إبراهيم السمحان .. [الموت بجذور النهر]..!!؟ - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75158 - )           »          النهر الجاري مسودة خاصة .؟!! (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 45 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 12 - )           »          أُغنيات على ضفاف الليل (الكاتـب : علي الامين - مشاركات : 1209 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-30-2010, 09:01 AM   #1
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي إبراهيم السمحان .. [الموت بجذور النهر]..!!؟


في هذه الرؤية نحاول أن نتتبع مسارب الضوء المنبثقة من المنجز الشعري للشاعر إبراهيم السمحان؛ وما يحمله من قيمة فنية وجمالية، فهو يقربنا دائماً لفضاءاته الأكثر شفافية وتفاصيل وما تختزنه مفردته من مضمون عميق، فلديه رغبة جادة لكتابة نصوص شعرية يأخذنا السمحان من خلالها إلى مناطق شعرية جديدة، لينقلنا لتضاريس ذاته ومدارات روحه وكل ما يختلج في نفسه من المعاني والأفكار والأحاسيس والمشاعر، فنجد تلك النصوص تنأى عن التقريرية والتقليدية السائدة التي تنطوي شكلاً ومضموناً على العديد من الأساليب الشعرية الجديدة، ومن خلال تلك المشاهد الشعرية أجده يجنح لتكثيف الجملة الشعرية وترميزها، بعيدة كل البعد عن التعقيد والتعسف في البناء والتركيب، مثل في قوله :
الموت بجذور النهر، حلم دفعني ودفعك
لمغامرات شجعت جلد العطش ينثر قطيع
فلنتأمل هذه الصورة الشعرية (الموت بجذور النهر )، كذلك (لمغامرات شجعت جلد العطش ينثر قطيع )، فأتى التشخيص هنا بصورة عميقة لحالة نفسية غائرة في إيماءات وإيحاءات لها دلالات حسية ومعنوية في ذات الشاعر.
ومن نص آخر يقول:
ودق أول جرس.. والعاشق الطارش لفى
والريح بالشارع تسوط البرد والليل المخيف
فنجده يتكئ في بناء الجملة على بعدها الانزياحي على مستوى المجاز والاستعارة والتشبيه، كذلك الصورة الشعرية التي تجنح نحو التخيل المتصل في تفاصيل حياتيه عميقة كما في قوله: (والريح بالشارع تسوط البرد والليل المخيف)وعبر تقنية اللون يقول (يصفرّ ليمون الشّره) في قوله:
مشت: يصفرّ ليمون الشّره.. تهتز موجاتي
تفجر بي براكين السؤال.. اسمع: صرير قفول
فالعلاقة مع المكان والشخوص عند إبراهيم السمحان هي علاقة شعرية منفتحة على الآخر، بمعنى أن البؤرة المكانية تتحول إلى ذاكرة شجن وحنين عبر تجربة حياتية - زمانية، مكثفة بالحالة النفسية ورؤيته الخاصة اتجاه الوجود ليغادر مع أسراب همه ويسافر في فضاءات الجرح وأتون ذاكرة لا تهدى يقول إبراهيم السمحان:
خلي شجر مسراك ينفض ظلاله
على الطريق اللي من الشمس عرقان
والريح خليها تفك الرسالة
اقري ولا ترسي على شط الألوان
مدي سحاب الروح وارقي جباله
شدي بي الغيمة على كتل الاركان
فنرى أن الشاعر ابراهيم السمحان جعل الطبيعة - المكان هي الثيمة التي تنطلق منها الرؤيا الداخلية للنص، الذي يعكس ما في الذات الشعرية من إحساس متصل بالطبيعة فلنتأمل (شجر، الطريق، الشمس، الريح، سحاب، جباله، شط، الغيمة) وكيف تم ربطها بفعل الأمر على سبيل التفاعل المستمر مع الآخر كصيرورة الحدث وديمومة للحديث.
ونجد أن الشاعر إبراهيم السمحان ينأى عن الأساليب الشعرية التي تدور في فلك السائد والتقليدي، وإن كانت نصوصه تندلق من الوهلة الأولى بنوعاً من الإبهام والمفارقة والمغامرة التي يجدها المتلقي إلا أنها ذات صلة بالشاعر وفي البناء الفني التي تعبر بالطبع عن موقف الشاعر إزاء اللغة الشعرية والحياة الداخلية لذاته ،والتي ترى العالم بحس وحدس آخر، مما يجعلها منفتحة على أفق المعنى بتقنية إيحائية مقنعة، كما أنها تنأى أيضاً عن الإحالات الرمزية غير المبررة، التي لا تخدم الفكرة المراد إيصالها للمتلقي بشكل أو بآخر، وهذه سمة أسلوبية يتمتع بها الشاعر إبراهيم السمحان مثل في قوله :
انا ديك ترجع والنوافذ مغلّقه
واشوفك على كف الوهم تعقد رهانك
لي الصورة اللي في ضميري معلقه
لو إنك تبي تشبع بها جوع حيطانك
كذلك في قوله:
قل عن دوار المنضدة عن شهقة الدفتر
قولك لو أنه يفترش طلح اللسان غلاف
كما استطاع الشاعر إبراهيم السمحان من خلال تكثيف نصوصه بتفريغ شحنة القلق التي يحملها بتكثيف الدلالة، وتعميق الإيحاء الذي يقول عنه النفري « كلما ضاقت العبارة اتسعت الرؤيا « فأتت نصوصه توافق صيرورة الشعر وتقف داخل سياقاته التركيبية والنفسية والتخيلية والرؤية للعالم، ومن خلال الانزياح والانحراف اللغوي الذي يمثل تحولا عميقا في تجربته الشعرية على مستوى البناء الدلالي والنصي وعلى مستوى تصوره للكتابة الشعرية الجادة والمجدية، والذي نجاح الشاعر إبراهيم السمحان في رسم تلك الصور الشعرية الجميلة :
لو تصغي الغابة لتوقيعة العود
كان اعتبرتك بالخيال اندلعتي
لكن.. وحتى طلح الآفاق مخضود
ما ضمخ العصفور قش جمعتي
ومثل هذه الصورة الشعرية التي رسمها لنا بحسه العميق وحدسه الدقيق :
يرتعش عصفور ينشأ على الصفحة سحاب
يزدحم مينا الأصابع حروف وزلزلة
وفي نص آخر يقول:
وهذي ساعة الحايط.. تدور وتندب اوقاتي
تثاوب والثواني بارده صمت وكسل.. وخمول
وكذلك قوله:
سقتي بعشب الروح والقيظ ممدود
واستشرفت لك ضيقتي واندفعتي
وأخيراً أترككم مع هذا النص الروحي، وتلك المناجاة الصادقة التي تتجلى فيها شاعرية إبراهيم السمحان وتفردها، وما تحمله تلك الصور من طاقة شعريّة ودهشة إيحائية في تناول جديد وفريد فكرة وأسلوباً :
يا ربي الليل وحشه والذنوب أوقفن
قدام عين المسافر مع دروب السنين
جلد الضمير إشتعل بي والجروح إنزفن
نظرت خلفي وزاد الركض.. والركض وين !
فرّيت لك منك وأيامي تلوح بكفن
الموت اشوفه يخاتلني شمال ويمين
جيت اعترف وانكسر.. جيت ارتمي واندفن
في رمل شاطيك.. جيت يشدني لك حنين
تعاظمت بي ذنوبي - هاجسي.. وعصفن
باللي بقى من ثباتي.. عونتك يا معين
إن سيطر الخوف فجبال الضلوع رجفن
وان لاح طيف الرجاوي : تونا ريّضين !

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:50 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.