ثقافة غَــزيــَّة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 10 - )           »          أُغنيات على ضفاف الليل (الكاتـب : علي الامين - مشاركات : 1209 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75155 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-28-2011, 03:36 PM   #1
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 624

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي ثقافة غَــزيــَّة


ثقافة " غــَــزيـــّــه "

وغزية هذه لمن لايعرفها هي فخذ من بني جشم من هوازن ينتمي إليه دريد بن الصمة فارس قومه وشاعرهم ، ولفظة غزية أخذت دلالة واسعة في معجم ذاكرتنا العربية فهي تشير إلى مستوى من مستويات وعينا العربي المعبر عن ذهنية الإتباع والتبعية العشائرية على الخطأ والصواب ، ذاك أن دريدا كان قد نهى أخيه عبد الله عن الإغارة على إبل لبني عبس فأبى عبدا لله إلا أن يفعل فلحق به دريد وشاركه الأمر بالرغم من مخالفة أخيه لرأيه ، فاستحرّ القتل ببني جشم وقتل عبدالله ..وصرع دريد ..ولما أن عاد دريد إلى وعيه بدأت لائمة قومه تدور برحاها عليه ..فأطلق أبيات شعر شهيرة يرثي أخاه بها ويدافع عن مشاركته في الأمر فقال :
وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
كان لابد لي من هذه التوطئة ، فعلى مايبدو أن غزية هذه لازالت تبيت وتصحو في دمنا ..ولها صولة وجولة في مساحات وعينا ..إلا أنها تبرز في بعض المناسبات وتغيب عن بعضها..
وأجدني مضطراً في الإشارة إلى مناسبة من هذه المناسبات و حدثٍ مهم ومحوري في حياة المجتمعات العربية تظهر هذه الثقافة فيه جلية بين صفوف المثقفين والنخبة وهو حدث التصويت والاقتراع في مواسم الانتخابات ابتداء بالبلديات ووصولاً إلى البرلمانات .. ومهما كان هامش الحرية ضيقاً أو واسعاً ومهما قلت أو كثرت مقاعد المستقلين التي تتركها السلطة كنموذج مموه لحالة ديمقراطية ما ..
والشهور التي مرت بنا ومررنا بها ولازلنا نترقب صيرورتها كان لنا فيها حجة دامغة وبينة صريحة على أن غزية هذه لازالت تتخذ في آفاق منطقتنا العربية منبراً لصوتها الرهيب ..
الذي حين يعلو يصم الآذان ويضلل العقول .. وهذا ليس غريباً على منطقتنا لخصوصيات بنيتها الاجتماعية ولكن الغرابة وكل الغرابة عندما نرى فكر غزية قد تسلط وتفشى بين مايبدو أنهم أولي الألباب والعقول والحكمة وأصحاب الثقافات النخبوية فالكثيرين ممن نعول على سلامة منطقهم ووعيهم وفكرهم أمام أنفسهم متناقضين..فعلى طاولات المقاهي أو منابر الصحف أو مناظرات المقالات نراهم كأنما وقعوا وثيقة طلاق بائن بينونة كبرى بينهم وبين غزية بينما وأمام صناديق اقتراع أو قوائم ترشيح أو تزكية أو تمثيل وفود فنرى نسبة كبيرة منهم لايختلفون بتبعيتهم لهذه الثقافة عن سواهم من البسطاء والعفويين وربما الجهلة.. وحين تسأل وتستفسر عن ذلك يردون بقولهم (( وهل أنا إلا من غزية ..؟ )) وربما وصل الأمر بهم إلى الاعتقاد بأن غزية هذه لايمكن تجنب مقصلة أفكارها فربما يمتلكون الجرأة والقوة الدافعة على التكلم وبصوت عالٍ عن تجاوزات وإخفاقات ومؤامرات وعلى جميع المستويات دون الخشية من الملاحقة أو الاستجواب من قبل أية جهة سلطوية ..ولكن أمام صناديق الاقتراع فحجة غزية دامغة عندهم ..
فهل غزية هذه قدرٌ ثقافي لايجعل في مساحات وعينا مكاناً للمنطق والتروي والحكمة التي علينا أن نتبناها ونحن نشرع في رسم ملامح جديدة لحياتنا السياسية والإجتماعية ؟ أم أنها آفة وعي مزمنة ستستمر في توليد نماذج فكرية مشوهة تفتك ببنيتنا الاجتماعية والمعرفية و تكون عبأ على الوطن وعلى مصيره ومستقبله التنموي ..!
القراء الأعزاء:
جاءت الشرائع السماوية وفيها ما ينقض هذا الفكر ويحيله إلى مجرد ذاكرة منسية أ و ربما ليوظفه في خدمة الصالح العام والأدلة والشواهد كثيرة ..وكذلك مانطق مفكر عظيم أو عارف حكيم إلا وكان خارج دائرة هذه الثقافة ... فإن كانت غزية هذه جنينا طال مكثه في أرحام فكرنا فلابد من إجهاضه ، وإن كانت وليدة فلابد من وأدها ، وإن كانت بكراً أو ثيباً يرجى لها طول العمر فلابد من هجرها
فالمستقبل والمصير الوطني ماعاد يحتمل مثل هكذا ثقافة ..فثقافة غزية كان لابد من أن تنسخ بعد اللحظة التي أنتهى فيها دريد من تبرير مقتل أخيه ورفقة من قومه ..
وأعتقد جازماً أنه أياً كان ما تحمله الأيام المقبلة من تغيرات جذرية أو إصلاحاتٍ بنيوية أو ربما عدم تغيير أي شيء وعلى جميع المستويات فإنه إذا لم نمتلك الجرأة على نسخ هذه الثقافة من معجم ذهنيتنا
فلاحاجة لأن تحتقن أوداجنا في نقاشات المساء ..ولا أن نصطف وراء رايات الفضائيات أو بيانات المعارضات ...أو اقتراحات الحكومات
فثقافة غزية كفيلة بأن تلقي بحصاد طموحاتنا إلى مهب الريح ..

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:59 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.