ثلاثون ليلة في ضيافة مقهى النثر

[ضوء خافت]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عرابي

في أول أيامه المُباركات
كأن ثمّة طقسٌ مقدّس مائدي لم يتغيّر
الطبق الفلسطيني (العدس الصحيح)...
سيكون الطبق حاضر يا (ستي)
سأستحضر وصيّتك بضرورته وفائدته
ولكن، هل أخبرك عن كمّ المرار الذي لا يمكنني
إقصاءه من حنجرة تغصّ بفقدك

اللهم ارحم من ودّعونا وخلّفونا وراءهم
كي ندعو لهم
اللهم لا تخذل ثقتهم بنا
ولا تُلهنا عن إرسال هدايانا من الدعاء لهم

أول ليلة ... و كل ليلة
لهم حضور و ظهور خفي ...
فلتحفهم رحمة الله و مغفرته ...

 

[نادرة عبدالحي]

وفي غمرة الضجيج نسيت أن تطفئ النور

وبقيت الدعوات متوهجة تُحلق من حولنا

تصعد رويدا رويدا ، تُلقي التحية تُزداد بكاء

وخشوعا كُلما مرت بسماء .

 

[حسام الدين ريشو]

شطحات رمضانية
=========
كنا جلوسا على المقهى
وقد هبت رياح مضان
ثم أقبل علينا صديق
وبعد التهنئة بالشهر الفضيل
قال :
الأرصاد تقول أن درجة الحرارة ستكون مرتفعة جدا بعد اليوم الأول من الشهر
رد أحدهم
لذا سيكون الأجر عظيما
قال :
جاءتنى فكرة تخلصنا من عناء الصيام
ما رأيكم
أليس رمضان ثلاثون يوما من الصيام
تعجل أحدنا مجيبا :
نعم
قال :
ما رأيكم لو جمعنا ثلاثين صديقا وصمنا كلنا في يوم واحد
واسترحنا منه ومن ارتفاع درجة الحرارة

قهقه الحضور حتى لفتوا أنظار المارة

وعلق أحدنا
لقد ذكرتنى بما روي
أن أحدهم شوهد يأكل فاكهة بنهار رمضان فقيل له :
ماهذا يارجل .. ألستَ مسلما ؟
أجاب نعم
ولكنى كنت أقرأ وردي من القرآن الكريم في سورة الأنعام وتوقفت عند قوله تعالى
( كلوا من ثمره إذا أثمر )
فخشيت أن أموت قبل موعد الافطار فأكون عاصيا ومخالفا لأوامر الحق سبحانه وتعالى

ثم أضاف
أو كما قيل لأحدهم :
صوم يوم عرفة يعدل صوم سنة ؟
فقال :

لست طماعا ..
سأصوم الى الظهر
ويكفينى ستة أشهر فقط
على أن يكون من بينها شهر رمضان

 

[نادرة عبدالحي]

في الصلاة يأخذ الصوت مأوى للروح
يصدح
الأذان هذا الفجر
يقود النفس
الصلاة خير من نوم
الصلاة قائد بجيوش تُحارب
كل أمار بالسوء
ويهيم يُوقظ من هم في سبات عميق

 

[عمرو مصطفى]

قبل الإفطار.
رمضان الهدوء والسكينة.. حلق جاف من العطش ولسان رطب بالذكر..
لو ضربك أحدهم على خدك الأيسر ستعطيه الأيمن تلقائياً (طبعاً من شدة الضربة والإعياء لا من الورع)..

***

بعد الإفطار..
ما أحلى لحظة الخروج من المسجد بعد التراويح.. تداهمك نسمات الهواء العليل تدغدغ
أطرافك وتداعب قسمات وجهك.. نفس إحساس صدمة الماء البارد بعد أكل حلوى النعناع..
تشعر أنك مغسول بالماء والثلج والبرد..
لكن سرعان ما يصدمك ضجيج الناس، ويردمك غبار السيارات.. لكنك تبتسم للحياة وتقرر أن تمارس متعة أخرى بعد التراويح.. شراء وجبة السحور..
المهم أن تحملها سريعاً وتعود لدارك قبل أن تتحول إلى عجين..

***

 

[نذير الصبري]

تتباعد الخطي في ليل مفعم بفرح
المساجد يعانقون السموات
بدعاء واقامة وتلاوت خاشعة

 

[سيرين]

يهل علينا الشهر الفضيل دون اكتمال معالمه المضيئة
التي كانت ملمح ونفحة له كانت تزين الشوارع بالفوانيس
والقلوب تتجمل بالايمان والطهر
والاطفال تلهو وتطرق ابواب الجيران دون تمييز يطلبون الحلوى
لأننا كنا شعب واحد الجميع فرح بهلاله العظيم
سواء مسلم او مسيحي
حتى طفت فيروسات التنظيمات الدينية السياسية
وما لها من قبح شوه جمال الاسلام
وفرق بين ابناء الشعب الواحد
تاجروا بالدين واستثمروا عاطفتهم في غرائزهم
واسواق النخاسة والقتل بما يقشعر له الابدان
انتشروا يجندون الاميين والغافلين
ليجتمعوا علي الاثم ويزينوه بنداء التدين والجهاد
كم من اوطان اختطفت ودمرت
وكم احن الي رمضان ايام زمان مع صوت الشيخ عبد الباسط
وصوت مدفع الافطار ولمة الاهل بسياج صلة الرحم
اللهم بلغنا رمضان واعد لنا الطمأنينة
فـــ الاسلام لغة حياة ورسالة تصوغ الانسانية البشرية

\..

 

[نادرة عبدالحي]

كثرت الصور التي تَجول بفكري الغض عن الرجل العجور الذي فقط يأتي

في ليالي رمضان الفضيل ، يأتي بالعتمة ولا نراهُ في النهار ، وفي كل مرة

يأخذني تفكيري للرجل الذي يأتي بالعتمة أتخيله بملامح مُختلفة وملابس مُختلفة ،

ودوما كان فكري يبثُ لي صورا أنه قصير القامة ، ووجه مليئ بالتعرجات

وعيونه سوداء صغيرة ويلبس الكوفية والعقال على راسه

وثوبه يرفعه لزناره ، ولكن كان بخيلا في تواجده في لبضع دقائق ويختفي ينتقل لمكان أخر ،

لو كان لهُ أجنحة لكان يُسهل عليه عمله هذا ، وكبرنا يا سادة

وأصبحنا نصحو على زعيق جولاتنا المجنونة ،