الشعر كهذا يسمى شعرا

[جمال الجزائري]

هذه فصيدة اسمها رسالة مفتوحة ارسلها شاعر جزائري وهو الدكتور عبد الله عيسى لحيلح الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم توليه حكم الجزائر

عبد العزيز” تحيـــــــــة وســــلاما أنت العزيز مكــــانة ومقــــــــاما
يا حـــاملا بشـــرى الوئتــام لأمـــــة تعبـــت تقاتـــــل ظلهــــا أعـــواما
تعبــــت تحــز وريدهــــا للتصــــــب للــمتثالبين سلافة ومــــــداما
وتزيـــد فـــــي عمـــر الفــــــواجع والمـــــواجع والنـــواح مظـــالما وظــلاما
أخمــدت فتنتها التــي قد زادهــــــــــــا بالأمس أهـل الحـاويـــــات ضـــراما
هـــل تستطيـــــع - وليس شكا سيدي- أن تجعل الصقـــــر الغضــوب حماما

وتصــد عن شـرف الجيتـاع وخبزهم قططــا سمانا أدمنــــو الإجــــراما
قـد ضـاجعوا الوطن العزيز فـأحبـلـوه وأولــــــــــدوه ثكــلا ويتــــــــامى
من هـــؤلاء النابهـون الناهبــــــــــــــــــــــــــون الطامعــــون الطامحــون دواما
الأوفـــون مثــــالبا ، والأخســــــــــــــــــــــــرون منـاقــبا والأفجــرون خصـاما
والأخبثـــون مشاربــا ، والأخنســــــــون مســـاربــا ، والأخنثــــون كلاما
كيـــف استطـــاعوا ـ ويحهم أن يفقــــــــروا وطنا كمائـدة المسيـــح تماما
يـا فـارس الحلــم الجميـــل أما تــــرى وطنـي الجميـــل خــرائبــا وحطـاما
كـرت عليـه مصــائـب بمصــــائـــب فـاستخلف الجـــرب الخبيــث جـذاما
واستنفـــــــر الطــــوفان روع زلازل فالشعـب بـين يديهمـا يتــــرامـى
وأراك مثلـــه صــــابرا ومصــــابرا هــــذي سجـــايا الأتقيــــاء تماما
كـل المــــآسي في “الجزائر” سيـــدي ضربـــت لهـا بـين الجيـــاع خيــاما
طـــف بالحــواري النائـات علــــــى الطـــوى والحالمــات بما يـدر طعاما
فهنــاك في ظـل الصفيــــح صغــارهم صفر الـوجوه يـلاعبــــون زكـــاما
غـرثى البطــون كأنهم ـ وهم الصــغـــارـ قد أدركـوا قبل البلــوغ صيــاما
والشعــــب ينقـــع في الـدمــوع رغيفه بــالله هـل دقــت الــدمـوع إداما
“عبد العزيز” ومـــا أمــــر حديثنــــا لمــا نصبــــه مزبـــدا آثـــاما

قـالـوا لنا - يا سيـدي – عــــــــــــــــــــــــودوا إلى كنـف الديـار معززين كـراما
عـدنا كمـا عـاد الجميـــــــــع فلـم نجــد ممـــــا وعدنــــا كسـوة وطعــاما
ولأنـت أوفــى بالـوعــــود وبالعهـــــــــــــــــود ، وأنت أصـدق يـا رئيــــس ذمـــاما
“هـــــــــــــزوا غـــــــــدوا في الحياة وسبـــــة ومعـــرة وحثــالة وطغـــاما”
حــــــــــــتى المرايا أنكرت سحنـاتـــــنا واستقــــذرت أن تعكس الأقزامـــا
فإذا نظـــرنا في المــرايا لم نجـــــــــــد إلا دخـــانا فـائـــرا وغمــــــاما
لكـــأننــا أحفاذ “مـازوش” اللعـــــــــــــــــــــين، ووارثوه تمزقــــا وفصـــاما
وكـأن “وساد” الشقـي قـد اشتهـــتـــــــــــــه نسـاؤنا لمــا وجــدن وحــاما
حتــــام نرصف في الضــــلالـة تائهـــــــين ، وأرضنا مهوى الهدى وعلاما
مـاذا أحـدث عن فــواجع أمـــــــــــة زرعـت ضيـا ، فجنـت دجـى وظلاما
مـاذا أحـدث يـار رئـــــيس وأنـــت أدرى بالفــواجع مبــدأ ومـــــراما
فـافتـح فمــي يـا سيـــدي فلقــد كـرهــــت من الحيـاة عصـابة وكمــاما
ولقـد كـرهـت من الـوعـــود جميعهـا وأعيــد وعــط أن يـطير غمــاما
“عبد العزيز” أمــا وربـــك سيــدي لـــولا مخـــافــة أن أسـر لئـــاما
لجهــرت باليــأس الـذي فـي أضلعـي ومـــلأت اقــداح الشكـوك جمـاما
وسقيــــت أولهـا بكـأس أخيرهــــــا ورميـــت منشفتي وقلـت ـ سـلاما
لكنـني مستيقـن أن “الجزائر” أنجبـــــت أغلــــى الرجــــال نشــامى
قـد يصهـــر الفـولاذ غيــظ صـــدورهم، وبنظــــرة قـد يثقــون رخــاما
فبهــــؤلاء ، وأنــت قطــب رحـــــاهم نجنـي المنـى ، وحقـق الأحلاما
ونعيــد للـوطــــن الجريـح ربيعــــه فــإذا الـمــرابــع زنبــق وخزامى

يـأبـى لنـا التجـار.. تجـار الـــنــــعــــوش تصــالحـا وتسامحـا ووئـاما
يـأبـى لنـا التجـار .. تجــار الــنـــــعــــوش تحضـروا وتحرروا وفطــاما
وتجــددا ، وتـحـددا.. تجــار النعـــــوش حضـــــرا وتحـــررا وفـــطاما
يـأبــى لنـا التجـــــار إلا عيشـــــة مثـل القطيــع تنــاحـرا وصــداما
فمـن النعـوش عـروشهـم وقـروشهـم، وكـروشهم بالسحـت صرن ضخاما
“عبد العزيز” وأنــــت أدرى سيـــدي أن المصيــــر من المسير تمـاما
مـاذا أعـد الظـــالمـون لـربــــهـم إن صيــح:ـ يـا أهـل القـبور قيــاما
مــاذا أعـد الحــاكمـــون لــربــــهم إن صيــــح:ـ يـوما احشروا الحكـاما

مــاذا أعـد القــاتلـــــون لـربهـــــم إن صيـــح:ـ زيـدي يـا سعــير ضـراما
أمجـــازرا ومقــابــرا وهيــــاكـــلا وجمـــــاجما مثقــــوبـة وعظــــاما
أشهـرت سيفـك فـابتهـجـــت ، وإنني لأعيـــذ سيفـــك أن يكــــون كهاما
فـافـلــق بــه إن كنــت “بوتفليقــة” رأس البغــاة أكـابــــرا وعــــواما
وابــــدأ بــرأســـي إن ترانيــي بـاغيـأ أنــت المحكــم شرعــة وذمــاما
وافتـــح زنــازين السجــون وبعــدها ســـن القصاص وشــرع الإعدامـا
أو فـــاعــف عفو أب تخــاصـم ولـده واستحفظـــــوه أراملا ويتــامى
لا يعرفــــون أبــا ســـواك فضمهـــم ضـم الطبيــب يضمـض الآلآمـــا
واعــــط الحقوق تركمـــا ، أو حصلوهـــــا ذات يوم عنـــوة وخصتـــاما
واستنفر النفــــس التي بــين الضلــــــــوع ، زمن لنا : عبد العزيز” عصاما
قد كان عـــالج سابقــــوك جراحنــا لكن مـــا يشفـي الكـلام كـلاما


فـــارعـــد وامطــر صيـــبا أو وابـــلا واســق العطاش ونـور الآكـاما
طاب المقتـــام وراقنــي قدح المـــــــــــــــــدام ولم أجـــد حول القداح نـدامى
فالطيبــــــون ـ وهم أهيل مــودتـــي ـ عــافوا القــداح ، وأنكــوا الأنغـاما
لما رأوا شـــرف ” الجزائر” ضــــائعا ونســاءها بين النسـاء أيــــامى
ورجــالها بين الــــــــــــــرجال أذلـــــــة وكتــرامـها بين العــوام عــواما
يا قــاعـــــدين علــى الديتــار ألا قفــــوا أشهى البكـاء على الديـار قيـاما
فــــــلم القتـــــعود وقد جعلنــا أرضنـــا بين البــلاد خــرائـــبا وحطــاما
ولم القعـــــــــــــود وقد جعـــــــلنا شعبنا بين الشعــــوب هياكـلا وعظــأما
لــــــــم القعــود وليس ثمــــة منـــــــــزل إلا وفــه مـــروعــــــون يتـــامى
ومهجرون ونــــازحون قد احتــــــــــموا بمهــجــرين ونـــازين قــــــدامى
شيـــــــعا تقــــاسمنا الحــــــــواة وصـــــــــــار أفــجرهــم هــنا للمتقيــن إمامــأ
ذا يـــدعــــي ثورية .. ذا يـــدعي وطنيـــــــــــــــــــة .. ذا يـــدعي الإسلامــــا
ذا يـــدعي قـــوميـــة ، قـــد كاد يعبـــــــــــــــــــد ويله من أجلـــــــها الأصنامـــا
حتــــــــــى إذا نثـــر النظــــام وعـــــوده صار الجميع مــع الجميع نظـــــاما
“عبد العزيز” إذا مــــررت بـــدار من بــــــــــــــاعوا الضمير وبايعــــوا الظـــلامــا
عــــرج عليهـــم إن أردت مسلمـــــــــا وانصــب سلامــك كـي يكون سلاما
ستـــراهم وكأنهم قـــرب الصــدى بـين الكراســي سجــدا وقيـــاما
متضتـــرعين ، ورافعـــــن أكفهـــم، مستنزلين حقـــائبا ومهــــاما
مستوخمـــــين أطايبا، متبــاطريــــن تعاجبــــا، متورمين وخـــاما
متفـــرغين وفارغيــــن سوى صـــدى متقاعديــــن وقاعـــــدين دوامــا
حتى إذا نـادى المنــادي: وافقــوا قبضـوا الأكــف وعــوجـــوا الإبـهاما
“عبدالعزيز” ولســــت أول من شكـــا وأخــالني لســـت الأخيـــر ملامـا
من عصبــة كعصـــابة قـــد روجــــوا شتى السمـــوم وسفهــوا الأحلامــا
فـــي كل عـــــام ردة عـــن ردة مــــاذا يريــــد الزائغــــون تماما
استغـــربوا .. فاستغربـــوا ما استعربـوا يا ويحهـــم قــــد دوخـــوا الأفهـاما
استعجمـــوا الإعـــراب يقطر سلســلا ومن الشقــاء استعربــوا الإعجــاما
واستوصلــوا مستأصلا ، واستأصلــو مستوصـــلا ، واستــقطعـوا الأرحاما
فالأم تصبــح جـارة في عرفهــــــــم والجـرة الشقـراء تصبــح ..ماما

عـافــوا الأصـــالة والأصيـــل لأنهــم لا يعــــرفــــــون أبــــا ولا أعمــاما
يتلجلجـــون .. يخنخنـــون .. يمقمقـــــــــــــــــون، ويلثغـــون كما الصغار تماما
مستـــوطنون مواطنــــون!!.. قد أشبعـــــــــــــوا هـــذي الجزائر علـــة وفصـاما
هم نحســـها ,, هم بـــؤسها ، وإن استمــــــــروا نافذيــــن فلن تسيــر أمــاما

إن اللغـــات جميعهــــا عمــلاقــــــــة مــا لم يكـن أصحــابها أقــــزاما
ماذا أعـــدد من مثــــالــــــب عصبـــة حقــروا الإمــام وبايعــوا الحـاخاما
“عبد العزيز” لـــــــو أنني قد كنت أنـــــــــــــــت فصاحـــة وبلاغــة ومقــاما
لرفعــــت في وجــــه المسوخ منشتــي ونششت عن لغـة النبي هواما
“عبد العزيز” وللحـــديث بقيــــــــــة مثل الثمـــالة في قـــداح نــدامى
أبقـــوا عليها بعــد مـــا لــــــم تبقهم إلا بقـــــــــايا لا تطيـــــق كلاما
سنصبها ، ولســــوف يعذب مـــــرها ونديـــــرها بين الصفــــوف جماما
ولــربما قد ننتشي ، بل قد نغنـي نشـــــــــــــوة: أرض الجـــــدود ســـلاما
فإلــــى الأمـــام معـــــزرا ومــــؤزرا والشعـــــب يدفـع من يســير أمـاما
والشعــــــب يرفع من يلملم جــــرحه والشعــب يرفـع من يــريد وئـاما..
والشعـــب يبقى للوئــــام ركيزة مركــــوزة ، ولـداعميـــه دعـــــاما

شعر: الدكتور عبدالله عيسى لحيلح

 

[سعيد الموسى]

الوئتــام.. أعتقد أنها الوئام ! ؟
المقتام ... المقام ..
*
شكراً على ذائقتك أخي ولاشك القصيدة جميلة