هذا الضميرُ ما شأنهُ ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 327 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8216 - )           »          ( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 586 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3411 - )           »          العين (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : حمد الدوسري - مشاركات : 15 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 878 - )           »          الزمن بوّار (الكاتـب : عادل الدوسري - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 2 - )           »          تجاربك . . . خبراتك . . . فائدتك (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 1491 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 2783 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-22-2013, 07:49 PM   #1
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 22

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي هذا الضميرُ ما شأنهُ !


هذا الضميرُ ما شأنهُ، وأي حالٍ هوَ عليها، كيفَ يفكّر، كيفَ يلتصقُ بالذوات كحجّة بديعة الحسنِ والجمال، كأمثالٍ تتوارد، وتُصدّر، بلا أرقام، بلا أجناسٍ تأتي بها.
أكلُّ الضمائر هكذا! وكلُّ الدلائل التي تُشيرُ إليها واقعية! حقيقية! نقيّة! كأقمارِ الكواكب حينما تعكس نور الشمس على كواكبها، تدورُ حولها بمدارٍ هندسي فائق الدقّة.
هذا الضميرُ لا شأن له! يُبدّل حاله مع الأحوالِ التي تُحيطُ به، لكي يضع الذوات على جادّةِ الطريقِ الحقّ، إيحاءهُ عجيب، مُريب، يخشى الإنسان أن يسمعه بين الفينةِ والأخرى، إذ يخافهُ، فيبحث عن سعادةٍ وهميّة يُظنّها كذلك، ما أن تزول حتى يبدأ الضمير عتابا له، وكأنّهُ يُردد: ألم أقل لكَ بأنَّ هذا الأمر لا يُرجى منهُ الخيرَ أبدا.
هذا الضمير وفي، مخلص، يؤدّي رسالته حتى الممات، لا يتراجع، لا ييأس مهما ألمَّ به، مهما نُبذَ عن الاستماع له.
هذا الضميرُ يوحي بأنَّ للقلوبِ الضعيفةِ توقاً لتلميع أجسادها بكلامٍ مُنمّق، إذ تسعى تلك القلوب لامتلاك ( الأنا )، وما أن تملكها حتى تحاول إرضائها، كحياةِ الواهم بأنّهُ على نهجِ التقوى، وما هوَ كذلك، تهربُ القلوبُ الضعيفة من قلوبٍ ضعيفة أخرى، حتى لا تُنافسها أناها بحالها، كانتشاءِ ابن آدم لهفةً للوادي الثالث عندما يمتلك واديين من ذهب.
أنبأ الضمير بأنَّ النسيانَ يقوى حينما يجد الأنسان ذاته في ظُلماتٍ ثلاث :
حب الذات، وحب الملذات، وحب الانتماء للذات.
ينسى امتلاكهُ للنسيان، ينسى حاجتهُ للرحمنِ أولاً وأخيراً، ينسى حاجتهُ بما سخّرهُ اللهُ له من طبيعة، لمواردها، لأنهارها، لاتجاهاتها الأربع.
إنَّ هذا الضمير لا يهدأ أبداً، أشارَ إلى تكرر نسيان الإنسان ، ويُشيرُ إلى انعدام نسيانه للضروب الحديثة، والعملة الورقية، وتلكَ الموارد التي صُنعت لإرضاءِ غرور مخترعيها، ففاقت إرضاءً إلى إبهارِ كلّ إنسان صانع للاستعمار، ويظلّ الإنسان الذي لا يصنعُ شيئاً حائراً بينَ الأمنيات، أمنيات النسيان وألّا مكان.
إنّهُ يتذكّرها جيّداً، تلك المذكورة قبل هذا السطر بأسطرٍ معدودات، مبلغُ ما يتمناه، وما يحلمُ به.
هذا الضمير لا شأن له، حينما يتمنى الإنسان هنا بأن يكون كإنسانٍ هُناك، ولا يعترف بالظاهر فيه ومنه، ليلقي اللوم على الجدران، والطرقات، التي تعكس وجدانهُ وهيَ تلومهُ بصمت، تعكسُ شكلاً جوهريًّا لهُ، تُنبئه بأنَّ الأضرار التي يُشاهدها أمامه إنما هيَ من جموده، من إذعانه لمادّةٍ ما تُسيّره، تجعلهُ معتلاً به دون أن يدري، تجعلهُ أسيراً لسرابِ الزبد، الذي يُخرجه الماء حينَ جريانه إلى مصبّهِ الأخير، ما أن يجفَّ الماء حتى يذهب الزبدُ جفاءً، فيستسقي حينها من خلقٍ ضعيف لا حولَ له ولا قوّة، إغاثةً له مما هوَ فيه، إنَّ الإنسانَ لينسى حقيقة الاستسقاء، ينسى بأنّها لا تكون إلا لخالقِ الخلق سُبحانه ...
.... قالَ تعالى (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ) .
هذا الضمير ما شأنه، إنّهُ يُريد أن تتضح النظريات لدى الإنسان، قبل أن تتضح له نظريّات الذوات الأُخرى، هذا الضمير يوضح بأنَّ نظرية الإنسان الأولى هيَ نفسه، يتأملها أولاً، ويفهمها، ويغذيّ عاطفتها بفكرٍ، ومعرفةٍ، واطلاع؛ تحتضنها روحانية ربانية، فإنّ فهمها فهماً واضحاً جليًّا، مُهدَّ له فهم النظرياتُ الأخرى ، وعندها سيسمع الضمائر بشتى أنواعها تُنادي أصحابها، كمثلِ ضميره إذ ناداه كذلك من قبل.
هذا الضميرُ ما شأنه، إنَّ شأنهُ شأن المخلوق الذي سُيّرَ لأداءِ رسالته، إنَّ الأمانة التي كُلّفَ بها مقرونةٌ به، لا شأنَ لهُ بأيّ أمانة أخرى، وكذلكَ الحواسُ الأخرى في الجسد الواحد، كل كلّفَ بمهمّة لا يزيغُ عنها أبدا.
إنَّ الإنسان مكوّنٌ من مجموعة مخلوقات مكلّفة، حتى يُحسن الاختيار الأمثل للطرق التي يختار السير عليها، إلى الأهداف المناطُ تحقيقها، لهُ مشيئة محدودة بمشيئة الخالق الغير محدودة والتي وسعت كل شيء. ...
.... قال تعالى (‏‏وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) .
أودِعَ الضميرُ أمانة الإخبار، والإنذار، والإلهام، أودِعَ الضميرُ إيضاح أوجه الاختلاف بين الصدوق .. والكذوب، وما علامات كل منهما، أودعَ الضميرُ بأن يُفهم الإنسان بأنَّ الله خلقَ له القوى الظاهرية، والقوى الباطنة، منها الحواس الخمس، كأجهزةِ اتصالٍ مع العالم الخارجي، وحواسًّا أخرى لا تُدركها الأبصار، ولا تسمعها المسامع، وَقنوات الاستشعارِ تعجزُ عنِ الشعور بها، غايةُ الإتقان صناعةً، أبدعَ الخالق بتسخيرهِ إيّاها، والضميرُ من ضمنها، نعلمُ عنه اسماً، ولا نعلمُ عنه مضموناً، تدركهُ الذواتُ مؤدباً، وتخرجهُ تعبيراً، بأفعالٍ، وكلماتٍ، لا ينأى عنها الإنسان تجاهلاً.
هذا الضميرُ يبحثُ عنه الإنسان، ولا يعلم بأنّهُ يبحثُ عنه، تارةً يفسّرهُ إخلاصاً لكلّ شيء يصادفه، وتارةً أخرى يفسّرهُ حبًّا للأشياء التي يتعايش معها .. وتتعايشُ معه.
هذا الضميرُ يحتاجُ ثقتنا التامة، نميّزهُ من بين الخبائث، من بين عوالق التصرفات، أن نميّزهُ ونؤمن به، أن نؤمن بأنّهُ مُسخّر لخدمتنا .. لإرشادنا .. لليقين الذي أنزله الله على أنبيائه ورسله كي يبلغوه لنا، كما كافور الجنّة، الذي سلمَ من كلّ مُكدّرٍ ومنغّص، لا يشبه كافور الدنيا مضموناً، إنما يماثلهُ اسماً معروفا.
هذا الضميرُ يُبرزه الوفاء بالنذرِ، واستيفاءُ المعاهدةِ، والإنفاقِ، والإحسانِ، وكلّ الأخلاق المثلى، إنّهُ بلا ريب مبنيٌّ على التقوى، والزهدِ، والبُعدِ عن الترفِ مهما وسعَ ذلك جهدا، مبنيٌ على الاتزانِ قصداً ومقصداً، مبنيٌ على المعرفةِ لرشدٍ غايتهُ الأسمى خاتمةُ أعمالٍ في هذهِ الدنيا.
إنّ الضميرَ ثمرةٌ طيّبةٌ من ثمار الجنّة، لا يُقاسُ به، ولا يُقاسُ عليه، منفردٌ بكنههِ فينا، لا يُرى، ولا يُسمع، ندركهُ فقط بمفهومٍ خالدِ الذكرِ طيّباً، فما أعجبُ خلق الله دقةً وتفصيلا.

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:06 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.