هكــذا أصبحتُ غيـــري - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75153 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-05-2011, 11:44 PM   #1
هاني النجار
( كاتب )

الصورة الرمزية هاني النجار

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

هاني النجار غير متواجد حاليا

افتراضي هكــذا أصبحتُ غيـــري




حائرة أصابعي بين حروف الأبجديات،
تحاول أن تستقي منها معنى آخر يقترب - ولو من بعيد - من تلك السراديب والكهوف التي تضرب نحو أعمق نقطة في قلب أضناه الفراق. تحاول الوصول إلى عبارات واضحة غير ملتبسة على الأفهام لعلها تتمكن من رقاب بضع حروف متراصة تترجم جيشاً من الأحاسيس المتضاربة، والمشاعر المتداخلة.
حائرة أصابعي، وأصعب منها حيرة عقل رسم - ولا يزال يرسم - قصوراً على متن الهواء، ولا يدري أي السبل سوف تفضي به إلى أبواب هذه القصور، وأيها سوف تلقي به على جرف الموبقات؟

فما أغرب أن يعود الإنسان إلى شواطيء الذكريات بعد رحلة جهيدة في دهاليز الموت ليكتشف أن كل حبة رمل في مكانها، وأن كل موضع حجر على حاله، لكن طيور النورس هاجرت هذه الشواطيء التي كانت يوماً عامرة بكل صنوف العمران، هادرة بأجمل معاني الحياة.

وإذا كانت بعض النفوس الجوانح تصبو إلى أرض الواقع كي تحتفر فيها أساسات مستقبل آخر غير ذلك المستقبل الذي تدفعه المجريات نحو حتمية الوقوع، فإن بعض النفوس الأخرى تجنح إلى خيال مُحال، وأحلام هى أقرب للفرار من الواقع الجهم منها إلى محاولة حصر هذه الأحلام في نطاق الممكن.

ولأن المشاعر والأحاسيس هى الشيء الوحيد الذي خلقه الله تعالى كي نمنحه للآخرين، وجعل البخل بها تحت أي مسمى أو ادعاء يورثها العطن، لذا فإن المنطق يقتضي البوح لا الكتمان، فماء البحيرة سكتنته الطحالب، وصار اجاجاً لا يُحتمل ... أو كاد.

إذن ففيما الغنيمة، ودار المقامة لا نُدركها إلا بالموت؟!
قرأتُ أن رجلاً أقسم ألا يبيت في الدنيا، فأوصوه بأن يبيت في السجن.
وقرأتُ أن الصدّيق يوسف عليه السلام كتب على بابه وهو خارجاً منه .. هذا قبر الأحياء، وشماتة الأعداء، وتجربة الأصدقاء.

وفيما الهموم والدنيا مجون؟ عبثاً ترسم منه الأقدار عجائب حين يحاول العقل المُفلس فهمها فإنه يذهل أمام أبسط هذه المقدرات.
الجد والهزل سواء، السعادة والشقاء سواء، الأمل والقنوط سواء، الحِل والترحال سواء، الضحك والبكاء سواء، السجن والحرية سواء.
قالوا: كم مغبوط بنعمة هى داؤه .. ومرحوم من داء هو شفاؤه.

لا فرق بين النحيب والقهقهة، بين الغنى والفاقة، بين السمو والدناءة، بين الإقبال والإدبار.
وما من شيء يحمل الإنسان على أن يحفل بوجوده أو فناؤه ما دام العدل كالغيّ، والحق كالباطل، والنور كالنار، والهدى كالضلال، في عالم يحمله الإنسان - ذلك المخلوق الضعيف - الذي انفصم عن اليقين بدعوى الاختيار لا الجبر، فظلم نفسه إنه كان ظلوماً جهولا حين نسى أن الظلمات لا تستوي بالنور، ولا الظل ولا الحرور، ولا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.

لكن آفة العلم أنه مثل الأحاسيس.. لغة عظيمة الثراء، تبحث دائماً عن أبجديات تترجمها دونما جدوى.
وهكذا أصبحت غيري..
هكذا علّقت كلمات محمود درويش على جدار قلبي ..

هل كان علينا أن نسقط من علو شاهق
ونرى دمنا على أيدينا
لندرك أننا لسنا ملائكة كما كنا نظن
هل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ
كي لا تبقى حقيقتنا عذراء
كم كذبنا حين قلنا نحن استثناء

لكني مازلتُ عالقاً في فخ اللغة، حائرة أصابعي بين حروفها، عاجزاً عن الوصول إلى مرفأ تهدأ ثائرة أحاسيسي الجارفة على رصيفه حتى لا أجدني مضطراً إلى حذف ما كتبت والركون إلى الصمت .. مثلما حدث كثيراً ساعة كان ينتابني شعوراً بغضب جامح يدفع بي إلى الإقرار بحقيقة مؤدها أن الإنسان هو بعض من النسيان.
والنسيان نعمة .. حتى لا يبقى الأموات حاضرين في ذاكرة الأحياء إلى ما شاء الله، فيحولون حياتهم إلى جحيم لا يُطاق.



 

هاني النجار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-06-2011, 02:16 AM   #2
عون القحطاني
( شاعر )

افتراضي


جميلٌ هذا البوح ياهاني وثري جداً
استرسلت بشفافية وعفوية .. جعلت القراءة اكثر متعة

شكراً ياعزيزي

 

التوقيع

*

عون القحطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-06-2011, 01:17 PM   #3
رُوح
( كاتبة )

الصورة الرمزية رُوح

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 37268

رُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعةرُوح لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاني النجار مشاهدة المشاركة



ولأن المشاعر والأحاسيس هى الشيء الوحيد الذي خلقه الله تعالى كي نمنحه للآخرين، وجعل البخل بها تحت أي مسمى أو ادعاء يورثها العطن، لذا فإن المنطق يقتضي البوح لا الكتمان،
رائعة هذه العبارة تحديدا ، من بين كلّ النص المتألق .. هي شدّتني كثيرا
المنطق يقتضي أشياء كثيرة يا هاني ، ولكن هل نجرؤ ؟!
هل نقوى على الإخبار بما نشعر ؟

يلزمنا دروس كثيرة كي نستطيع كسر حاجز الرهبة والخوف من ردة فعل الآخر قبل أن نبدأ بمشاركتهم أحاسيسنا ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاني النجار مشاهدة المشاركة
لكني مازلتُ عالقاً في فخ اللغة، حائرة أصابعي بين حروفها، عاجزاً عن الوصول إلى مرفأ تهدأ ثائرة أحاسيسي الجارفة على رصيفه حتى لا أجدني مضطراً إلى حذف ما كتبت والركون إلى الصمت .. مثلما حدث كثيراً ساعة كان ينتابني شعوراً بغضب جامح يدفع بي إلى الإقرار بحقيقة مؤدها أن الإنسان هو بعض من النسيان.
كثيرا ما نقف حائرين أمام كلماتنا ، أتدري لماذا ؟ لأنّها النافذة الوحيدة المباشرة إلى أرواحنا ، نخشى من أن نكون مكشوفين جدا أمام من يقرؤها ، فنعود لانتحال كلمات لا تعنينا ، و معانٍ لا تعبر عنا ـ بالضرورة ـ
لكن بهذا تصبح المشكلة كامنة فينا ، لا في اللغة !


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاني النجار مشاهدة المشاركة

والنسيان نعمة .. حتى لا يبقى الأموات حاضرين في ذاكرة الأحياء إلى ما شاء الله، فيحولون حياتهم إلى جحيم لا يُطاق
النسيان نعمة لا تتعلق بالموتى حصرا ، على العكس ، الموتى هم أكثر الناس الذين نأتمنهم على أنفسنا ، فهم وحدهم الذين يلتزمون الصمت ، ولا نخاف مكاشفاتهم لنا ..
إنما الذاكرة ! المحملة بالأعباء ! فقد قدر الله لنا أن تجاوز بعض منحنياتها العنيفة بأبسط الحلول على الإطلاق : طيّها بالنسيان


جميعنا نتحول إلى آخرين ، بطريقة أو بأُخرى
لكنّنا لا نتحول إلا إن سمحنا لأنفسنا بذلك ، و نحن لا نسمح عادة إلا إن احتجنا أن نتغير !

فلسفة جميلة جدا يا هاني .. أحييك حقا

 

التوقيع

لأنني أنا ..
أرفض تماما أن أتلاشى في ظِلّ غيري ..

رُوح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2011, 10:45 PM   #4
عُلا
قَطــ رةُ مـَ طَر

افتراضي


ماذا بقيَ لنا
أو فينا من نور، بعدَ أن أصبح التضاد ترادفا ؟!!!

كثيرا ما نعيبُ الزمان و ليس هوَ من يُعاب
بل قلوبنا هي التي تخجلُ من تركها لـِ براءتها و طيبتها و عطائها!

سنكون طيّ النسيان حينَ لا نكونُ أنفسنـا !


بوحٌ راقٍ ، كثيرُ العطاء
شيّق المتابعة


كلّ الامتنان

 

التوقيع

تعالَ نعلّمُ العشّاقَ ،كيفَ يكونُ الاحتراق ، لذيذ الطّعمِ كالدّراق !

عُلا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2011, 10:49 AM   #5
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4846

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

فعالية النثر الوسام البورنزي



افتراضي


الأستاذ الفاضل هاني
اللغة هي ملاهي كبيرة .. فيها ألعاب خطرة نهرب منها .. فيها ألعاب نشعر أنها تفهمنا
فنمتطيها .. وفيها ألعاب لا نلقي لها بالا .. ونبتعد عنها ، هي ترفعنا لأعلى وعلى حين غرة تهبط بنا لأسفل ..
ونقول حينها .. لا نريد هذا .. ولكنه ممتع بهذا ، اللغة لن تعبر عنا تماما .. لكنها مطية تساعدنا يا هاني .
حكمة بالغة طافت على نصك .. وتأملات جميلة اقتنصتها من ميادين الحياة .. فجاء نصك متوهجا بفكرك ..
نقيا بقلبك .. ألف تحية وتقدير

 

التوقيع

المدينة المنورة ،، حيث الحب الكبير

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2011, 11:55 PM   #6
هاني النجار
( كاتب )

الصورة الرمزية هاني النجار

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

هاني النجار غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عون القحطاني مشاهدة المشاركة
جميلٌ هذا البوح ياهاني وثري جداً
استرسلت بشفافية وعفوية .. جعلت القراءة اكثر متعة

شكراً ياعزيزي

الأجمل هو مرورك يا عون، وحضورك الجميل

فلا تحرمنا إياه
والشكر موصول لك يا عزيزي

 

هاني النجار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2011, 12:07 AM   #7
هاني النجار
( كاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رُوح مشاهدة المشاركة
رائعة هذه العبارة تحديدا ، من بين كلّ النص المتألق .. هي شدّتني كثيرا
المنطق يقتضي أشياء كثيرة يا هاني ، ولكن هل نجرؤ ؟!
هل نقوى على الإخبار بما نشعر ؟

يلزمنا دروس كثيرة كي نستطيع كسر حاجز الرهبة والخوف من ردة فعل الآخر قبل أن نبدأ بمشاركتهم أحاسيسنا ..

كثيرا ما نقف حائرين أمام كلماتنا ، أتدري لماذا ؟ لأنّها النافذة الوحيدة المباشرة إلى أرواحنا ، نخشى من أن نكون مكشوفين جدا أمام من يقرؤها ، فنعود لانتحال كلمات لا تعنينا ، و معانٍ لا تعبر عنا ـ بالضرورة ـ
لكن بهذا تصبح المشكلة كامنة فينا ، لا في اللغة !

النسيان نعمة لا تتعلق بالموتى حصرا ، على العكس ، الموتى هم أكثر الناس الذين نأتمنهم على أنفسنا ، فهم وحدهم الذين يلتزمون الصمت ، ولا نخاف مكاشفاتهم لنا ..
إنما الذاكرة ! المحملة بالأعباء ! فقد قدر الله لنا أن تجاوز بعض منحنياتها العنيفة بأبسط الحلول على الإطلاق : طيّها بالنسيان

جميعنا نتحول إلى آخرين ، بطريقة أو بأُخرى
لكنّنا لا نتحول إلا إن سمحنا لأنفسنا بذلك ، و نحن لا نسمح عادة إلا إن احتجنا أن نتغير !

فلسفة جميلة جدا يا هاني .. أحييك حقا
هناك مسافة ما بين المفروض والممكن، تزداد وتنقص حسب إدرادتنا نحن، وحسب قدرتنا على التحلل من ربقة العادات والتقاليد التي حملتنا بمروث ثقيل من العيب والحرام والواجب. ولا يحتاج تجاوز تلك المسافات إلى معجزة أو دروس، لكنه فقط يحتاج عقل يستطيع رفع سقف الحريات، والاقتراب بجسارة من الخطوط الحمراء لذلك الموروث الثقيل.

كلمات الشكر تقف مشدوهة عاجزة أمام تعقيبك الرائع يا رُوح
- أرأيتِ كيف أن اللغة عاجزة عن الشكر ؟! -
لكن لعل الحرف يكون بالإحساس واضح


 

هاني النجار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2011, 03:39 AM   #8
سعد المغري
( كاتب )

افتراضي


..
هاني الـ نجار .
لأننا عراة ونحتاج لـ غيمة نرتديها حتى نكتب على صدر الأرض الـ مطر
وبـ طهره نفقد الـ كثير ونصبح غيرنا .!!
أما انت بطهرك بعيداص عن الـ غيمة كتبت لحظيتكَ وجائت بوقع أكبر واجمل من الـ حاجة للمطر .
وبجمال هذا الـ صباح ياهاني قرأناك .

 

التوقيع

الـ كتابة معركة:- وأنبل فرسانها الـ حزن ..!

سعد المغري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:37 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.