اخترت لك - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          جواب (الكاتـب : إبراهيم بن نزّال - مشاركات : 1 - )           »          [الحُسنُ أضحكها والشوقُ أبكاني] (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          Bonsoir (الكاتـب : مي التازي - مشاركات : 47 - )           »          [ سُلافة ] في لزوم ما لا يلزم .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 50 - )           »          بدر المطر (الكاتـب : وليد بن مانع - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 3 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 508 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 429 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 75151 - )           »          ماذا تكتب على جدار الوطن ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 1558 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد العام

أبعاد العام لِلْمَوَاضِيْعِ غَيْرِ الْمُصَنّفَةِ وَ الْمَنْقُوْلَةِ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-15-2019, 08:25 PM   #9
عامر بن محمد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عامر بن محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1581

عامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الزهرة الخامسة
النرجس

ادب السندويش
أحمد حسن الزيات مجلة الرسالة بتاريخ: 14 - 06 - 1937

ادب السندويش

لعلك تقول لنفسك سائلاً أو هازلاً ما علاقة الأدب بالسندوتش؟ ولو

كنت أريد الأدب الذي تعارفه أولو الجد من الناس لأعيا نفسك وأعياني

أن ندلك على هذه العلاقة. ولكنني أريد الأدب الذي تتأدبه ناشئة اليوم؛

والسندوتش أو الشطيرتان بينهما الكامخ كما يريدون أن نقول، لقيمات

تشتريها وأنت واقف في المطعم، وتأكلها وأنت ماش في الطريق،

وتهضمها وأنت قاعد في المكتب، فلا تجد لها بين ذهول العجلة وتفكير

العمل هناءة في ذوقك ولا مراءة في جوفك. وهذا الضرب من الطعام

القائم على القطف والخطف جنى على الأسرة فحرمها لذة المؤاكلة

ومتعة المنادمة وأنس العشرة؛ وجنى على المائدة فسلبها فنها الطاهي

وذوقها المنظم وجلستها البهيجة؛ وجنى على الصحة فأضعف الشهوة

وأفسد الهضم ونقص العافية. والثقافة الأدبية اليوم لاتختلف في سرعتها

وتفاهتها وفسادها عن هذا النوع الجديد من الأكل، فهي نتفات من

الكتب، ولقفات من الصحف، وخطفات من الأحاديث، ومطالعات في

القهوة أو في الترام أو في السرير يلقط الكلم فيها النظر الخاطف، كما

يلقط الحب الطائر الفزع، ثم نتاج مختصر معتسر كجنين الحامل

أسقطته قبل التمام، وصراخ مزعج في أذني هذا السقط ليستهل وهو

مضغة من اللحم المسيخ لا تشعر ولا تنبض، وأصبح مآل غرفة

المكتب في البيت كمآل غرفة الطعام وقاعة الجلوس فيه، بغى عليها

سندوتش الصحيفة كما بغى على هاتين سندوتش البار والقهوة

يقول أنصار السندوتش في الحياة: إن المائدة لا تتفق مع الزمن الدافق والعمل المتص والتطور المستمر والحركة السريعة؛ فان في طول الجلوس إليها، وقواعد الأكل عليها، وتعدد الألوان فيها، واحتفال الأسرة لها، إضاعة للمال والوقت، وقتلاً للنشاط والحركة، وجلباً للسقام والمرض.

ويقول أنصار السندوتش في الأدب: إن قواعد اللغة قيود لا توافق حرية العصر، وأساليب البلاغة عوائق لا تجاري قراءة السرعة، وبدائع الفن شواغل لا تساعد وفرة الإنتاج. والحق الصريح أن آكلي السندوتش أعجلتهم محاقر العمل ومشاغل الرزق عن النعيم الآمن، والجمام الخصب، والبيت المطمئن، فجعلوا صعلكة المطاعم نظاماً وفلسفة؛ وأن قارئي السندوتش صرفتهم وعوثة الطريق وتكاليف الغاية عن اكتساب الملكة، وتحصيل الأداة وتوفير المعرفة، فقنعوا بهذا الفتات المتخلف ثم تجشئوا من غير شبع، وتشدقوا من غير علم، وطلبوا محوا القيود والحدود والمقاييس ليصبح الأدب كوناً عاماً والفن حمى مباحاً، فيسموا راوي الأقاويل قصصياً، ووزان التفاعيل شاعراً، ونهاش الأعراض ناقداً، وسلاب القرائح نابغة؛ ولكن الطبيعة التي تحفظ سر الكمال، وتحمي ندرة النبوغ، وتبغي بقاء الأصلح، تأبى إلا أن يظل قراء السندوتش وآكلو السندوتش فقراء ذوي عمل، أو أغنياء ذوي لهو، لا تهيئهم الحياة المضطربة إلى زعامة في أمر ولا إلى نبوغ في فكرة

أثار هذا الموضوع في ذهني طائفة من الرسائل النقدية تلقيتها من أقطار العربية تستنكر بعض ما تظهر المطابع المصرية من لغو الكهول وعبث الشباب، ونشدد النكير على بعض الأحاديث الأدبية التي تبثها الإذاعة اللاسلكية، وبعجب فاضل من بغداد وأديب من حلب كيف تمتهن مصر كرامتها فترفع صوتها الأدبي في العالم من فم شاعر له ديوان مطبوع وذكر مرفوع ثم لا يدري شيئا في قواعد اللغة ولا ضوابط العروض، فكان يقرأ النثر ولا يقيم لسانه، وينشد الشعر ولا يضبط ميزانه، حتى قالوا والعهدة عليهم إنه أنشد قصيدة ابن سعيد المغربي، وهي من بحر السريع على روي الكاف الساكنة، ففتح الكاف وجعل صدور الأبيات من بحر وأعجازها من بحر آخر!

الواقع الأليم أن الذين درسوا لغتهم وفقهوها من الأدباء النابهين نفر قليل، فإذا استثنيت هؤلاء الستة أو السبعة وهم من الكهول الراحلين، وجدت طبقة الأدباء كطبقات الصناع والزراع والتجار يأخذون الأمور بالتقليد والمحاكاة لا بالدرس والمعاناة؛ وكما تجد في هؤلاء من ينشئ المتجر ثم يكله إلى أجنبي ينظمه ويرتبه، تجد في أولئك من يؤلف الكتاب ثم يدفعه إلى نحوي يعربه ويهذبه. ولا نجد في تاريخ العربية قبل هذا العصر، ولا في تاريخ اللغات في جميع العصور، من يحسب نفسه أديباً في لغة وهو لا يعرف منها إلا ما يعرفه العامي الألَف. والغرور المتبجح والادعاء السفيه لا يستطيعان أن يحملا الناس على أن يقرءوا السخف، ولا الزمن على أن يبقي على الضعيف.

إن رسالة الأدباء كرسالة الأنبياء فيها عبقرية وجلالة وسمو. فإذا لم يكن الكاتب أو الشاعر خليقاً أن يسيطر على العقول والميول بمكانه في العلم وسلطانه في الأدب ورجحانه في الرأي كان أشبه بمن يدعي النبوة في مكة، أو بمن يمارس الشعوذة في لندن!

إن المدارس المصري تعلم اللغة على منهاج غير واضح، والجامعة المصرية تبني الأدب على أساس غير صالح، والجامعة الأزهرية لا تزال تنفض البلى عن كتب ملتاثة التعبير من مخلفات العجمة، إن صلحت لشيء فلن تصلح لتعليم البلاغة. فليت شعري إذا خلت أمكنة هؤلاء النفر الذين نبغوا بالاستعداد والاجتهاد كيف تكون حال الأدب الرفيع في مصر؟ أيذهبون وبُطئان ما يُعوضون على رأي الأستاذ احمد أمين، أم يذهبون وسرعان ما يُخلفون على رأي الأستاذ العقاد؟

 

عامر بن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-15-2019, 08:45 PM   #10
عامر بن محمد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عامر بن محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1581

عامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


ادب السندويش تجلى منذ عام ٢٠٠٦ في روايات محلية بل ان ادب السندويش ارحم من الغثاء الروائي الذي تشهده الساحة الادبية المعاصرة خلا النزر الييسير المستثنى منها . فالله المستعان على هذه الجناية التي اخشى ان يحفظها التاريخ .

 

التوقيع

https://www.youtube.com/channel/UC6t...6uEWH_p5Xd9UA/
تَغَنَّ في كُلِّ شِعرٍ أَنتَ قائِلُهُ .. إِنَّ الغِنَاءَ لِهَذَا الشِّعْرِ مِضْمَارُُ

عامر بن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-15-2019, 09:19 PM   #11
عامر بن محمد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


السادسة
زهرة القرنفل

وهي مختارات من قصائد العباس بن الأحنف بن الأسود الحنفي اليمامي، أبو الفضل. شاعر غزل رقيق، قال فيه البحتري: أغزل الناس. أصله من اليمامة (في نجد) وكان أهله في البصرة، وبها مات أبوه. ونشأ هو ببغداد، وتوفي بها، وقيل بالبصرة. خالف الشعراء في طريقتهم فلم يمدح ولم يهج، بل كان شعره كله غزلاً وتشبيباً .

قُلتُ غَداةَ السَبتِ إِذ قيلَ لي
إِنَّ الَّتي أَحبَبتَها شاكِيَه
يا أَيُّها القائِلُ ما تَشتَكي
قالَ بِها عَينٌ تُرى بادِيَه
فَقُلتُ عِندي إِن تَشَأ رُقيةٌ
لا تَقصِدُ العَينُ لَها ثانِيَه
قَرَأتُ حا ميمَ وَعوَّذتُها
بِالطورِ طَوراً ثُمَّ بِالغاشِيَه
يا رَبُّ فَاِسمَع وَاِستَجِب دَعوَتي
عَجِّل إِلى سَيِّدَتي العافِيَه
_____________
لَقَد جِئتُ الطَبيبَ لِسُقمِ نَفسي
لِيَشفيها الطَبيبُ فَما شَفاها
فَأُقسِمُ جاهِداً لَوَدِدتُ أَنّي
إِذا ما المَوتُ مُعتَمِداً أَتاها
بَدا بي قَبلَها فَلَقيتُ حَتفي
وَلَم أَسمَع مَقالَةَ مَن نَعاها
__________
لَيسَ الخَلِيُّ مِنَ الهَوى كَمُعَذَّبٍ
لَم يُمسِ مِن حَرِّ الهَوى خِلوا
حَسبُ الهَوى بَلوى فَقَد بَلَغَ الهَوى
بي يا مُحَمَّدُ غايَةَ البَلوى
أَبقى الهَوى لِأَخيكَ نَفساً حُرَّةً
حَسرى وَجِسماً ناحِلاً نِضوا
وَإِذا اِنتَهى العَياءُ بِأَهلِهِ
يَوماً فِداءُ أَخي الهَوى الأَدوى
_________

وانشد في محبوبته واسمها ظلوم

ظَلومُ يا مُنيَةَ مَولاها
يا زينَةَ الدُنيا وَمَهناها
يَنظُرُ مَولاها إِلى وَجهِها
فَقَلَّما يَهتَمُّ مَولاها
ظَلومُ يا تِلكَ الفَتاةُ الَّتي
زَيَّنتِ الدُنيا بِمَرآها
تُضيءُ بِاللَيلِ إِذا ما بَدَت
أَزَّرَها الحُسنُ وَرَدّاها
يا أَيُّها السائِلُ عَن وَصفِها
لَقَد وَصَفنا لَو بَلَغناها
إِنَّكَ لَو أَبصَرتَها مَرَّةً
أَجلَلتَها أَن تَتَمَنّاها
لَم نَدرِ ما الدُنيا وَما طيبُها
وَحُسنُها حَتّى رَأَيناها
فَقُل لِقَومٍ حُرِموا أَن يَروا
وَجهَ ظَلومَ اِستَرزِقوا اللَهَ


___________
تَطاوَلَ بي سُهادُ اللَيلِ حَتّى
رَسَت عَينايَ في بَحرِ السُهادِ
وَباتَت تُمطِرُ العَبَراتِ عَيني
وَعينُ الدَمعِ تَنبُعُ مِن فُؤادي

_____________
مَتى يُكونُ الَّذي أَرجو وَآمُلُهُ
أَمّا الَّذي كُنتُ أَخشاهُ فَقَد كان
اما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُدني عَلى شَحَطٍ
جيرانَ دِجلَةَ مِن جيرانِ جَيجانا
عَينُ الزَمانِ أَصابَتنا فَلا نَظَرَت
وَعُذِّبَت بِفُنونِ الهَجرِ أَلوانا
يا لَيتَ مَن نَتَمَنّى عِندَ خَلوَتِنا
إِذا خَلا خَلوَةً يَوماً تَمنّانا

 

عامر بن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-15-2019, 09:25 PM   #12
عامر بن محمد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عامر بن محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1581

عامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


السابعة
زهرة الاوركيد

فلسفة الطائشة
لمصطفى صادق الرافعي

وهذا مجلس من مجالس الطائشة مع صاحبها، مما تسقّطَه من حديثها؛ فقد كان يكتب عنها ما تصيبُ فيه وما تخطئ، كما يكتب أهل السياسة بعضُهم عن بعض إذا فاوض الحليف حليفه أو ناكر الخصمُ خصمه؛ فان كلام الحبيبِ والسياسيّ الداهية ليس كلام المتكلم وحده، بل فيه نطق الدولة. . . . وفيه الزمن يقبل أو يُدبر

وصاحب الطائشة كان يراها امرأة سياسية كهذه الدولة التي ترغم صديقاً على الصداقة لأنه طريقها أو طريق حوادثها. وكان يسميها (جيشَ احتلال)، إذ حطت في أيامه واحتلتها فتبوأت منها ما شاءت على رغمه، واستباحت ما أرادت مما كان يحميه أو يمنعه. وقد كان في مدافعته حبها واستمساكه بصداقتها كالذي رأى ظل شئ على الأرض فيحاول غسله أو كنسه أو تغطيته. . . فهذا ليس مما يغُسل بالماء ولا يكنس بالمكنسة ولا يغطى بالأغطية، إنما إزالته في إزالة الشبح الذي هو يلقيه أو إطفاء النور الذي هو يثبته

في كل شيء على الأرض سخرية من الحسن الفاتن الذي تقدسه، تأتي من اشتهاء هذا الحسن؛ فذاك إسقاطه سقوطاً مقدساً. . . أو ذاك تقديسه إلى أن يسقط، أو هو جعل تقديسه بابا من الحيلة في إسقاطه. لابد من سفل مع العلو يكون أحدهما كالسخرية من الآخر؛ فإذا قال رجل لامرأة قد فتنته أو وقعت من نفسه: (أحبك) أو قالتها المرأة لرجل وقع من نفسها أو استهامها، ففي هذه الكلمة الناعمة اللطيفة كل معاني الوقاحة الجنسية، وكل السخرية بالمحبوب سخرية بإجلال عظيم. . . وهي كلمة شاعر في تقديس الجمال والإعجاب به، غير أنها هي بعينها كلمة الجزار الذي يرى الخروف في جمال اللحميّ الدهنيّ، فيقول: (سمين. . .!)

لهذا يمنع الدين خلوة الرجل بالمرأة، ويحرم إظهار الفتنة من الجنس للجنس، ويفصل بمعاني الحجاب بين السالب والموجب، ثم يضع لأعين المؤمنين والمؤمنات حجاباً آخر من الأمر بغض البصر، إذ لا يكفي في ذلك حجاب واحد، فان الطبيعية الجنسية تنظر بالداخل والخارج معاً. ثم يطرد عن المرأة كلمة الحب إلا أن تكون من زوجها وعن الرجل إلا أن تكون من زوجته، إذ هي كلمة حيلةٍ في الطبيعة أكثر مما هي كلمة صدقٍ في الاجتماع، و يؤكد في الدين صدقها الاجتماعي إلا العقد والشهود لربط الحقوق بها، وجعلها في حياطة القوة الاجتماعية التشريعية، وإقرارها في موضعها من النظام الإنساني؛ فليس ما يمنع أن يكون العاشقُ من معاني الزوج، أما أن يكون من معنى آخر أو يكون بلا معنى فلا؛ وكل ذلك لصيانة المرأة ما دامت هي وحدها التي تلد، وما دامت لا تلد للبيع. . . .

وفلسفة هذه الطائشة فلسفة امرأة ذكية مطلعةٍ محيطة مفكرة، تبصر بالكتب والعقل والحوادث جميعاً، وقد أصبحت بعد سقطةِ حبها ترى الصواب في شكلين لا شكل واحد؛ فتراه كما هو في نفسه، وكما هو في أغلاطها

وقد أسقطنا في رواية مجلسها ما كان من مطارحات العاشقة، واقتصرنا على ما هو كالإملاء من الأستاذة. . . .

قال صاحب الطائشة: ذكرت لها (قاسم أمين) وقلت: إنها خير تلاميذه. . . . حتى لكأنها تجربه ثلاثين سنة لآرائه في تحرير المرأة. فقالت إنما كان قاسم تلميذَ المرأة الأوربية، وهذه المرأة بأعيننا فما حاجتنا نحن إلى تلميذها القديم؟

قالت: وابلغ من يرد على قاسم اليوم هي أستاذته التي شبت بها أطوار الحياة بعده، فقد أثبت قاسم - غفر الله له - أنه أنحصر في عهدٍ بعينه ولم يتبع الأيام نظره، ولم يستقرئ أطوار المدنية، فلم يقدر أن هذا الزمن المتمدن سيتقدم في رذائله بحكم الطبيعة أسرع وأقوى مما يتقدم في فضائله، وأن العلم لا يستطيع إلا أن يخدم الجهتين بقوة واحدة فأقواهما بالطبيعة وأقواهما بالعلم، وكأن الرجل كان يظن أنه ليس تحت الأرض زلازل ولا تحت الحياة مثلُها

مزق البرقع وقال: (إنه مما يزيد في الفتنة، وإن المرأة لو كانت مكشوفة الوجه لكان في مجموع خلْقها - على الغالب - ما يرد البصر عنها) فقد زال البرقع، ولكن هل قدر قاسم أن طبيعة المرأة منتصرة دائماً في الميدان الجنسي بالبرقع وبغير البرقع، وأنها تخترع لكل معركةٍ أسلحتها، وأنها إن كشفت برقع الخزّ فستضع في مكانه برقع الأبيض والأحمر. . . .؟

وزعم أن (النقاب والبرقع من أشد أعوان المرأة على إظهار ما تظهر وعمل ما تعمل لتحريك الرغبة، لأنهما يخفيان شخصيتها فلا تخاف أن يعرفها قريب أو بعيد فيقول: فلانة، أو بنت فلان، أو زوج فلان كانت تفعل كذا. فهي تأتي كل ما تشتهيه من ذلك تحت حماية البرقع والنقاب) فقد زال البرقع والنقاب، ولكن هل قدر قاسم أن المرأة السافرة ستلجأ إلى حماية أخرى فتجعل ثيابها تعبيراً دقيقاً عن أعضائها، وبدلاً من تلبس جسمها ثوباً يكسوه تلبسه الثوب الذي يكسوه ويزينه ويظهره ويحركه في وقت معاً، حتى ليكاد الثوب يقول للناظر: هذا الموضوع أسمهُ. . وهذا الموضع اسمهُ. . وأنظر هنا وأنظر هاهنا. . ما زادت المدنية على أن فككت المرأة الطيبة ثم ركبتها في هذه الهندسة الفاحشة!

وأراد قاسم أن يعلمنا الحب لنرتبط به الزوج معنا، فلم يزد على جرأنا على الحب الذي فر به الزوج منا، وقد نسى أن المرأة التي تخالط الرجل ليعجبها وتعجبه فيصيرا زوجين - إنما تخالط في هذا الرجل غرائزه قبل إنسانيته، فتكون طبيعية وطبيعتها هي محل المخالطة قبل شخصيهما، أو تحت ستار شخصيهما؛ وهو رجل وهي امرأة، وبينهما مصارعة الدم. . . وكثيراً ما تكون المسكينة هي المذبوحة. وقد أنتينا إلى دهرِ يصنع حبه ومجالس أحبابه في (هوليود) وغيرها من مدن السما، فإن رأي الشاب على الفتاة مظهر العفة والوقار قال: بلادة في الدم، وبلاهة في العقل، وثقل أي ثقل. وأن رأى غير ذلك قال: فجور وطيش واستهتار أي استهتار. فأين تستقر المرأة ولا مكان لها بين الضدين؟

اخطأ قاسم في إغفال عمل الزمن من حسابه، وهاجم الدين بالعرف؛ وكان من أفحش غلطه ظنه العرف مقصوراً على زمنه، وكأنه لم يدر أن الفرق بين الدين وبين العرف هو أن هذا الأخير دائم الاضطراب، فهو دائم التغير، فهو لا يصلح أبدا قاعدةً للفضيلة. وهانحن أولاء قد انتهينا إلى زمن العرى، وأصبحنا نجد لفيفاً من الأوربيين المتعلمين، رجالهم ونسائهم، إذا رأوا في جزيرتهم أو محلتهم أو ناديهم رجلاً يلبس في حقويه تبّاناً قصيراً كأنه ورق الشجر على موضعه ذاك من آدم وحواء، إذا رأوا هذا المتعفف بخرقه. . . . أنكروا عليه وتساءلوا بينهم. من؛ من هذا الراهب. . . .؟

ونسى قاسم - غفر الله له - أن للثياب أخلاقا تتغير بتغيرها فالتي تفرغ الثوب على أعضائنا إفراغ الهندسة، وتلبس وجهها ألوان التصوير - لا تفعل ذلك إلا وهي قد تغير فهمها للفضائل، فتغيرت بذلك فضائلها، وتحولت من آيات دينية إلى آيات شعرية. وروح المسجد غير روح الحانة، وهذه غير روح المرقص، وهذه غير وروح المخدع، ولكل حالة تلبس المرأة لبساً فتخفي منها وتبدي. وتحريك البيئة لتتقلب، هو بعينه تحريك النفس لتتغير صفاتها، وأين أخلاق الثياب العصرية في امرأة اليوم، من تلك الأخلاق التي كانت لها من الحجاب؟ تبدلت بمشاعر الطاعة والصبر والاستقرار والعناية بالنسل والتفرغ لإسعاد أهلها وذويها - مشاعر أخرى أو لها كراهية الدار والطاعة والنسل، وحسبك من شر هذا أوله وأخفه!

كان قاسم كالمخدوع المغتر بآرائه، وكان مصلحاً فيه روح القاضي، والقاضي بحكم عمله مقلدٌ متبع، أليس عليه أن يسند رأيه دائماً إلى نص لم يكن له فيه شأن ولا عمل؟ من ثم كثرت أغلاط الرجل حتى جعل الفرق بين فساد الجاهلة وفساد المتعلمة أن الأولى (لا تكلف نفسها عناء البحث عن صفات الرجل الذي تريد أن تقدم له أفضل شيء لديها وهو نفسها؛ وعلى خلاف ذلك يكون النساء المتعلماتُ، إذا جرى القدر عليهن بأمر مما لا يحل لهن لم يكن ذلك إلا بعد محبة شديدة يسبقها علم تام بأحوال المحبوب (. . . .) وشمائله وصفاته، فتختاره من بين مئات وألوف ممن تراهم في كل وقت (!!!!) وهي تحاذر أن تضع ثقتها في شخص لا يكون أهلاً لها، ولا تسلم نفسها إلا بعد مناضلة يختلف زمنها وقوة الدفاع فيها حسب الأمزجة (؟؟؟؟) وهي في كل حال تستتر بظاهر من التعفف (؟؟؟؟). . .)

أليس هذا كلام قاض من القضاة المدنيين المتفلسفين على مذهب (لمبروزو) يقول لإحدى الفاجرتين: أيتها الجاهلة الحمقاء كيف لم تتحاشي ولم تتستري فلا يكون للقانون عليك سبيل؟

وحتى في هذا قد أثبت قاسم أنه لا يعرف الأرنب وأذنيها وإلا فمتى كان في الحب اختيار، ومتى كان الاختيار يقع فيما يجرى به القدر، ومتى كان نظر العاشقة إلى الرجال نظراً سيكولوجياً كنظر المعلمة إلى صبيانها. . . . فتدرس الصفات والشمائل في مئات وألوف ممن تراهم في كل وقت لتصفيها كلها في واحد تختاره من بينهم؟ هذا مضحك!

إليك خبراً واحداً مما تنشره الصحف في هذه الأيام؛ كفرار بنت فلان باشا خريجة مدرسة كذا مع سائق سيارتها، ففسر لي أنت كلام قاسم، وأفهمني كيف تكون اثنان واثنان خمسة وعشرين؟ وكيف يكون فرار متعلمة أصيلة مع سائق سيارة هو محاذرة وضع الثقة فيمن لا يكون أهلاً لها؟

لقد أغفل قاسم حساب الزمن في هذا أيضاً، فكثير من المنكرات والآثام قد أنحل منها المعنى الديني وثبت في مكانه معنى اجتماعي مقررٌ، فأصبحت المتعلمة لا تتخوف من ذلك على نفسها شيئاً، بل هي تقارفه وتستأثر به دون الجاهلة، وتلبس له (السواريه)، وتقدم فيه للرجال المهذبين مرة ذراعها، ومرة خصرها. . .

أقرأت (شهرزاد)؟ أن فيها سطراً يجعل كتاب قاسم كله ورقاً أبيض مغسولاً فيه شيء يقرأ:

قالت شهرزاد المتعلمة المتفلسفة، البيضاء البضة، الرشيقة الجميلة؛ للعبد الأسود الفظيع الدميم الذي تهواه: (ينبغي أن تكون أسود اللون؛ وضيع الأصل؛ قبيح الصورة، تلك صفاتك الخالدة التي أحبها. . . . . .)

فهذا كلام الطبيعة نفسها لا كلام التأليف والتلفيق والتزوير على الطبيعة

قال صاحب الطائشة:

فقلت لها: فإذا كان قاسم لا يرضيكِ، وكان الرجل مصلحاً دخلته روح القاضي، فخلط رأياً صالحاً وآخر سيئاً، فلعل (مصطفى كمال) همك من رجل في تحرير المرأة تحريراً مزق الحجاب وأل. . .؟

قالت إن مصطفى كمال هذا رجل ثائر، يسوق بين يديه الخطأ والصواب بعصا واحدة، ولا يمكن في طبيعة الثورة إلا هذا، ولا يبرح ثائراً حتى يتم انسلاخ أمته. وله عقل عسكري كان يمكر به مكر الألمان حين أكرههم الحلفاء على تحويل مصانع (كروب) فحولوها تحويلاً يردها بأيسر التغيير إلى صنع المدافع والمهلكات. وليس الرجل مصلحاً ألبتة، بل هو قائد زهاه النصر الذي أتفق له، فخرج من تلك الحرب الصغيرة وعلى شفتيه كلمة: (أريد. . .) وجعل بعد ذلك إذاً غلط غلطة أرادها منتصرة، فيفرضها قانوناً على المساكين الذين يستطيع أن يفرض عليهم وهم اليوم لا يملأون قبضة دولته، فيقهرهم عليها ولا يناظرهم فيها، ويأخذ كيف شاء، ويدعهم كيف أحب؛ وبكلمة واحدة: هو مؤلف الرواية والقانون نفسه أحد الممثلين. . .

وحقده على الدين وأهل الدين هو الدليل على أنه ثائر لا مصلح؛ فإن أخص أخلاق الثورة حقد الثائرين، وهذا الحقد في قوة حرب وحدها، فلا يكون إلا مادة للأفعال الكثيرة المذمومة. والرجل يحتذي أوروبا ويعمل على أعمال الأوربيين في خيرها وشرها، ويجعل رذائلهم من فضائلهم على رغم أنفهم يتبرأون هم منها ويلحقها هو بقومه، فكأنه يعتنف الآراء ويأخذها أخذاً عسكرياً، ليس في الأمر إلا قوله أريد. فيكون ما يريد. هو لم يحكم على شبر من أوروبا يجعله تركيا، ولكنه جعل رذائل أوروبا تتجنس بالجنسية التركية. . .

وتالله إنه لأيسر عليه أن يجئ بملائكة أو شياطين من المردة، ينفخون أرض تركيا فيمطونها مطاً فيجعلونها قارة من أن يكره أوروبا على اعتبار قومه أوربيين بلبس قبعة وهدم مسجد. إنه لا يزال في أول التاريخ، وهذا الشعب الذي أنتصر به لم تلده مبادئه ولا أنشأه هدم المساجد وشنق العلماء، بل هو الذي ولدته تلك الأمهات، وأخرجه أولئك الآباء، وما كان يعوزه إلا القائد الحازم المصمم، فلما ظفر بقائده جاء بالمعجزة؛ فإذا فتن القائد بنفسه وأبى إلا أن يتحول نبياً فهذا شيء آخر له أسم آخر

ولنفرض (الأثير) كما يقول العلماء، لنستطيع أن نجعل مسألتنا هذه علمية، وأن نبحثها بحثاً علمياً، فليكن مصطفى كمال هو اللورد كتشنر في إنجلترا، فيكسب اللورد كتشنر تلك الحرب العظمى لا حرب الدويلة الصغيرة، وينتصر على البراكين من الجيوش لا على مثل براميل النبيذ. . . ثم يستعز الرجل بدالته على قومه ويدخله الغرور، فيتصنع لهم مرة ويتزين لهم مرة، ثم يأتيهم بالآبدة فيسفه دينهم، ويريدهم على تعطيل شعائرهم وهدم كنائسهم لأن هذا هو الإصلاح في رأيه. أفترى الإنجليز حينئذ يضوون إليه ويلتفتون حوله ويقولون: قائدنا في الحرب، ومصلحنا في السلم، وقد انتصرنا به على الناس فسننتصر به على الله، وظفرنا معه بيوم من التاريخ فسنظهر معه بالتاريخ كله. . .؟ أم تحسب كان كتشنر كان يجسر على هذا وهو كتشنر لم يتغير عقله؟

إنه والله ما يتدافع اثنان أن هدم كنيسة واحدة لا يكون إلا هدم كتشنر وتاريخ كتشنر، ولكن العجز ممهد من تلقاء نفسه، والأرض المنخسفة هي التي يستنقع فيها الماء فله فيها أسم ورسم؛ أما الجبل الصخري الأشم، فإذا صب هذا الماء عليه أرسله من كل جوانبه، وأفاضه إلى أسفل. . .!

قال صاحب الطائشة: فأقول لها: إذا كان هذا رأيك للنساء فكيف لا ترين مثل هذا لنفسك؟

فتضعضعت لهذه الكلمة ولجلجت قليلاً ثم قالت: أنت سلبتني الرأي لنفسي، ووضعتني في الحقيقة التي لا تتقيد بقانون الخير والشر

قلت: فإذا كانت كل امرأة تغلط لنفسها في الرأي وتنصح بالرأي الصائب غيرها، فيوشك ألا يبقى في نساء الأرض فضيلة ولا يعود في المدرسة كلها عاقل إلا الكتاب

فتضاحكت وقالت: لهذا يشتد ديننا الإسلامي مع المرأة، فهو يخلق طبائع المقاومة في المرأة، ويخلقها فيما حولها، حتى ليخيل إليها أن السماء عيون تراها، وأن الأرض عقول تحصى عليها. وهل أعجب من أن هذا الدين يقضي قضاء مبرماً أن تكون ثياب المرأة أسلوب دفاع لا أسلوب أغراء، وأن يضعها من النفوس موضعاً يكون فيه حديثها بينها وبين نفسها كالحديث في الراديو له دوي في الدنيا، فيقيم عليها الحجاب وغيرة الرجل وشرف الأهل، ويؤاخذها بروح طبيعتها، فيجعل الهفوة منها كأنها جنين يكبر ولا يزال يكبر حتى يكون عار ماضيها وخزي مستقبلها

هذه كلها حجب مضروبة لا حجابٌ واحد، وهي كلها لخلق طباع المقاومة، ولتيسير المقاومة، ومتى جاء العلم مع هذه لم يكن أبداً إطلاقاً، ولم يكن أبداً إلا الحجاب الأخير كالسور حول القلعة. ولكن قبح الله المدنية وفنها؛ أنها أطلقت المرأة حرة ثم حاطتها بما يجعل حريتها هي الحرية في اختيار أثقل قيودها لا غير. أنت محمل بالذهب، وأنت حر، ولكن بين اللصوص، كأنك في هذا لست حراً إلا في اختيار من يجني عليك. . . .!

لم تعد المرأة العصرية انتصار الأمومة، ولا انتصار الخلق الفاضل، ولا انتصار التعزية في هموم الحياة؛ ولكن انتصار الفن، وانتصار اللهو، وانتصار الخلاعة

قال صاحب الطائشة: فضحكت وقلت: وانتصاري. . . .!

 

عامر بن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-15-2019, 09:35 PM   #13
ايمَــان حجازي
( كاتبة )

الصورة الرمزية ايمَــان حجازي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 70799

ايمَــان حجازي لديها سمعة وراء السمعةايمَــان حجازي لديها سمعة وراء السمعةايمَــان حجازي لديها سمعة وراء السمعةايمَــان حجازي لديها سمعة وراء السمعةايمَــان حجازي لديها سمعة وراء السمعةايمَــان حجازي لديها سمعة وراء السمعةايمَــان حجازي لديها سمعة وراء السمعةايمَــان حجازي لديها سمعة وراء السمعةايمَــان حجازي لديها سمعة وراء السمعةايمَــان حجازي لديها سمعة وراء السمعةايمَــان حجازي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


القدير عامر
انتقيت باقات زهور
اذهلتنى وخاصة الباقه السادسه
القرنفل للعباس ابن الاسود
زهرة تشبه ما ألمسه الآن في هذا الثراء الشعري


ود يليق 🌺

 

التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




ب نيف من فلسفة بما ان الموت حتمى على كل
كائن حى لما يقتلوننا قبل الاوان بكثير ..؟
.

ايمَــان حجازي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-16-2019, 10:56 AM   #14
عامر بن محمد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


الثامنة زهرة
السوسن

مختارات يسيرة من شعر رائد مدرسة إحياء الشعر العربي الفارس الوزير المصري البارودي .


حَيَاتِي فِي الْهَوَى تَلَفُ .. وَأَمْرِي فيهِ مُخْتَلِفُ
أَبِيتُ اللَّيْلَ مُكْتَئِباً .. وَقَلْبِي فِي الْحَشَا يَجِفُ
فَنَوْمِي كُلُّهُ سَهَرٌ.. وعَيشِك كلُّهُ أسَفُ
وَمَا أُخْفِيهِ مِنْ وَجْدِي..وحُزنِى فوقَ ما أصِفُ
فَهَلْ مِنْ صَاحِبٍ يَرْثِي .. لِما ألقَى فَينعَطِفُ ؟
أيقتلُنِى الهَوى ظُلماً ..وَمَا فِي النَّاسُ لِي خَلَفُ؟
وهَبنِى فارسَ الهَيجا ..ءِ أغشاها فتنكَشِفُ
أَلَيْسَ الْعِشْقُ سُلْطَاناً .. لَهُ الأَكْوَانُ تَرْتَجِفُ؟
إِذَا كَانَ الْهَوَى خَصْمِي .. فَقُلْ لِى : كيفَ أنتصِفُ ؟
_______

أَلاَ، لاَ تَلُمْ صبّاً علَى طُولِ سُقْمِهِ ..
وَ دعهُ ، فليسَ الأمرُ فيهِ لحكمهِ
فَلَيْسَ الْهَوَى مِمَّا يُرَدُّ بِحِيلَة .ِ..
وَلَكِنَّهُ يَثْنِي الْفَتَى دُونَ عَزْمِهِ
وَ ما يستوي جانٍ أتى الإثمَ طائعاً..
وَ آخرُ لمْ يقرفهُ إلاَّ برغمهِ
إذا ما أقرَّ المرءُ يوماً بذنبهِ ..
فماذا الذي تغنى لجاجة ُ خصمهِ ؟
______________

ذَنْبِي إِلَيْكَ غَرَامِي فهلْ يحلُّ ملامي ؟
يَا ظالِمي فِي هوَاهُ هَلاَّ رَعيْتَ ذِمَامِي
حَتَّامَ تُعْرِضُ عَنِّي وَ لاَ تردُّ سلامي
عَطْفاً عَليَّ؛ فَإِنِّي برى هواك عظامي
فَكَيْفَ تُنْكِرُ وَجْدِي؟ أَمَا رَأَيْتَ سَقَامِي؟
وَيْلاَهُ مِمَّا أُلاَقِي مِنْ لَوْعَتِي وَهُيَامِي
رقَّ النسيمُ لحالي وَ سالَ دمعُ الغمامِ
وَسَاعَدَتْنِي، فَنَاحَتْ عَلَيَّ وُرْقُ الْحَمامِ
فيا سميرَ فؤادي في يقظتي وَ منامي
مَتَى يَفُوزُ بِوَصْلٍ أَسِيرُ لَحْظِكَ «سَامِي»
________________

سلْ حمامَ الأيكِ عنيَّ .. إِنَّهُ أَدْرَى بِحُزْنِي
نَحْنُ فِي الْحُبِّ سَوَاءٌ..كُلُّنَا يَبْكِي لِغُصْنِ
غيرَ أنَّ الوجدَ منهُ ليسَ مثلَ الوجدِ مني
أَنَا أَبْكِي مِنْ غَرَامِي وَهْوَ فِي الْغُصْنِ يُغَنِّي
وَهْوَ بِالدَّمْعِ بَخِيلٌ وَ دموعي ملءُ عيني
لَسْتَ فِي الصَّبْوَة ِ مِثْلِي .. فَانْصَرِفْ يَا طَيْرُ عنِّي
____________

 

عامر بن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-16-2019, 10:43 PM   #15
عامر بن محمد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عامر بن محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1581

عامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعةعامر بن محمد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمَــان حجازي مشاهدة المشاركة
القدير عامر
انتقيت باقات زهور
اذهلتنى وخاصة الباقه السادسه
القرنفل للعباس ابن الاسود
زهرة تشبه ما ألمسه الآن في هذا الثراء الشعري


ود يليق 🌺
حياك اخت ايمان سرني تعلقيك
تقبلي تحياتي

 

عامر بن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-16-2019, 10:45 PM   #16
عامر بن محمد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


التاسعة
زهرة الجوري

بعض اغاني ام كلثوم الفصحى

"قالوا أحب القسُّ سلامة
وهو التقي الورع الطاهر
كأنما لم يدر طعم الهوى
والحب إلا الرجل الفاجر
يا قوم إني بشر مثلكم!
وفاطري ربكم الفاطر
لي كبد تهفو كاكبادكم
ولي فؤاد مثلكم شاعر
______________

"أصون كرامتي من قبل حبي
فإن النفس عندي فوق قلبي
رضيت هوانها فيما تقاسي
وما إذلالها في الحب دأبي
فما هنت لغيرك في هواها
ولا مالت لغيرك في التصبي
ولكني أردت هوى عفيفاً
ورمت لك الهنا في ظل قربي
تبادلني الغرام على وفاء
وأسقيك الرضا من كأس حبي
ولما أيقنت روحي بشر
وكان الغدر في عينيك ينبي
هجرتك والأسى يدمي فؤادي
وصنت كرامتي من قبل حبي
_____________

ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
لما رنا حدثتني النفس قائلة
يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي
جحدتها وكتمت السهم في كبدي
جرح الأحبة عندي غير ذي ألم
يا لائمي في هواه والهوى قدر
لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم!
لقد أنلتك أذناً غير واعية
ورب مستمع والقلب في صمم
يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى أبداً
أسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم
يا نفس دنياك تخفي كل مبكية
وإن بدا لك منها حسن مبتسم
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
_________________

سلوا قلبي غداة سلا وتابا
لعل على الجمال له عتابا
ويسأل في الحوادث ذو صواب
فهل ترك الجمال له صوابا؟!
وكنت إذا سألت القلب يوماً
تولى الدمع عن قلبي الجوابا
ولي بين الضلوع دم ولحم
هما الواهي الذي بكل الشبابا
تسرب في الدموع فقلت ولى
وصفق في الضلوع فقلت ثابا
ولو خلقت قلوب من حديد
لما حملت كما حمل العذابا
ولا ينبيك عن خلق الليالي
لمن فقد الأحبة والصحابا
فمن يغتر بالدنيا فإني
لبست بها فأبليت الثيابا
جنيت بروضها ورداً وشوكاً
وذقت بكأسها شهداً وصابا
فلم أر غير حكم الله حكماً
ولم أر دون باب الله بابا
وأن البر خير في حياة
وأبقى بعد صاحبه صوابا
نبي الخير بيّنه سبيلاً
وسن خلاله وهدى الشعابا
وكان بيانه للهدي سبلاً
وكانت خيله للحق غابا
وعلّمنا بناء المجد حتى
أخذنا إمرة الأرض اغتصابا
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا
أبا الزهراء قد جاوزت قدري
بمدحك بيد أن لي انتسابا"

_____________
تائب تجري دموعي ندما
يا لقلبي من دموع الندم
ليتني ذبت حياء كلما
جدد العفو عطاء المنعم
عانق الشيطان في صدري الملاك
وتحيرت بهذا وبذاك
ثم صاح الوهم قلت واهواك
سبح الإثم بأمري فارتمى
حاضري يمسح جرح الألم
قد زهدت الإثم شوقاً للسلام
أين ظل الله من طيف الحطام؟
أين نور الحق من وهم الظلام؟
أشرقت روحي فذابت نغما
وصفا قلبي صفاء الملهم
يا الهي شاقني هذا الوجود
تلك دنياك فما بال الخلود؟!
عز قدري بك في ظل السجود
أنت إن ترضى كفاني مغنما
ليس بعد الله من مغنم

_____________
سمعت صوتا هاتفا فى السحر
نادى من الغيب رفات الشر

هيا املأوا كأس المنى قبل أن
تملأ كأس العمر كف القدر

لا تشغل البال بماضى الزمان
ولا بآت العيش قبل الأوان

واغنم من الحاضر لذاته
فليس فى طبع الليالى الأمان

غد بظهر الغيب واليوم لى
وكم يخيب الظن فى المقـبل

ولست بالغافل حتى أرى
جمال دنياى ولا أجتلى

الفلب قد أضناه عشق الجمال
والصدر قد ضاق بما لا يطاق

يارب هل يرضيك هذا الظمأ
والماء ينساب أمامى زلال

أولى بهذا القلب أن يخفقا
وفى ضرام الحب أن يحرقا

ما أضيع اليوم الذى مر بى
من غير أن أهوى وأن أعشقا

أفق خفيف الظل هذا السحر
نادى دع النوم وناجى الوتر

فما أطال النوم عمرا ولا
قصر فى الأعمار طول السهر

فكم توالى الليل بعد النهار
وطال بالأنجم هذا المدار

فامش الهوينة إن هذا الثرى
من أعين ساحرة الإحورار

لا توحش النفس بخوف الظنون
واغنم من الحاضر أمن اليقين

فقد تساوى فى الثرى راحل
غدا ومن ألوف السنين

اطفئ لظى القلب بشهد الرضاب
فإنما الأيام مثل السحاب

وعيشنا طيف خيال فنــل
حظك منه قبل فوات الشباب

لست ثوب العيش لم أستشر
وحرت فيه بين شتى الفكر

وسوف أنضو الثوب عنى ولم
أدرك لماذا جئت أين المفر

يا من يحار الفهم فى قدرتك
وتطلب النفس حمى طاعتك

أسكرنى الإثم ولكنى
صحوت بالآمال فى رحمتك

إن لم أكن أخلصت فى طاعتك
فإننى أطمع فى رحمتك

وإنما يشفع لى أننى قد
عشت لا أشرك فى وحدتك

تخفى عن الناس سنى طلعتك
وكل ما فى الكون من صنعتك

فأنت ملاه وأنت الذى
ترى بديع الصنع فى آيتك

إن تفصل القطرة من بحرها
ففى مداه منتهى أمرها

تقاربت يا رب ما بيننا
مسافة البعد على قدرها

يا عالم الأسرار علم اليقين
يا كاشف الضر عن البائسين

يا قابل الأعذار عدنا إلى
ظلك فاقبل توبة التائبين

 

التوقيع

https://www.youtube.com/channel/UC6t...6uEWH_p5Xd9UA/
تَغَنَّ في كُلِّ شِعرٍ أَنتَ قائِلُهُ .. إِنَّ الغِنَاءَ لِهَذَا الشِّعْرِ مِضْمَارُُ

عامر بن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تـفـاصـيـل // هـــامــش // أرق .... !!! شــمــ نـجـد ــس أبعاد الهدوء 1501 05-13-2010 12:17 AM
احترت كثيراااااااااااااااااااااااااااا محمد الحامد أبعاد النثر الأدبي 14 10-01-2006 11:23 PM


الساعة الآن 03:02 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.