بحث وتحرِّي عن ذات الحب والشعر

[عوض احمد]

أبحثُ عن كُلِّ كلمة حُبٍّ لم تُقل
عن كُلِّ مُفردةٍ مُخبئة في اللِّحاظ والمُقل
أبحثُ عن جملةِ عشقٍ مُفيدة لا تُشبهُ الجُمل
أبحثُ عن قريةٍ
لا يُعبدُ السلاطين فيها كالأصنام ولا يعلو فيها هُبل
لا أسمعُ فيها لاغية
ولا تجاورني الألسنُ الباغية
بعيدة كُلّ البُّعد عن فاسدي النوايا وبائعي المِلل

***

أنا مِمَّن لم يتَّبع سنن من كان قبلهُ من الشعراء
ولم يبتع لقصائدهِ أفخم الحُلل
أنا مِمَّن ضربَ بعرض الحائطِ معرض الكتاب
ودخلَ في صفوفِ محو الأُمِّية
فقصائدي لا تصلُح للنشر
وأبجديتي ثائرةٌ على الأبجدية
أنا مِمَّن لا يهمُّه أن يكون مضرِبَ المثل

***

أقلِّدُ الأشعار التي يكتبها الأطفال
وأصنعُ الحلوى بجميع النكهات والأشكال
فلم أدخُل في عباءة الخليل
ولم أقُم بشحذِ سيف لساني على يدي سيبويه
لكي أُزلزل الأرض من تحت أقدام الخيال
أنا فقط مُدمنٌ على الغزل
أبحثُ عن مُلهمة الشِّعر
عن ذات الوجه المُنعش للكلمات
في المطر المُنهمر من رحم الغيمات
في تجمُّع المياه تحت الأرض
في جميع وسائل تواصل النظرات
وكُلِّي أذانٌ صاغية
للنغمة الصادرة من تحت أجنحة الحجل

***

أبحثُ عنِّي في أشجاني
وعلى ساعة امرأةٍ مُذهلة
أضبطُ توقيت هذياني
وأُصرِّفُ نفسي كما تشتهي ألحاني
أكتبُ ما أشاء لمن أشاء وقتما أشاء
أخرجُ من أجواء وأدخل في أجواء
وأعزلُ أجوائي وطقوسي
عن مصلحة الأرصاد الجوية
وهيئة التَّرفية
وجمعية الثقافة والفنون
والهيئة العامة للغذاء والدواء
مُشكلة من لا يفهمُني
ليست مُشكلتي
ومُشكلتي تداخل أحلامي
مع واقع أزمنتي
في تفسيري للأشياء
من غير المُمكن
أن أتشكَّلَ على هوى النَّاس ولا أُشكِّل أفكاري
من غير المُمكن
أن أترُكَ امرأةً أنيقة في هوامش أشعاري
من غير المُمكن
أن أحرمَ روحي من الحُبِّ والحياة والأمل