مساحة للإيجار

[تيسير عبدالله]

رأي فضائى

Miss Lebanon

وشطارة اللبنانيين

ما الذي يحدث على شاشة التلفزيون؟.. كيف نسينا الجزيرة والعربية وتذكرنا صبايا لبنان الصارخات الجمال؟.. نسينا الهم العربي «في الطقـّاق».. وتذكرنا الميكاب وتسريحات الفتيات!!.. «اعرف تماما كوني عربيا أصيلا ان الازدواجية والتناقض تجريان مجرى الدم في العروق لذلك أجد كل المبررات المنطقية وغير المنطقية لحالة الازدواجية الشرسة التي نعيشها في عصر العولمة، يعني العالم يحلـّق في سماء العولمة ونحن نغرق في بحور الجوهلة والزودجة من الازدواجية فوتوها لي!!».. لنأخذ مثلا لذلك.. مثال حي وراهن وهو البرنامج اللي بيعقـّد!! الذي تقدمه قناة LBC بعنوان Miss Lebanon والذي نتابعه بشغف بالغ وباهتمام صارخ ويتابعه الشارع العربي والبيت العربي بكل مافيه من غرف نومه وصالاته ومطبخه بل وحتى حماماته!! أعزكم الله! يتسمر الكل عند بداية البث شبابا وفتيات وسيدات بيوت وحتى كبار السن أمثالنا لمشاهدة جميلات بيروت وهن يسولفن ويأكلن ويتدربن ويطبخن ويغنين ويرقصن وحتى حينما يذهبن الى الاسرة الحمراء الاثيرة!! وتطفأ الاضاءة وتصبح الشاة رمادية!!.. ونعود الى حكاية الازدواجية ولنتابع الكتابات التي تنتشر هنا وهناك وعلى مواقع الانترنت وتطالب بكل ما اوتيت من قوة بايقاف هذا السخف الاخلاقي والسخف الثقافي والسخف الاعلامي وكأن خصور الفتيات الجميلات يهدد مستقبل الامة وكأن كحل اللبنانيات هو سبب الازمات التي نعيشها.. غريبة!! الجمال يجب ان يوقف؟ العطر.. الدلع.. الشعر المنسدل بلون الذهب يجب أن تغلق امامه النوافذ لان في ذلك دمار الامة..!! الامة تهددها بلوزة شيرين او خصر عبير أو رموش كارن!! يـــــاه!! الى هذه الدرجة نحن صغار ولانعرف مصلحتنا لتفرض علينا الوصاية والحماية والقوامه ونضرب بالمساطر على ظهور ايادينا ونحن في عام 2004 م.. انا على يقين ان كل الاصوات المطالبة بايقاف طابور الجمال الاسبوعي هم أول من يتابعونه ويتسمرون امامه.. وربما من أجل التغطية على ذلك الشغف يرمي بانتقاد هنا وهناك للمحطة وعلى الفكرة. طيب مو عاجبك فر المحطة وريح اعصابك!! لنتذكر حكاية الازدواجية!!.. بصراحة اللبنانيون شطار شطار شطار.. هذه ثلاثية مني.. وهذه زبدة الموضوع وخل المعترض يعترض!! شطار لأن القائمين على فكرة مسابقة الجمال العادية حولوها الى نظام تصويتي تدر ربحا على القائمين عليها وعلى ملاك المحطة وشركات الاتصالات يعني الخير يعم الكل.. فقط علي أن أحدد اسم الحلوة وارسل بالمسج وبعدين صف في طابور شركة الاتصالات والكل يساهم في اختيار الجميلات.. ايش أحلا من كذا من حقي كعربي أن أصوّت وأختار ملكة جمال لبنان قمة المشاركة والعروبة والاختيار المشترك!! اجلس منبطحا وممد القدمين في غرفة نومي وأختار أي حسناء تلبس التاج!! ولو كان الامر بيدي لاخترتهم كلهن لكن اصول اللعبة تقضي بالنومينه!!.. البعض يتساءل بجهل وغباء احيانا.. ايش دخل شباب ابو هامور «منطقة شعبية في قطر» مثلا في التصويت على ملكات جمال لبنان.. والا هي لقافة وبس!! طبعا قمة الغباء والجهل هذا السؤال!! نسوا أننا أمة عربية واحدة!! ذات رسالة خالدة.. ملاحظة خالدة اسم متسابقة حلوة جدا!! تحتاج الى تصويتكم ياشباب!!.. المزدوجون تناسوا الملايين التي تصوت وترمي بنقودها الى خزانة LBC اسبوعيا بل اعتبروهم جهلة ومغفلين. وهم مساكين كل طموحهم البحث عن متنفس جديد.. يتعلقون بقشة الجمال ربما تخرجهم من همومهم وتفرغ لديهم شحنات الكبت الثقافي والعاطفي الذي عاشوه قرونا عدة.. Miss Lebanon سينجح مثلما نجح ستار اكاديمي ونجح سوبر ستار والبحث جار عن ستار آخر ربما يأتي بصيغة الجمال وربما الطرب وربما الاعلام.. المهم انه سينجح.. رغم اصوات الاحتجاج والاعتراض والبكاء على الشرف الضائع.. ملاحظة : كنت أظن النومينه نوع من انواع الاكل لذلك اشكر قناة LBC على زيادة كلمة الى قاموسي المعرفي!!


تيسير عبدالله

 

[تيسير عبدالله]

لقد كان لدي حدس [حدس.. بداية قوية!!] أي كان ينتابني شعوروإحساس بالذي سوف يحدث.. وكنت متوقعا ان ينتهي الحكم في العراق سريعا لان كل المؤشرات كانت تدل على ذلك وكل الدلالات السياسية والعسكرية والصحّافيـّة [من الصحـّاف] تدل على نهاية حقبة وبداية حقبة في العراق....



وقمت بتسجيل بعض الاغاني الوطنية العراقية التي كانت تلفظ انفاسها الاخيرة لانني كنت أتوقع انها تبث للمرة الاخيرة وبعدها ترمى الى قارعة [بعد قارعة حلوة!!] ترمى الى قارعة الطريق بسبب انها لاتمجد في العراق ونخله ومآذنه ونهره وترابه وناسه وحضارته بل كانت تمجّد في [الراجل الراحل] ومن الطبيعي أن تذهب هذه الاغاني الى حيث لاعودة كما ذهب هو الى حيث لا عودة!! وكنت احتفظ ببعض هذه الاغاني من البث الفضائي العراقي الذي يظهر ساعة ويغيب 10 ساعات الى أن ودع ساعاته وصمت بمرض السكتة الفضائية حتى الان!! وقد سمعت هذه الاغاني بعد ذلك مرارا وتكرارا وطرحت على نفسي عدة اسئلة وهي:
لماذا تورط هؤلاء المطربون في طرح اغنية تمجد شخص ولا تمجد الوطن؟ وهل تعتبر هذه النوعية من الاغاني اغاني وطنية حقيقية؟؟ وهل تعتبر هذه اغنية مؤقته تنتهي بانتهاء المؤثر؟ وهل كان في النية عندما شرع المؤلفون والملحنون ان تكون اغنية مرحلية فقط؟ وهل ستسمعها الاجيال القادمة بنفس الزخم الذي غنيت به لهذه الفترة ولهذا الراحل!؟ وهل كان يظن هؤلاء المطاربة!! جمع تكسير للمطرب!! هل ظنوا أن اغانيهم ستخلـّد في الاذان وفي الوجدان وفي ذاكرة الانسان أم أنها ستطوى في دفاتر النسيان [سجع بالمجان!!] بالفعل اسئلة سيطرت على تفكيري كثيرا خصوصا واننا في الوطن العربي ولا استثني أحدا.. وحدنا المتورطون في هذا الشكل من الاغاني الوطنية التي تأخذ هذا المسمى بينما هي في الواقع تغني لشخص واحد فقط!! ولربما المبرر لذلك أن هذا الشخص الانسان يمثل الرمز لهذا الوطن لذلك يغنى للرمز.. لكن الرد على هذه النظرية أن هذا الرمز قابل للزوال والموت والذهاب لكن الوطن غير قابل لذلك!! والقيم الوطنية الاخرى غير قابله لذلك..
إذن هي الابقى والاكثر ديمومة ولعل التاريخ شاهد حقيقي لذلك والسنة الكونية تعطي الدلائل تلو الدلائل على ذلك فكم من اسم انتهى وبقيت الاوطان وكم من زعيم خالد!! وقائد رائد!!
ورئيس واحد ذهبوا وبقيت الاوطان هي الرائده والخالده والباقية بعد الله سبحانه وتعالى!!
الغريب ان هذه الاغاني الوطنية [مجازا!!] لاتوجد الا في العالم العربي لاننا لايمكن التصور مثلا أن نسمع اغنية للرئيس بوش او اوبريت لبلير او طقطوقه لشيراك لاأظن.. ربما هم يتمنون ذلك والود ودهم شوية تمجيد وشوية غناء وموال على خفيف مثل:
وياك.. وياك وياك بالروح نفديك شيراك...
ياوجه الخير أنت غير حبيب الشعب توني بلير
انت الخال وانت العم تفدا بوش الروح والدم
بالطبع لا يمكن ان يحدث هذا لانهم في العالم اياه!! يعاملون الرئيس معاملة تختلف عن معاملتنا له وينظر له نظرة أخرى بالتأكيد تختلف عن نظرتنا لهم.. أتمنى أن نعتبر من ذلك وأتمنى من صج!! أن نعدل المسار ونرسم خارطة طريق جديدة للاغنية الوطنية.. عموما من يود نسخة من الاغاني البائدة [حلوة البائدة!!] يتصل على ايميلي.. وبس