواء

[فيصل خليل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين ريشو

كنت هنا
انتظر لقاء
القديرة المرهفة علام

مع
الغيث فيصل

لكما التحية
وكل عام
والإبداع بخير
في ابعاد
مع تحياتي

الأخ حسام الدين
أشكر مرورك وإطلالتك البهية
زيارة جميلة من شاعر مرهف

كل الشكر والتقدير لك

 

[عَلاَمَ]

قلبي .. ياسيدي ..
هَو يُحسنْ الاِنصاتْ لكُلْ الآصواتْ
لكنهْ يَضطرْ حيناً لِـ تداعيْ الصَمْمْ !
الآ لذلكْ الصَوتْ الذيْ يُحبْ تمَييزهْ ..
يَستدعيْ لِـ فعلْ تقديرهْ كُل مُفرداتْ الكَلمْ

عيناي .. ياسيدي ..
تَمتهِن لُغة الشغِاف !
تُحيكُها كـ قطعة حَلوة ( غزل البنات )
لآ تُثيرها تلك السحَنات التي الجَمال بِـ زواياهَا يتمغط !..!

وَ آنيْ رغم ذاك .. عَلمتُ آنْ الكيان الذي يحتويك
تُثيرْ آركانْ جَوانبهْ
آحَاديثْ الوَجوهْ َ
تلكْ التيْ تتمرسْ صَبُ الكَلامْ بِدونْ قيودْ
حَتىْ آتقنتُ كيفْ اِليكَ آصلْ بِـ حديثيْ دونَ الوُجودْ
آترانيْ "!
بِـ آحدىَ جَانبيكَ آركُنْ بِـ ذاتيْ
لِـ آستئمنْ هُدؤَكْ لِـ آرويكَ آطمئنانْ وينوي العُمر بين حناياك .. ان يكبُر .. أن آكبر !

فَـ ياسيدي ..
اِن كُنت يَا آدم لابُد قَارئ فَاقرأ قَلب عَيناي وَلا تَختصر بِمَا بين ضّلعيََِ .. !


*

 

[فيصل خليل]

فتاتي
أنا فتى ليس كأي فتى ،،، لا يغريني الكلام المعسول ولا الوجه المملوح ،، ولا يفتني الجسد الممشوق ولا لسان عذب الصوت ،،، فهذه وإن كانت بقايا الروح ،، إلا أنها لا تجعلك حورية من الحوريات.

منذ عرفتك وقلبي يحدثني أنك الروح التي لها أحيا ،،، وأنت نقاء الياسمين يتلألأ في شروق الصباح تضفي على صباحي أروع المشاعر والكلمات وتنعشني بالآمال والأحلام، شعرت بدفء مشاعرك وأحاسيك، كانت بسمتك المميزة باشراقتها تبعث في نفسي أجمل الخواطر وأرق المشاعر.

ففي عينيك تحلو الحكايا، وتحلو لحظات السمر إلى مطلع شمس الصباح، ياقوتة حب أنت، وجوهرة عشق تتلألأ بين ثنايا الروح تدفأ قلبي بصخب أحاديث، كفتاة صغيرة مدللة ، يهيم في عشقها كل من رآك وإن لم يسمع لحن صوتك.

فتاتي
لست أنا من تذبل قلبه نظرات عشق لفتاة لا يعرف كنوزها، فتلك مراحل صغار العمر ومراهقي عشق الصغر، أنا صياد أبحث عن الجمال في زوايا أضلع الفؤاد وبين نبرات صوت أعشق مسمعه كل صباح، ما أتيت إلا لأستخرج كنوزك الثمينة وروائعك الحسان ، لأسبق إليك من يراك أنثى كأي أنثى وأراك أنا حورية الجنان.

تستغربي عن هذا الهذيان، وتتسائلي عن أي كنوز أراها فيك .

فتاتي
لو فهمت لوحة العشق لعرفت ما أقصد ولو تفننت برسم لوحة العشق لطربت لما ألمح.
الجمال يا سيدتي لغة عيون تنطق بما في القلوب من جمال وحسن فتان.
الجمال يا حبيبتي ليس كلمة تقال، ولا ملمح وجه نراه، فذلك هراء مصيره للزوال بعد تقدم العمر، الجمال هو نبع طهر من جوف القلب ينطلق بنور القمر فنراه في الوجوه يتلألأ ، وجمال روح ينطق اللسان به جواهر.

من ملكت الدين الممزوج مع نقاء النفس وصفاء الذات وطهارة الروح والأخلاق الحسنة، تكون قد امتلكت جمال الروح الذي يسحر الألباب ويخطف العقول، ويجعلها بنظر الآخرين وعيونهم ملكة حسن وجمال بكل الأوقات والأعمار، حتى لو امتلكت جمالآ عاديآ لا يلفت أي انتباه.

ولست ممن يدخل العشق قلبه لكن منذ ألتقيت بك، رأيتك ببصيرة قلبي لا نور عيني، رأيت في عيناك جمالا ليس كأي جمال، فخاطبتني عما بداخلك من جواهر وكنوز، من طيبة نفس وسلامة قلب وحنية تفوق الوصف إلى حب الخير، قرأت في لغة عيناك كتابا مفتوحا عنك ، فكانت مرآة لقلبك الشفاف المليء طهرا.

لا أعشق أي فتاة ولا أتلذذ بالنظر لأي أنثى ، لكني أعشق قراءة لغة عيونها لأتعمق في تجاويف قلبها بحثا عن كنوز لها مثيرة، فكما قلت أنا صياد لا يرضي غروري أي متاع زائل، مع الزمن يزول، الجمال أراه نبع طهر من فؤادها يحوي من كنوز الحسن والجمال ما يسلب العقل ويأسر الفؤاد.

في عيناك وجدت نفسي، أميرا في عالم الكون أنت ملكته ، برقتك وروعتك وجمال أسلوبك وطهر قلبك وصفاء نفسك، كلها صفات باحت لي بها لغة عيناك سرا في عتمة الليل عندما جمعتنا صدفة ذلك اللقاء ، أتذكرين يومها قلت لك عرفتك من بين كل الإناث، رأيت نظرات عيونك فأخبرتني قائلة: إنني أنا فتاتك ، هدية السماء إليك ، أنا من تبحث عنها وقضيت عمرا تنتظر اللقاء، هاهي أمامك، ملكة تنتظر فارسها على فرس أبيض فكن أنت واقترب.

واقتربت يومها منك، ومن تلك الللحظة ما غابت شمس قلبي يوما عن المغيب حتى عنه أنت لا تغيب.

 

[عَلاَمَ]

عَلىْ سِيفْ العَشقْ "
تتمايل آجسادْ مِنْ وَقع سَعادهْ تطرِبْ بِـ آلحانها آفئدة آسرابْ الطَيرْ فيْ سَمائها
وَآخُرىْ تصلبتْ مَداركُها بـ اِحياء مَآتم الشَوق فيْ صَميمْ آرواحِها
فَـ تهجرْ ذلك الفَن ..!
لِـ تعتكفْ عَلى مُراقصة آجنحَة السِربْ بِـ آهَداب آعيُنها "!
فَـ في قلب الفؤاد فقط "!
تكمُنْ المُؤنة "
التي تكفلْ ثَباتْ آركانْ الجَسدْ "!
وتلكْ الهَيمنة المُقدسة التيْ تُسمىْ فيْ طُهرْ الحُبْ .. عَشقْ "!
لآتَحتملْ "
لِـ لفظ الخَيارْ الثالثْ آدنىْ وَقعْ ..
كَـ رُقعةْ الشَطرنجْ !
بَينْ يديْ سَادة "
فـَ آيقنتُ انا مَا تَلك المَسافة بين غُرورْ حَواء وَ كِبرياءُ آدم اِلآ نُسخةٌ فَريدة لرسائل الحُب في زَمن الحُروب .
لذا أرى في الحياة الحُضورْ آنتَ .. وَ كآنك آنتْ المَكانْ ..
وَ كآن حَديثهم غَوغاءٌ وَصَخبٌ ..
وبَينْ ثَناياكْ .."
يَغدوْ حِكماً وَ وقارْ "!
وَ كآنهم صُمٌ آن نَطقتُ !
لِـ تُنصتْ بِك جميع الحَواسْ "!
تَرسو بِـ شُطآن حَناياكْ .. أَساريرُ
وَمَتاعٌ غامض
وَ كَثيرٌ مِن خَبايا
يُغذيهَا عَتباتْ الحياهْ زَمانا
وَ انيْ اُقبلُهَا "
لَيلاً نَهاراً
وَ افخَرُ بِقَداستْها
وَاُلقيْ عَلى الحَيارى بِك
الفُ تحيهْ "
وَاعُلن عَليهم ..
ان لآ مَلاما
فـ إن الصَوتْ بِـ الدُنيا .. يُشجيْ بِـ مَسامِعْيْ صَدىْ !
هَيهَاتْ يبقىْ !
بلْ يَفنىْ بِـ وَهلةٍ
لآ آثرْ ..
اترىْ وَقعُ هَمساتكْ
سيديْ "!
قَد نالْ حَيزهُ السَمعْ وَ امتدْ للبَصرْ !
..
وَ آني آستلهِمُ مِن ثَغرعقلكَ مُوافقتي وَ مِن لُجَةِ فِكركَ مُؤازرتي عَلى أن لآ يَستبرئُكَ قَلبُك !
إنَ :
" عَينُ العَاشِق إن لم تَرىَ كَـ حَاطِبٌ بِـ لِيـّل يَا سَاده "


*

 

[فيصل خليل]

فتاتي
كتبت لك من كلمات الغزل شعرا ،،، تردد ألحانه عصافير الصباح ،،، فتطرب لأشجانه قلوب نساء ،،، منهن من يغرن منك يا سيدة الحسان ،،، يقلن أما كان لهذا العشق المتيم أن يرانا ونحن في الحسن فاتنات ،،، ومنهن من يمدحنك فرحا على نعمة ساقها الله إليك.
سمعت صوتك فأطربت بي حروف العشق رقصا ،،، فانطلقت تزاحم الأرصف تكتب لك غزلا ،،، شرف لا يناله إلا الأكثرهن سبقا ،،، كلمة هنا ومن هناك ،،، تخرج لك قصائد شعرا ،،، تصف ريم الفلا فتن من روعتها حسنا.
احترت ، فكل الخلائق منك تغار ،،، وعن نصيبك تتحدث ،،، في لمحة عين أصبحت أشهر من نار على علم ،،، يقولون ما السحر في وجنتيها ليأسر قلبي ،،، وما بديع صوتها ليسلب لي عقلي ،،، أتراها جنية تسحر القلوب لتعشقها ،،، أم ساحرة تسخر الجن ليقع الرجال في وديان فؤادها.

فتاتي
لا ذاك ولا ذاك ،،، قد أضفيت على الجمال حسنا ،،، صوت بلبلي تطرب لعشقه طيور الصباح ،،، فأتلذذ به حبا ،،، وأتلصلص عليك خفية ،، لأتمتع ناظري في إبتسامتك ،،، فأتوه في فهم تفاصيلها ،،، كأن الإبتسامة خلقت لك حصرا.
على صخرة فؤادي وقع سيف العشق ،،، فألان قلبي وبزخرف العشق ارتسمت ملامح حبي لك ،،، وبإبداع عقل وسلاسة فكر ،،، اخترتك حبيبة ترافق روحي وتسكن قلبي فكتبت على جدرانه إسمك خالداً للأبد.
كيف لا، وأنت رسالة عقل أرسلها إلى القدر ،، فجاءت تباشيره في لقاء صدفة جمعنا بلحظة زمن ،، فرأيتك بعين فؤادي وبصيرة قلبي ،،، وبهمسات روحي خاطبت روحك ،،، فكنت درة الزمان وجوهرته أرسلها القدر.

فتاتي
طهر عشقي لك ،،، ليس كأي عشق ،،، فعيناي لم ترى منك تفاصيل جسد ولا ملامح وجه ،، ولم أتمعن في صفات قد تجذبني إليك ،،، منذ ذلك اللقاء ،،، قادم إليك من بعيد ،،، وأنت جالسة بين الصديقات ،،، محتار أنا أيهن أنت ،،، خانتني عيوني ولم أقرر الإختيار ،،، حتى نظرت نظرة الوداع إلا وقلبي يهاتفني تلك هي حورية الجنان ،،، تجلس بينهم كالملاك وكسيدة عرش الملوك ،،، أنظر إليها يشع منوجهها نور قمر الزمان ،،، يتوجه كأنه كوكب دري لا مثيل له في السماء.
أؤمن إيمانا حقا ،، أن القدر في تلك الليلة ألهم قلبي إليك ،،، فنظرت إليك بنظرات عيون فؤاد لا تخيب ،،، فعرفك وميزك عنهن جميعا ،،، فكنت إختيار قلبي بطلب من عقلي ،،، وكنت هدية القدر إلي ،،، ساقها إلى فؤادي دون أن أدري.
العاشق لا ترى عيونه الجمال ولا يميز الحسن الفتان ،،، فهذه الصفات يفهم أسرارها القلب الولهان ،،، يميز معشوقته عن كل الإناث ،،، يفهم تفاصيل جمالها ويرسم ملامح حسنها ،،، فريدة في حالتها لا يليق لها إلا قلب فارس حاميا لها وفي خدمتها.
من يبحث عن الجمال بعينيه لا يرى إلا شقاء وحزنا ،،، وسيعجز عن غزو قلب أنثى ،،، وسيتجرع علقم الحياة ظنا أنه في سعادة قصوى ،،، ذلك حكم القدر الجمال لا يراه إلا القلب والعين لا ترى إلا حياة جامدة.

 

[عَلاَمَ]

وَ اَيُ ريح هيّ تلك التي تتخطىّ طيات السّماء لتُلقي بِضؤ عَينيكَ في ثَغر الليَل فَتُزيل بَعضً من وَحشته .
ومن تبحثُ عن جَمال يتمدد بـ سحنته لا ترى إلا سراباً بالقُرب يَتبخر !!
وَ ستُسلم المَدينه بـ لا حَرب تُذكر ! إذ لم تغزو قلبَ عقله بل بادرت سِِهامُ (أغلفته) عَينُها فـ غَدت عَمياء لاتُبصِر !
وبالمقابل إن لَم يهتز وَجدانُ عَقله فليُدرك هي لم تكُن اُنثى بَل مُجرد امرأة .. (!) (؟)
وَ لكَم هَالنّي ! .. آدم إذ يُحارب الزحام ويَستأسَر للنقيضة بِـ هُدؤ !
فـ امتناني لـ آدم وَ عقل آدم وَ قلب آدم وَ كُل آدم ".
...

*

 

[فيصل خليل]

فتاتي
يا فائقة الجمال ودرة الياسمين ،، الأنثى مخلوق جميل محبب للقلب تهوى رؤيته كل العيون ،،، هي جسد وروح وعقل ،،، يظن الظانون أن جمال الجسد يطغى عليها فيزيدها حسنا ملكة من ملكات الجمال، ويغيب عن أهوائهم أن جمال العقل هو الجمال بعينه ،،، إن تحلت الأنثى بعقل لبيب وفهم حميد ،،، فلا يتفوق عليها بالجمال إلا جمال جنة السماء ،،، وفي الأرض هي بأبهى الحلي تتزين بروعة لا مثيل لها ،،، فألا يحق لآدم أن يخوض المعارك للفوز بقلبها ،،، ومن فاز بقلبها استحوذ على نعيم الأرض.

ليس كل أنثى جميلة تسرق قلب أي إنسان ،،، فطبعي لا أرضخ لأي من النساء ،،، ولا أطيع أي أقوال ،، فنفسي عصية على الإنكسار ،،، ولا يرضى غروري إلا أنثى تسلبني من بيئتي بعقلها المثير ،،، قد أخافها لحظة ،،، وتأبى نفسي لها الخضوع ،،، لكنها حقا من تثيرني من كل الإناث ،،، ويرغب بها فؤادي دون غيرها من النساء ،،، فأنا أرى جمالها في لب عقلها ،،، تكون ندا لي في الحياة.

فتاتي
الصمت أحيانا أبلغ من الكلم ،،، ولغة العيون تبدي ما تخفيه القلوب الخجولة ،،، والأنثى الجميلة الرقيقة ممشوقة القوام البيضاء كزهرة الياسمين ،،، ترسل لها تعابير قلبها وكنوز روحها بلغة عيون لا يفقهها إلا من اقترب من جمال الأنثى وعرف معانيه وتفاصيله ،،، فتبدي له ما يعجز أي إنسان عن فهمه ،،، ليكون لها الفارس الأوحد والإنسان الأجمل في حياتها ،،، هو من يقود جيوش العشق ليغزو قلبها ،، فيدخله دخول الفاتحين بعد أن عرف أسرار جماله وموضع كنوزه ،،، فليس أي إنسان قائد مرهف الحس يفهم لغة العيون وليس أي أنثى تكتب بما في قلبها يدور .

هي الروح لأجلها ،، يكافح الإنسان للوصول للقرب إليها ،،، يعاني ويجاهد ،،، ويبذل العطايا والوسائل ،، ويسلك الدروب والطرقات ،،، حتى يصل إلى مكان يشرف عليه على فؤادها ،،، فيجول صولة الفارس الأسد ،،، لتكون له لبؤة حياته.

فتاتي
قد يكثر الكلام والحديث ،،، واللبيب من الإشارة يفهم ،،، الأنثى لليست خادمة بيت ،،، ولا حضن لأولاد يأتون زرافا ،،، ولاهي نصف معطل لا قيمة له ،،، وليس كل أنثى أنثى ،،، الأنثى هي روح الرجل وحياته ،،، هي نفسه وعطره ،،، هي جماله وراحته ،،، هي الرجل إن كات له عقلا وروحا وقلبا ،،، هي الحياة بعينها لولاها لما كان الرجل رجلا ولا الحياة حياة.

 

[جليله ماجد]

راقية هاذي الأفق ...
و كأنها سماء بلا غطاء ..
طهر الياسمين لأرواحكما الطاهرة ...

# متابعة ..