ترامب والمفاجئات !

[رشاد العسال]

قبل ساعات من إعلان نتائج الإنتخابات الأمريكية كانت كل مراكز البحث، والإستطلاع، ووسائل الأعلام "العالمية" تتحدث عن تقدم هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري ترامب ليفاجئ العالم بفوز ترامب.
ترامب اعلن في حملته الإنتخابية عن عدم سماحه للملونين، والمسلمين من دخول الولايات المتحدة، وإذا كان ذلك يمثل عداءا للمسلمين - وهو كذلك - فإن ذلك لا يعني إن "حسين" باراك أوباما، أو الإدارة الأمريكية تحب المسلمين، بل ربما إن التصريح بالعداء أقل ضررا من إخفائه، أيضا أعلن إنه سيعترف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني، وسيمزق الإتفاقية النووية مع إيران 5+1 مع إن واشنطن ليست إلا طرفا من ستة أطرافا - وأظن إن الحديث عن القدس، و 5+1 ليس إلا ترضية لإسرائيل، ولبعض المعارضين للإتفاقية النووية مع إيران رغم إنه من الممكن أن يقدم الكيان العبري بجعل القدس عاصمة له - أيضا عبر عن إعجابه بالرئيس الروسي، وأنه سيتعاون معه، ومن ضمن ذلك محاربة الإرهاب، وغير ذلك، وعليه - برأيي المتواضع - إن الإنتخابات الأمريكية ليست سوى تبادل أدوار تم من خلالها "الإيحاء" للناخب الأمريكي بإختيار ترامب، وذلك بعد فشل إدارة أوباما من تمزيق، وتفتيت الشرق الأوسط رغم الفوضى التي قامت بها إدارة أوباما، وزرع الفتنة بين شعوب المنطقة، وتشويه الإسلام، والمسلمين التي أدت - بالنتيجة - إلى إعلان ترامب عن عدائه للإسلام، والمسلمين، وإذا كان الأمر هكذا، أي فشل المخطط لإدارة أوباما، فإن التزامن في الأحداث المتسارعة ليست صدفة، فالموصل، وحلب، والرقة باتت مسألة وقت للإستعادة في حين خفتت الأصوات المنادية برحيل الأسد، أيضا التفاؤل الحذر بإنفراجة في الأزمة اليمنية، والكثير من الأحداث ناهيك عن التقارب المصري السوري، والأخبار المسربة عن بعض اللقاءات المصرية الإيرانية، وغير ذلك، ولذلك فقد توجب على أن تنتهي كل الأوضاع في الشرق الأوسط التي رافقت أوباما، أو أنها كانت من صنع إدارته لتنتهي بإنتهاء فترة أوباما، وليبدأ ترامب بإسلوب جدبد مخالفا لسابقه حسب مؤاشرات ما قاله ترامب عن إعجابه ببوتن، وأنه سيتعاون معه سيما في الشرق الأوسط، وإن سياسته ستتركز داخليا نحو النمو، وما يهم المواطن الأمريكي كأولوية، وبعيدا عن التدخلات الخارجية التي ضاعفت من كراهية شعوب العالم للسياسة الأمريكية، وسنرى في قادم الأيام ما مدى صدق دعاية الرجل الإنتخابية من عدمها.